الحلقة ـ 9 ـ |
جورج: وعدني بالنظر في ترقيتك إلى وظيفة مناسبة... |
هاردي: ألف شكر يا جورج... |
جورج: لا شكر على واجب... وأرجو أن نهنئك قريباً بالترفيع... |
هاردي: شكراً... شكراً... |
جورج: إلى اللقاء... |
هاردي: إلى اللقاء... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جيمس أندرسن يقول:) |
جيمس: أرى أندي مشغول البال كثيراً في هذه الأيام... فهل هنالك ما يقلقه يا سوزي... |
سوزي: فيما أعلم لا شيء يقلقه من جهتي أو بالأحرى من حيث حياته الداخلية... أما حياته الخارجية فأنت تعلم أن أندي طموح والطموح دائم التفكير... |
جيمس: أشكرك على تطميني من حيث حياة أندي الداخلية فقد كنت متوهماً أن يكون قد حصل بينكما لا سمح الله أي اختلاف... |
سوزي: كن مطمئناً فحياة (أندي) في مملكتي على أحسن ما يرام وها أنت ترى كيف تحسنت صحته وزاد وزنه وصفا لونه... |
جيمس: وانصرف بكليته إلى التفكير في أموره الخارجية... أليس كذلك... |
سوزي: هذا ما تدل عليه ديمومة التفكير... |
جيمس: سوزي! |
سوزي: نعم أبي... |
جيمس: يخيل إلي أن (أندي) يفكر في مشروع ضخم... |
سوزي: ليس بعيداً يا أبي ولا سيما بعد أن أصبح دخله يربو على الخمسين ألف دولار سنوياً... |
جيمس: بينما عمره لم يتجاوز السابعة والعشرين... ولكن... |
سوزي: ولكن ماذا يا أبي؟؟ |
جيمس: لو فرضنا إن حالة التفكير التي يعيشها (أندي) تستهدف القيام بمشروع ضخم فهذا يعني أنه سيترك عمله بالسكة الحديدية... |
سوزي: أجل... أجل... |
جيمس: هل يا ترى (أندي) مستعد للمجازفة بمركزه الكبير في سبيل مشروع لا يدري أينجح أم لا ينجح... |
سوزي: (أندي) يا أبي مغامر وعصامي استطاع خلال عشر سنوات أن يرتفع من ابن نساج فقير إلى رئيس شركة بنسلفانيا للسكك الحديدية... |
جيمس: ومن دخل سنوي لا يتجاوز الـ (250) شلنا إلى دخل سنوي يربو على الخمسين ألف دولار... |
سوزي: ثق يا أبي أن (أندي) لن يجازف بمركزه الحالي في الشركة إلا دين يعرف أنه يضع قدميه على أرض ثابتة... |
جيمس: صدقت وهذا سر نجاحه... |
سوزي: وإني أرى أن (أندي) لن يقدم على أي عمل جديد إلا بعد عودته من مؤتمر السكك الحديدية الذي سيعقد في لندن... |
جيمس: وعندها سنرى ما إذا كان تفكيره الحالي الدائم في مشروع جديد أم في شيء آخر... |
سوزي: أجل يا أبي أجل... لقد وضعت النقط على الحروف.... |
جيمس: والآن يا سوزي متى ترين إقامة حفل للمهنئين والذين أقاموا حفلات تكريمية لكما... |
سوزي: سأتدارس الأمر مع أندي وسأطلعك على قرارنا فقد تقبله أو تدخل بعض التعديلات عليه... |
جيمس: شكراً ولكن في هذا الحفل ستنشأ مشكلة... |
سوزي: كفانا الله شر المشاكل يا أبي... ما هي؟ |
جيمس: مستر بروكس وزوجته وابنته وزوجها فأنت تعرفين مدى فضل مستر بروكس على أندي بالإضافة إلى صداقتي له... |
سوزي: أجل.... أجل... |
جيمس: هذا من جهة ومن جهة أخرى ابنة مستر بروكس متزوجة من شخص لو قلت لك عنه لا تصدقينني... |
سوزي: من هو يا أبي... |
جيمس: جورج براون |
سوزي: غير معقول أن تتزوج تلك الفتاة الرائعة من ذلك الفتى الغر المائع المجنون... |
جيمس: هذه هي الحقيقة يا ابنتي... |
سوزي: وما أزال غير مصدقة أن يقبل مستر بروكس بمصاهرة مثل ذلك الفتى الأحمق... حتى لو كانت ابنته راغبة فيه.. |
جيمس: ولكن المصاهرة وقعت وتزوج جورج من (إيفا) ابنة مستر بروكس وهما يعيشان في أحسن حال... |
سوزي: لا... لا... الدنيا لازم تكون تغيرت ونحن مقبلون على عصر مفاجآت... |
جيمس: الذي فهمته يا بنيتي أن جورج قد تحسنت أخلاقه وحسنت معاملته للناس الذين بدأوا يغيرون رأيهم فيه... |
سوزي: إلا أنا يا أبي فمن المستحيل أن أغير رأيي فيه.. |
جيمس: يقولون إن (لإيفا) ولصديقه (هاردي) أثراً كبيراً في تحسن سيره وسلوكه... |
سوزي: إنها تكاد تكون معجزة ولسنا في عصر المعجزات... |
جيمس: المهم كيف تعالجين الأمر فدعوة مستر بروكس وزوجته من دون دعوة ابنته وزوجها يضعكما في موقف حرج.. |
سوزي: هذا صحيح ولكن.... |
جيمس: ولكن ماذا؟ |
سوزي: فلنترك لحلال المشاكل يحل هذه المشكلة... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جورج يقول:) |
جورج: حلت المشكلة يا هاردي... |
هاردي: أي مشكلة يا جورج.. |
جورج: أنسيت؟؟ |
هاردي: ربما فزحمة العمل الجديد تنسيني كثيراً من ارتباطاتي... |
جورج: مقابلتي وزوجتي مع أندي وزوجته سوزي.... |
هاردي: يا لغبائي... لعله الموضوع الذي يجب ألا أنساه ولاسيما بعد جميلك علي وترفيعي إلى وظيفة مراقب في الشركة... |
جورج: العفو يا هاردي.. الفضل لله ثم لمستر أندي.. |
هاردي: قل لي كيف تمت مقابلتك لأندي وزوجته سوزي... |
جورج: في الحفلة التي أقامتها مدام كارنيجي للعريسين بمناسبة عودتهما من شهر العسل.... |
هاردي: لا شك أنها كانت مفاجأة لسوزي... |
جورج: يا سلام يا هاردي يا سلام إن سوزي تتمتع بأعصاب فولاذية... |
هاردي: كيف قل... لقد شوقتني... |
جورج: لقد تولت مدام كارنيجي تقديمي وزوجتي لهما فسلمنا عليهما وكان تسليم أندي تسليم الأحباب وكذلك سوزي الذي ضبطت عواطفها وكأن شيئاً لم يحدث بيننا... |
هاردي: يا الهي... يا لعظمة هذه الفتاة ويالحسن حظ (أندي) بها... قل لي |
جورج: ماذا أقول أيضاً؟؟ |
هاردي: ووالد سوزي ماذا كان موقفه... |
جورج: قدمت زوجتي له فقبلها وكأنها ابنته وقد قبلت أنا يده بحرارة وكأنه والدي... |
هاردي: حقاً أنه مثل والدك يا جورج فالعلاقة التي تربط بين مستر بروكس والد زوجتك وبين مستر أندرسن وثيقة جداً... |
جورج: وهكذا انتهت أعظم حادثة فعلتها في حياتي وأبشرك أيضاً... |
هاردي: قل فإن يوم البشائر يوم مبارك... |
جورج: وقد دعاني وزوجتي مستر أندي وزوجته سوزي للحفل الذي سيقيمانه بمناسبة عودتهما من شهر العسل... |
هاردي: الحمد لله على هذه النهاية السعيدة... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت كارنيجي تقول:) |
كارنيجي: هوجان..!! |
هوجان: نعم يا أختاه... |
كارنيجي: كيف كان حفلنا.. |
هوجان: هل أمدح نفسي... |
كارنيجي:لا بل قل الحقيقة... |
هوجان: كان رائعاً.. رائعاً جداً.. |
كارنيجي: وكانت سوزي بحق زينة الحفل.. أنها جوهرة.. درة يتيمة يا هوجان.. أليس كذلك؟ |
هوجان: مهما وصفت يا أختاه فلن تستطيع عباراتك أن توفي سوزي ما تستحق من وصف أنها نسيجة وحدها.. |
كارنيجي: من الذين حازوا على إعجابك من الحاضرين والحاضرات... |
هوجان: أما الحاضرون فجلهم إن لم يكن كلهم أعجبوني لأنهم في الحقيقة كانوا من صفوة الناس في بتسبرج... |
كارنيجي: والحاضرات.. |
هوجان: والحاضرات بعد سوزي أقدر أقول.. ولكن لا... لا أقدر أن أقول... |
كارنيجي: لماذا؟ |
هوجان: أخشى أن تسجلي على هذا الاعتراف... |
كارنيجي: أتخشى أختك يا هوجان... |
هوجان: لا ولكن... |
كارنيجي: ولكن ماذا؟ |
هوجان: ربما استغليته ضدي في ساعة غضب.. وما أكثر ساعات غضبك... |
كارنيجي: إنه اتهام وإني أتحداك واحتج عليك.. ويجب أن تعتذر... |
هوجان: أرأيت كيف غضبت ونحن كنا في حال مزاح لا أكثر ولا أقل... |
كارنيجي: قل لا عليك فإني أعدك بأني لن استغل تصريحك في يوم من الأيام ضدك... |
هوجان: وبعد هذا الوعد أستطيع أن اقول ((إيفا)) ابنة مستر بروكس ألست معي يا أختي؟ |
كارنيجي: بلى... بلى... |
هوجان: إن جمالها فيه براءة الطفولة... |
كارنيجي: حقاً أنك فنان ولو كان لي ابن غير أندي وأراد أن يتزوج لطلبت إليه أن يأخذ رأيك قبل الإقدام على الزواج... |
هوجان: شكراً على هذا الإطراء... قولي يا أختاه... |
كارنيجي: ماذا أقول يا أختاه؟؟ |
هوجان: متى يعتزم (أنجي) السفر إلى لندن لحضور مؤتمر السكك الحديدية... |
كارنيجي: بعد الحفلة التي سيقيمها بمناسبة عودته من شهر العسل.. |
هوجان: بعدها مباشرة... |
كارنيجي: بالطبع... لا... يعني بعد أسبوعين على الأكثر... |
هوجان: إذن فعلي أن أتدبر مسألة الهدايا والخطابات... |
كارنيجي: من الأحسن حتى لا يدركك الوقت فلا تتمكن من شراء الهدايا المناسبة... |
هوجان: استأذنك... |
كارنيجي: مع السلامة وإلى اللقاء... |
(نقلة موسيقية بموسيقى نسمع بعدها صوت مستر أندرسن يقول:) |
جيمس: صدقت يا سوزي أنه لا مستحيل تحت الشمس... |
سوزي: أجل يا أبي... أجل... |
جيمس: حقاً لقد كانت مفاجأة أشفقت عليك منها ولكنك أظهرت من متانة الأعصاب وقوتها ما تحسدين عليه... |
سوزي: وأنت يا أبي تذكرت اليد التي ضربت جورج بالهراوة تصافحه بحرارة وتقبل زوجته كما لو كنت تقبل ابنتك سوزي... |
جيمس: سبحان مغير الأحوال... سبحانه... |
سوزي: حادث جعلني اعتقد أن المرء مسير في هذه الحياة وليس مخيراً وإن العقل أنعم الله به علينا للتميز بين الخبيث والطيب والصالح والطالح... |
جيمس: حقاً يا بنيتي حقاً ولعل هذه الدراما ستبلغ ذروتها عند ما يدخل غداً جورج وزوجته إلى دارك معززين مكرمين... |
سوزي: حقاً فنحن مسيرون لا مخيرون.. |
(يدخل أندي فجأة وهو يقول): |
أندي: طاب يومكما... |
جيمس: طاب يومك يا بني... |
سوزي: أتيت قبل موعدك العادي يا أندي... |
أندي: الإنسان مسير لا مخير أليس كذلك يا عزيزتي؟؟ |
سوزي: اسمعتني وأنا أقول, نحن مسيرون لا مخيرون... |
أندي: أجل... أجل... |
جيمس: لقد كنا نتحدث عن جورج وزوجته... |
أندي: ولا شك تذكرتم حادث الصبياني... |
سوزي: كيف علمت به... |
أندي: من هاردي الموظف عندي... |
جيمس: وكانت سوزي تعتقد أنه من المستحيل أن تصافح يدها في يوم من الأيام يد جورج... وإذا بها وبي نصدق المثل لا مستحيل تحت الشمس... |
أندي: والمثل الآخر.. |
جيمس: ما هو يا أندي؟؟ |
أندي: المسامح كريم يا عماه... كل الشباب يمرون بفترة من هذا القبيل وعلينا ألا نبقى لها رواسب في نفوسنا ولاسيما والفاعل قد لاقى جزاءه في حينه... أليس كذلك يا سوزي؟؟ |
سوزي: أجل.. أجل وها نحن نتناسى وكأنما كان لم يكن... |
أندي: لقد سألتني يا سوزي لم حضرت قبل موعدي العادي اليومي... |
سوزي: أجل... أجل... |
أندي: أتريدين أن تعرفي السبب؟؟ |
سوزي: ليس مهما فأنت في دارك وأهلاً وسهلاً بك... |
أندي: شكراً ولكن.. |
سوزي: ولكن ماذا؟؟ |
أندي: خذي واقرئي هذه الرسالة البرقية... |
|