الحلقة ـ 6 ـ |
ملكشاه: أحسنت.. |
نظام الملك: هل يسمح مولاي السلطان بأن أسأل انوشتكين.. |
ملكشاه: سله لا عليك يا نظام الملك.. |
نظام الملك: هل لاحظت بين حاشية الخاقان يا انوشتكين شخصية أو شخصيات غير تركية.. |
انوشتكين: لا حتى من استعنت بهم من مسلمي الترك المخلصين قالوا إن حاشية الخاقان كلهم أتراك ومن رجاله الذين يعرفونهم بسيماهم.. |
ملكشاه: ولم سؤالك هذا يا نظام الملك؟ |
نظام الملك: لكي أتأكد أنه لا يوجد صيني أو إنسان غير تركي في حاشية الخاقان.. |
ملكشاه: يا لحدة ذكائك وبعد نظرك.. قل لي.. |
نظام الملك: نعم يا مولاي.. |
ملكشاه: متى ندعوهم للاجتماع.. |
نظام الملك: تسلمون عليهم أولاً وأثناء السلام تقررون الاجتماع.. |
ملكشاه: رأي سديد.. |
انوشتكين: فأنني يا مولاي السلطان أن أعرض لكم أن المرأة المسلمة والدة الفتى الذي أمرتم بتعيينه في حرسكم الخاص جاءت مع القافلة التي وصلت بعد وصول الخاقان.. |
ملكشاه: أين نزلت؟ |
انوشتكين: سألت عن بيتي وزوجتي فأخذتها إليها.. |
ملكشاه: حسناً فعلت وأخبر ابنها ليراها.. |
انوستكين: أمرك يا مولاي.. |
نظام الملك: لقد جاءت في الوقت المناسب.. |
ملكشاه: كيف يا نظام الملك؟ |
نظام الملك: لكي تتسلم ما أنعمت به عليها يا مولاي.. |
ملكشاه: أتظن أنها جاءت من أجل ذلك..؟ |
نظام الملك: أنَّى لها أن تعلم يا سيدي.. |
ملكشاه: ربما أخبرتها بركوزار.. |
انوشتكين: لا أظن أيها السلطان.. وعلى كل حال سأعلم الليلة أسباب مجيئها وأعرض لمولاي. |
ملكشاه: حسناً تفعل يا انوشتكين فربما لديها معلومات على جانب من الأهمية مثل معلوماتها الأولى.. |
نظام الملك: كما يجب أن نضعها تحت الرقابة.. |
انوشتكين: لا تخف يا نظام الملك فبركوزار رقيب وعتيد.. |
ملكشاه: إن من رأي أنوشتكين يا نظام الملك فبركوزار ستراقبها وستحصي علينا حركاتها وسكناتها حتى أنفاسها لو استطاعت.. |
(يضحكون).. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خاتون تقول): |
خاتون: علمت أن عندك ضيفة تركية يا بركوزار.. |
بركوزار: بلى.. بلى يا خاتون.. |
خاتون: أين هي؟ |
بركوزار: مع ابنها في الغرفة الخاصة بالضيوف.. |
خاتون: أهي المرأة المسلمة التي أخبرتك عن الشخصية الصينية.. |
بركوزار: أجل.. أجل.. |
خاتون: وما هي أسباب قدومها؟ |
بركوزار: قالت إنها جاءت لتشكر السلطان على تعيين ابنها في حرسه الخاص.. |
خاتون: وقطعت كل هذه المسافة لهذه الغاية أم أن عندها أخباراً أخرى تريدون اخفاءها عني كما فعلت في المرة السابقة.. |
بركوزار: لا ورب الكعبة يا ابنة العم.. هذا ما قالته لي ومع ذلك فسوف أستجلي ما في صدرها من مكنونات.. |
خاتون: قولي يا ابنة العم.. |
بركوزار: تفضلي.. |
خاتون: لعلّ المرأة المسلمة جاءت بعد ما علمت بعطية السلطان ملكشاه لها.. |
بركوزار: من أدراها؟ |
خاتون: خبر كهذا أظنه ينتشر في سرعة كانتشار النار في الهشيم.. |
بركوزار: على كل حال سنعرف كل شيء الليلة بإذن الله.. قولي يا ابنة العم.. |
خاتون: تفضلي.. |
بركوزار: أما يزال اجتماع السلطان ملكشاه بخاقان الترك منعقداً.. |
خاتون: أجل حتى مجيئي إليك.. |
بركوزار: ألم تتسرب نتف من الأخبار من وراء الكواليس.. |
خاتون: لا أعلم شيئاً وأنت.. هل حصلت على شيء؟ |
بركوزار: لا.. لأن همي منصب على مراقبة هذه المرأة وملاحظة تحركاتها واتصالاتها.. |
خاتون: أتخشونها إلى هذا الحد.. |
بركوزار: لا ولكن سوء الظن من أقوى الفطن.. |
خاتون: ما هي تكهناتك عن الاجتماع؟ |
بركوزار: لا شك أنه يتعلق بملك الصين.. |
خاتون: هذا مفهوم من زيارة الشخصية الصينية لخاقان الترك ومجيئه بعدها لمقابلة السلطان ملكشاه ولكن.. |
بركوزار: ولكن ماذا؟ |
خاتون: ماذا كان في جعبة الشخصية الصينية حتى دفع خاقان الترك إلى الإسراع لمقابلة السلطان.. |
بركوزار: ربما مفاوضات للصلح.. |
خاتون: وهذا أيضاً معقول ولكن على أي أساس.. |
بركوزار: قبل أن نتكلم عن الأساس يجب أن نعرف هل يقبل السلطان ملكشاه بمفاوضات الصلح.. |
خاتون: لو كنت في مكانه لقبلت.. |
بركوزار: هذا رأيك ولكننا لا نعرف رأي السلطان فقد يفكر في غزو الصين وبلوغ ما لم يبلغه أحد من الفاتحين قبله.. |
خاتون: ولكن الثمن سيكون غالياً بل ربما يجر إلى كارثة فالصين كما تعرفين بلاد مجهولة لم تطأها جيوش للمسلمين من قبل واتساع رقعتها يبتلع جيوش بلاد الإسلام مجتمعة.. |
بركوزار: هذا كلام سليم في مفهومي ومفهومك يا ابنة العم ولكن مفاهيم القادة وأصحاب الرأي قد تختلف كل الاختلاف عن مفاهيمنا وتصوراتنا.. |
خاتون: فلنترك الأمر لأولي الأمر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تتش خاقان الترك يقول): |
تتش: لقد لاقيت صعوبات جمة يا سنج في سبيل إقناع السلطان ملكشاه بمبدأ المفاوضة.. |
سنج: عمل تشكر عليه أيها الخاقان ولكن.. |
تتش: ولكن ماذا؟ |
سنج: شروط المفاوضات قاسية ولا أظن ملك الصين يقبل بها.. |
تتش: هذه أسهل شروط وصلت إليها يا سنج.. وقد كنت في جانبكم حتى أن عيون المفاوضين كانت ترمقني وكأني مندوب ملك الصين لا وسيطه.. |
سنج: أنا لا أحاول أيها الخاقان أن أنتقص من قيمة الجهود المشكورة التي قمت بها ولكنني كنت أرجو أن يدرك السلطان ملكشاه أن بلاد الصين تختلف عن أي بلاد رآها من قبل أو قرأ عنها ومع ذلك.. |
تتش: ومع ذلك ماذا؟ |
سنج: ليس لي إلا أن أنقل شروط ملكشاه إلى مولاي ملك الصين.. |
تتش: النقل شيء والإقناع شيء آخر يا سنج.. أريدك أن تقنع ملك الصين بأني وإن دخلت في الإسلام إلا أني ما أزال أرعى حرمة الجار وهو جار لي.. |
سنج: شكراً أيها الخاقان وألف شكر.. |
تتش: لا شكر على واجب يا سنج والمهم.. |
سنج: المهم ماذا؟ |
تتش: أن تقنع ملك الصين بقبول الشروط وعدالتها وأن تفهمه أن دخوله في حرب مع السلطان ملكشاه سيؤلب عليه جميع المسلمين.. |
سنج: ماذا تقول؟ |
تتش: أقول سيجعل المسلمين جميعهم سواء من كانوا مع السلطان ملكشاه أو من هم مختلفون معه يعتبرون هذه الحرب حرباً مقدسة.. |
سنج: شيء مزعج حقاً ما كنت أعرف هذا أو أتصوره.. على كل حال لك الشكر أيها الخاقان.. |
تتش: والآن متى ينتظر أن يصلني جوابك.. |
سنج: بعد عشرين يوماً.. |
تتش: وإذا تأخر بعد ذلك.. |
سنج: معناه أن ملك الصين لم يقبل بالشروط.. |
تتش: حسناً.. حسناً.. |
سنج: أستأذنك.. |
تتش: مع السلامة وسأبعث معك من يبلغك الطريق.. |
سنج: شكراً أيها الخاقان الصديق.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت انوشتكين يقول): |
انوشتكين: استطالت المفاوضات يا نظام الملك أخشى أن تعطي ملك الصين الفرصة لتهيئة نفسه لقتالنا.. |
نظام الملك: ولكن المفاوضات انتهت ولا بد أن خاقان الترك قد بلغها إلى موفد ملك الصين.. |
انوشتكين: ولكني غير مطمئن.. وأرى.. |
نظام الملك: ترى ماذا؟ |
انوشتكين: أن يزحف السلطان بجيشه حتى يصل حدود بلاد الصين أي مثلاً إلى مدينة كاشغر وهناك ينتظر.. |
نظام الملك: ربما يفسر ملك الصين ذلك بأننا ألغينا المفاوضات وأننا عازمون على الحرب.. |
انوشتكين: لا أظن لأننا ما زلنا في أراضي تابعة لخاقان الترك.. |
نظام الملك: ولكن ما هو هدفك من وراء الوصول إلى مدينة كاشغر.. أول بلاد الصين.. |
انوشتكين: هو إشعار ملك الصين أننا مستعدون للحرب في حال تمنعه أو رفضه لشروط المفاوضات ثم.. |
نظام الملك: ثم ماذا؟ |
انوشتكين: إشعار لملوك المسلمين الذين هم على خلاف مع السلطان ملكشاه بأن جيوش السلطان قد دقت أبواب بلاد الصين.. |
نظام الملك: كلام منطقي ورأي سديد سأنقله إلى السلطان فلعلّه يقتنع به.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خاتون تقول): |
خاتون: هل استجليت مكنونات صدر المرأة المسلمة يا بركوزار؟.. |
بركوزار: أجل يا خاتون أجل.. |
خاتون: هل من جديد؟ |
بركوزار: لا جديد يا ابنة العم ومجيئها هو لشكر السلطان على تعيين ابنها في حرسه الخاص.. |
خاتون: ولا شك أنها استلمت العطية.. |
بركوزار: بلى.. بلى.. وكانت بها مسرورة إلى حد أنها ظنت أن العطاء لغيرها لا لها. |
خاتون: الحق معها يا ابنة العم فإنها لم تتعوّد مثل هذا العطاء من خاقان الترك.. |
بركوزار: بل ربما لم تسمع بمثله منهم.. |
خاتون: على كل حال فإنها تستحق هذا الإكرام وزيادة.. |
بركوزار: أجل.. أجل.. قولي يا خاتون.. |
خاتون: ماذا أقول؟ |
بركوزار: ما هي آخر الأخبار عن المفاوضات.. |
خاتون: لا جديد عندي عنها.. |
بركوزار: إنها فترة ركود انتظاراً لجواب ملك الصين على شروط السلطان.. |
خاتون: أجل.. أجل.. وهذا يأخذ وقتاً.. |
بركوزار: ولكن طول الوقت في صالح عدونا ملك الصين.. أليس كذلك؟ |
خاتون: قد يكون رأيك في محله ولكن.. |
بركوزار: ولكن ماذا؟ |
خاتون: السلطان ومستشاروه لا شك أنهم حسبوا لكل شيء حسابه.. |
بركوزار: بكل تأكيد ولكن الإنسان خلق هلوعاً يا ابنة العم.. |
خاتون: أين صبرك وإيمانك يا بركوزار؟ |
بركوزار: لم يتزعزعا بعد والحمد لله ولكن الإنسان أو صاحب الحاجة يكون أرعن في بعض الأحايين.. |
خاتون: سببه في رأيي أن حملتنا طالت مدتها وأننا الآن نعاني مرض حب العودة للوطن.. |
بركوزار: هذا صحيح.. هذا صحيح.. |
خاتون: لم يبق أكثر مما مضى وقد علمت أن السلطان عازم على السير بجيشه إلى حدود الصين فإن استجاب ملك الصين كان ما نتمنى وإلا دخل بجيشه إلى الصين.. |
بركوزار: رأي سديد أظنه سينهي حالة القلق والانتظار.. |
خاتون: بلى.. بلى والسلطان يخشى قيام ثورات في شمالي فارس وبلاد الشام قد يثيرها الفاطميون وعملاؤهم من الباطنية والفرق الضالة.. |
بركوزار: شيء لا يستبعد يا ابنة العم.. اللَّهم قنا شر الفتن ما ظهر وما بطن.. |
خاتون: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول): |
نظام الملك: لقد استحسن السلطان رأيك وقبل به وأوعز إلي بأن أبلغه إلى خاقان الترك.. يا انوشتكين.. |
انوشتكين: الحمد لله.. ومتى سيصدر أمره بالزحف على كاشغر.. |
نظام الملك: بعد ثلاثة أيام.. |
انوشتكين: توقيت معقول.. ولكن.. |
نظام الملك: ولكن ماذا؟ |
انوشتكين: خاقان الترك.. |
نظام الملك: ماذا عنه؟ |
انوشتكين: لا ينتظر أن يصل إلينا خلال ثلاثة أيام.. |
نظام الملك: لن ننتظره بل سيوافينا بجيشه في كاشغر.. |
انوشتكين: هذا رأي سليم.. |
نظام الملك: هيا بنا نأخذ في أسباب تسيير الحملة.. |
انوشتكين: (وقد رأي السلطان قادماً يقول): |
السلطان ملكشاه قادم يا نظام الملك.. |
نظام الملك: خيراً إن شاء الله.. |
(يدخل السلطان وهو يقول): |
ملكشاه: نظام الملك.. |
نظام الملك: نعم يا مولاي.. |
ملكشاه: أريد أن تتم الاستعدادات لسير الحملة للصين خلال اليومين القادمين فقد تلقيت أنباء غير سارة.. |
نظام الملك: من أين يا مولاي.. |
|