الحلقة ـ 9 ـ |
ملكشاه: (مندهشاً) رسول من أمير المؤمنين؟ |
انوشتكين: نعم يا مولاي.. |
ملكشاه: أدخله في الحال.. خيراً إن شاء الله.. |
نظام الملك: لا شك أنه جاء لأمر هام أيها السلطان.. |
تتش: بكل تأكيد ايها السلطان.. |
ملكشاه: الحمد لله الذي جاء بعد أن انتهينا من توقيع الاتفاقية مع ملك الصين.. |
(يدخل رسول الخليفة ومعه انوشتكين ويقول): |
الرسول: السلام عليكم.. |
ملكشاه: وعليك السلام تفضل وأجلس.. |
الرسول: أحمل إليك ايها السلطان رسالة من أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بالله.. |
ملكشاه: هاتها.. |
الرسول: تفضل.. |
(يأخذ الرسالة ملكشاه ويفضها ثم يقرؤها ويقول): |
ملكشاه: ذلك شيء منتظر.. شكراً لأمير المؤمنين على رسالته الكريمة وعلى الاجراءات التي قام بها نائبنا على بلاد الشام.. |
نظام الملك: أهو اعتداء يا مولاي من الفاطميين على بلاد الشام؟ |
ملكشاه: نعم.. |
نظام الملك: تباً لهم إنهم يطعنون من الخلف شأن الخونة الغادرين.. |
ملكشاه: على كل حال لقد قام نائبنا بصدد الاعتداء ولكن الفاطميين يوالون حشودهم على الشام بقصد الاستيلاء على دمشق.. |
نظام الملك: هل يأمر مولاي بأن أعود على جناح السرعة لإرسال الإمدادات إلى حاكم الشام؟ |
ملكشاه: الخليفة أطال الله عمره مع نائب السلطنة انوشتكين يرسلون الإمدادات تباعاً لتعزيز قواتنا هناك.. |
نظام الملك: يجب أن يضع مولاي حداً لتعديات الفاطميين. |
ملكشاه: أجل لقد طفح الكيل ولم يبق في قوس الصبر منزع.. |
الرسول: كلفني مولاي أمير المؤمنين أن أسألك متى تنوي العودة؟ |
ملكشاه: خلال اليومين القادمين بإذن الله.. |
الرسول: هل يسمح سيدي السلطان بأن أكون في ركابه.. أو أذهب قبله مبشراً بعودكم الحميد.. |
ملكشاه: أرى أن تذهب قبلنا وسيعطيك نظام الملك رسالة مني إلى أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بالله.. |
الرسول: بالأمر يا سيدي.. |
ملكشاه: نظام الملك.. |
نظام الملك: مولاي.. |
ملكشاه: هيئوا سفر رسول الخليفة وقد أمرنا له بعشرين ألف دينار.. |
الرسول: ألف شكر لسيدي السلطان.. وإلى لقائه الميمون في بغداد دار السلام.. إن شاء الله.. |
ملكشاه: إن شاء الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى بعدها صوت ترك خاتون يقول): |
خاتون: يظهر أن دعائي ودعاءك قد استجيب يا بركوزار.. |
بركوزار: كيف يا ابنة العم؟.. |
خاتون: لقد قرر السلطان العودة إلى بغداد خلال اليومين القادمين.. |
بركوزار: هذا بعض ما كنا نتمناه وندعو الله تعالى من أجله.. فماذا عن البعض الآخر..؟ |
خاتون: لا شك أنك سمعت بمقدم رسول الخليفة العباسي.. |
بركوزار: بلى.. بلى.. وقد كنت أريد أن أسألك عن سر قدومه.. |
خاتون: رسول الخليفة العباسي جاء ليخبر ملكشاه عن اعتداءات جديدة للفاطميين على بلاد الشام.. |
بركوزار: إذن فعودة السلطان ملكشاه السريعة هي لقتال الفاطميين.. |
خاتون: أجل يا بركوزار أجل.. |
بركوزار: وهذا قسم من التمنيات سيتحقق بإذن الله فمتى يتحقق القسم الأهم.. |
خاتون: ما هو؟ |
بركوزار: نسيت.. |
خاتون: ربما.. |
بركوزار: الحج إلى بيت الله الحرام.. |
خاتون: يا إلهي كيف نسيته.. لا شك أن الشيطان قد أنساني إياه.. |
بركوزار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. |
خاتون: الحج إلى بيت الله الحرام دعوة من الله تعالى فلعلّ الله هيأ الأسباب ليجعلها وسيلة لتحقيق ما نتمناه جميعاً.. |
بركوزار: عسى ولعلّ يا ابنة العم.. |
خاتون: بل كوني واثقة كل الثقة بأن الله سبحانه وتعالى لا شك سيجيب دعاءنا فتكون في عداد من دعاهم لزيارة بيته المعظم.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى لنسمع بعدها صوت نظام الملك يقول): |
نظام الملك: قل لي يا رائق؟ |
رائق: تفضل أيها الوزير.. |
نظام الملك: ما هي أحوال بغداد؟ |
رائق: الأحوال ليست على ما يرام ولا سيما بعد الاعتداءات الأثيمة من الفاطميين فقد بدأ دعاتهم يطبلون ويزمرون ويهولون انتصارات الفاطميين.. |
نظام الملك: والباطنية ما هي أخبارهم..؟ |
رائق: زاد شرهم وكثرت حوادثهم.. |
نظام الملك: ونائب السلطان ملكشاه ماذا يفعل.. هل يقف موقف المتفرج أمام الأحداث الجارية.. |
رائق: صدقني إنها حركة دائمة ولكن الناس لا يرهبونه كما يرهبون ملكشاه أو أنت مثلاً.. وأنا الذي حسنت للخليفة أن يرسلني إلى السلطان لكي أستعجله العودة.. |
نظام الملك: خيراً فعلت يا رائق ولكن.. |
رائق: ولكن ماذا؟.. |
نظام الملك: ما هو صدى حملة السلطان على بلاد الترك والصين.. |
رائق: الناس في بغداد وفارس يتابعون بإعجاب انتصارات السلطان ملكشاه في بلاد الترك ويرقبون باهتمام نتائج حملته على بلاد الصين.. |
نظام الملك: الحمد لله حملتنا على بلاد الصين قد انتهت بصبح مشرق لنا فقد قيل ملك الصين دفع الجزية وأرسل الهدايا للخلافة والسلطان.. |
رائق: هل الرسالة جاهزة أيها الوزير..؟ |
نظام الملك: نعم يا رائق.. |
رائق: ومتى تقوم أول قافلة إلى بغداد.. |
نظام الملك: غداً وقد نظمنا ذهابك فيها.. |
رائق: شكراً أستودعك الله.. |
نظام الملك: أستودعك الله وفي حفظ الله وأمانه.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة لنسمع بعدها صوت ملكشاه يقول): |
ملكشاه: انوشتكين.. |
انوشتكين: مولاي.. |
ملكشاه: هل تم الاستعداد للسفر..؟ |
انوشتكين: نعم يا سيدي.. |
ملكشاه: ونظام الملك هل عنده علم به.. |
انوشتكين: أجل وقد تمَّت بأشرافه وتوجيهاته.. |
ملكشاه: بورك فيكما.. بورك فيكما.. والآن.. |
انوشتكين: والآن ماذا يا مولاي..؟ |
ملكشاه: سأذهب لزيارة (تتش) خاقان الترك فادع نظام الملك ليصاحبني.. |
انوشتكين: أمرك يا مولاي.. |
(يخرج انوشتكين وتدخل ترك خاتون وهي تقول): |
خاتون: السلام على مولاي السلطان.. |
ملكشاه: وعليك السلام يا صباح الخير والبركات.. |
خاتون: شكراً لمولاي.. |
ملكشاه: بل هي الحقيقة يا ترك خاتون منذ تزوجتك وطالع اليمن والبركات يواكبني في كل أعمالي.. |
خاتون: لقد كرست يا مولاي وقتك وجهودك لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه وهذا سر نجاحك.. |
ملكشاه: الحمد لله يا خاتون الذي قدرني على خدمة دينه والجهاد في سبيله وابتهل إليه جلت قدرته أن يثبتنا عليه.. |
خاتون: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين.. |
ملكشاه: خاتون.. |
خاتون: مولاي.. |
ملكشاه: فاتني أن أسألك.. |
خاتون: تفضل وسل يا سيدي.. |
ملكشاه: هل أعددت نفسك للعودة.. |
خاتون: نعم ولو أردت الآن السفر لرأيتني في المقدمة.. |
ملكشاه: أفرم.. أفرم خاتون وبركوزار ماذا عنها..؟ |
خاتون: إنها هي الأخرى جاهزة للسفر عند أول إشارة منك.. |
ملكشاه: حسناً.. حسناً.. |
(يدخل انوشتكين وهو يقول): |
انوشتكين: نظام الملك في صالة الانتظار يا مولاي.. |
ملكشاه: أنا ذاهب إليه.. أستودعك الله خاتون.. |
خاتون: بحفظ الله وأمانه يا سيدي.. |
انوشتكين: سيدتي ترك خاتون.. بركوزار تنتظرك في الصالة الخاصة بك.. |
خاتون: أنا ذاهبة إليها.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول): |
نظام الملك: إن طلبات خاقان الترك معقولة يا مولاي ذلك لأنه يواجه أكبر قوة مشتركة في العالم.. |
ملكشاه: إنني معك يا نظام الملك ولذلك وافقت على طلبه وسوف ترابط قوة كبيرة من جنودنا هنا لتدريب الترك والتركمان.. |
نظام الملك: وبمجرد العودة أرى يا سيدي.. |
ملكشاه: ترى ماذا؟ |
نظام الملك: أرى أن نزودهم بأحدث العتاد ووسائل الهجوم والدفاع فإنني أخشى.. |
ملكشاه: تخشى ماذا؟ |
نظام الملك: أن يصحو المغول من سباتهم فيتحدوا ويبدؤوا بالهجوم على المسلمين والترك والتركمان هم الذين يتحملون ضرباتهم الأولى.. |
ملكشاه: الويل للمسلمين إذا صحا المغول أو يأجوج ومأجوج يا نظام الملك.. إنهم نذر غضب الله على عباده.. |
نظام الملك: أرجو ألا نعيش حتى ندرك ذلك اليوم.. |
ملكشاه: والآن أدركت يا نظام الملك ومن واجبي أن أسجد لله حمداً وشكراً على أن ملك الصين لم يركب رأسه فيقاتلنا.. |
نظام الملك: كيف يا مولاي..؟ |
ملكشاه: صراعنا مع الصين كان سيمهد الطريق للمغول أو يأجوج ومأجوج على أن يتدخلوا في الصراع.. |
نظام الملك: أجل.. أجل.. |
ملكشاه: وتدخلهم في الصراع معناه أنهم سيفتحون عيونهم على آفاق ميادين لم يعرفوها من قبل وسوف يتذوقون نعيماً ودنيا جديدة عليهم.. |
نظام الملك: نعم نعم وهذا يعني يا مولاي إنهم سوف يفكرون في توحيد صفوفهم والزحف للاستيلاء على بلادنا التي هي بلاد الخير والنعيم والثروات.. |
نظام الملك: ما ابعد تصور مولاي.. |
ملكشاه: حقاً يا نظام الملك لقد لطف الله بنا فأعمى ملك الصين عن قتالنا والويل للعالم في اليوم الذي تصحوا فيه هذه الأقوام الصفر الوجوه.. |
نظام الملك: صدقت يا مولاي.. صدقت.. |
ملكشاه: ها هو تتش خاقان الترك ينتظرنا.. لقد جئناه في الموعد المضروب.. |
نظام الملك: نعم وكاد حديث المغول وصفر الوجوه يؤخرنا عنه.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت خاتون تقول): |
خاتون: مرحباً بك يا ابنة العم.. وأهلاً وسهلاً.. |
بركوزار: وبك يا خاتون.. |
خاتون: لقد جئت في الوقت المناسب.. |
بركوزار: خيراً إن شاء الله.. |
خاتون: اللَّهم اجعل أيامنا كلها خيراً وبركة.. قولي يا ابنة العم.. |
بركوزار: تفضلي.. |
خاتون: هل أتممت استعداداتك للعودة.. |
بركوزار: أجل.. أجل.. وعلى استعداد للسفر في كل حين.. |
خاتون: وهذا ما قلته للسلطان ملكشاه حين سألني عنك.. |
بركوزار: أين هو الآن..؟ |
خاتون: ذهب لزيارة خاقان الترك.. |
بركوزار: هل هي زيارة عادية أو للعمل..؟ |
خاتون: لا أدري يا ابنة العم ولكن لقاءات القادة لا تخلو من التفكير في العمل.. |
بركوزار: وماذا تظنين نوع العمل؟ |
خاتون: يلوح لي أن السلطان ملكشاه يريد أن يقوي حدوده المواجهة للصين.. |
بركوزار: لماذا؟ |
خاتون: لأنه يخاف من الصين أو صفر الوجوه كما يسميهم.. |
بركوزار: لعلّه على حق في خوفه وحذره منهم.. |
خاتون: كيف يا بركوزار؟ |
بركوزار: هؤلاء القوم قوة بشرية هائلة.. |
خاتون: بلى.. بلى.. إنهم أكثر من النمل.. |
بركوزار: وهذه القوة البشرية متى ما أتحدت بظهور زعيم قوي فيها فسوف تدمر العالم.. |
خاتون: إنك تغالين أو تهولين يا ابنة العم.. |
بركوزار: لا يا خاتون.. |
خاتون: إن بلادهم واسعة وما فيها سيكفيهم وسيغنيهم عن الطمع لما حولهم.. |
بركوزار: ولكن إدراكهم للنعيم الذي توغل فيه الأمم المجاورة لهم والحضارة التي تزدهر بها مدنهم وترتفع بها معيشتهم سوف.. |
خاتون: سوف ماذا؟ |
بركوزار: سوف يحملهم على سلب الأمم المجاورة لهم بدافع من غريزة الطمع وحب الاستيلاء.. |
خاتون: ولكنه تصوّر بعيد الوقوع.. |
بركوزار: لا تقولي يا خاتون.. المهم أن ندعو الله ألا تصحو هذه القوة البشرية من سباتها حتى ينعم العالم بالأمن والاستقرار.. |
خاتون: الدعاء واجب ولا شك لأنهم أعداء هذا الدين وأعداء هذا الدين علينا أن ندعو الله عليهم بالويل والثبور وعظائم الأمور.. |
بركوزار: لقد سرقنا الحديث عن صفر الوجوه فنسينا موعدنا نحن أيضاً.. |
خاتون: أي موعد..؟ |
بركوزار: أنسيته؟.. زيارة زوجة خاقان الترك.. |
خاتون: يا إلهي ما أكثر نسياني في هذه الأيام.. لقد تقدمت بي السنون ولا شك.. |
بركوزار: ليست السنون يا ابنة العم وإنما كثرة المشاكل وزحمة الأعمال كثيراً ما تنسى الإنسان.. هيا بنا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تتش يقول): |
تتش: هذه هي الأسباب التي تدعونا إلى ما طلبنا أيها السلطان.. |
ملكشاه: إنك على حق أيها الخاقان فأنتم مجاورون لأكبر قوة بشرية في العالم.. |
تتش: ومهددون دائماً منها.. |
ملكشاه: صدقت.. صدقت.. طلبك مجاب أيها الخاقان.. ستبقى قوة كبيرة من جيشي وسأرسل إليك بعد عودتي أحدث العدد والعتاد.. |
تتش: شكراً لك أيها السلطان.. |
ملكشاه: نظام الملك.. |
نظام الملك: نعم يا مولاي.. |
ملكشاه: نفذ أمري الأول وذكرني بتنفيذ الأمر الثاني عند وصولنا سالمين إلى بغداد بإذن الله. |
(يدخل انوشتكين وهو يقول): |
انوشتكين: مولاي السلطان.. |
ملكشاه: ما وراءك يا انوشتكين..؟ |
انوشتكين: وفد من قيصر الروم.. |
ملكشاه: وفد من قيصر الروم.. أدخلهم في الحال.. |
|