شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 9 ـ
ملكشاه: (مندهشاً) رسول من أمير المؤمنين؟
انوشتكين: نعم يا مولاي..
ملكشاه: أدخله في الحال.. خيراً إن شاء الله..
نظام الملك: لا شك أنه جاء لأمر هام أيها السلطان..
تتش: بكل تأكيد ايها السلطان..
ملكشاه: الحمد لله الذي جاء بعد أن انتهينا من توقيع الاتفاقية مع ملك الصين..
(يدخل رسول الخليفة ومعه انوشتكين ويقول):
الرسول: السلام عليكم..
ملكشاه: وعليك السلام تفضل وأجلس..
الرسول: أحمل إليك ايها السلطان رسالة من أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بالله..
ملكشاه: هاتها..
الرسول: تفضل..
(يأخذ الرسالة ملكشاه ويفضها ثم يقرؤها ويقول):
ملكشاه: ذلك شيء منتظر.. شكراً لأمير المؤمنين على رسالته الكريمة وعلى الاجراءات التي قام بها نائبنا على بلاد الشام..
نظام الملك: أهو اعتداء يا مولاي من الفاطميين على بلاد الشام؟
ملكشاه: نعم..
نظام الملك: تباً لهم إنهم يطعنون من الخلف شأن الخونة الغادرين..
ملكشاه: على كل حال لقد قام نائبنا بصدد الاعتداء ولكن الفاطميين يوالون حشودهم على الشام بقصد الاستيلاء على دمشق..
نظام الملك: هل يأمر مولاي بأن أعود على جناح السرعة لإرسال الإمدادات إلى حاكم الشام؟
ملكشاه: الخليفة أطال الله عمره مع نائب السلطنة انوشتكين يرسلون الإمدادات تباعاً لتعزيز قواتنا هناك..
نظام الملك: يجب أن يضع مولاي حداً لتعديات الفاطميين.
ملكشاه: أجل لقد طفح الكيل ولم يبق في قوس الصبر منزع..
الرسول: كلفني مولاي أمير المؤمنين أن أسألك متى تنوي العودة؟
ملكشاه: خلال اليومين القادمين بإذن الله..
الرسول: هل يسمح سيدي السلطان بأن أكون في ركابه.. أو أذهب قبله مبشراً بعودكم الحميد..
ملكشاه: أرى أن تذهب قبلنا وسيعطيك نظام الملك رسالة مني إلى أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بالله..
الرسول: بالأمر يا سيدي..
ملكشاه: نظام الملك..
نظام الملك: مولاي..
ملكشاه: هيئوا سفر رسول الخليفة وقد أمرنا له بعشرين ألف دينار..
الرسول: ألف شكر لسيدي السلطان.. وإلى لقائه الميمون في بغداد دار السلام.. إن شاء الله..
ملكشاه: إن شاء الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى بعدها صوت ترك خاتون يقول):
خاتون: يظهر أن دعائي ودعاءك قد استجيب يا بركوزار..
بركوزار: كيف يا ابنة العم؟..
خاتون: لقد قرر السلطان العودة إلى بغداد خلال اليومين القادمين..
بركوزار: هذا بعض ما كنا نتمناه وندعو الله تعالى من أجله.. فماذا عن البعض الآخر..؟
خاتون: لا شك أنك سمعت بمقدم رسول الخليفة العباسي..
بركوزار: بلى.. بلى.. وقد كنت أريد أن أسألك عن سر قدومه..
خاتون: رسول الخليفة العباسي جاء ليخبر ملكشاه عن اعتداءات جديدة للفاطميين على بلاد الشام..
بركوزار: إذن فعودة السلطان ملكشاه السريعة هي لقتال الفاطميين..
خاتون: أجل يا بركوزار أجل..
بركوزار: وهذا قسم من التمنيات سيتحقق بإذن الله فمتى يتحقق القسم الأهم..
خاتون: ما هو؟
بركوزار: نسيت..
خاتون: ربما..
بركوزار: الحج إلى بيت الله الحرام..
خاتون: يا إلهي كيف نسيته.. لا شك أن الشيطان قد أنساني إياه..
بركوزار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
خاتون: الحج إلى بيت الله الحرام دعوة من الله تعالى فلعلّ الله هيأ الأسباب ليجعلها وسيلة لتحقيق ما نتمناه جميعاً..
بركوزار: عسى ولعلّ يا ابنة العم..
خاتون: بل كوني واثقة كل الثقة بأن الله سبحانه وتعالى لا شك سيجيب دعاءنا فتكون في عداد من دعاهم لزيارة بيته المعظم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى لنسمع بعدها صوت نظام الملك يقول):
نظام الملك: قل لي يا رائق؟
رائق: تفضل أيها الوزير..
نظام الملك: ما هي أحوال بغداد؟
رائق: الأحوال ليست على ما يرام ولا سيما بعد الاعتداءات الأثيمة من الفاطميين فقد بدأ دعاتهم يطبلون ويزمرون ويهولون انتصارات الفاطميين..
نظام الملك: والباطنية ما هي أخبارهم..؟
رائق: زاد شرهم وكثرت حوادثهم..
نظام الملك: ونائب السلطان ملكشاه ماذا يفعل.. هل يقف موقف المتفرج أمام الأحداث الجارية..
رائق: صدقني إنها حركة دائمة ولكن الناس لا يرهبونه كما يرهبون ملكشاه أو أنت مثلاً.. وأنا الذي حسنت للخليفة أن يرسلني إلى السلطان لكي أستعجله العودة..
نظام الملك: خيراً فعلت يا رائق ولكن..
رائق: ولكن ماذا؟..
نظام الملك: ما هو صدى حملة السلطان على بلاد الترك والصين..
رائق: الناس في بغداد وفارس يتابعون بإعجاب انتصارات السلطان ملكشاه في بلاد الترك ويرقبون باهتمام نتائج حملته على بلاد الصين..
نظام الملك: الحمد لله حملتنا على بلاد الصين قد انتهت بصبح مشرق لنا فقد قيل ملك الصين دفع الجزية وأرسل الهدايا للخلافة والسلطان..
رائق: هل الرسالة جاهزة أيها الوزير..؟
نظام الملك: نعم يا رائق..
رائق: ومتى تقوم أول قافلة إلى بغداد..
نظام الملك: غداً وقد نظمنا ذهابك فيها..
رائق: شكراً أستودعك الله..
نظام الملك: أستودعك الله وفي حفظ الله وأمانه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة لنسمع بعدها صوت ملكشاه يقول):
ملكشاه: انوشتكين..
انوشتكين: مولاي..
ملكشاه: هل تم الاستعداد للسفر..؟
انوشتكين: نعم يا سيدي..
ملكشاه: ونظام الملك هل عنده علم به..
انوشتكين: أجل وقد تمَّت بأشرافه وتوجيهاته..
ملكشاه: بورك فيكما.. بورك فيكما.. والآن..
انوشتكين: والآن ماذا يا مولاي..؟
ملكشاه: سأذهب لزيارة (تتش) خاقان الترك فادع نظام الملك ليصاحبني..
انوشتكين: أمرك يا مولاي..
(يخرج انوشتكين وتدخل ترك خاتون وهي تقول):
خاتون: السلام على مولاي السلطان..
ملكشاه: وعليك السلام يا صباح الخير والبركات..
خاتون: شكراً لمولاي..
ملكشاه: بل هي الحقيقة يا ترك خاتون منذ تزوجتك وطالع اليمن والبركات يواكبني في كل أعمالي..
خاتون: لقد كرست يا مولاي وقتك وجهودك لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه وهذا سر نجاحك..
ملكشاه: الحمد لله يا خاتون الذي قدرني على خدمة دينه والجهاد في سبيله وابتهل إليه جلت قدرته أن يثبتنا عليه..
خاتون: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين..
ملكشاه: خاتون..
خاتون: مولاي..
ملكشاه: فاتني أن أسألك..
خاتون: تفضل وسل يا سيدي..
ملكشاه: هل أعددت نفسك للعودة..
خاتون: نعم ولو أردت الآن السفر لرأيتني في المقدمة..
ملكشاه: أفرم.. أفرم خاتون وبركوزار ماذا عنها..؟
خاتون: إنها هي الأخرى جاهزة للسفر عند أول إشارة منك..
ملكشاه: حسناً.. حسناً..
(يدخل انوشتكين وهو يقول):
انوشتكين: نظام الملك في صالة الانتظار يا مولاي..
ملكشاه: أنا ذاهب إليه.. أستودعك الله خاتون..
خاتون: بحفظ الله وأمانه يا سيدي..
انوشتكين: سيدتي ترك خاتون.. بركوزار تنتظرك في الصالة الخاصة بك..
خاتون: أنا ذاهبة إليها..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول):
نظام الملك: إن طلبات خاقان الترك معقولة يا مولاي ذلك لأنه يواجه أكبر قوة مشتركة في العالم..
ملكشاه: إنني معك يا نظام الملك ولذلك وافقت على طلبه وسوف ترابط قوة كبيرة من جنودنا هنا لتدريب الترك والتركمان..
نظام الملك: وبمجرد العودة أرى يا سيدي..
ملكشاه: ترى ماذا؟
نظام الملك: أرى أن نزودهم بأحدث العتاد ووسائل الهجوم والدفاع فإنني أخشى..
ملكشاه: تخشى ماذا؟
نظام الملك: أن يصحو المغول من سباتهم فيتحدوا ويبدؤوا بالهجوم على المسلمين والترك والتركمان هم الذين يتحملون ضرباتهم الأولى..
ملكشاه: الويل للمسلمين إذا صحا المغول أو يأجوج ومأجوج يا نظام الملك.. إنهم نذر غضب الله على عباده..
نظام الملك: أرجو ألا نعيش حتى ندرك ذلك اليوم..
ملكشاه: والآن أدركت يا نظام الملك ومن واجبي أن أسجد لله حمداً وشكراً على أن ملك الصين لم يركب رأسه فيقاتلنا..
نظام الملك: كيف يا مولاي..؟
ملكشاه: صراعنا مع الصين كان سيمهد الطريق للمغول أو يأجوج ومأجوج على أن يتدخلوا في الصراع..
نظام الملك: أجل.. أجل..
ملكشاه: وتدخلهم في الصراع معناه أنهم سيفتحون عيونهم على آفاق ميادين لم يعرفوها من قبل وسوف يتذوقون نعيماً ودنيا جديدة عليهم..
نظام الملك: نعم نعم وهذا يعني يا مولاي إنهم سوف يفكرون في توحيد صفوفهم والزحف للاستيلاء على بلادنا التي هي بلاد الخير والنعيم والثروات..
نظام الملك: ما ابعد تصور مولاي..
ملكشاه: حقاً يا نظام الملك لقد لطف الله بنا فأعمى ملك الصين عن قتالنا والويل للعالم في اليوم الذي تصحوا فيه هذه الأقوام الصفر الوجوه..
نظام الملك: صدقت يا مولاي.. صدقت..
ملكشاه: ها هو تتش خاقان الترك ينتظرنا.. لقد جئناه في الموعد المضروب..
نظام الملك: نعم وكاد حديث المغول وصفر الوجوه يؤخرنا عنه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت خاتون تقول):
خاتون: مرحباً بك يا ابنة العم.. وأهلاً وسهلاً..
بركوزار: وبك يا خاتون..
خاتون: لقد جئت في الوقت المناسب..
بركوزار: خيراً إن شاء الله..
خاتون: اللَّهم اجعل أيامنا كلها خيراً وبركة.. قولي يا ابنة العم..
بركوزار: تفضلي..
خاتون: هل أتممت استعداداتك للعودة..
بركوزار: أجل.. أجل.. وعلى استعداد للسفر في كل حين..
خاتون: وهذا ما قلته للسلطان ملكشاه حين سألني عنك..
بركوزار: أين هو الآن..؟
خاتون: ذهب لزيارة خاقان الترك..
بركوزار: هل هي زيارة عادية أو للعمل..؟
خاتون: لا أدري يا ابنة العم ولكن لقاءات القادة لا تخلو من التفكير في العمل..
بركوزار: وماذا تظنين نوع العمل؟
خاتون: يلوح لي أن السلطان ملكشاه يريد أن يقوي حدوده المواجهة للصين..
بركوزار: لماذا؟
خاتون: لأنه يخاف من الصين أو صفر الوجوه كما يسميهم..
بركوزار: لعلّه على حق في خوفه وحذره منهم..
خاتون: كيف يا بركوزار؟
بركوزار: هؤلاء القوم قوة بشرية هائلة..
خاتون: بلى.. بلى.. إنهم أكثر من النمل..
بركوزار: وهذه القوة البشرية متى ما أتحدت بظهور زعيم قوي فيها فسوف تدمر العالم..
خاتون: إنك تغالين أو تهولين يا ابنة العم..
بركوزار: لا يا خاتون..
خاتون: إن بلادهم واسعة وما فيها سيكفيهم وسيغنيهم عن الطمع لما حولهم..
بركوزار: ولكن إدراكهم للنعيم الذي توغل فيه الأمم المجاورة لهم والحضارة التي تزدهر بها مدنهم وترتفع بها معيشتهم سوف..
خاتون: سوف ماذا؟
بركوزار: سوف يحملهم على سلب الأمم المجاورة لهم بدافع من غريزة الطمع وحب الاستيلاء..
خاتون: ولكنه تصوّر بعيد الوقوع..
بركوزار: لا تقولي يا خاتون.. المهم أن ندعو الله ألا تصحو هذه القوة البشرية من سباتها حتى ينعم العالم بالأمن والاستقرار..
خاتون: الدعاء واجب ولا شك لأنهم أعداء هذا الدين وأعداء هذا الدين علينا أن ندعو الله عليهم بالويل والثبور وعظائم الأمور..
بركوزار: لقد سرقنا الحديث عن صفر الوجوه فنسينا موعدنا نحن أيضاً..
خاتون: أي موعد..؟
بركوزار: أنسيته؟.. زيارة زوجة خاقان الترك..
خاتون: يا إلهي ما أكثر نسياني في هذه الأيام.. لقد تقدمت بي السنون ولا شك..
بركوزار: ليست السنون يا ابنة العم وإنما كثرة المشاكل وزحمة الأعمال كثيراً ما تنسى الإنسان.. هيا بنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تتش يقول):
تتش: هذه هي الأسباب التي تدعونا إلى ما طلبنا أيها السلطان..
ملكشاه: إنك على حق أيها الخاقان فأنتم مجاورون لأكبر قوة بشرية في العالم..
تتش: ومهددون دائماً منها..
ملكشاه: صدقت.. صدقت.. طلبك مجاب أيها الخاقان.. ستبقى قوة كبيرة من جيشي وسأرسل إليك بعد عودتي أحدث العدد والعتاد..
تتش: شكراً لك أيها السلطان..
ملكشاه: نظام الملك..
نظام الملك: نعم يا مولاي..
ملكشاه: نفذ أمري الأول وذكرني بتنفيذ الأمر الثاني عند وصولنا سالمين إلى بغداد بإذن الله.
(يدخل انوشتكين وهو يقول):
انوشتكين: مولاي السلطان..
ملكشاه: ما وراءك يا انوشتكين..؟
انوشتكين: وفد من قيصر الروم..
ملكشاه: وفد من قيصر الروم.. أدخلهم في الحال..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :713  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج