الحلقة ـ 8 ـ |
ملكشاه: أدخله وكن معه.. |
تتش: أستأذن أيها السلطان.. |
ملكشاه: تستأذن أيها الخاقان وأنت منا ونحن منك وقد ارتبط مصيرنا بمصيرك ومصيرك بمصيرنا.. أرجوك البقاء فنحن مشتركان في معركة مصيرية.. |
تتش: أشكرك أيها السلطان.. |
ملكشاه: نحن أخوة وقد جمعنا ووحدنا هذا الدين بعد أن كنا شيعاً وأحزاباً فالحمد لله على نعمة الإسلام.. |
تتش: الحمد لله على نعمة الإسلام.. |
(يدخل سنج موفد ملك الصين ومعه انوشتكين الذي يقول): |
انوشتكين: موفد ملك الصين يا مولاي.. |
تتش: إنه سنج أيها السلطان.. |
ملكشاه: أتعرفه أيها الخاقان؟ |
خاقان: أعرفه تماماً فهو الممثل الشخصي لملك الصين وهو الشخصية الصينية التي راجعتني بشأن مفاوضات الصلح وعرضت عليكم الأمر في حينه. |
ملكشاه: مرحباً بك يا موفد ملك الصين.. |
انوشتكين: شكراً لك ايها السلطان وشكراً للخاقان على تعريفه.. |
ملكشاه: هات ما عندك يا سنج.. |
سنج: يوافق مولاي ملك الصين على شروط الصلح وقد فوضني بإبرامه وهذا كتاب التفويض.. |
ملكشاه: خذ الكتاب يا نظام الملك وأنزل موفد ملك الصين المكان اللائق به.. |
تتش: وليسمح لي السلطان بأن أنزله في داري التي هي إحدى دورك.. |
ملكشاه: حسناً فليكن ما تريد أيها الخاقان.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تركان خاتون تقول): |
خاتون: بركوزار! بركوزار! |
بركوزار: نعم خاتون.. |
خاتون: أين أنت؟ |
بركوزار: أسعف إحدى المريضات.. |
خاتون: هل آتي لمساعدتك.. |
بركوزار: شكراً إنني على وشك الانتهاء وسآتيك حالاً.. |
خاتون: حسناً.. سأتسلى بقراءة ما على منضدتك من كتب.. |
بركوزار: افعلي لا عليك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت انوشتكين يقول حين يرى ترك خاتون): |
انوشتكين: سيدتي ترك خاتون هنا.. يا مرحبا.. أين بركوزار؟ |
خاتون: تسعف إحدى المريضات في الخيمة المجاورة.. |
انوشتكين: سأذهب لأستعجل الحضور.. |
خاتون: (تدخل بركوزار وهي تقول): |
بركوزار: عفواً يا ابنة العم.. أنت هنا يا انوشتكين.. |
انوشتكين: خيراً إن شاء الله.. |
خاتون: ما هي أخبار الموفد الصيني؟ |
انوشتكين: هنالك مفاوضات تمهيدية جانبية يقوم بها نظام الملك وتتش خاقان الترك سنج الموفد الصيني.. |
بركوزار: الموفد الصيني اسمه سنج.. |
انوشتكين: نعم يا بركوزار.. |
بركوزار: اسم ثقيل الظل.. |
انوشتكين: الصينيون على العموم صفر الوجوه وصاحب الوجه الأصفر من أين تأتيه خفة الدم.. |
خاتون: الحمد لله الذي لم يركب ملك الصين رأسه، كنا دخلنا في ليل من الحروب لا آخر له.. |
انوشتكين: صدقت يا سيدتي.. |
بركوزار: عسى أن يكون صلحاً محققاً للأهداف التي قامت عليها حملة السلطان ملكشاه.. |
خاتون: أجل.. أجل فالأعداء والأصدقاء يرقبون نتائج هذه الحملة.. قل لي يا أنوشتكين.. |
انوشتكين: تفضلي يا سيدتي.. |
خاتون: سمعت أن وفداً من قبل قيصر الروم وصل قبل يومين إلى كاشغر.. فماذا كانت مهمته..؟ |
انوشتكين: لقد جاء يحمل رسالة من قيصر الروم معلنة موافقته على الشروط المعدلة من السلطان ملكشاه على مقدار الجزية السنوية.. |
بركوزار: الحمد لله الذي امتد ظل حكم السلطان ملكشاه من بلاد الروم غرباً إلى بلاد الصين شرقاً.. |
انوشتكين: لقد نذر السلطان نفسه للجهاد في سبيل الله وتبليغ رسالة الإسلام والدفاع عنه فأيده الله بنصره وتوفيقه.. |
بركوزار: وهنا سر نجاحه يا انوشتكين.. |
انوشتكين: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول): |
نظام الملك: ما رأيك أيها الخاقان في مسودة الاتفاقية؟ |
تتش: رائعة أيها الوزير الحكيم.. لقد أحطت فيها بكل الجوانب.. |
نظام الملك: أترى موفد ملك الصين يقبل بها.. |
تتش: قبل أن نعرف رأي موفد ملك الصين أرى أن نعرض مسودة الاتفاقية على السلطان ملكشاه.. |
نظام الملك: لقد عرضتها عليه قبل أن آتي إليك.. |
تتش: ما رأي السلطان فيها.. |
نظام الملك: علّق موافقته عليها بموافقتك أنت.. |
تتش: لقد زينه الله بمكارم الخلاق فعلمه كيف يسود الناس وأيده بعونه وتوفيقه.. إنني يا نظام الملك موافق على ما جاء في مسودة الاتفاقية.. |
نظام الملك: حسناً أيها الخاقان.. والآن.. |
تتش: والآن ماذا؟ |
نظام الملك: متى ترى أن نقابل موفد ملك الصين لنطلعه على مسودة الاتفاقية.. |
تتش: ولم لا تقوم بذلك وحدك.. |
نظام املك: لقد أمرني مولاي السلطان بأن لا أبت في أي شيء يتعلق بهذه المسألة إلا بمشورتك.. |
تتش: جزاه الله عني كل خير.. فليكن ما أمر به السلطان متى ترى أنت الوقت المناسب لمقابلة الموفد الصيني.. |
نظام الملك: غداً صباحاً إذا رأيتم ذلك.. |
تتش: وهو كذلك فعند الصباح يحمد القوم السري.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ملكشاه يقول): |
ملكشاه: ترك خاتون أين كنت؟ |
خاتون: كنت عند بركوزار.. |
ملكشاه: كان يجب ألا أسألك أين كنت لأني أعلم يقيناً أنك لا تذهبين إلا إلى بركوزار.. كيف هي.. |
خاتون: بخير يا سيدي وتدعو لك بالعز والتأييد.. |
ملكشاه: جزاها الله عني كل خير.. هل من أخبار جديدة عندها؟ |
خاتون: لا يا مولاي ولكن.. |
ملكشاه: ولكن ماذا؟ |
خاتون: تترقب كما يترقب الجميع نتائج المفاوضات أو بالأحرى توقيعها.. |
ملكشاه: هذا يعني أن الناس سئموا الجهاد في سبيل الله.. |
خاتون: لا أيها السلطان بل سئموا طول الانتظار لأنهم يريدون توقيع الصلح حتى يذهبوا معك إلى الجهاد في مكان آخر.. |
ملكشاه: الانتظار كنا منتظرين إليه نزولاً عند رغبة قواد جيشنا ومستشارينا.. |
خاتون: الخيرة فيما اختاره الله يا مولاي.. |
ملكشاه: اللَّهم يسر لنا أمورنا واشرح صدورنا واختم بالصالحات أعمالنا يا رب العالمين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت انوشتكين يقول): |
انوشتكين: إنه ملازم لغرفته يا نظام الملك.. |
نظام الملك: إنه لا شك يدرس مسودة الاتفاقية.. |
انوشتكين: ولكن دراسته قد طالت لها.. |
نظام الملك: إنه يخشى بطش ملك الصين فهو يريد أن يدقق في كل كلمة ويتحرى معنى كل عبارة ومدلولاته.. |
انوشتكين: إنه في منتهى الذكاء.. |
نظام الملك: ومنتهى المكر والدهاء يا انوشتكين.. |
انوشتكين: وهذه طباع الصينيين.. |
نظام الملك: إنها طباع سيئة مخيفة.. |
انوشتكين: ما رأيك يا نظام الملك؟ |
نظام الملك: في أي شيء؟ |
انوشتكين: في الاتفاقية؟ |
نظام الملك: من أية جهة؟ |
انوشتكين: هل يقبل بها موفد ملك الصين.. |
نظام الملك: ليس له الخيار فإما أن يقبل مما جاء فيها ويوقعها وإما أن يرفضها وعندها تعلن الحرب.. |
انوشتكين: ألا يجوز أن يطلب بعض التعديل فيها. |
نظام الملك: ربما في الكلمات أما الجوهر فلا يمكن تعديله.. |
انوشتكين: نظام الملك.. انظر.. |
نظام الملك: ماذا انظر.. |
انوشتكين: موفد ملك الصين يخرج من غرفته ومعه حقيبته.. |
نظام الملك: أسرع إليه وخذه إلى مخيم تتش خاقان الترك وسألحق بك بعد أن آتي بأوراقي أنا أيضاً.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت بركوزار تقول): |
بركوزار: ترك خاتون.. لقد جئت إليك قبل ساعات فقيل لي إنك كنت مع السلطان.. |
خاتون: بلى.. بلى.. وقد سألني عنك.. |
بركوزار: إنه الراعي الصالح الذي يتفقد رعاياه دائماً بارك الله لنا فيه وحرسه ووقاه ووفقه لما يحب ويرضاه.. |
خاتون: ربنا يتقبل منك الدعاء.. |
بركوزار: ما هي آخر الأخبار عن المفاوضات ومتى ينتظر توقيع الصلح.. |
خاتون: علمت أنه قد وضعت اللمسات الأخيرة على مسودة الاتفاق وأن التوقيع عليها بالأحرف الأولى قد تم ويجري الآن تبييضها ثم التوقيع الكامل عليها.. |
بركوزار: هل سيوقع تتش خاقان الترك على المفاوضات؟ |
خاتون: لا أظن يا بركوزار بل سيكون أحد الشهود عليها.. |
بركوزار: الحمد لله على كل حال يا ابنة العم فقد حقق الله كثيراً من أهداف هذه الحملة.. ولا ندري ما هي أهداف السلطان ملكشاه بعد ذلك؟ |
خاتون: العودة إلى مركز السلطنة والجهاد في مكان آخر لإعلاء كلمة الله.. |
بركوزار: وتمنياتك وتمنياتي ترى ستحقق؟ |
خاتون: تمنياتنا يا بركوزار على ما أذكر واحدة.. التفرج على بلاد الشام والحج إلى بيت الله الحرام أليس كذلك.. |
بركوزار: اللَّهم بلغنا ذلك يا رب العالمين.. |
خاتون: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ملكشاه يقول): |
ملكشاه: هل هيأتم سفر موفد ملك الصين.. يا نظام الملك.. |
نظام الملك: نعم يا مولاي.. |
تتش: وكان جد مسرور ايها السلطان مما لقيه في رحابكم من ترحيب وتكريم.. |
ملكشاه: لقد عرف ملك الصين أيها الخاقان كيف يختار موفده.. إنه حقاً ذكي واسع الأفق والاطلاع.. |
تتش: صدقت أيها السلطان.. إنه شعلة من الفطنة والدهاء والمكر.. |
نظام الملك: عسى أن يتقيد ملك الصين بشروط الصلح.. |
ملكشاه: نحن مستعدون بعون الله للعودة إلى كاشغر وقتاله إن أخلَّ بشروط الصلح.. |
تتش: لا أظنه يفعل وأنه لمن حسن حظه أن توافقوا على الصلح معه فأحوال الصين الداخلية غير مستقيمة.. |
ملكشاه: ليتنا إذن لم تقبل بطلب ملك الصين الصلح.. |
تتش: ولكن الحرب ايها السلطان كما قلت لكم من قبل تختلف عن الحرب مع أي أقوام أخرى كما أن طبيعة بلاد الصين لا تجد لها مثيلاً بين طبائع البلاد الأخرى.. ثم.. |
ملكشاه: ثم ماذا أيها الخاقان؟ |
تتش: الحرب مع الصين تستغرق سنين وسنين وتحتاج إلى جيوش أكثر من الجيوش الحالية ولا يستبعد.. |
ملكشاه: ولا يستبعد ماذا أيها الخاقان.. |
تتش: انتهاز الفاطيين وغيرهم فرصة بعدكم عن مركز السلطنة فيقوموا باعتداء أشد على حدودكم.. |
ملكشاه: وهذا هو السبب الذي حملني على قبول طلب ملك الصين للمفاوضات.. |
(يدخل أنوشتكين وهو يقول): |
أنوشتكين: مولاي السلطان.. |
ملكشاه: ما وراء يا انوشتكين.. |
انوشتكين: رسول من الخليفة العباسي.. |
|