شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 9 ـ
جورج: وعدني بالنظر في ترقيتك إلى وظيفة مناسبة...
هاردي: ألف شكر يا جورج...
جورج: لا شكر على واجب... وأرجو أن نهنئك قريباً بالترفيع...
هاردي: شكراً... شكراً...
جورج: إلى اللقاء...
هاردي: إلى اللقاء...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جيمس أندرسن يقول:)
جيمس: أرى أندي مشغول البال كثيراً في هذه الأيام... فهل هنالك ما يقلقه يا سوزي...
سوزي: فيما أعلم لا شيء يقلقه من جهتي أو بالأحرى من حيث حياته الداخلية... أما حياته الخارجية فأنت تعلم أن أندي طموح والطموح دائم التفكير...
جيمس: أشكرك على تطميني من حيث حياة أندي الداخلية فقد كنت متوهماً أن يكون قد حصل بينكما لا سمح الله أي اختلاف...
سوزي: كن مطمئناً فحياة (أندي) في مملكتي على أحسن ما يرام وها أنت ترى كيف تحسنت صحته وزاد وزنه وصفا لونه...
جيمس: وانصرف بكليته إلى التفكير في أموره الخارجية... أليس كذلك...
سوزي: هذا ما تدل عليه ديمومة التفكير...
جيمس: سوزي!
سوزي: نعم أبي...
جيمس: يخيل إلي أن (أندي) يفكر في مشروع ضخم...
سوزي: ليس بعيداً يا أبي ولا سيما بعد أن أصبح دخله يربو على الخمسين ألف دولار سنوياً...
جيمس: بينما عمره لم يتجاوز السابعة والعشرين... ولكن...
سوزي: ولكن ماذا يا أبي؟؟
جيمس: لو فرضنا إن حالة التفكير التي يعيشها (أندي) تستهدف القيام بمشروع ضخم فهذا يعني أنه سيترك عمله بالسكة الحديدية...
سوزي: أجل... أجل...
جيمس: هل يا ترى (أندي) مستعد للمجازفة بمركزه الكبير في سبيل مشروع لا يدري أينجح أم لا ينجح...
سوزي: (أندي) يا أبي مغامر وعصامي استطاع خلال عشر سنوات أن يرتفع من ابن نساج فقير إلى رئيس شركة بنسلفانيا للسكك الحديدية...
جيمس: ومن دخل سنوي لا يتجاوز الـ (250) شلنا إلى دخل سنوي يربو على الخمسين ألف دولار...
سوزي: ثق يا أبي أن (أندي) لن يجازف بمركزه الحالي في الشركة إلا دين يعرف أنه يضع قدميه على أرض ثابتة...
جيمس: صدقت وهذا سر نجاحه...
سوزي: وإني أرى أن (أندي) لن يقدم على أي عمل جديد إلا بعد عودته من مؤتمر السكك الحديدية الذي سيعقد في لندن...
جيمس: وعندها سنرى ما إذا كان تفكيره الحالي الدائم في مشروع جديد أم في شيء آخر...
سوزي: أجل يا أبي أجل... لقد وضعت النقط على الحروف....
جيمس: والآن يا سوزي متى ترين إقامة حفل للمهنئين والذين أقاموا حفلات تكريمية لكما...
سوزي: سأتدارس الأمر مع أندي وسأطلعك على قرارنا فقد تقبله أو تدخل بعض التعديلات عليه...
جيمس: شكراً ولكن في هذا الحفل ستنشأ مشكلة...
سوزي: كفانا الله شر المشاكل يا أبي... ما هي؟
جيمس: مستر بروكس وزوجته وابنته وزوجها فأنت تعرفين مدى فضل مستر بروكس على أندي بالإضافة إلى صداقتي له...
سوزي: أجل.... أجل...
جيمس: هذا من جهة ومن جهة أخرى ابنة مستر بروكس متزوجة من شخص لو قلت لك عنه لا تصدقينني...
سوزي: من هو يا أبي...
جيمس: جورج براون
سوزي: غير معقول أن تتزوج تلك الفتاة الرائعة من ذلك الفتى الغر المائع المجنون...
جيمس: هذه هي الحقيقة يا ابنتي...
سوزي: وما أزال غير مصدقة أن يقبل مستر بروكس بمصاهرة مثل ذلك الفتى الأحمق... حتى لو كانت ابنته راغبة فيه..
جيمس: ولكن المصاهرة وقعت وتزوج جورج من (إيفا) ابنة مستر بروكس وهما يعيشان في أحسن حال...
سوزي: لا... لا... الدنيا لازم تكون تغيرت ونحن مقبلون على عصر مفاجآت...
جيمس: الذي فهمته يا بنيتي أن جورج قد تحسنت أخلاقه وحسنت معاملته للناس الذين بدأوا يغيرون رأيهم فيه...
سوزي: إلا أنا يا أبي فمن المستحيل أن أغير رأيي فيه..
جيمس: يقولون إن (لإيفا) ولصديقه (هاردي) أثراً كبيراً في تحسن سيره وسلوكه...
سوزي: إنها تكاد تكون معجزة ولسنا في عصر المعجزات...
جيمس: المهم كيف تعالجين الأمر فدعوة مستر بروكس وزوجته من دون دعوة ابنته وزوجها يضعكما في موقف حرج..
سوزي: هذا صحيح ولكن....
جيمس: ولكن ماذا؟
سوزي: فلنترك لحلال المشاكل يحل هذه المشكلة...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جورج يقول:)
جورج: حلت المشكلة يا هاردي...
هاردي: أي مشكلة يا جورج..
جورج: أنسيت؟؟
هاردي: ربما فزحمة العمل الجديد تنسيني كثيراً من ارتباطاتي...
جورج: مقابلتي وزوجتي مع أندي وزوجته سوزي....
هاردي: يا لغبائي... لعله الموضوع الذي يجب ألا أنساه ولاسيما بعد جميلك علي وترفيعي إلى وظيفة مراقب في الشركة...
جورج: العفو يا هاردي.. الفضل لله ثم لمستر أندي..
هاردي: قل لي كيف تمت مقابلتك لأندي وزوجته سوزي...
جورج: في الحفلة التي أقامتها مدام كارنيجي للعريسين بمناسبة عودتهما من شهر العسل....
هاردي: لا شك أنها كانت مفاجأة لسوزي...
جورج: يا سلام يا هاردي يا سلام إن سوزي تتمتع بأعصاب فولاذية...
هاردي: كيف قل... لقد شوقتني...
جورج: لقد تولت مدام كارنيجي تقديمي وزوجتي لهما فسلمنا عليهما وكان تسليم أندي تسليم الأحباب وكذلك سوزي الذي ضبطت عواطفها وكأن شيئاً لم يحدث بيننا...
هاردي: يا الهي... يا لعظمة هذه الفتاة ويالحسن حظ (أندي) بها... قل لي
جورج: ماذا أقول أيضاً؟؟
هاردي: ووالد سوزي ماذا كان موقفه...
جورج: قدمت زوجتي له فقبلها وكأنها ابنته وقد قبلت أنا يده بحرارة وكأنه والدي...
هاردي: حقاً أنه مثل والدك يا جورج فالعلاقة التي تربط بين مستر بروكس والد زوجتك وبين مستر أندرسن وثيقة جداً...
جورج: وهكذا انتهت أعظم حادثة فعلتها في حياتي وأبشرك أيضاً...
هاردي: قل فإن يوم البشائر يوم مبارك...
جورج: وقد دعاني وزوجتي مستر أندي وزوجته سوزي للحفل الذي سيقيمانه بمناسبة عودتهما من شهر العسل...
هاردي: الحمد لله على هذه النهاية السعيدة...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت كارنيجي تقول:)
كارنيجي: هوجان..!!
هوجان: نعم يا أختاه...
كارنيجي: كيف كان حفلنا..
هوجان: هل أمدح نفسي...
كارنيجي:لا بل قل الحقيقة...
هوجان: كان رائعاً.. رائعاً جداً..
كارنيجي: وكانت سوزي بحق زينة الحفل.. أنها جوهرة.. درة يتيمة يا هوجان.. أليس كذلك؟
هوجان: مهما وصفت يا أختاه فلن تستطيع عباراتك أن توفي سوزي ما تستحق من وصف أنها نسيجة وحدها..
كارنيجي: من الذين حازوا على إعجابك من الحاضرين والحاضرات...
هوجان: أما الحاضرون فجلهم إن لم يكن كلهم أعجبوني لأنهم في الحقيقة كانوا من صفوة الناس في بتسبرج...
كارنيجي: والحاضرات..
هوجان: والحاضرات بعد سوزي أقدر أقول.. ولكن لا... لا أقدر أن أقول...
كارنيجي: لماذا؟
هوجان: أخشى أن تسجلي على هذا الاعتراف...
كارنيجي: أتخشى أختك يا هوجان...
هوجان: لا ولكن...
كارنيجي: ولكن ماذا؟
هوجان: ربما استغليته ضدي في ساعة غضب.. وما أكثر ساعات غضبك...
كارنيجي: إنه اتهام وإني أتحداك واحتج عليك.. ويجب أن تعتذر...
هوجان: أرأيت كيف غضبت ونحن كنا في حال مزاح لا أكثر ولا أقل...
كارنيجي: قل لا عليك فإني أعدك بأني لن استغل تصريحك في يوم من الأيام ضدك...
هوجان: وبعد هذا الوعد أستطيع أن اقول ((إيفا)) ابنة مستر بروكس ألست معي يا أختي؟
كارنيجي: بلى... بلى...
هوجان: إن جمالها فيه براءة الطفولة...
كارنيجي: حقاً أنك فنان ولو كان لي ابن غير أندي وأراد أن يتزوج لطلبت إليه أن يأخذ رأيك قبل الإقدام على الزواج...
هوجان: شكراً على هذا الإطراء... قولي يا أختاه...
كارنيجي: ماذا أقول يا أختاه؟؟
هوجان: متى يعتزم (أنجي) السفر إلى لندن لحضور مؤتمر السكك الحديدية...
كارنيجي: بعد الحفلة التي سيقيمها بمناسبة عودته من شهر العسل..
هوجان: بعدها مباشرة...
كارنيجي: بالطبع... لا... يعني بعد أسبوعين على الأكثر...
هوجان: إذن فعلي أن أتدبر مسألة الهدايا والخطابات...
كارنيجي: من الأحسن حتى لا يدركك الوقت فلا تتمكن من شراء الهدايا المناسبة...
هوجان: استأذنك...
كارنيجي: مع السلامة وإلى اللقاء...
(نقلة موسيقية بموسيقى نسمع بعدها صوت مستر أندرسن يقول:)
جيمس: صدقت يا سوزي أنه لا مستحيل تحت الشمس...
سوزي: أجل يا أبي... أجل...
جيمس: حقاً لقد كانت مفاجأة أشفقت عليك منها ولكنك أظهرت من متانة الأعصاب وقوتها ما تحسدين عليه...
سوزي: وأنت يا أبي تذكرت اليد التي ضربت جورج بالهراوة تصافحه بحرارة وتقبل زوجته كما لو كنت تقبل ابنتك سوزي...
جيمس: سبحان مغير الأحوال... سبحانه...
سوزي: حادث جعلني اعتقد أن المرء مسير في هذه الحياة وليس مخيراً وإن العقل أنعم الله به علينا للتميز بين الخبيث والطيب والصالح والطالح...
جيمس: حقاً يا بنيتي حقاً ولعل هذه الدراما ستبلغ ذروتها عند ما يدخل غداً جورج وزوجته إلى دارك معززين مكرمين...
سوزي: حقاً فنحن مسيرون لا مخيرون..
(يدخل أندي فجأة وهو يقول):
أندي: طاب يومكما...
جيمس: طاب يومك يا بني...
سوزي: أتيت قبل موعدك العادي يا أندي...
أندي: الإنسان مسير لا مخير أليس كذلك يا عزيزتي؟؟
سوزي: اسمعتني وأنا أقول, نحن مسيرون لا مخيرون...
أندي: أجل... أجل...
جيمس: لقد كنا نتحدث عن جورج وزوجته...
أندي: ولا شك تذكرتم حادث الصبياني...
سوزي: كيف علمت به...
أندي: من هاردي الموظف عندي...
جيمس: وكانت سوزي تعتقد أنه من المستحيل أن تصافح يدها في يوم من الأيام يد جورج... وإذا بها وبي نصدق المثل لا مستحيل تحت الشمس...
أندي: والمثل الآخر..
جيمس: ما هو يا أندي؟؟
أندي: المسامح كريم يا عماه... كل الشباب يمرون بفترة من هذا القبيل وعلينا ألا نبقى لها رواسب في نفوسنا ولاسيما والفاعل قد لاقى جزاءه في حينه... أليس كذلك يا سوزي؟؟
سوزي: أجل.. أجل وها نحن نتناسى وكأنما كان لم يكن...
أندي: لقد سألتني يا سوزي لم حضرت قبل موعدي العادي اليومي...
سوزي: أجل... أجل...
أندي: أتريدين أن تعرفي السبب؟؟
سوزي: ليس مهما فأنت في دارك وأهلاً وسهلاً بك...
أندي: شكراً ولكن..
سوزي: ولكن ماذا؟؟
أندي: خذي واقرئي هذه الرسالة البرقية...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :767  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.