شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 42 ـ
مزيني: ولكن العودة أيضاً مستحيلة بعد أن تفشى المرض وأصبح وباء..
إيليوس: إذن ما العمل يا مزيني.. ما العمل؟..
مزيني: مصيرنا معلق بأيدي القبائل الشرقية سيدي القائد..
إيليوس: كيف يا مزيني كيف؟..
مزيني: إذا هاجمت هذه القبائل القوات الحميرية على طول طريق العاصمة الحميرية فسيخف الضغط علينا ويكون مجال الانسحاب أوسع وإلاّ..
إيليوس: وإلاّ فمصيرنا محتوم.. محتوم.. آه.. آه من أبي داس وسيلاوس كيف خدعاني وأغرياني بالقيام بهذه الحملة وهوّنا علي الأمور حتى لم أستعد كما يجب فوقعت فيما أنا فيه..
مزيني: قد يكونان يجهلان أوضاع بلاد العرب ومعلوماتهما عنها لم تكن دقيقة..
إيليوس: إذن فالتغرير منهما واقع ومقصود طالما ليست لديهما المعلومات الدقيقة الصحيحة..
مزيني: هذا صحيح ولكن..
إيليوس: ولكن ماذا يا مزيني؟..
مزيني: أنى لأبي داس وسيلاوس أن يعرفا أننا سنصاب بهذا المرض الخبيث.. ونحن لم نغلب في ميادين القتال والطعن والنزال..
إيليوس: ولكن أبا داس وسيلاوس يعرفان أن بلاد العرب بلاد وبيئة مليئة بالأمراض الخبيثة.. لو نبهاني إلى ذلك لاتخذت الاحتياطات اللازمة..
مزيني: لعلّهما نسيا ذلك وهما في غمرة الوعد الذي أعطيته لهما سيدي القائد بتنصيبهما ملكين على بلاد العرب.. أحدهما في جنوبها والآخر في شمالها..
إيليوس: يظهر أن أبي داس وسيلاوس أثيران لديك حتى أراك تدافع عنهما بهذه القوة..
مزيني: ليسمح لي سيدي القائد بأن أقول إنهما غير أثيرين عندي ولكنني لا أكرههما..
إيليوس: سوف أنتقم منهما حال عودتي إلى مصر وأعلقهما في أكبر ميدان ليرى الناس مصير الخائنين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت القائد ريدان يقول):
ريدان: جمعتكم اليوم لأنقل إليكم أخباراً غير سارة ولكنها ليست مزعجة..
سنداح: ما هي أيها القائد ريدان؟
ريدان: القبائل الشرقية؟
شداد: ماذا عنها أيها القائد؟
ريدان: لقد كنت على صواب يا شداد حين أظهرت مخاوفك من هذه القبائل وانتهازها فرصة وجود الملة الرومانية للانقضاض والهجوم علينا..
سنداح: هل هذه هي الأخبار؟..
ريدان: أجل يا سنداح أجل..
سنداح: إنها لا شك أخبار سيئة للغاية..
شداد: لعلّها أخبار غير موثوقة..
ريدان: كيف يا شداد وقد جاء بها أحد شيوخ هذه القبائل الموالين لنا..
سنداح: ماذا ترون أيها القائد؟..
ريدان: لقد جمعتكم للمشورة.. ماذا ترون أنتم؟
سنداح: ماذا ترى يا شداد؟
شداد: لا أستطيع أن أبت برأيي قبل أن أعرف المكان الذي ستهاجمه هذه القبائل.. يا سنداح..
سنداح: كلام سليم يا شداد..
شداد: لعلّ عند القائد ريدان معلومات أوسع عن هجوم القبائل المنتظر..
ريدان: المعلومات التي وصلتني تفيد أن هجوم هذه القبائل سيكون على طول طريق العاصمة الحميرية حيث تحتشد قواتنا..
سنداح: يقيني أنها معلومات صحيحة لأن المواقع التي تحتشد فيها قواتنا هي الحاجز الطبيعي بينها وبين الهجوم على المدن المعمورة من المملكة الحميرية..
شداد: هذا من جهة ومن جهة أخرى لك تتعاون مع القوات الرومانية في الهجوم على العاصمة الحميرية.
شداد: هنالك شيء يحيرني جداً..
ريدان: ما هو يا شداد؟..
شداد: كيف طرأت هذه الخطة الجهنمية على أفكار هؤلاء البدو السذّج؟
ريدان: لعلّني لم أطلعكم بعد على الجوانب الخطيرة من المعلومات التي تلقيتها؟..
سنداح: ما هي أيها ريدان؟.
ريدان: شوهد أحد اليهود في الاجتماع الذي عقده زعماء القبائل الشرقية وقرروا فيه الانقضاض علينا..
سنداح: يهودي!
شداد: يهودي كيف وصل إلى هذه القبائل؟..
ريدان: بل قل كيف جاء هذا اليهودي إلى (مارياما) واجتمع بقائد الحملة الرومانية وخرج من دون أن تشعر به قواتنا وعيوننا وأرصادنا. أليس ذلك أمر يدل على وجود يهود أو أناس ضد العهد الحالي بين أفراد قواتنا؟
سنداح: هذه معلومات تبعث لي الدهشة والأسف الشديد من قوعها..
شداد: أرى أن تأمروا أيها القائد بالقيام بتحقيق واسع وعجلة تطهير بين أفراد قواتنا فالمسألة خطيرة جداً.
ريدان: لقد أمرت بالتحقيق منذ علمت بالخبر..
شداد: أرجو أن نهتدي على هؤلاء الخائنين قبل أن تقوم القبائل الشرقية بهجومها المرتقب..
ريدان: ولكننا لم نتفق بعد على خطة العمل؟..
شداد: ما دام هجوم القبائل منصباً على مراكز احتشادنا على طول طريق العاصمة فإني أرى..
ريدان: ترى ماذا يا شداد؟..
شداد: أرى أن نسحب أكثر قواتنا المشاغلة للرومان في (مارياما) وتقوية الأماكن التي ينتظر أن تهاجمنا منها القبائل الشرقية..
سنداح: والقوات الرومانية كيف نتقي هجومها هي الأخرى يا شداد؟..
ريدان: إن أماكننا المواجهة للقوات الرومانية حصينة ومنيعة جداً وبأقل قوة يمكن إحباط أي هجوم روماني.. أما مواقعنا تجاه القبائل الشرقية فمكشوفة والخطر يكمن فيها علينا..
سنداح: إذن فرأى شداد هو ما توافقون عليه أيها القائد!
ريدان: بلى يا سنداح بلى.. وعلينا أن نعمل به فوراً..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول):
أبو داس: وضع القوات الرومانية سيء جداً يا سيلاوس..
سيلاوس: أتكره لها ذلك يا أبا داس؟..
أبو داس: كيف أكره ذلك ولكن..
سيلاوس: ولكن ماذا؟
أبو داس: أخشى أن نذهب ضحية هذا الوباء..
سيلاوس: ما قدر لنا سيكون ولا مفر منه.. أكنت تنتظر للقوات الرومانية هذا المصير؟..
أبو داس: لا يا سيلاوس.. كنت أنتظر أن تقضي عليهم القوات الحميرية قبل أن يقضي عليهم الوباء..
سيلاوس: ولكنه قضاء أراح القوات الحميرية من ضحايا كثيرة..
أبو داس: ليت القوات الحميرية تقوم بهجوم شامل على (مارياما) تقضي فيهما على (إيليوس) وأحلامه التوسعية إلى الأبد..
سيلاوس: ليتنا نجد من نرسله إلى القوات الحميرية..
أبو داس: ألا تستطيع يا سيلاوس. عهدي بك تفعل المستحيل..
سيلاوس: لو كان في (مارياما) أحد من أهلها لهان الأمر ولكن البلد كما تراه كله معسكر روما واحد.. ثم إن مصير القوات الرومانية محتوم إن لم تقضِ عليها القوات الحميرية قضي عليها الوباء.
أبو داس: أترى (إيليوس) ينتظر حتى يموت مع جنوده كما تقضي تقاليد الشرف العسكري..
سيلاوس: لقد خرج الأمر من يد (إيليوس) وأصبح مصيره الموت المحتوم..
أبو داس: والشخص الغريب؟..
سيلاوس: يا إلهي.. عدنا إلى تخيلاتك عن الشخص الغريب..
أبو داس: إنه حقيقة يا سيلاوس ولولا ذلك ما انتظر (إيليوس) حتى يموت من المرض أو يقع أسيراً في أيدي القوات الحميرية..
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة نسمع بعدها صوت القائد ريدان يقول):
ريدان: بدأ هجوم القبائل بشكل مخيف. إنهم يهاجموننا بضراوة ما عهدناها منهم في المرة السابقة..
شداد: إنهم يقاتلون معتمدين على مساندة الجيش الروماني في (مارياما).
سنداح: يا لهم من خونة مجرمين يمدون أيديهم إلى المعتدين على بلادهم فيصافحونها في سبيل القضاء على إخوانهم في الدم واللغة والجوار ..
شداد: إنهم ليسوا خونة بالمعنى المعروف من كلمة خائن وإنما هم قوم أغبياء أعمتهم أحقادهم وأضلتهم أطماعهم وشهواتهم فصافحوا كل يد توصلهم إلى تحقيق مآربهم في النهب والسلب..
ريدان: إنه الجهل عدوهم الألد أنسيتموه سوف يقتلهم ويقتلهم معنا لو وفقوا في هجومهم هذا علينا..
سنداح: إنهم يندفعون في هجومهم كالسيل الآتي أيها القائد.. لقد اجتاحوا بعض خطوطنا الأمامية..
ريدان: أرسل يا شداد تعزيزات من عندك لمساندة الخطوط المتعرضة للهجوم الشديد..
شداد: أمرك أيها القائد.. أمرك..
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة وسقوط قتلى وأنين جرحى نسمع بعدها صوت شمس تقول):
شمس: حلمت أمس يا مزاحم أحلاماً مرعبة مزعجة.. إدغال.. ووحوش.. وأفاعي وثعابين وجماجم ودماء تسيل كالنهر.
مزاحم: لعلّك نمت البارحة وبطنك متخمة بالأكل فحلمت هذه الأحلام المزعجة..
شمس: لم أتناول أي عشاء أمس يا أخي..
مزاحم: إذن فأنت تشكين من شيء؟..
شمس: ولا شيء إلا هذا القلق الذي استولى علي بعد استيفائي من الحلم..
مزاحم: أحلام الصيف كثيرة ونحن في عنفوان الصيف فلا تجعلي أهمية لمثل هذه الأحلام ولا تبنى قبة من حبة كما يقول المثل..
شمس: وقد رأيت أناساً كالبرابرة الذين تحدثنا عنهم الأساطير والقصص يخطفون ابني عبيدة فجريت خلفهم وأنا أصرخ ومن ثم صحوت وأنا مرعوبة ألهث..
زاحم: لا شك أن أفكارك قلقة على والدنا وزوجك ولا شك أنك تفكرين في حالة ابنك الصحية وقلقه هو الآخر على والده وجده ونمت على هذه الحال فحلمت ما حلمت..
شمس: أما التفكير في الغائبين فهذا دائم.. إنهم لا يبرحون ناظري وجناني لحظة وكذلك ابني عبيدة..
زاحم: نحن الآن في (جلق) فلنستمتع بما في هذه البلاد ظل ظليل ونعيم مقيم وجنات وعيون..
شمس: أجل إنها بلاد جميلة.. مناظرها خلابة ونسميها عليل وماؤها سلسبيل..
مزاحم: إذن فإلى الظل الظليل والنسيم العليل والماء السلسبيل..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزيني يقول وهو يلهث):
مزيني: سيدي القائد!
إيليوس: ما وراءك يا مزيني.. قل أراك تلهث..
مزيني: بدأ هجوم القبائل الشرقية بعنف على القوات الحميرية..
إيليوس: كدت أقول لك ذلك منذ خفّت وطأة مشاغلة القوات الحميرية..
مزيني: لقد جاءني بالخبر مبعوث من قبل القبائل الشرقية أرسله صاحبنا اليهودي..
إيليوس: أكرم وفادته وأعده بسرعة إليهم ليخبرهم أننا سنقوم بالهجوم على القوات الحميرية حالاً..
مزيني: أجاد سيدي القائد فيما يقول؟
إيليوس: لا يا مزني لا وإنما لا أريد أن يعرف المبعوث أننا سننسحب أو بالأحرى سنفر إلى (نجرانا) بأقصى سرعة ممكنة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :705  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج