شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 7 ـ
ملكشاه: من بلاد الصين..
نظام الملك: من بلاد الصين يا مولاي..
ملكشاه: نعم يا نظام الملك.. وردتني إخبارية من أحد التركمان في بلاد الصين أن ملك الصين استنفر جيوشه وحكّام المقاطعات الصينية..
نظام الملك: إذن فهو عازم على القتال..
ملكشاه: هل هنالك تفسير لهذا العمل غير هذا؟
نظام الملك: أبداً يا مولاي..
ملكشاه: ولذلك يجب أن نهاجم الصين قبل أن يستكملوا استعداداتهم للقائنا..
نظام الملك: رأي سديد أيها السلطان..
ملكشاه: أنوشتكين!!
انوشتكين: مولاي..
ملكشاه: أريد أن تكون فصائل الفرسان أكثر فعالية من أي وقت مضى فالمعركة القادمة تعتمد بالكلية عليهم ولا سيما ومقاطعة سنكانج الصينية فيها سهوب وسهول..
انوشتكين: أمرك يا مولاي وسنستعين بالخيالة التركمان فهم بالإضافة إلى خبرتهم بالبلاد التي ستدخلها فرسان مغاوير..
ملكشاه: أنت مفوّض في العمل بما تراه مناسباً لتحقيق أهداف الحملة وخاصة معركتنا الأولى معهم التي ستقرر مصير حربنا مع الصين..
مظام الملك: نعم يا مولاي فالمعركة الأولى لها أهميتها في توجيه سير القتال..
ملكشاه: كما يجب أن يقوم تتش خاقان الترك بإثارة التركمان الموجودين بكثرة في منطقة سنكيانج وهي أولى المقاطعات التي سندخلها في حربنا مع الصين..
نظام الملك: لقد علمت من تتش أنه منذ تصميمه على الاشتراك معكم في حرب الصين بعث أعوانه إلى التركمان المقيمين في سنكيانج لكي يساعدوا جيوشنا السائرة..
ملكشاه: لقد أثلجت صدري بهذا الخبر يا نظام الملك.. والآن فليذهب كل منا إلى عمله.. الله معنا..
نظام الملك: الله معنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت بركوزار تقول):
بركوزار: صدقت ظنونك يا ابنة العم فها نحن في طريقنا إلى مدينة كاشغر..
خاتون: لقد علمت أن زوجك انوشتكين هو صاحب فكرة الزحف على حدود بلاد الصين قبل وصول جواب مليكها على شروط ملكشاه..
بركوزار: ملكشاه استعجل الزحف..
خاتون: أجل.. لقد تلقى أخباراً سيئة من بلاد الصين تدل على أنهم يستعدون للحرب فأراد معاجلتهم قبل أن يستكملوا عدتهم لها..
بركوزار: نعم الرأي يا خاتون فالصين معروفون بمكرهم وغدرهم..
خاتون: أرجو ألا يتأخر لحاق خاقان الترك وجيشه بنا قبل أن نلتحم بجيش الصين..
بركوزار: يقيني أنه سيلحق بنا قبل أن تشرع الحرب بيننا وبين الصين..
خاتون: إني أعلق أهمية كبيرة على وجود خاقان الترك ومن معه من أمراء التركمان في حملتنا على الصين..
بركوزار: بلى.. بلى.. فوجودهم سيضعف من أمل ملك الصين في كسب المعركة من جهة ومن جهة أخرى يجعله يحسب حساباً كبيراً للتركمان الموجودين في مقاطعة سنكيانج..
خاتون: كذلك لا تنسى أصحاب المقاطعات التي ضمها ملك الصين بالقوة إلى إمبراطوريته يجب أن يستثاروا لأنها فرصتهم لاستعادة كيانهم وحريتهم وملكشاه سيضمن لهم ذلك إذا تعاونوا معه..
بركوزار: يالآرائك الهائلة يا خاتون..
خاتون: إنها مستمدة من عبقريتك يا بركوزار التي طالما أشاد بها ملكشاه..
بركوزار: إن السلطان ملكشاه أطال الله عمره يشملني دائماً بعطفه الكبير على أقربائه وعلى جميع رعاياه..
خاتون: وإنه عطف وتقدير في محله وعلى من هي أهل له..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ملك الصين يقول):
الملك: كلام غير معقول هذا الذي تقوله يا سنج..
سنج: ولكني أعرض لمولاي ما توصلت إليه..
الملك: إنها شروط قاسية تلك التي توصلت إليها..
سنج: لو رأى سيدي جيوش السلطان ملكشاه وحلفائه والمتطوعين الذين يفدون عليه بالمئات يومياً لتبين له الخطر المحدق ببلاده.. ثم..
الملك: ثم ماذا يا سنج..
سنج: دخولنا في حرب مع السلطان ملكشاه سيشعلها حرباً مقدسة يشترك فيها العالم الإسلامي حتى من هم على خلاف مع ملكشاه.. فهل نحن مستعدون لهذه الحرب..
الملك: أتظن هذا التجمع الإسلامي ضدنا ممكن التحقيق..
سنج: ذلك ما أيده أصدقاؤنا وعلى رأسهم تتش خاقان الترك..
الملك: هل تعد ((تتش)) خاقان الترك صديقاً لنا بعد إسلامه..
سنج: دخول ((تتش)) في الإسلام شيء وصداقته لمولاي شيء آخر..
الملك: كيف؟
سنج: إن خاقان الترك يا مولاي وقف منافحاً ومدافعاً عنكم حتى اتهمه بعض الحاضرين من المسلمين أنه ضالع معنا..
الملك: لعلّي أعلم ذلك منك الآن..
سنج: لم أجد الفرصة سانحة يا مولاي لعرض ذلك..
الملك: والآن ما الرأي؟
سنج: الرأي لصاحب الرأي والأمر والنهي..
الملك: تقول يا سنج إن جيوش ملكشاه جرارة..
سنج: نعم يا مولاي..
الملك: وإن الخطر في الحرب مع السلطان ملكشاه يكمن في ضخامة جيشه ومن ورائه العالم الإسلامي من جهة والخطر علينا من انتقاض في داخل إمبراطوريتنا..
سنج: أجل يا مولاي أجل..
الملك: ولكن شروط ملكشاه قاسية.. إنها شروط الغالب على المغلوب ونحن لم نغلب بعد وسيوفنا ما تزال في أيدينا..
سنج: نعم يا مولاي إن سيوفنا ما تزال في أيدينا وأن الشروط التي قدمها ملكشاه قاسية ولكن..
الملك: ولكن ماذا؟
سنج: ليس بالإمكان أحسن مما كان..
الملك: إني أفضل القتال على الرضوخ لهذه الشروط..
سنج: أمر مولاي مطاع وسأبلغ ملكشاه رفضكم للصلح..
الملك: لا تتسرع ودعنا نفكر في الأمر..
سنج: أمرك يا مولاي..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة بعدها صوت تتش يقول):
تتش: كانت رغبة السلطان ملكشاه في الزحف على بلاد الصين مفاجأة لي ولقومي يا انوشتكين..
انوشتكين: ولا شك أن أثر المفاجأة قد زال عندما عرفتم السبب أيها الخاقان..
تتش: بلى.. بلى.. ولقد أدركنا بعد ما عرفنا بعد نظره وصائب تقديره..
انوشتكين: هل ترون أن الحرب بيننا وبين الصين واقعة لا محالة..
تتش: لا يعلم الغيب إلا الله ولكني أميل إلى أن الصين لن يقاتلوا هذه المرة..
أنوشتكين: لماذا أيها الخاقان؟
تتش: لأن أوضاعهم الداخلية لا تساعدهم على ذلك..
انوشتكين: إذن فالذي أرسل الأخبار إلى السلطان ملكشاه كان كاذباً..
تتش: لا ولكن لم يكن على اتصال وثيق ومعرفة عميقة ببواطن الأمور..
انوشتكين: كيف؟
تتش: لا بد أن صاحب الخبر قد سمع ملك الصين وهو يهدد أو يتوعد في مجلسه بل ربما رأى تحركات بعض جنود الصين فأسرع في إرسال الخبر..
انوشتكين: صدق المثل ايها الخاقان وما آفة الأخبار إلا رواتها..
تتش: على كل حال الإجراء الذي قام به السلطان ملكشاه إجراء في محله وسيكون له في - رأيي - أثره على ملك الصين ومستشاريه..
انوشتكين: إنني شخصياً أتمنى أيها الخاقان أن يركب ملك الصين رأسه فيقاتلنا..
تتش: لم هذا التمني يا انوشتكين..
انوشتكين: لأني أريد أن أرى بلاداً جديدة يرفرف عليها لواء الإسلام..
تتش: ولكن الإسلام سيدخل بلاد الصين من دون حاجة إلى القتال..
انوشتكين: كيف ايها الخاقان؟
تتش: التركمان الموجودون تحت الحكم الصيني دخل كثير منهم في الإسلام بعدما عرفوا بدخولنا فيه..
انوشتكين: يا لها من بشرى..
تتش: وإنني واثق من أنهم سيدعون إلى الإسلام بين الصينيين وسماحة الدين الإسلامي هي التي ستمهد لانتشاره..
انوشتكين: يا إلهي متى سيتحقق ذلك؟
تتش: قريباً وقريباً جداً بإذن الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ترك خاتون تقول):
خاتون: أرأيت يا بركوزار كيف إقبال الناس على الدخول في دين الله بسرعة مذهلة..
بركوزار: أجل يا خاتون أجل ذلك لأنه دين لا يحتاج إلى من يدعو إليه فتعاليمه ظاهرة وأدلته ساطعة كالشمس في رابعة النهار..
خاتون: صدقت يا بركوزار فالناس في القرى والمدن التي مررنا بها أصبحوا مسلمين قبل أن نأتيهم مبشرين بهذا الدين..
بركوزار: لقد رأوا آثار هذا الدين في إخوانهم الترك والتركمان والذين اعتنقوه فأدركوا سر عظمته فدخلوا فيه بهذه السرعة المذهلة..
خاتون: وكان لاشتراك (تتش) خاقان الترك بجيشه مع السلطان ملكشاه أثر كبير في التهافت على الانخراط تحت لواء هذا الدين..
بركوزار: وسيكون له اثر أكبر بإذن الله على ملك الصين يا خاتون..
خاتون: كيف؟
بركوزار: سوف يدرك ملك الصين أن حربه معنا سيجر عليه متاعب داخلية كثيرة..
خاتون: أجل يا بركوزار أجل..
بركوزار: فرعاياه من الترك والتركمان لا شك سيقومون بنشاطات ستضعف من قوة الجيش الصيني..
خاتون: وسوف يقومون بقطع مواصلات الجيش الصيني وطرق تموينه وسينضم إليهم الكثير من المغول حباً في النهب والسلب والغنائم..
بركوزار: وتصوّر ملك الصين لكل ذلك سيجعله - في رأيي - يفكر كثيراً وكثيراً جداً قبل الدخول في حرب مع السلطان..
خاتون: أرجو أن نسمع أخباراً سارة يا بركوزار فقد سئمت الحروب واشتقت للعودة إلى البلاد..
بركوزار: كلنا كذلك يا خاتون فعسى أن يحقق الله ذلك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول):
نظام الملك: سيدي السلطان..
ملكشاه: هل من جديد عن ملك الصين؟
نظام الملك: لا جديد يا مولاي..
ملكشاه: وعيوننا ألم يأتوك بأخبار عن تحركات أو حشود للصين على الحدود أو داخل الحدود..
نظام الملك: لا ايها السلطان فكل شيء كما يقولون هادىء..
ملكشاه: أخشى أن يكون الهدوء الذي سيسبق العاصفة..
نظام الملك: ولكننا متهيئون لاستقبال العاصفة يا مولاي فجيشكم الظافر قد أعدَّ لكل شيء عدته..
ملكشاه: وماذا عن خاقان الترك..
نظام الملك: لا شك أنه عرض على مولاي جهوده التي قام بها لإثارة الترك والتركمان المقيمين تحت الحكم الصيني..
ملكشاه: بلى.. بلى.. وإنها لجهود يشكر عليها كل الشكر..
نظام الملك: وإني جد مطمئن يا مولاي إنها ستكون جهوداً مثمرة بإذن الله..
(يدخل انوشتكين وهو يقول):
انوشتكين: مولاي السلطان..
ملكشاه: ما وراءك يا انوشتكين؟
انوشتكين: وصل خاقان الترك..
ملكشاه: فليدخل على الرحب والسعة..
نظام الملك: أأبقى أم انصرف يا مولاي..
ملكشاه: بل ابق فهل عندنا شيء نخفيه عنك.. ثم إننا قد نحتاج إلى الاستئناس برأيه ومشورتك..
نظام الملك: أمرك يا مولاي..
(يدخل خاقان الترك وهو يقول):
تتش: السلام عليك أيها السلطان..
ملكشاه: وعليك السلام أيها الخاقان.. يا مرحبا.. يا مرحبا.. تفضلوا وأجلسوا..
تتش: شكراً.. شكراً.. كيف أنت أيها الوزير الهمام..
نظام الملك: بخير أيها الخاقان العظيم..
ملكشاه: أشكركم على جهودكم أيها الخاقان مع الترك والتركمان الذين يرزحون تحت نير الحكم الصيني..
تتش: أرجو أن يكون يوم تحريرهم من ربقة هذا الاستعباد سوف يحققه الله سبحانه وتعالى على أيديكم أيها السلطان..
ملكشاه: وأيديكم أنتم بإذن الله..
(يدخل انوشتكين وهو يقول):
انوشتكين: مولاي السلطان..
ملكشاه: ما وراءك يا انوشتكين..؟
انوشتكين: الخير إن شاء الله..
ملكشاه: قل.. يا انوشتكين..
انوشتكين: رسول من ملك الصين..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج