الحلقة ـ 10 ـ |
انوشتكين: أمرك يا مولاي.. |
تتش: لعلّه خير أيها السلطان إن شاء الله.. |
ملكشاه: إن شاء الله.. |
نظام الملك: إنها زيارة وتجارة يا مولاي.. |
ملكشاه: كيف يا نظام الملك؟.. |
نظام الملك: زيارة من أجل بعض الأمور المعلقة بيننا وبينهم.. |
ملكشاه: وتجارة.. |
نظام الملك: لكي يقفوا على ما نحن عليه ويروا رأي الصين حالنا فحملة مولاي السلطان إلى الشرق قد طالت.. |
ملكشاه (مقاطعاً): تعني أنهم يستكشفون وعلى ضوء ذلك يقرون سياسة المستقبل.. |
تتش: يالآرائك النيرة أيها الوزير.. صدق ((في رأيي)) أيها السلطان تعليله لهذه الزيارة فلا بد أنهم سمعوا أخباراً متناقضة عن حملتكم إلى بلاد الصين.. |
نظام الملك: ولا شك أن الفاطميين روّجوا إشاعات باطلة عنها حتى يهونوا من انتصارات مولاي الباهرة في الشرق.. |
ملكشاه: سوف نحاسب الفاطميين حساباً عسيراً على ما يفعلون.. |
(يدخل انوشتكين ومعه وفد قيصر الروم والموسيقى مصاحبة يقول رئيس الوفد واسمه ميشو): |
ميشو: السلام على سلطان المسلمين.. |
ملكشاه: السلام على من اتبع الهدى.. |
ميشو: اسمي أيها السلطان ميشو وأسماء رفيقي ميخائيل ومرقس.. |
ملكشاه: أهلاً بكم جميعاً.. |
ميشو: معي رسالة من قيصر الروم.. |
ملكشاه: هاتها.. |
ميشو: تفضل.. |
(يفضي ملكشاه الرسالة ويقرؤها وموسيقى خفيفة مصاحبة ثم يقول): |
ملكشاه: شكراً لقيصر الروم على استجابته لشروطنا وشكراً له أيضاً على المعلومات الأخرى.. |
ميشو: العفو أيها السلطان.. إن سيدي القيصر يكن لكم كل تقدير واحترام ولا ينسى معاملة أبيكم السلطان ألب أرسلان يرحمه الله.. |
ملكشاه: إنه وفاء من القيصر نقدره له ونشكره عليه ونؤكد له أننا ملتزمون بالسياسة التي اتفق عليها مع والدي المرحوم السلطان ألب أرسلان.. |
ميشو: لدينا هدايا وأموال أيها السلطان.. |
ملكشاه: خذها منهم يا نظام الملك وأحسن وفادتهم وتكريمهم.. |
ميشو: نستأذنك أيها السلطان.. |
ملكشاه: فليصحبهم انوشتكين إلى دار الضيافة يا نظام الملك.. |
نظام الملك: أمرك يا مولاي.. |
ملكشاه: نحن عائدون غداً إن شاء الله إلى قاعدة السلطنة وستعودون معنا إلا إذا أردتم غير ذلك.. |
ميشو: إنه شرف لنا أن نكون في ركاب سلطان المسلمين.. |
ملكشاه: إذن اعملوا لهم الترتيب اللازم يا نظام الملك.. |
نظام الملك: أمرك يا مولاي.. |
(يخرجون ويقول تتش): |
تتش: إنهم وفد قيصر الروم الذي أسره والدكم المرحوم السلطان ألب أرسلان في معركة (ملاذ كرد).. |
ملكشاه: أجل.. أيها الخاقان.. أجل.. |
تتش: عمل والدكم السلطان يرحمه الله باهر جداً ووفاء قيصر الروم باهر أيضاً أليس كذلك؟ |
ملكشاه: لا شك فالوفاء بين هؤلاء الأقوام نادر جداً.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت بركوزار تقول): |
بركوزار: ما هي أخبار وفد قيصر الروم يا خاتون؟ |
خاتون: أخبار سارة يا بركوزار.. فقيصر الروم قبل بزيادة الجزية السنوية وإطلاق من بقى من أسرى المسلمين لديهم.. |
بركوزار: شيء جميل.. وماذا بعد.. |
خاتون: هذا حد ما تصل إليه معلوماتي يا ابنة العم فهل لديك حصيلة أخرى من الأخبار؟ |
بركوزار: لو كان لدي شيء من الأخبار ما سألتك ولكن.. |
خاتون: ولكن ماذا؟ |
بركوزار: ليس من المعقول أن يقطع وفد قيصر الروم هذه المسافة الطويلة من أجل أن يخبر السلطان ملكشاه بقبوله زيادة الجزية السنوية وإطلاق سراح أسرى المسلمين.. |
خاتون: كلام منطقي سليم.. إذن ماذا تخمنين؟ |
بركوزار: المسألة ليست مسألة حدس أو تخمين، وإنما.. |
خاتون: إنما ماذا؟ |
بركوزار: ألم تري تغيراً ظاهراً على السلطان ملكشاه بعد وصول وفد قيصر الروم.. |
خاتون: أجل يا بركوزار أجل.. |
بركوزار: شيء من هذا التغيير يا خاتون.. مثلاً.. |
خاتون: وجوم وشرود وغضب لأتفه الأسباب.. |
بركوزار: هذه دلائل على أهمية الأمر الذي جاء من أجله وفد قيصر الروم.. |
خاتون: ألم تستشفي شيئاً من زوجك انوشتكين وهو على اتصال وثيق بملكشاه ونظام الملك.. |
بركوزار: زوجي انوشتكين إنني موقنة أنه لا يعرف شيئاً عن الموضوع الذي قدم من أجله وفد قيصر الروم.. |
خاتون: كيف وصلت إلى هذا اليقين.. |
بركوزار: من عدم تغير شيء في معاملته لي أو لغيري بيد إني لاحظت شيئاً واحداً.. |
خاتون: ما هو يا ابنة العم.. |
بركوزار: كنت وزوجي نتحدث هذا الصباح عن طباع نظام الملك ورحابة صدره وحلمه وكرمه فإذا بزوجي يقول: |
خاتون: يقول ماذا؟ |
بركوزار: ولكن منذ وصول وفد قيصر الروم تغير نظام الملك فأصبح عصبي المزاج حار الطبع.. |
خاتون: وهذا يدل على خطورة الأمر الذي قدم من أجله الوفد.. |
بركوزار: على كل حال لقد أتعبنا عقولنا فلنترك الأمر لأولي الأمر ولنفكر في العودة.. |
خاتون: صدقت يا ابنة العم فغداً سنشرع بإذن الله في العودة إلى بغداد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ملكشاه يقول): |
ملكشاه: ما رأيك يا نظام الملك فيما ذكره قيصر الروم؟ |
نظام الملك: الخبر خطير والحركة التي تتمخض بها أوروبا إرهاصات بشر مستطير يا مولاي.. |
ملكشاه: وإنه - في رأيي - شر موجه ضد الإسلام والمسلمين ولكن.. |
نظام الملك: ولكن ماذا يا مولاي؟ |
ملكشاه: ما العمل؟ |
نظام الملك: التجمع الصليبي في الغرب يجب أن يواجهه تجمع إسلامي في الشرق. |
ملكشاه: ولكننا هنا كما ترى يا نظام الملك متفوقون والعداء مستحكم بين الشعوب الإسلامية.. |
نظام الملك: هذا صحيح وواقع ولكن لا يفل الحديد إلا الحديد.. |
ملكشاه: أجل.. أجل.. ولكن كيف يصار إلى هذا التجمع.. هل يتجاوب معنا الفاطميون وهم أقوى دول المنطقة بعدنا؟ |
نظام الملك: لا أظن يا مولاي فالعداء بيننا وبينهم مستحكم.. |
ملكشاه: إذن ما العمل؟ |
نظام الملك: لماذا لا نتعاون مع قيصر الروم على ضرب التجمع الصليبي في مهده.. |
ملكشاه: كيف يا نظام الملك؟ |
نظام الملك: التجمع الصليبي سيتحمل ضربته الأولى قيصر الروم في القسطنطينية.. |
ملكشاه: بلى.. بلى.. |
نظام الملك: فإذا استطعنا إقناعه بأنه سيكون الفريسة الأولى للزحف الصليبي فإنه لا شك سيتعاون معنا.. ثم.. |
ملكشاه: ثم ماذا؟ |
نظام الملك: أخبار قيصر الروم لنا بهذا التجمع الصليبي دليل على تخوفه منه ورغبته في استطلاع رأينا فيه.. |
ملكشاه: كلام منطقي سديد.. |
نظام الملك: فإذا لمحنا له بالخطر الذي يتهدده وعرضنا عليه التعاون معنا لصده فلا شك أنه سيرحب بذلك.. |
ملكشاه: حسناً.. حسناً.. فكر في الأمر جيداً يا نظام الملك خلال عودتنا وعند وصولنا باشر بالاتصال بالروم.. |
نظام الملك: سأفعل إن شاء الله.. |
ملكشاه: إن شاء الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ميشو يقول): |
ميشو: حملة السلطان ملكشاه على بلاد الترك والصين لا شك أنها وفقت في الوصول إلى أهدافها.. أيها القائد انوشتكين.. |
انوشتكين: نعم ايها القائد ميشو فها أنت ترى آثارها هنا كما أنك بكل تأكيد قد شاهدت آثارها وأنت في طريقك إلينا.. |
ميشو: بلى.. بلى.. فالأقوام الذين مرننا بهم كانوا ألسنة حمد وشكر للسلطان على تحسين أوضاعهم ورفع مستوى معيشتهم.. |
انوشتكين: لقد حققت الحملة ولله الحمد أهدافها جميعها.. |
ميشو: كنا في بلادنا نرقب مصير زحفكم على بلاد الصين أكثر من بلاد الترك لأن الصين قوة بشرية هائلة.. |
انوشتكين: وماذا كانت تكهناتهم؟ |
ميشو: كنا نخشى عليكم وبالتالي على أنفسنا.. |
انوشتكين: خشيتكم علينا شيء معروف ولكن خشيتكم على أنفسكم هو الشيء غير المعروف لدي.. |
ميشو: أجل.. أجل.. كنا نخشى أن ينطلق المارد الصيني من قمقمه ليكتسحكم ويكتسحنا معكم.. |
انوشتكين: ألهذا الحد تتخوفونه.. |
ميشو: بلى.. ايها القائد فقد كنا نضع أيدينا على قلوبنا خشية خروج هذا المارد من سجنه.. |
انوشتكين: ولكننا كفيناكم شره والحمد لله فقد خشي جيوش السلطان فطلب الصلح ودفع الجزية.. |
ميشو: انتصار رائع باهر ونجاح منقطع النظير لم نكن نتصور أن السلطان ملكشاه يصل إليه.. |
انوشتكين: لعلّكم كنتم متأثرين بدعايات الفاطميين التي يروجونها ضدنا.. |
ميشو: ربما إلى حد محدود ولكن تقديراتنا كأمة ذات ماض تاريخي وعسكري كانت في ما شاهدنا وتلمسنا.. ولذلك كنا مندهشين ومذهولين.. |
انوشتكين: إن السلطان ملكشاه نذر نفسه وكرّس جهوده في سبيل إعلاء كلمة ربه فايده الله ونصره.. |
ميشو: نحن وإن كنا غير مسلمين إلا أننا كأصحاب كتاب نعتقد أن الحروب التي قامت على أساس ديني سليم كان النصر حليفها وهذا سر نجاح السلطان ملكشاه.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ترك خاتون تقول): |
خاتون: ما لي أراك كئيبة يا بركوزار وكأنك كنت تبكين.. |
بركوزار: أجل كنت أبكي حقاً.. |
خاتون: تبكين.. ما السبب؟ |
بركوزار: لقد جاءتني المرأة المسلمة التي تعرفينها مودعة وكانت تبكي بحرقة فلم أتمالك نفسي من البكاء وقد أوصتني بابنها خيراً.. |
خاتون: ولا شك أنك طمأنتيها بأن ابنها سيكون موضع عنايتك وعنايتي.. |
بركوزار: أجل يا ابنة العم وما أن سمعت ذلك حتى شاعت الفرحة في محياها.. |
خاتون: حنان الأم لا يعدله حنان.. قولي يا بركوزار.. |
بركوزار: تفضلي يا خاتون.. |
خاتون: هل عرفت السبب الهام لمجيء وفد قيصر الروم.. |
بركوزار: لا.. وأنت؟ |
خاتون: لو عرفته لقلت لك.. |
بركوزار: يلوح لي إنه سر خطير حتى زوجي انوشتكين لم يطلع عليه.. |
خاتون: وأنا زوجة السلطان ملكشاه لا أعلم عنه شيئاً.. |
(يدخل ملكشاه وهو يقول): |
ملكشاه: إنه فوق مستواكن.. |
بركوزار: لم يا مولاي.. |
|