الحلقة ـ 7 ـ |
ملكشاه: من بلاد الصين.. |
نظام الملك: من بلاد الصين يا مولاي.. |
ملكشاه: نعم يا نظام الملك.. وردتني إخبارية من أحد التركمان في بلاد الصين أن ملك الصين استنفر جيوشه وحكّام المقاطعات الصينية.. |
نظام الملك: إذن فهو عازم على القتال.. |
ملكشاه: هل هنالك تفسير لهذا العمل غير هذا؟ |
نظام الملك: أبداً يا مولاي.. |
ملكشاه: ولذلك يجب أن نهاجم الصين قبل أن يستكملوا استعداداتهم للقائنا.. |
نظام الملك: رأي سديد أيها السلطان.. |
ملكشاه: أنوشتكين!! |
انوشتكين: مولاي.. |
ملكشاه: أريد أن تكون فصائل الفرسان أكثر فعالية من أي وقت مضى فالمعركة القادمة تعتمد بالكلية عليهم ولا سيما ومقاطعة سنكانج الصينية فيها سهوب وسهول.. |
انوشتكين: أمرك يا مولاي وسنستعين بالخيالة التركمان فهم بالإضافة إلى خبرتهم بالبلاد التي ستدخلها فرسان مغاوير.. |
ملكشاه: أنت مفوّض في العمل بما تراه مناسباً لتحقيق أهداف الحملة وخاصة معركتنا الأولى معهم التي ستقرر مصير حربنا مع الصين.. |
مظام الملك: نعم يا مولاي فالمعركة الأولى لها أهميتها في توجيه سير القتال.. |
ملكشاه: كما يجب أن يقوم تتش خاقان الترك بإثارة التركمان الموجودين بكثرة في منطقة سنكيانج وهي أولى المقاطعات التي سندخلها في حربنا مع الصين.. |
نظام الملك: لقد علمت من تتش أنه منذ تصميمه على الاشتراك معكم في حرب الصين بعث أعوانه إلى التركمان المقيمين في سنكيانج لكي يساعدوا جيوشنا السائرة.. |
ملكشاه: لقد أثلجت صدري بهذا الخبر يا نظام الملك.. والآن فليذهب كل منا إلى عمله.. الله معنا.. |
نظام الملك: الله معنا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت بركوزار تقول): |
بركوزار: صدقت ظنونك يا ابنة العم فها نحن في طريقنا إلى مدينة كاشغر.. |
خاتون: لقد علمت أن زوجك انوشتكين هو صاحب فكرة الزحف على حدود بلاد الصين قبل وصول جواب مليكها على شروط ملكشاه.. |
بركوزار: ملكشاه استعجل الزحف.. |
خاتون: أجل.. لقد تلقى أخباراً سيئة من بلاد الصين تدل على أنهم يستعدون للحرب فأراد معاجلتهم قبل أن يستكملوا عدتهم لها.. |
بركوزار: نعم الرأي يا خاتون فالصين معروفون بمكرهم وغدرهم.. |
خاتون: أرجو ألا يتأخر لحاق خاقان الترك وجيشه بنا قبل أن نلتحم بجيش الصين.. |
بركوزار: يقيني أنه سيلحق بنا قبل أن تشرع الحرب بيننا وبين الصين.. |
خاتون: إني أعلق أهمية كبيرة على وجود خاقان الترك ومن معه من أمراء التركمان في حملتنا على الصين.. |
بركوزار: بلى.. بلى.. فوجودهم سيضعف من أمل ملك الصين في كسب المعركة من جهة ومن جهة أخرى يجعله يحسب حساباً كبيراً للتركمان الموجودين في مقاطعة سنكيانج.. |
خاتون: كذلك لا تنسى أصحاب المقاطعات التي ضمها ملك الصين بالقوة إلى إمبراطوريته يجب أن يستثاروا لأنها فرصتهم لاستعادة كيانهم وحريتهم وملكشاه سيضمن لهم ذلك إذا تعاونوا معه.. |
بركوزار: يالآرائك الهائلة يا خاتون.. |
خاتون: إنها مستمدة من عبقريتك يا بركوزار التي طالما أشاد بها ملكشاه.. |
بركوزار: إن السلطان ملكشاه أطال الله عمره يشملني دائماً بعطفه الكبير على أقربائه وعلى جميع رعاياه.. |
خاتون: وإنه عطف وتقدير في محله وعلى من هي أهل له.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ملك الصين يقول): |
الملك: كلام غير معقول هذا الذي تقوله يا سنج.. |
سنج: ولكني أعرض لمولاي ما توصلت إليه.. |
الملك: إنها شروط قاسية تلك التي توصلت إليها.. |
سنج: لو رأى سيدي جيوش السلطان ملكشاه وحلفائه والمتطوعين الذين يفدون عليه بالمئات يومياً لتبين له الخطر المحدق ببلاده.. ثم.. |
الملك: ثم ماذا يا سنج.. |
سنج: دخولنا في حرب مع السلطان ملكشاه سيشعلها حرباً مقدسة يشترك فيها العالم الإسلامي حتى من هم على خلاف مع ملكشاه.. فهل نحن مستعدون لهذه الحرب.. |
الملك: أتظن هذا التجمع الإسلامي ضدنا ممكن التحقيق.. |
سنج: ذلك ما أيده أصدقاؤنا وعلى رأسهم تتش خاقان الترك.. |
الملك: هل تعد ((تتش)) خاقان الترك صديقاً لنا بعد إسلامه.. |
سنج: دخول ((تتش)) في الإسلام شيء وصداقته لمولاي شيء آخر.. |
الملك: كيف؟ |
سنج: إن خاقان الترك يا مولاي وقف منافحاً ومدافعاً عنكم حتى اتهمه بعض الحاضرين من المسلمين أنه ضالع معنا.. |
الملك: لعلّي أعلم ذلك منك الآن.. |
سنج: لم أجد الفرصة سانحة يا مولاي لعرض ذلك.. |
الملك: والآن ما الرأي؟ |
سنج: الرأي لصاحب الرأي والأمر والنهي.. |
الملك: تقول يا سنج إن جيوش ملكشاه جرارة.. |
سنج: نعم يا مولاي.. |
الملك: وإن الخطر في الحرب مع السلطان ملكشاه يكمن في ضخامة جيشه ومن ورائه العالم الإسلامي من جهة والخطر علينا من انتقاض في داخل إمبراطوريتنا.. |
سنج: أجل يا مولاي أجل.. |
الملك: ولكن شروط ملكشاه قاسية.. إنها شروط الغالب على المغلوب ونحن لم نغلب بعد وسيوفنا ما تزال في أيدينا.. |
سنج: نعم يا مولاي إن سيوفنا ما تزال في أيدينا وأن الشروط التي قدمها ملكشاه قاسية ولكن.. |
الملك: ولكن ماذا؟ |
سنج: ليس بالإمكان أحسن مما كان.. |
الملك: إني أفضل القتال على الرضوخ لهذه الشروط.. |
سنج: أمر مولاي مطاع وسأبلغ ملكشاه رفضكم للصلح.. |
الملك: لا تتسرع ودعنا نفكر في الأمر.. |
سنج: أمرك يا مولاي.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة بعدها صوت تتش يقول): |
تتش: كانت رغبة السلطان ملكشاه في الزحف على بلاد الصين مفاجأة لي ولقومي يا انوشتكين.. |
انوشتكين: ولا شك أن أثر المفاجأة قد زال عندما عرفتم السبب أيها الخاقان.. |
تتش: بلى.. بلى.. ولقد أدركنا بعد ما عرفنا بعد نظره وصائب تقديره.. |
انوشتكين: هل ترون أن الحرب بيننا وبين الصين واقعة لا محالة.. |
تتش: لا يعلم الغيب إلا الله ولكني أميل إلى أن الصين لن يقاتلوا هذه المرة.. |
أنوشتكين: لماذا أيها الخاقان؟ |
تتش: لأن أوضاعهم الداخلية لا تساعدهم على ذلك.. |
انوشتكين: إذن فالذي أرسل الأخبار إلى السلطان ملكشاه كان كاذباً.. |
تتش: لا ولكن لم يكن على اتصال وثيق ومعرفة عميقة ببواطن الأمور.. |
انوشتكين: كيف؟ |
تتش: لا بد أن صاحب الخبر قد سمع ملك الصين وهو يهدد أو يتوعد في مجلسه بل ربما رأى تحركات بعض جنود الصين فأسرع في إرسال الخبر.. |
انوشتكين: صدق المثل ايها الخاقان وما آفة الأخبار إلا رواتها.. |
تتش: على كل حال الإجراء الذي قام به السلطان ملكشاه إجراء في محله وسيكون له في - رأيي - أثره على ملك الصين ومستشاريه.. |
انوشتكين: إنني شخصياً أتمنى أيها الخاقان أن يركب ملك الصين رأسه فيقاتلنا.. |
تتش: لم هذا التمني يا انوشتكين.. |
انوشتكين: لأني أريد أن أرى بلاداً جديدة يرفرف عليها لواء الإسلام.. |
تتش: ولكن الإسلام سيدخل بلاد الصين من دون حاجة إلى القتال.. |
انوشتكين: كيف ايها الخاقان؟ |
تتش: التركمان الموجودون تحت الحكم الصيني دخل كثير منهم في الإسلام بعدما عرفوا بدخولنا فيه.. |
انوشتكين: يا لها من بشرى.. |
تتش: وإنني واثق من أنهم سيدعون إلى الإسلام بين الصينيين وسماحة الدين الإسلامي هي التي ستمهد لانتشاره.. |
انوشتكين: يا إلهي متى سيتحقق ذلك؟ |
تتش: قريباً وقريباً جداً بإذن الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ترك خاتون تقول): |
خاتون: أرأيت يا بركوزار كيف إقبال الناس على الدخول في دين الله بسرعة مذهلة.. |
بركوزار: أجل يا خاتون أجل ذلك لأنه دين لا يحتاج إلى من يدعو إليه فتعاليمه ظاهرة وأدلته ساطعة كالشمس في رابعة النهار.. |
خاتون: صدقت يا بركوزار فالناس في القرى والمدن التي مررنا بها أصبحوا مسلمين قبل أن نأتيهم مبشرين بهذا الدين.. |
بركوزار: لقد رأوا آثار هذا الدين في إخوانهم الترك والتركمان والذين اعتنقوه فأدركوا سر عظمته فدخلوا فيه بهذه السرعة المذهلة.. |
خاتون: وكان لاشتراك (تتش) خاقان الترك بجيشه مع السلطان ملكشاه أثر كبير في التهافت على الانخراط تحت لواء هذا الدين.. |
بركوزار: وسيكون له اثر أكبر بإذن الله على ملك الصين يا خاتون.. |
خاتون: كيف؟ |
بركوزار: سوف يدرك ملك الصين أن حربه معنا سيجر عليه متاعب داخلية كثيرة.. |
خاتون: أجل يا بركوزار أجل.. |
بركوزار: فرعاياه من الترك والتركمان لا شك سيقومون بنشاطات ستضعف من قوة الجيش الصيني.. |
خاتون: وسوف يقومون بقطع مواصلات الجيش الصيني وطرق تموينه وسينضم إليهم الكثير من المغول حباً في النهب والسلب والغنائم.. |
بركوزار: وتصوّر ملك الصين لكل ذلك سيجعله - في رأيي - يفكر كثيراً وكثيراً جداً قبل الدخول في حرب مع السلطان.. |
خاتون: أرجو أن نسمع أخباراً سارة يا بركوزار فقد سئمت الحروب واشتقت للعودة إلى البلاد.. |
بركوزار: كلنا كذلك يا خاتون فعسى أن يحقق الله ذلك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول): |
نظام الملك: سيدي السلطان.. |
ملكشاه: هل من جديد عن ملك الصين؟ |
نظام الملك: لا جديد يا مولاي.. |
ملكشاه: وعيوننا ألم يأتوك بأخبار عن تحركات أو حشود للصين على الحدود أو داخل الحدود.. |
نظام الملك: لا ايها السلطان فكل شيء كما يقولون هادىء.. |
ملكشاه: أخشى أن يكون الهدوء الذي سيسبق العاصفة.. |
نظام الملك: ولكننا متهيئون لاستقبال العاصفة يا مولاي فجيشكم الظافر قد أعدَّ لكل شيء عدته.. |
ملكشاه: وماذا عن خاقان الترك.. |
نظام الملك: لا شك أنه عرض على مولاي جهوده التي قام بها لإثارة الترك والتركمان المقيمين تحت الحكم الصيني.. |
ملكشاه: بلى.. بلى.. وإنها لجهود يشكر عليها كل الشكر.. |
نظام الملك: وإني جد مطمئن يا مولاي إنها ستكون جهوداً مثمرة بإذن الله.. |
(يدخل انوشتكين وهو يقول): |
انوشتكين: مولاي السلطان.. |
ملكشاه: ما وراءك يا انوشتكين؟ |
انوشتكين: وصل خاقان الترك.. |
ملكشاه: فليدخل على الرحب والسعة.. |
نظام الملك: أأبقى أم انصرف يا مولاي.. |
ملكشاه: بل ابق فهل عندنا شيء نخفيه عنك.. ثم إننا قد نحتاج إلى الاستئناس برأيه ومشورتك.. |
نظام الملك: أمرك يا مولاي.. |
(يدخل خاقان الترك وهو يقول): |
تتش: السلام عليك أيها السلطان.. |
ملكشاه: وعليك السلام أيها الخاقان.. يا مرحبا.. يا مرحبا.. تفضلوا وأجلسوا.. |
تتش: شكراً.. شكراً.. كيف أنت أيها الوزير الهمام.. |
نظام الملك: بخير أيها الخاقان العظيم.. |
ملكشاه: أشكركم على جهودكم أيها الخاقان مع الترك والتركمان الذين يرزحون تحت نير الحكم الصيني.. |
تتش: أرجو أن يكون يوم تحريرهم من ربقة هذا الاستعباد سوف يحققه الله سبحانه وتعالى على أيديكم أيها السلطان.. |
ملكشاه: وأيديكم أنتم بإذن الله.. |
(يدخل انوشتكين وهو يقول): |
انوشتكين: مولاي السلطان.. |
ملكشاه: ما وراءك يا انوشتكين..؟ |
انوشتكين: الخير إن شاء الله.. |
ملكشاه: قل.. يا انوشتكين.. |
انوشتكين: رسول من ملك الصين.. |
|