شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 12 ـ
خاتون: هل أبقى أو انصرف؟
ملكشاه: يستحسن أن تذهبي..
خاتون: بحفظ الله وأمانه يا مولاي..
ملكشاه: بحفظ الله يا ترك خاتون..
(يدخل نظام الملك والموسيقى مصاحبة وهو يقول):
نظام الملك: السلام على مولاي السلطان..
ملكشاه: وعليك السلام.. ما وراءك يا أبي..
نظام الملك: الخير إن شاء الله..
ملكشاه: قل فإن محياك يكاد ينطق بأمر هام..
نظام الملك: ليس هاماً يا مولاي ولكن..
ملكشاه: ولكن ماذا؟
نظام الملك: خبر مزعج يا مولاي.. سقطت حلب بأيدي الأعداء..
ملكشاه: سنستردها منهم بإذن الله وسوف نلقنهم درساً لن ينسوه..
نظام الملك: هذا ما يجب يا مولاي..
ملكشاه: أسمع يا نظام الملك..
نظام الملك: مولاي..
ملكشاه: سنصل بغداد غداً إن شاء الله.
نظام الملك: إن شاء الله..
ملكشاه: وسأسلم على الخليفة ولن تطول إقامتي ببغداد إلا بمقدار سرعتك في تهيئة الجيوش اللازمة لاستعادة البلاد المسلوبة..
نظام الملك: لن يأخذ ذلك طويلاً يا مولاي..
ملكشاه: حسناً وأكتب إلى عاملنا على الموصل ليجرد حملة وحدد له المكان الذي سيلاقينا فيه.
نظام الملك: أمرك يا مولاي..
ملكشاه: سوف يرى الأعداء من بأسنا ما تشيب له النواصي والأقدام.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت انوشتكين يقول):
انوشتكين: مرحباً بك يا سعد الدين. كم أنا مسرور أن أراك وقد شفيت من جراحك التي أصبت بها في حادث الصيد..
سعد الدين: شكراً على عواطفك الرقيقة يا انوشتكين.. لقد كانت جراحاً بالغة لولا لطف الله وعنايته لكنت في عداد الهالكين..
انوشتكين: حقاً يا سعد الدين لقد رحمك فالحمد لله على ذلك..
سعد الدين: الحمد لله يا انوشتكين.. الحمد لله.. قل لي..
انوشتكين: تفضل..
سعد الدين: كيف كانت حملتكم على بلاد الترك والصين..
انوشتكين: ممتعة ومفيدة..
سعد الدين: صدقت وذلك ما تناقله الناس هنا عنها وكانت عاملاً كبيراً في شفائي مما كنت فيه..
انوشتكين: والآن.. هل سمح لك الأطباء بالعودة إلى ساحة الحرب والنزال..
سعد الدين: لا يا انوشتكين.. على أن أرتاح لمدة سنة تقريباً..
انوشتكين: إذن سوف لا ترافقنا في حملاتنا القادمة..
سعد الدين: وهل أنتم على وشك القيام بحملة أخرى وأنتم لما ترتاحوا من الحملة الأولى..
انوشتكين: السلطان ملكشاه نذر نفسه للجهاد في سبيل الله والجهاد طريق لا نهاية له يا سعد الدين..
سعد الدين: بلى.. بلى.. ولكن..
انوشتكين: ولكن ماذا؟
سعد الدين: إلى أين ستكوّن وجهة حملتكم القادمة؟
انوشتكين: لا أدري بالضبط ولكن ربما إلى الغرب.
سعد الدين: أتقصد جنوب البلاد الشامية.
انوشتكين: ربما يا سعد الدين.. ربما..
سعد الدين: ولكن هذا هو المرتقب فهنالك اعتداءات على البلاد الشامية ولا شك أن السلطان ملكشاه سوف يضع حداً لها..
انوشتكين: هاأنت قد عرفت بحكم تجاربك في ميدان الحروب..
سعد الدين: ليت الطبيب يسمح لي بمصاحبتكم فإني تواق إلى مشاهدة تلك البلاد..
انوشتكين: ألم ترها من قبل؟
سعد الدين: لا.. وأنت..
انوشتكين: ولا أنا..
سعد الدين: إذن فستراها في هذه المرة..
انوشتكين: من يدري ربما أمر السلطان ملكشاه ببقائي في أصفهان..
سعد الدين: ربما يا انوشتكين ولكنها ستبقى حسرة في نفسك..
انوشتكين: لو كان ذلك بالنسبة لي وحدي لرضيته وربما لا أتحسر ولكن..
سعد الدين: ولكن ماذا؟
انوشتكين: بَرْكوزارْ يا سعد الدين إنها متشوقة لرؤية بلاد الشام ومن ثم الحج إلى بيت الله الحرام..
سعد الدين: إذا أخذ السلطان ملكشاه زوجته ترك خاتون معه فسوف يأخذك معه لأن ترك خاتون لا تستطيع الابتعاد عن بركوزار..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ترك خاتون تقول):
ترك خاتون: السلطان ملكشاه لن يبقى طويلاً ببغداد يا بركوزار..
بركوزار: لماذا؟
خاتون: إنه يتعجل نظام الملك في تجهيز الجيوش اللازمة لاسترداد حلب من ايدي الأعداء..
بركوزار: هل سيقود الحملة؟
خاتون: أجل.. أجل.. إنه يريد أن ينتقم من المعتدين أشد الانتقام..
بركوزار: هل ستذهبين معه؟
خاتون: كان مزمعاً ألا يأخذني معه ولكني أقنعته فقبل..
بركزوار: إذن فستتحقق أحلامك يا ابنة العم..
خاتون: وأحلامك أنت أيضاً..
بركوزار: كيف؟
خاتون: لأن السلطان ملكشاه أمر نظام الملك بأن يجعل انوشتكين على قيادة الفرسان ألم يقل لك؟
بركوزار: لا يا خاتون لأني لا أراه في هذه الأيام إلا لماما..
خاتون: لماذا؟ هل يذهب لزيارة زوجته الأخرى (ضرتك)..
بكوزار: ربما وربما هنالك شيء أهم من ذلك؟
خاتون: ما هو؟
بركوزار: محاربة الباطنية المندسين في أحياء بغداد.
خاتون: لعنهم الله..
بركوزار: إن محاربته لهم كان من الأهمية في رأيي مثل أهمية فتوحاته في بلاد الهند ونشر الإسلام في ربوعها.
خاتون: بلى.. بلى.. ولا يزال أبناؤه يتمرسون خطى أبيهم العظيمة..
بركوزار: خاتون..
خاتون: نعم يا ابنة العم..
بركوزار: متى ستشرع حملة السلطان ملكشاه على بلاد الشام..
(يدخل السلطان ملكشاه وهو يقول):
ملكشاه: غداً بإذن الله يا بركوزار فهل أنتن مستعدات؟
خاتون: أجل.. يا مولاي أجل..
ملكشاه: يلوح لي أن انوشتكين لم يخبرك يا بركوزار..
بركوزار: لا يا مولاي ولعلّي أعلم لأول مرة كل شيء من ابنة العم ترك خاتون..
ملكشاه: إن انشغال انوشتكين بالمهمة الملقاة على عاتقه قد أنساه ذلك ولا شك..
بركوزار: ربما يا مولاي..
ملكشاه: ولم تقولين ربما.. هل هنالك شيء آخر يشغله؟ ربما زوجته الأخرى أليس كذلك يا بركوزار؟
بركوزار: لا تهمني زوجته الأخرى يا مولاي..
ملكشاه: أتقولين حقاً..
بركوزار: أجل يا مولاي أجل..
ملكشاه: أتصدقين ما تقوله بركوزار يا خاتون..
خاتون: لو كانت لي ضرة كما لها ما صدقت ما تقول..
(يضحكون ثم يقول ملكشاه):
ملكشاه: على كل حال أنا مطمئن إلى أن أنوشتكين لم يكن مشغولاً مع زوجته الثانية فلا تقلقي يا بركوزار..
بركوزار: شكراً لمولاي..
ملكشاه: والآن أترككما أو تتركاني فإني على موعد مع نظام الملك..
خاتون: سننصرف نحن يا مولاي..
ملكشاه: مع السلامة..
(يدخل نظام الملك وهو يقول):
نظام الملك: السلام على مولاي السلطان..
ملكشاه: وعليك السلام يا نظام الملك..
نظام الملك: لقد قمت يا سيدي بتنفيذ جميع الأوامر التي عهدت بها إلي..
ملكشاه: بورك فيك يا أبي.. ومتى ستسير إلى بلاد الشام؟
نظام الملك: كل شيء جاهز وتوقيت السير بيد مولاي..
ملكشاه: بل بيد الله يا نظام الملك.. ونحن مسيرون لا مخيّرون.. وأرى أن نتوكل على الله فنزحف غداً على بركة الله..
نظام الملك: على بركة الله..
(يدخل انوشتكين ويقول):
انوشتكين: مولاي السلطان..
ملكشاه: ما وراءك يا انوشتكين..
انوشتكين: أحضرت الأمير سعد الدين حسب أمر مولاي..
ملكشاه: أين هو؟
انوشتكين: بالباب..
ملكشاه: فليدخل..
انوشتكين: أمرك يا مولاي..
(يذهب ويقول نظام الملك):
نظام الملك: لقد كتب الله له عمراً جديداً إذ جعل سلامته على يديك يا مولاي..
ملكشاه: حقاً يا نظام الملك فحين رايت النمر يقفز على سعد الدين ويرميه في الأرض ثم أهوى ليفترسه رميته بحريتي فجاءت بين عينيه فانشطر وجهه شطرين وهوى بجانب سعد الدين..
نظام الملك: كان إنقاذاً من الله تعالى له بتلك الرمية الصائبة..
ملكشاه: ولا تنسى سهام رفاقنا في الصيد التي مزقت جسد النمر فقضت على كل مقاومة لديه..
(يدخل سعد الدين يقول):
سعد الدين: السلام على مولاي السلطان..
ملكشاه: وعليك السلام يا سعد الدين.. كيف أنت اليوم.. هل التأمت جراحك..
سعد الدين: تماماً يا مولاي..
ملكشاه: أتستطيع الصيد..
سعد الدين: لقد حرمت على نفسي الصيد بعد خلاصي على يديك.. يا لها من ساعة رهيبة كلما تذكرتها يا مولاي أكاد أموت هلعاً ورعباً..
ملكشاه: النمر حيوان شرس غدار وأنت صياد جديد في هذه المهنة ولا سيما صيد النمور..
سعد الدين: لم أكن أتوقع يا مولاي وجود نمر في تلك المنطقة..
ملكشاه: كان نمراً جائعاً..
سعد الدين: وكدت أكون فريسته لولا أن جعل الله سلامتي على يديك..
نظام الملك: (ضاحكاً) ويا لها من فريسة سمينة.. كادت تكون وجبة دسمة للنمر..
(يضحكون ويقول ملكشاه):
ملكشاه: والآن يا سعد الدين هل أنت مستعد للذهاب معنا في حملتنا على الشام..
سعد الدين: إنه منتهى ما أتمناه يا مولاي لو يسمح به الطبيب المداوي..
ملكشاه: إذن فقد أمرنا بتعيينك مساعداً لنائب السلطنة..
نظام الملك: إنه تعيين صارف أهله ومحله يا مولاي..
سعد الدين: لساني يعجز عن شكر مولاي على فضله وكرمه وثقته الغالية التي أرجو أن أكون أهلاً لها..
ملكشاه: أبدأ عملك من الغد يا سعد الدين..
سعد الدين: بالأمر يا مولاي..
(نقلة صوتية بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت بركوزار تقول):
بركوزار: وها نحن ندخل بلاد الشام يا خاتون ويتحقق بذلك الأمل الأول من آمالنا..
خاتون: وسيتحقق الأمل الثاني بإذن الله..
بركوزار: وهاهم الأعداء يخلون مدينة حلب قبل وصول جيش السلطان ملكشاه..
خاتون: حتى أسلحتهم وأمتعتهم تركوها وهربوا لا يلوون على شيء..
بركوزار: لقد قذف الله في قلوبهم الرعب..
خاتون: أرأيت الناس ولقاءاتهم واستقبالاتهم..
بركوزار: وهتافاتهم له ((بالسلطان العادل)) ومن حقهم أن يهتفوا فقد جلس للمظالم بنفسه وقضى بين الناس بالقسطاس المستقيم..
خاتون: وفتح بابه لكل قاصد بحيث يستطيع أي شخص من افراد شعبه أن يتصل به في سهولة ويسر لرفع ظلامته أو التعبير عما لحقه من اضطهاد..
بركوزار: بهذا العدل أمنت السبل فالقوافل تسير من بلاد ما وراء النهر إلى أقصى بلاد الشام في أمن وطمأنينة وهذا سر نجاح السلطان ملكشاه..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :726  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج