فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الحلقة ـ 33 ـ (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول): أبو داس: ظهرت نوايا اليهود التعسفية الإجرامية.. إنهم يريدون رأس: صرواح، القائد الحميري بدلاً لرأس عزرا اليهودي القذر.. سيلاوس: هذا شيء لا يستغرب من اليهود يا أبا داس فكراهيتهم للعرب تجري في دمائهم.. أبو داس: يجب أن يحاط القائد الحميري بالأمر حتى لا يؤخذ على غرة يا سيلاوس.. سيلاوس: وعلى أعواننا أن يغتالوا: حزقيال، رأس الشر. فإطاحة رأسه قد تحد من سياسة الظلم والعنف التي يفكر (إيليوس) في إنتهاجها.. أبو داس: هذه نتيجة للاغتيال إذا تم ما في ذلك شك.. أما الآن فعليك يا سيلاوس أن تجد بوسائلك الخاصة من ينقل أخبار الهجوم الروماني المباغت للقائد الحميري.. سيلاوس: كيف يا أبا داس والرقابة شديدة علينا.. إنهم يحصون علينا أنفاسنا لا حركاتنا فحسب.. أبو داس: ولكنك لو عصرت دماغك يا سيلاوس فسوف تجد الحل.. الحل المناسب.. سيلاوس: أعندك خبر عن موعد تحرك السرية الرومانية مع حزقيال اليهودي؟ أبو داس: لا.. ولكن تحركات الجيش الروماني لا تخفى علينا.. ونحن نعيش في معسكراتها.. سيلاوس: ولكن هجوماً هاماً كهذا ألا يمكن أن يحيطه: إيليوس، ومزيني بخطة من السرية والكتمان.. أبو داس: إجراء قد يتخذه إيليوس، ولكن.. سيلاوس: ولكن ماذا؟.. أبو داس: أنسيت إخواننا النبطيين المنخرطين في الجيش الروماني. إنهم سينقلون إلينا أخبار أية تحركات مريبة كما كانوا يفعلون من قبل.. سيلاوس: إن لك يا أبا داس طريقة ساحرة في مشاغلة الحراس وإلهائهم بينما أتظاهر أنا بحاجتي إلى الراحة التي سأتخذ منها ستاراً للتسلل لإرسال من ينقل الخبر إلى القائد الحميري.. أبو داس: سأفعل يا سيلاوس وستكون مشاغلة ما رأى الحراس مثلها من قبل ولن يروا فيما بعد.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سارة تقول): سارة: برافو حزقيال برافو.. يا زوجي الذكي الرائع.. لا تنسى.. حزقيال: لا أنسى ماذا يا سارة؟.. سارة: لا تنسى أن تأتيني بكبد القائد الحميري.. صرواح، حتى أشفي غليل كبدي الملتهب بمرآها.. حزقيال: يا لك من شجاعة, يا لك من شجاعة.. سارة: شهوة الانتقام تولد القوة.. والقوة دليل على الشجاعة.. حزقيال: هذا وعد لا أستطيع أن أقطعه لك يا زوجتي العزيزة لأني لا يمكن أن أعرف الظروف التي سنمر بها. سارة: إن معك سرية من رجال الرومان الأشداء.. حزقيال: ولا بد أن مع القائد الحميري أيضاً رجالاً أشداء.. سارة: هزيمتهم أمام الجيش الروماني لا شك ألقت الرعب في قلوبهم.. حزقيال: عسى أن تكون تقديراتك يا سارة في محلها.. سارة: كن واثقاً بنفسك وبمن معك من الرومان فالمهمة الملقاة على عاتقك خطيرة جداً.. حزقيال: أعلم ذلك.. وإنني نادم يا سارة.. سارة: نادم على ماذا يا حزقيال.. حزقيال: على.. لا.. لا.. يا سارة.. لا شيء.. سارة: (بغضب) عرفت أسباب ندمك يا حزقيال.. حزقيال: ما هي.. ما هي؟.. سارة: إنك نادم على محاولتك الثأر من قاتل صهرك عزرا.. أخي عزرا الذي ضحى بنفسه لتعيش أنت وتندم على الثأر له.. حزقيال: لا تسيء الظن بي يا سارة فإني نادم على ذهابي بنفسي مع هذه الحملة وكان بوسعي أن أكلف أحد أعواني بها.. سارة: أخائف يا حزقيال؟.. حزقيال: وهل طبقت شجاعتي الآفاق حتى تستغربي من خوفي اليوم؟ إني ورب موسى خائف.. خائف.. سارة: إذن لا تذهب.. حزقيال: كيف لا أذهب وأنا الذي طلبت من القائد الروماني أن يرسل معي سرية لآتيه برأس القائد الحميري صرواح.. سارة: تشجع يا حزقيال واجعل أمام عينيك جثة عزرا التي بعث بها القائد الحميري صرواح إلى القائد الروماني على ظهر حمار.. تذكر هذا المنظر. تذكر أنك ذاهب للانتقام لصهرك.. للثأر لشخص فداك بنفسه.. حزقيال: أخشى أن أكون الضحية الثانية يا سارة.. سارة: إذا كان خوفك إلى هذا الحد فلا تذهب وليصنع القائد الروماني ما يصنع.. حزقيال: سترينني غداً أتمرجح على عود من أعواد المشانق التي نصبها القائد الروماني لأعدائه أمام البوابة الرئيسية لمدينة، نجرانا. سارة: لقد أعجزت تفكيري فتصرف أنت بالشكل الذي تراه.. حزقيال: الشكل الذي أراه هو الموت يا سارة وليس غير الموت يا سارة.. سارة: اسمع عندي هذا الحل.. حزقيال: ما هو يا سارة ما هو قولي.. سارة: ألبس درعاً من دروع الرومان الواقية وكن دائماً ملاصقاً لقائد السرية في الطليعة. أرشدهم من بعيد إلى المكان الذي يختبىء فيه القائد الحميري قائد السرية فإنه أكن جوار.. حزقيال: هذا رأي يبعد عني شبح الموت إلا إذا امتدت يد الموت إلى قائد السرية.. سارة: عندها تموت وتدخل في مصاف الأبطال.. حزقيال: لأن أدخل في مصاف الجبناء وأحيا خيراً من أن أموت وأدخل في مصاف العظماء.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت إيليوس يقول): إيليوس: عسى أن أفراد السرية من خيرة رجالنا الأشداء؟.. مزيني: بلى سيدي القائد بلى.. إيليوس: هل اخترتهم من الجنود الذين يحسنون القتال في المناطق الجبلية. فالمكان الذي يختبىء فيه القائد الحميري جبلي وهو كما يقول حزقيال.. مزيني: أجل سيدي القائد أكثر الجنود كانوا من المتدربين على القتال في المناطق الجبلية الوعرة.. إيليوس: أرجو ألا أكون قد تسرعت في تصديق خبر حزقيال عن المكان الذي يختبىء فيه القائد الحميري وعصابته.. مزيني: لا أعتقد أن حزقيال يجرؤ على تلفيق خبر كهذا وهو يقدر مسؤوليته.. وخطورته.. إيليوس: أخشى ما أخشى أن تصل أخبار سريتنا إلى القائد الحميري فيحتاط لها أو يهرب من المكان الذي هو فيه ونعود خائبين.. مزيني: لقد كانت تحركات جنودنا في سرية تامة.. وكان خروجهم في الليل والليل ستّار على كثير من الأمور.. إيليوس: بحسب تقدير حزقيال للمكان وبعده أعتقد أن جنودها الآن قد دخلوا المنطقة التي يختبىء فيها القائد الحميري.. مزيني: بل أعتقد سيدي إنهم الآن في قتال معهم إن لم يكونوا قد قبضوا عليه وعلى أفراد عصابته.. إيليوس: أرى أبا داس وسيلاوس قادمين إلينا.. غير مجرى الحديث يا مزيني.. مزيني: أمرك سيدي القائد.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صرواح يقول): صرواح: لقد وقعت السرية الرومانية في الكمين الذي نصبناه لها أجهزوا عليهم ولا تبقوا على أحد منهم.. (ثم يصرخ) هيا.. إلى الأمام.. إلى الأمام يا أبطال حمير أصوات: ريدان.. ريدان.. الموت للرومان.. الموت للرومان.. (صرخات مرعبة نسمع بعدها صوت صرواح يقول): صرواح: إنهم يحاولون الخروج من الكمين.. إياكم أن تمكنوهم حاصروهم من كل جانب حسوهم بسيوفكم واحصدوهم بنبالكم ودحرجوا عليهم من جنادمكم وصخوركم.. أصوات: ريدان.. ريدان.. الموت للرومان.. الموت للرومان.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت إيليوس يقول): إيليوس: ما وراءك يا أبا داس؟.. أبو داس: الخير كل الخير سيدي القائد.. إيليوس: لم نرك منذ أمس عسى أنك بخير.. أبو داس: بخير سيدي القائد.. سيلاوس: كنا نرغب المجيء ولكن علمنا أن سيدي القائد مرتاح بعد هذا الجهاد الطويل.. إيليوس: هذا صحيح.. كنت مرتاحاً وأمرت الحاجب بألا يدخل علي أحداً.. أبو داس: عسى أن سيدي القائد قد استمتع بما أراد من الراحة.. (يدخل الحاجب فيقول له إيليوس): ما وراءك أيها الحاجب؟ الحاجب: أمر أريد أن أسره إلى سيدي القائد.. إيليوس: قل لقد انصرف الحاضرون.. الحاجب: أرسل قائد السرية يقول.. إنهم وقعوا في كمين وأنهم يطلبون المدد الفوري وإلا أبيدوا عن بكرة أبيهم.. إيليوس: هل أخبرت مزيني أيها الحاجب؟.. الحاجب: لا سيدي القائد.. ليس من حقي إخبار أحد قبل سيدي القائد.. إيليوس: أدع مزيني حالاً.. الحاجب: أمرك سيدي القائد.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزيني يقول): مزيني: سيدي القائد يا لها من أخبار سيئة جداً. إيليوس: أرسل تعزيزات كبيرة لقواتنا المطوقة.. يا لهؤلاء الحميريين ما أبرعهم في نصب الكمائن.. مزيني: إنها بلادهم سيدي القائد وهم أدرى بأوديتها وشعابها ومخارجها ومداخلها.. إيليوس: أسرع في إرسال الإمدادات قبل أن يفنى أفراد السرية.. وحبذا لو استطاعت إمداداتك تطويق القوات الحميرية.. (تحركات سريعة وقعقعة سلاح ووقع أقدام جنود نسمع بعدها صوت أبي داس يقول): أبو داس: هل عرفت شيئاً عن تحركات الجنود الرومانية؟.. سيلاوس: بلى يا أبا داس.. إن سرية الرومان التي أرسلت لمباغتة القائد الحميري قد وقعت في كمين محكم نصبه لها فبعثت تطلب المدد للخروج من الكمين.. أبو داس: أجل أجل ولعلّها هي الأخرى تلاقي نفس المصير.. أبو داس: لا أظن يا سيلاوس. بل أخشى ما أخشى أن تقع القوات الحميرية بين القوتين الرومانيتين فيقضي عليها. سيلاوس: لا بد أن القائد الحميري قد احتاط للأمر.. أبو داس: هذا إذا كانت القوة الموجودة لديه كافية وما أظنها كذلك.. المهم أرجو أن ينسحب القائد الحميري قبل أن تطوقه القوات الرومانية.. سيلاوس: لا بد أن القائد الحميري سيحس بمجيء الإمدادات الرومانية وسيتخذ العدة لها.. أبو داس: هذا إذا لم تقم القوات الرومانية الواقعة في الكمين بهجوم مضاد على القوات الحميرية تحاول به فك حصارها.. وفي نفس القوت تمهد الطريق للإمدادات الرومانية لتطويق القوات الحميرية.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صرواح يقول): صرواح: انسحبوا يا جنودنا البواسل قبل أن تطوقكم القوات الرومانية. سأحمي انسحابكم.. هيا أسرعوا.. أسرعوا قبل فوات الأوان. أصوات: الموت ولا الفرار يا صرواح.. صرواح: إنه انسحاب لا فرار.. جنود الرومان يشددون الضغط علينا.. أسرعوا.. (يصاب صرواح بسهم قاتل فيقول): انسحبوا.. لقد أصبت بسهم قاتل. أسرعوا قبل أن تقتلوا جميعاً.. أصوات: الوداع يا صرواح الوداع.. لك الخلد.. والموت للرومان.. الموت للرومان..
طباعة تعليق  القراءات :727  التعليقات :0
صفحة 33 من 56

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج