الحلقة ـ 5 ـ |
سكوت: تقديراً لجهودك فقد عيَّنتك الشركة نائباً لرئيس شركة سكة بنسلفانيا الحديدية أي نائباً لي... تهاني تهاني... |
أندي: ألف شكر لك يا مستر بروكس على تهنئتك وللشركة على تقديرها وأرجو أن أكون أهلاً ومحلاً لهذه الثقة الغالية... |
سكوت: وإني أوصيك يا أندي بأن تظل متحلياً بأخلاقك التي حببت الناس فيك وبتواضعك وجدك ومثابرتك وإخلاصك وأرجو ألا يركبك الغرور بعد أن وصلت إلى هذا المنصب الضخم وأنت لما تبلغ الرابع والعشرين من العمر... |
أندي: شكراً لسيدي على نصائحه القيمة التي سوف أتقيد بها وأعمل على ضوئها كما أرجو أن أؤكد لسيدي أني سأظل على إخلاصي لشخصه الكريم وللشركة المحترمة... |
سكوت: موفق يا أندي... موفق... طاب يومك... |
أندي: طاب يومك يا سيدي... مع السلامة... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جيمس يقول:) |
جيمس: أخبار سارة يا سوزي... |
سوزي: عن أي شيء يا أبي؟؟ |
جيمس: عن أندي... |
سوزي: ماذا عنه يا أبي؟؟ |
جيمس: لقد رقي إلى منصب نائب لرئيس شركة سكة بنسلفانيا الحديدية... |
سوزي: مبارك.. مبارك وقاه الله أعين الحاسدين والدساسين والمنافقين... |
جيمس: وجورج أيضاً... |
سوزي: وجورج أيضاً.. |
جيمس: أما زلت تحلمين به... |
سوزي: لا أستطيع أن أعلل سبب خوفي على أندي منه... |
جيمس: أنا أستطيع أن أعلله... |
سوزي: بماذا يا أبي؟ |
جيمس: أنك تعطفين أو تشفقين على (أندي) كثيراً ولعل ذلك مرده إلى منظره الكئيب الذي رأيته فيه لأول مرة. |
سوزي: ربما... ربما... |
جيمس: والشفقة علة ما أنت فيه... لعلك ورثتها عن أمك التي كانت تشفق إلى درجة غريبة على الإنسان اليائس والحيوان البائس... |
سوزي: لعلك على حق يا أبي... سأحاول الاعتدال... |
جيمس: خيراً تفعلين لنفسك... |
سوزي: أبي... ألا تريد أن تزور (أندي) لتهنئه بمنصبه الجديد. |
جيمس: ولكني لم أتعرف به بعد فكيف أزوره... |
سوزي: لا تؤاخذني يا أبي ظننتك تعرفت به في مناسبة سابقة... |
جيمس: لا شك أني سأتعرف به في إحدى المناسبات... |
سوزي: وقد يكون عندها قد ارتقى إلى منصب أعلى فإني أراه يتدرج من منصب إلى آخر بسرعة مذهلة... |
جيمس: ربما.. قولي يا سوزي.. ما هو برنامجك؟؟ |
سوزي: لا برنامج عندي لأني مكرسة كل وقتي لدروسي حتى أنجح في امتحان الربيع فأستطيع أن استمتع بإجازة عيد الفصح على شواطئ ميامي كما وعدتني يا أبي أليس كذلك... |
جيمس: وإنني عند وعدي متمنياً لك حظاً سعيداً... |
سوزي: شكراً يا أبي... شكراً.... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مستر (ثيودور وودرف) يقول وصوته يختلط بصوت عجلات السكة الحديدية..) |
ثيودور: معذرة يا سيدي لقد أخبرني حارس القطار أنك موظف بالشركة.. |
أندي: لقد صدقك فأنا حقيقة موظف بالشركة وأسمي أندي... |
ثيودور: تشرفنا يا مستر أندي... وأنا أسمي ثيودور وودرف... |
أندي: تشرفنا يا مستر (وودرف) هل من حاجة فاقضيها أو سؤال فأجيب عنه؟ |
ثيودور: أجل... أجل... |
أندي: تفضل.. قل.. |
ثيودور: لدي شيء أريد أن أطلعك عليه... |
أندي: لا بأس... أين هو؟ |
ثيودور: في هذه الحقيبة؟ |
أندي: ما هو... أرنيه من فضلك... |
(ويفتح ثيودور الحقيبة ويخرج منها شيئاً قد لف في قماش ويقول): |
ثيودور: هذا يا مستر أندي نموذج لعربة نوم اخترعتها وقد أسميتها... |
أندي: أسميتها ماذا؟ |
ثيودور: عربة المقعد والمضجع... والعربة يمكن أن تتحول مقاعدها المتقابلة إلى أسرة مريحة معلقة بسلاسل يمكن سحبها من أعلى... |
أندي: إن الفكرة يا مستر وودرف هي ما نريده بالضبط ولا بد لشركة بنسلفانيا للسكة الحديدية أن يكون لها هذا الاختراع... |
ثيودور: حسناً يا مستر أندي... |
أندي: وسأنظر في الأمر حال عودتي إلى بتسبرج فمتى ترى أن نلتقي؟ |
ثيودور: تحديد الموعد متروك لك يا مستر أندي وهذا عنواني في بتسبرج فاتصل بي فضلاً وسآتيك في الموعد الذي تحدده.... |
أندي: شكراً... تشرفنا يا مستر وودرف... |
ثيودور: تشرفنا يا مستر أندي.. مع السلامة.. |
أندي: مع السلامة وإلى اللقاء... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هوجان يقول:) |
هوجان: برافو يا أندي.. برافو.. |
كارنيجي: هل فعل شيئاً جديداً يا هوجان؟ |
هوجان: أجل يا أختاه.. أجل.. |
كارنيجي: ما هو؟؟ |
هوجان: كان مستر وودرف قد اخترع عربة نوم تستعمل في القطارات بدلاً من الصناديق الخشبية التي كانت على هيئة أسرة تسمر في مركبات النقل... |
كارنيجي: وكانت تتعب الركاب إلى حد أن أكثرهم كانوا يفضلون أن يقضوا الليل في مقاعدهم على النوم فيها... |
هوجان وقد أقنع أندي مستر سكوت والشركة على تبني هذا الاختراع فقبلوا ذلك وسوف نشاهد عربات النوم الجديدة تسير على خطوط حديدية كثيرة فضلاً عن خطوط شركة بنسلفانيا... |
كارنيجي: برافوا أندي.. برافوا... |
هوجان: وقد قدم مستر وودرف صاحب الاختراع ثمن 12،5% أسهم الشركة التي أسسها إلى أندي اعترافاً بفضله... |
كارنيجي: وسوف تدر هذه الأسهم على أندي أرباحاً طائلة... |
هوجان: ألم يخبرك أندي بذلك... |
كارنيجي: لا... |
هوجان: ولا أنا... |
كارنيجي: ولكن من أين عرفت ذلك؟؟ |
هوجان: من صديقي مستر أندرسن الذي يتابع نشاطات أندي ويباركها... |
كارنيجي: إن مستر أندرسن صاحب الفضل الأول على أندي فلولاه ما تعين في وظيفة الساعي تلك الوظيفة التي فتحت أبواب الرزق في وجهه... |
هوجان: صدقت.. صدقت... |
كارنيجي: ومن واجب (أندي) أن يذهب فيقبل اليد التي كانت سبب ما ينعم فيه من عز وجاه ومال... |
هوجان: تصوري حتى الآن لم يتعرف أندي على مستر أندرسن... |
كارنيجي: أنه عقوق من أندي.. |
هوجان: لا أظن... لقد عرض على (أندي) أكثر من مرة أن يذهب للسلام على مستر أندرسن فكنت أقول له أنك لم تبلغ بعد مبلغ الرجال حتى تحضر مجلس مستر أندرسن... |
كارنيجي: ألا ترى أن الوقت قد حان ليقوم (أندي) بواجبه نحو من أحسن إليه.. |
هوجان: أجل.. أجل وسوف أتصل بأندي ثم بمستر أندرسن... |
كارنيجي: حسناً تفعل يا أخي... |
هوجان: بالأذن يا أختي.. |
كارنيجي: مع السلامة وإلى اللقاء... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جيمس أندرسن يقول:) |
جيمس: وها هو أندي يدخل في طبقة الأغنياء بعد أن أصبحت له أسهم في شركات عربة المقعد والمضجع.. |
سوزي: نجح هذا الفتى ونجح... |
جيمس: وسر نجاحه في إخلاصه وجده ومثابرته... |
سوزي: وسبل النجاح مفتوحة أمامه إذ ما يزال في أول السلم... |
جيمس: صدقت.. المهم... |
سوزي: المهم ماذا؟ |
جيمس: هل نجحت أنت؟؟ |
سوزي: أجل يا أبي وقد جئت أبشرك ولكنك فاجأتني بحديثك عن أندي... |
جيمس: مبارك.. مبارك... |
سوزي: لا تنسى وعدك يا أبي.. |
جيمس: كيف أنساه يا أعز إنسانة عندي... |
سوزي: شكراً يا أبي... شكراً... |
جيمس: عندي لك مفاجأة... |
سوزي: ما هي؟؟ |
جيمس: فكري واشحذي عقلك لأرى هل أنت ذكية... |
سوزي: أظنني غبية ولكن.. لا.. يجب أن أبرهن لك أني ذكية وذكية جداً... ولكن يجب أن أسألك وعليك أن تجيبني... |
جيمس: سلي... |
سوزي: هل المفاجأة شيء أسر له؟ |
جيمس: أرجح أنك ستسرين من سماعها... |
سوزي: هل تتعلق المفاجأة بإنسان أو جماد أو حيوان؟؟ |
جيمس: حيوان... |
سوزي: حيوان ناطق... |
جيمس: لقد ضيقت علي الخناق أسئلتك.. إنه حيوان ناطق.. |
سوزي: إذن فهو إنسان... إنسان.. إنه... |
جيمس: إنه من؟ |
سوزي: أنه (أندي) يا أبي... أليس كذلك... |
جيمس: أجل.. أجل.. وأنك حقاً لذكية... |
سوزي: مثل أبي.. حسناً ماذا عن (أندي)؟؟ |
جيمس: سيزورنا غداً مع خاله هوجان.. |
سوزي: غداً مع خاله... |
جيمس: أجل وقد دعوتهما على الشاي.. |
سوزي: هل ستعرفني به يا أبي... |
جيمس: إذا لم يكن لديك مانع... |
سوزي: ليت أمه وأباه يحضران حتى لا يفسر حضوري بما قد يسيء إلي... |
جيمس: إذا كنت تخشين أية تفسيرات أو تأويلات فلا لزوم لجلوسك معنا.. |
سوزي: هذا ما أراه في حالة عدم حضور والدة أندي... ألا توافقني على ذلك.. |
جيمس: أنه رأي في منتهى الحكمة والسداد... |
سوزي: اتفقنا... |
جيمس: اتفقنا... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع صوت سكوت:) |
سكوت: أندي... أندي.. |
أندي: نعم مستر سكوت أنا قادم حالاً... |
سكوت: أنا بنتظارك.... |
(يدخل أندي وهو يقول) |
أندي: ماذا تريد مستر سكوت... |
سكوت: أريد أن أبشرك بأن الشركة قد وافقت على إجازتك وسأتولى العمل في غيابك... |
أندي: شكراً لك وشكراً للشركة أيضاً... |
سكوت: وأين ستقضي إجازتك... |
أندي: إني أفكر في قضائها في دنفر لاين باسكتلندا مسقط رأسي وحيث أصدقائي القدامى... |
سكوت: ولكن الجو هنالك بارد جداً والآن والدنيا مغطاة بالثلوج فما رأيك.. |
أندي: في أي شيء؟ |
سكوت: تقضي أجازتك في ميامي... |
أندي: هذا يعني أني لن أذهب هذا العام إلى اسكتلندا... |
سكوت: لا ستذهب في الصيف هناك مندوباً عن شركتنا لحضور مؤتمر السكك الحديدية الذي سيعقد في لندن. |
أندي: أهو وعد منك يا مستر سكوت... |
سكوت: بل وعد وعهد... |
أندي: إذن فإلى ميامي... |
|