شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 2 ـ
رويفع: يوم أعز الله فيه الإسلام وأهل الإسلام.. فقد قضى الله فيه على عادة بشعة فرحم بذلك أرواحاً كانت تذهب ضحايا الشرك والكفر والإلحاد..
رباح: وهكذا أجرى النيل امتثالاً لأمر الواحد القهار وليس لعيني العروس التي كانت تزف إليه قبيل وفائه..
رويفع: هيا بنا..
جابر: إلى اين يا رويفع..
رويفع: أنسيتما؟
رباح: ربما..
فما سمي الإنسان إلا لنسيه
ولا القلب إلا أنه يتقلب
رويفع: التجهز لفتح برقة وطرابلس الغرب.. تحت لواء عمرو بن العاص..
جابر: يا إلهي وما أنسانيه إلا الشيطان..
رباح: بل كبر السن يا جابر..
جابر: وأنت يا رباح ما الذي أنساك؟
رباح: فرحتي الغامرة بانتصار الإسلام في هذا اليوم الخالد..
رويفع: اللَّهم ثبتنا على الإيمان.. وكبرنا في طاعتك يا أرحم الراحمين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت سلمى تقول):
سلمى: وهاهي أمنيتك تتحقق يا هند فترين مصر التي كنت تحلمين بها وترين رويفع قلبك والنور الذي تبصر به عيناك..
هند: الحمد لله يا سلمى على ذلك.. الحمد لله.. وأنت ألا تحمدين الله سبحانك وتعالى وقد أنعم عليك بزيارة مصر ورؤية (ياسر) في خير صحة وعافية..
سلمى: كيف لا يا هند وكل شيء فيه يسبح بحمد الله وشكره على آلائه ونعمه التي لا تحصى..
هند: كيف رأيت مصر يا سلمى..
سلمى: أجمل مما كنت أتصور وأتخيل يا هند.. وأنت..
هند: إنك تعبرين يا أختاه بما يخالج نفسي.. ولكن..
سلمى: ولكن ما أكثر ولكن عندك..
هند: أترانا سننعم بنوع من الاستقرار بجانب أزواجنا..
سلمى: إذا كنا حقاً نرغب في الاستقرار بجانب أزواجنا فعلينا..
هند: علينا ماذا؟
سلمى: أن نجاهد كما يجاهدون..
هند: ولكني لا أعرف استعمال أي نوع من السلاح..
سلمى: أمن الضروري أن يكون جهادك بالسيف والرمح والسهم..
هند: إذن كيف؟
سلمى: نسعف الجرحى ونداوي المرضى.. ونسقي المجاهدين..
هند: يا لغبائي.. كيف فاتني ذلك..
سلمى: جلَّ من لا ينسى يا هند..
هند: صحيح.. جلَّ من لا ينسى ولكن..
سلمى: ولكن ماذا؟
هند: كيف نضمن موافقة أزواجنا؟
سلمى: أما أنا فموقنة أن زوجي ياسر سيوافق على اشتراكي معه في أي ميدان يذهب إليه..
هند: وأما أنا فأخشى..
سلمى: تخشين ماذا؟
هند: ألا يوافق رويفع..
سلمى: لماذا؟
هند: ربما لأنه يخشى علي أن أصاب في إحدى المعارك..
سلمى: أيخشى عليك من الاستشهاد في سبيل إعلاء كلمة الله وهو يقاتل في سبيلها.. وأي منا لا يحب الاستشهاد في سبيل الله..
هند: لعلّي واهمة يا سلمى ومع ذلك فسأفاتحه فربما وافق إذا ما علم أن ياسر زوجك قد وافق على اشتراكك معه..
سلمى: ثقي أن زوجك رويفع سيرحب بذلك..
هند: كيف وصلت إلى هذا الاستنتاج؟
سلمى: إن عمرو بن العاص قد أخذ موافقة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على فتح برقة وطرابلس الغرب. وهذا يعني..
هند: يعني ماذا؟
سلمى: يعني فتح جبهة جديدة في بلاد جديدة يقولون عنها إنها واسعة شاسعة ولذلك فحاجة الجيش ستكون ماسة إلى مسعفات وممرضات..
هند: أعندك يا سلمى إلمام بالإسعاف والتمريض؟
سلمى: لا ولكني عند ما يوافق زوجي سيأخذونني إلى الأماكن التي يتدرب فيها النساء على ذلك..
هند: أهنالك أماكن خاصة للتدريب؟
سلمى: بلى.. بلى..
هند: إذن هيا بنا كل إلى زوجه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية تختلط بصهيل الخيل ووقع حوافرها وصليل السيوف وقعقعة السلاح نسمع بعدها صوت رباح يقول):
رباح: جابر! جابر!
جابر: ما بك يا رباح..
رباح: أأنا في اليقظة أم في المنام؟
جابر: بل في اليقظة وها أنت على ظهر جوادك أما تسمع وقع حوافره ولكن لم كل هذا؟
رباح: يخيل إلي يا جابر..
جابر: يخيل إليك ماذا؟
رباح: إننا في صحاري نجد ورمال الدهناء..
جابر: الحق معك يا رباح فطبيعة هذه البلاد من حيث الفيافي والصحاري تذكرنا ببلادنا..
رباح: أتراها صحاري وفيافي لا أول ولا آخر لها؟
جابر: لكل شيء آخر وهذا أول طريقنا إلى إفريقية..
رباح: أطريقنا إلى برقة وطرابلس الغرب ستكون كلها صحاري ورمال..
جابر: لا.. سنصل عما قريب إلى منطقة بها جبال وأشجار ومياه يطلقون عليها الجبل الأخضر.
رباح: الجبل الأخضر..
جابر: نعم للخضرة والمياه والأشجار به..
رباح: وسكان هذه المناطق..
جابر: هم من البربر وهم سكانها الأصليون..
رباح: وما هي ديانتهم؟
جابر: أكثرهم وثنيون وقليل منهم نصارى..
رباح: إنك يا جابر على علم بالبلاد التي تدخلها الآن فمن أين لك ذلك؟
جابر: من رويفع؟
رباح: ورويفع من أين حصل على كل ذلك..
جابر: إنه منذ كنا بالشام - وكما تعرف - لا يذهب إلى مكان قبل أن يجمع معلومات عنه..
رباح: تعني أنه لا يضع قدمه إلا على أرض ثابتة..
جابر: أما أنت وأنا فكما تطوح بنا الرياح..
رباح: قل لي أين رويفع الآن.. هل هو في القلب مع عمرو بن العاص أو في الميمنة أو الميسرة.
جابر: لا أدري ولكني أرجح أنه في الساقة..
رباح: كيف رجحت ذلك..
جابر: لأني أعلم أن زوجه هند مع الممرضات في الساقة وهو حريص على الاطمئنان عليها..
رباح: أهو كَلِف بها إلى هذا الحد؟
جابر: ربما وربما لأن زوجه تدخل لأول مرة في تجربة كهذه فهو يريد أن يشجعها ويشعرها بأنه معها في كل مكان..
رباح: خيركم خيركم لأهله.. صدق الرسول العظيم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت رويفع يقول):
رويفع: كيف أنت ومن معك يا هند..
هند: بخير يا رويفع..
رويفع: وسلمي أين هي؟
هند: إنها هناك تسعف أحد الجنود وقد كنت أساعدها فلما رأتك قادماً إلينا طلبت إلى أن ألاقيك..
رويفع: كيف وجدت التجربة الجديدة؟
هند: حتى الآن لم أدخل في دور التجربة لأن المعركة لما تبدأ بعد..
رويفع: ولكنك مقبلة عليها فجر غد بإذن الله..
هند: فجر الغد يا رويفع..؟
رويفع: أجل.. أجل.. ما بك؟ أراك اضطربت..
هند: لا.. ولكن لكل شيء جديد هزة..
رويفع: أرجو أن تكون هزة الشجاعة يا هند..
هند: وهل يخامرك شك في شجاعتي؟
رويفع: لا.. ولكن كما قلت لكل تجربة هزة..
هند: آه يا رويفع؟
رويفع: ولم تتأوهين يا هند؟
هند: ليتني حذقت الطعن ورمى السهام..
رويفع: أيام الجهاد طويلة يا هند.. ونحن الآن في بداية طريقها الطويل وستتعلمين وسوف تصبحين - من يدري - من أحذق الراميات والطاعنات..
هند: الطاعنات بالرماح وليس في السن أليس كذلك..؟
رويفع: كم أنا مسرور بهذه العبارة يا هند.. لأنها تدل على أن هزة التجربة الجديدة قد زالت وإلى غير رجعة.. والآن..
هند: والآن ماذا؟
رويفع: أتركك لتساعدي سلمى في مهمتها وأذهب أنا لتلقي تعليمات عمرو بن العاص عن معركة الغد..
هند: إلى اللقاء على ساحة الشرف والكرامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت رباح يقول):
رباح: كيف وجدت معركة (برقه) يا جابر؟
جابر: أتعدها معركة..؟
رباح: لا.. يا جابر لأنها ما كادت تنشب حتى طلب أهلها الصلح..
جابر: إذن فقد كانت فسحة لنا..
رباح: وأي فسحة.. لقد استمتعنا بمناظر الجبل الأخضر الخلابة ومياهه العذبة وأشجاره الباسقة.. ولا أدري..
جابر: ولا تدري ماذا؟
رباح: هل معركة طرابلس الغرب ستكون مثل معركة برقة؟ التي ارتضى أهلها الصلح ودفع الجزية..
جابر: لا أستطيع الجزم ولكن المعلومات التي استقبلتها من رويفع تدل على أن البربر قد استعدوا لها..
رباح: أترانا سيدخل في تجارب جديدة من أيام وليالي الحصار كالتي مرت بنا في بلاد الشام..
جابر: على كل حال التجارب الجديدة لها لذتها وطعمها ولعلّ تجاربنا في حصار طرابلس الغرب ستختلف عما سبقها من تجارب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت سلمى تقول):
سلمى: يمكنك الآن يا هند أن تقولي إنك دخلت في معركة..
هند: أية معركة وأنا لم أستقبل جريحاً أو أحمل قرية وأسقي المقاتلين..
سلمى: على كل حال كنت في حالة حرب وإن لم تكن هنالك حرب بالمعنى المفهوم من الحرب والقتال.. على كل حال..
هند: على كل حال ماذا؟
سلمى: ربما تكون معركة طرابلس الغرب أشد من معركة برقة يا هند. فالشائعات تقول إن العدو قد حشد لها كثيراً وأعدَّ نفسه لها إعداداً كبيراً..
هند: لا يستبعد يا سلمى فطرابلس الغرب على البحر ولا شك أن الروم قد مدوا البربر فيها بالسلاح والعتاد..
سلمى: الشيء الذي أخشاه يا هند هو..
هند: هو ماذايا سلمى.
سلمى: هو أن يقف أهل طرابلس الغرب موقف المدافع.. وعندها نضطر إلى حصارهم ولا يعلم سوى الله كم سيدوم ذلك الحصار..
هند: لا شك أنه سيطول لأن طرابلس الغرب مفتوحة من البحر وليس لدينا أسطول نمنع به أي تموين أو عتاد أو سلاح يبعث به الروم إليها..
سلمى: يا سلام يا هند.. أراك بدأت تتفهمين سير المعارك..
هند: إنني أغترف من معينك يا سلمى.. على كل حال فقد يأتي ما ليس في الحسبان وتنتهي معركة طرابلس الغرب كما انتهت معركة برقه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت معاوية بن خديج السكوني يقول):
معاوية: لقد طال حصارنا لمدينة طرابلس الغرب يا رويفع..
رويفع: أجل يا ابن خديج فقد مضى شهر ونحن نحاصر طرابلس الغرب من هذه الجهة والبربر يدافعون عن مدينتهم بكل شدة وضراوة..
معاوية: ما رأيك؟
رويفع: في أي شيء..
معاوية: لو خرجنا للصيد فقد اشتهيت صيد الغزال..
رويفع: وإن لم نجد غزلاناً..
معاوية: نصطاد سمكاً من البحر..
رويفع: أتريد أن نذهب وحدنا أم نأخذ من يريد من أصحابنا..
معاوية: لا بأس.. لا بأس..
رويفع: ألا نأخذ معنا بعض النساء لطهو ما سنصطاد..
معاوية: إنك تريد ألا تفوت هند أية فسحة.. ولكن هلا دعوت معهما بعض أخواتها لمساعدتها وللتنزه أيضاً معها فساحل البحر جميل..
رويفع: سأترك لهند دعوة من تختار من صويحباتها..
معاوية: حسناً.. عجل..
رويفع: أنا ذاهب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت رباح يقول):
رباح: ما أروعها فكرة تلك التي جاء بها معاوية بن خديج السكوني.. أنظر ما أجمل طريقنا..
جابر: ولكني لا أرى أثراً للغزلان..
رباح: لقد هربت منذ وطئت جيوشنا هذه الديار..
جابر: سنستعيض عن ذلك بصيد السمك.. أتجيده يا رباح..
رباح: وأنىَّ لساكن طيبة أن يعرف صيد الحيتان.. على كل حال سأرمي بصنارتي مع الرامين..
(وفجأة يصرخ معاوية بن خديج قائلاً):
معاوية: يا قوم! أنظروا إن سور مدينة طرابلس الغرب غير متصل بالبحر فمن يبايعني على الموت وندخل المدينة من هذا الجانب المفتوح..
اصوات: كلنا نبايعك على الموت سر بنا والله معنا..
(نقلة صوتية نسمع بعدها صوت سلمى تقول بين أصوات التهليل والتكبير):
سلمى: لقد دخلنا معركة لم تكن على البال ولم نحسب لها أي حساب.. أردنا الصيد وأراده الله لنا الحرب.. هيا يا هند فالمعركة تتطلب استعمال السيف والرمح فهل أنت مستعدة..
هند: لا عليك فسيفي ها هو بيدي ومعي أيضاً على إحدى الدواب أدواته الإسعاف هيا..
سلمى: انظري يا هند ها هو جيش عمرو بن العاص وقد سمع التهليل والتكبير يسرع إلينا.. وها هي طلائع فرسانه تدخل..
(أصوات الله أكبر.. الله أكبر.. تختلط بموسيقى نسمع بعدها صوت هند تقول):
هند: الله أكبر وهذا أول علج من الروم أرديه قتيلاً..
سلمى: لا شلت يمينك يا هند..
(نسمع قعقعة السلاح وطراء الخيل وسقوط القتلى ثم صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر المسلمين أميركم عمرو بن العاص يطلب إليكم الكف عن القتال بعد أن طلب العدو الصلح ورفع راية التسليم..
هند: الحمد لله على نصره المبين..
سلمى: الحمد لله.. الحمد لله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :979  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج