شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 2 -
سلوى: هي.. أنت ولا أحد غيرك.. فأنت المرأة التي أغرم فريد بالشعر من أجلها..
(وتضحك عايدة حتى لتكاد تقع من المقعد الذي كانت تجلس عليه ثم تقول):
عايدة: فريد.. مغرم بي.. لقد طلب مستحيلاً.. مسكين.. .. حقيقة إنَّو ملحوس.. ومهووس..
سلوى: ليش يا عايدة لأنه أحبك..
عايدة: لا ولكن لأنو ما قدَّر المسافة اللي تفصل بيني وبينه..
سلوى: (متحمسة لفريد): بس فريد يا عايدة شاب جامعي مثقف من عائلة محترمة.. يمكن عيبو الوحيد إنَّه يعيش في الخيال.
عايدة: أنا ما أطعن في علمه ولا في عيلته.. إنما نحن اليوم.. نعيش في عصر الواقع.. لا الخيال..
سلوى: ولكن الخيال هو الذي جسَّد الواقع يا عايدة.. فلولا الخيال ما توصل العلماء والرياضيون إلى ما وصلوا إليه.. ولولا الخيال ما استمتعنا بالروائع من الأدب والشعر..
عايدة: سيطول الجدل بيننا يا سلوى ولا سيما وفريد كما ظهر له منزلة كبيرة عندك.. على كل حال سيأتي اليوم اللي يصحو فيه فريد ليرى إنَّو كان يعيش في حلم جميل أو غير جميل..
سلوى: وتُقدّرون فتضحك الأقدار..
عايدة: المهم فين رايحة تقضي الصيف..
سلوى: هنا بعد أن اتسعت شبكة الطرقات وتيسرت وسائط النقليات وابتدأ الناس يتسابقون إلى اجتذاب المصطافين.. وأنت..
عايدة: أما أنا فسأذهب مع أخي وزوجه وطفلته للخارج..
سلوى: قدّيش.. بدك تغيبي..
عايدة: شهرين على الأقل..
سلوى: والله ستوحشينا يا عايدة.. وسأشعر بفراغ كبير أثناء غيابك..
عايدة: الشّعور متبادل يا سلوى..
سلوى: وامتى رايحين تسافروا..
عايدة: خلال أسبوعين.. فالحرّ هجم بسرعة وبقوة..
سلوى: بس البركة في الكنديشينات..
عايدة: لكن البراد الطبيعي ما في شك أحسن..
سلوى: هذا صحيح.. وسنستمتع به في بلادنا كما ستستمتعين به في الخارج..
عايدة: أنا كنت ناويه أقضي الصيف هنا لكن أخويا وزوجه أصرا على أن أصحبهما..
سلوى: سيقضيان الصيف في مصيفهما المحبوب كما تعرفين..
سلوى: ربنا لا يحرمك منهم..
عايدة: شكراً وربنا يخلى لك أنت كمان.
سلوى: أنا استأذن..
عايدة: مع السلامة وإلى اللقاء..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى رائعة صادرة من ستريو نسمع بعدها صوت سامي يقول بحدة):
سامي: فريد يا أخي ما في شيء يشغلك.. ما تزهق من حالتك هادي..
فريد: تقول ما في شيء يشغلني.. والموسيقى وقراءة الشعر وإنشاده أليست شغلاً.. وشغلاً جميلاً..
سامي: بس لازم تقوم بعمل يفيد مجتمعك.. لازم تتحرك.. لازم تنتج.
فريد: مجتمعي في غِنَى عني وأنا في غنى عنه.. فالصحة زي.. البمب والفلوس زي الرز..
سامي: يا أخي أنت تقرأ الشعر وتردده دائماً فهل قرأت..
فريد: قرأت ماذا..
سامي: قول الشاعر..
فريد: ماذا قال..
سامي:
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أيّ مفسدة
فريد: ولكني لا أعيش في فراغ يا عزيزي سامي.. فأنا أقرأ عشرات الكتب وأكتنز حصيلة طيبة من الشعر.. من يدري فربما أصبحت شاعراً مرموقاً وكاتباً كبيراً.. ومع ذلك..
سامي: ومع ذلك ماذا..
فريد: فإني أفكر في القيام بجولة حول العالم أنمي بها معرفتي وأطلع على أشياء ربما تعود بالفائدة لي ولوطني..
سامي: فكرة السياحة أنا موافق عليها لأنها ستخرجك من العزلة والانطواء وربما غيرت نظرتك للحياة ومجرياتها.. بس..
فريد: بس ماذا..
سامي: ممكن أسأل..
فريد: قول يا أخي.. قول..
سامي: لا يكون ناوي..
فريد: ناوي ماذا..
سامي: ناوي تلحق عايدة..
فريد: وهيَّه عايدة مسافرة..
سامي: نعم..
فريد: إلى أين..
سامي: مع أخيها للخارج..
فريد: وهل سيطول بقاؤها هناك..
سامي: مدة شهرين كما فهمت من سلوى..
فريد: شكراً على إعلامي شكراً..
سامي: لكن ما جاوبتني على سؤالي..
فريد: مش رايح أسافر إلا بعد ما ترجع عايدة حتى تعلم أنني لست ملحوساً ومهووساً ومجنوناً بحبها.. ها عجبك الجواب..
سامي: برافو فريد.. برافو.. أنا مسرور أنك بديت تمشي في الطريق الصحيح.. سلام عليكم..
فريد: إلى أين..
سامي: عندي محاضرة..
فريد: موفق يا أخي.. مع السلامة وإلى اللقاء..
سامي: إلى اللقاء..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى غربية نسمع بعدها صوت عايدة تقول):
عايدة: ما أجملها من بلاد.. سبحان من أبدعها.. ربنا أنعم عليها من جمال الطبيعة ما يفتن العقول والألباب..
صادق: كنتِ مترددة في المجيء معي وبكل جهد جهيد أقنعناك.. مو كدا.. وعساك ما تكوني ندمانة..
عايدة: يا سلام يا صادق يا خويا كم أنا سعيدة بما أنا فيه وشاكرة لك إصرارك على ذهابي معك..
صادق: ولسه يا عايدة أنت ما شفت حاجة من جمال هادي البلاد.. بكرة لما تشوفي معالمها التاريخية ومتاحفها الرائعة وآثارها رايحة تندهشي وتنبهري..
عايدة: (بلهفة) ومتى سنشاهد هذه المعالم لقد شوقتني إليها.
صادق: لازم نرتاح شوية من سفرنا الطويل..
عايدة: صحيح ونرتب أنفسنا في الشقة التي استأجرناها..
صادق: وبعدها سنتصل بإحدى شركات السياحة في المدينة للتفرج على معالم هذه البلاد..
عايدة: كلام سليم يا أخي..
صادق: ثم لا تنسي أننا سنشاهد معالم المدينة في النهار وفي الليل، لأننا سنشترك في الجولة النهارية والجولة الليلية.. يعني نتعرف على كل شيء تقريباً.. في يوم وليلة..
عايدة: هايل يا أخي هايل..
صادق: وبعدين نقوم بجولات في القرى والأماكن المجاورة لهذه المدينة خلال الفترة التي سنقضيها هنا..
عايدة: (بفرحة) برنامج رائع.. بديع..
صادق: بس بس بنتي سوسن رايحة تحرمنا من السهرات الليلية مو كدا..
عايدة: يمكن ايجاد مربية ليلية من أحد مكاتب الاستخدام..
صادق: عليكي نور.. هيا بنا..
عايدة: إلى أين..
صادق: نتدبر المربية.. حضري حالك علبالْ ما أقول لأم سوسن.. بالبرنامج وأستأذنها..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فريد وهو ينشد الأبيات التالية):
فريد:
ودع الصبر محب ودعك
ذائع من سره ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن
زاد في تلك الخطى إذ شيّعَكْ
يا أخا البدر سناءً وسنى
حفظ الله زماناً أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم
بت أشكو قصر الليل معك
(يسمع قرعاً على الباب فيقول):
فريد: مين.. أدخل..
(يدخل سامي وهو يقول):
سامي: صباح الخير يا فريد..
فريد: صباح الخير يا سامي..
سامي: (يرى كتاباً في يد فريد فيقول) آسف إني قطعت عليك حبل تفكيرك أو قراءتك بالأحرى..
فريد: لا.. كنت اقرأ في ديوان ابن زيدون.. بعض أبيات أعجبتني.
سامي: ألا تشركني معك في الإعجاب..
فريد: ولكنك لست من سكان دنيا الخيال.. بل من سكان دنيا الأرقام والمادة..
سامي: لا يا فريد.. برضه.. إذا تجاوزت وعديت نفسي من الرياضيين أقول نحن الرياضيين نميل إلى الترفيه عن أنفسنا.. وفي الشعر الجميل كل الترفيه..
فريد: حسناً.. خذ واقرأ.. وقل لي رايك..
سامي: (يقرأ سامي لنفسه وموسيقى خفيفة مصاحبة.. وما أن ينتهي من القراءة حتى يقول) يا سلام.. ايش هادي الروعة.. ايش هذا الجمال الشعري.. ايش هادي العاطفة الدفاقة.
فريد: حيلك يا سامي حيلك.. ْشوفك بديت تدخل في دنيا الخيال وتعيش مع أهلها..
سامي: إذا كان كل الشعر في هذا المستوى من الإبداع والروعة والجمال فأرجوك تسجلني من سكان دنيا الخيال..
(يضحكان ثم يردف سامي قائلاً) حقيقة إنك وقعت على أبيات شعرية تصور حالتك أصدق تصوير..
- وينتفض فريد قائلاً..:
فريد: عندك.. وقّف.. حُكُمْ عايدة عليَّ بأني ملحوس ومهووس مسح حبَّها (بأستيكة) من قلبي..
سامي: (ضاحكاً) على مين يا فريد.. على هامان يا فرعون.. الأبيات التي كنت تقرأها تدينك بأنك تحب عايدة حباً يذكرنا بالشعراء المجانين في تاريخ الأدب العربي..
فريد: أنت غلطان..
(ويريد أن يستمر فيسمع قرع التلفون فيمسك بالسماعة ويقول):
مين.. الآنسة سلوى صباح الخير.. تريدي سامي.. هوَّه هنا تعال كلم يا سامي..
سامي: صباح الخير سلوى.. خير إن شاء الله.. تريدي أجي لك حالاً.. ماذا تقولين.. كارثة.. هل آتي ومعي فريد.. جايينك طيران..
هيا يا فريد.. هيا..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1172  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 2 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.