شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 32 ـ
سيلاوس: إنه يريد أن نكون بجانبه وهو يدخل مدينة: نجرانا، دخول الفاتحين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت حزقيال يقول):
حزقيال: عزاء يا سارة.. فالحزن يعتصر قلبي على أخيك عزرا الذي ذهب ضحية الواجب..
سارة: حزني عليك يا عزرا لا تكفكفه دموع ولعلّ ما يعزيني فيك هو أنك ذهبت في سبيل الشعب اليهودي ودخلت في مصاف الأبطال..
حزقيال: لن يذهب دمك هدراً يا عزرا سيدفعه القائد الحميري صرواح غالياً وغالياً جداً بل سيكلف ثمنه الحميريين جميعهم..
سارة: يجب أن تنتقم لعزرا يا حزقيال وسأساعدك وسأعرف كيف نصل إلى هذا الهدف..
حزقيال: خطتنا يا سارة يجب أن تحاط بالسرية والكتمان.. وعلينا أن نستغل الرومان الفاتحين بكل الوسائل الممكنة.. لقد وعدني إيليوس قائد الحملة الرومانية وما أظنه سيخلف وعده..
سارة: سنرى صدق الرومان من كذبهم..
(وقع أقدام جنود الرومان وقعقعة سلاحهم ووقع أقدام خيلهم نسمع بعدها صوت حزقيال يقول):
حزقيال: أتسمعين يا سارة..
سارة: أجل موسيقى حربية تصم الآذان..
حزقيال: تصم الآذان.. إنها تبهج الآذان والقلوب والأبصار.. إنه الجيش الروماني يدخل مدينة: نجرانا، دخول الفاتحين..
سارة: لقد دنت ساعة الانتقام لك يا عزرا.. أجل وسيكون انتقامي فظيعاً وفظيعاً جداً..
حزقيال: ما رأيك يا سارة؟
سارة: في أي شيء يا حزقيال..
حزقيال: في الذهاب لاستقبال الجيش الروماني الفاتح..
سارة: لا تتظاهر يا حزقيال فإني أخشى عليك من غدر الحميريين. إن قصة عزرا لا شك تلوكها ألسنة الناس في نجرانا، وعلاقتك بعزرا معروفة..
حزقيال: صدقت ما أبعد نظرك.. قد لا أعدم من يندس من الحميرين في غمرة زحام المتفرجين فيطعنني بخنجره.
سارة: واليمنيون بارعون في الطعن بالخناجر..
حزقيال: بلى.. بلى.. في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.
سارة: أجل.. أجل.. ولا سيما والجو متلبد ضد اليهود بعد حادث عزرا وسقوط مدينة: نجرانا، في أيدي الرومان.. ثم..
حزقيال: ثم ماذا يا سارة..
سارة: ثم إن القائد الروماني سيرسل في طلبك وستزوره في حراسة شديدة فالرومان بحاجة ماسة إليك للاسترشاد برأيك في كثير من الأمور..
حزقيال: أجل وستكون فرصة لي لاستنجاز القائد الروماني الوفاء بوعده..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول):
أبو داس: أرأيت منظر، إيليوس، المغرور وهو يدخل، نجرانا، دخول قادة الرومان المتغطرسين لقد حدثتني نفسي أكثر من مرة أن أضربه بسيفي فأقتله وأقتل نفسي..
سيلاوس: لن تستطيع قتله يا أبا داس فالدرع الذي يلبسه لا تؤثر فيه السيوف والرماح. ثم إنه محاط بحراسة قوية قد تأكلك سيوفهم ورماحهم قبل أن تصل إليه.. ثم..
أبو داس: ثم ماذا يا سيلاوس؟..
سيلاوس: ثم قتلك له يرفعه إلى مصاف قادة الرومان الخالدين أما إذا قدرنا على تجميع القوى العربية بعد انقسامها هذا وتوجيهها لضرب هذه الحملة نكون قضينا على سمعة إيليوس ومركزه الضخم لدى الإمبراطور أوغست إلى الأبد.
أبو داس: كيف يا سيلاوس وكيف والرقابة علينا شديدة من الرومان مضافاً إليهم العنصر الجديد في الرقابة وهم اليهود.
سيلاوس: نحن الآن في مدينة: نجرانا، والأشخاص الذين أتعاون معهم موجودون فيها ولكنهم مختبئون الآن ريثما تتحلى لهم طريقة الرومان الغزاة في معاملة السكان..
أبو داس: وعلى ذكر اليهود.. أرأيت صدق رأيي فيهم حين قلت لك أنهم لعبوا دوراً كبيراً في الانقسام الواقع بين القبائل العربية..
سيلاوس: سيكون حسابهم حساباً عسيراً في الأيام القادمة فقد كشف حادث. عزرا القناع عن مكائد اليهود ومؤامرتهم ضد البلد الذي آواهم وأكرمهم وأحسن مثواهم..
أبو داس: ما رأيك في السياسة التي سيتبعها: إيليوس: في إدارة هذه المنطقة؟..
سيلاوس: سيكون متأثراً ولا شك بآراء اليهود. واليهود - كما تعرف - قوم جبلوا على سفك الدماء والظلم والاستبداد..
أبو داس: إنها سياسة تعجل في مصير الرومان بهذه البلاد فما ساد الظلم حكماء إلا عجل في دماره وتحطيمه.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى فخمة نسمع بعدها صوت إيليوس يقول):
إيليوس: إنها بلاد جميلة يا مزيني..
مزيني: وقد كلفنا غالياً احتلالها سيدي القائد..
إيليوس: أتريد حرباً وفتحاً بدون ضحايا يا مزيني..
مزيني: ولكننا لم نكن ننتظر أن تكون مقاومة العرب بهذا العنف والشدة..
إيليوس: إن طبيعة البلاد العربية القاسية تجعل من أهلها أشداء قساة غلاظ الأكباد..
مزيني: أخشى أن يجد سيدي القائد بعض الصعوبات في ترويض هذا الشعب وتطويعه وتمدينه..
إيليوس: الشدة تلين الحديد والقسوة ترهب الأشداء..
مزيني: هل يرى سيدي القائد أن سياسة البطش والإرهاب سياسة حكيمة.
إيليوس: أيخامرك شك في ذلك؟..
مزيني: ألا يرى سيدي القائد أن سياسة اللين والشدة في بعض الأحيان أجدى في معاملة العرب القساة الغلاظ..
إيليوس: لا يفل الحديد إلا الحديد ومع ذلك فسأستشير أصدقاءنا اليهود في الأمر فهم أعلم منا يطريقة معاملة العرب..
مزيني: ليس اليهود بأعلم من سيدي القائد بالطريقة الحكيمة الناجحة في ترويض العرب..
إيليوس: أدع لي حزقيال زعيم الجالية اليهود في نجرانا ولا تنسى أن تحرسه جيداً في مجيئه وعودته..
مزيني: أمرك سيدي القائد..
إيليوس: وأدع لي في طريقك أيضاً أبا داس وسيلاوس..
مزيني: أيريد سيدي أن يستأنس برأيهما في طريقة حكم العرب..
إيليوس: أجل يا مزيني أجل يجب أن نسمع من كل الناس ثم نعمل بالصالح مما نسمع..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سارة تقول):
سارة: ما هي آخر مساعيك في توسيع شقة الخلاف بين القبائل العربية يا حزقيال؟..
حزقيال: مساعي مع الأسف يا سارة لم تعد تقابل بالحماس الذي كانت تقابل به من قبل..
سارة: كيف؟ ماذا جرى؟
حزقيال: قضية عزرا يا سارة..
سارة: ما دخل عزرا في الأمر؟
حزقيال: بدأت القبائل تحس بمؤامراتنا..
سارة: ولكني اتصلت ببعض النسوة اللاتي لأزواجهن اتصال بالقبائل المتناحرة فأخبرنني أن زعماء هؤلاء القبائل ما يزالون مصممين على عدم الدخول في أي تجمع عربي مستقبلاً..
حزقيال: ألم يتأثروا من الاحتلال الروماني لنجرانا..؟
سارة: لا شك أنهم تأثروا من الاحتلال ولكن الحقد القبلي ما يزال يسيطر عليهم..
حزقيال: المهم ألاّ يفكر زعماء هذه القبائل في السلام على إيليوس وتقديم الولاء والطاعة له..
سارة: إنهم ينتظرون من يشجعهم على ذلك..
حزقيال: ولكن كيف يمكن الاتصال بزعماء هذه القبائل وقد فروا من: نجرانا، عندما اقترب الجيش الروماني منها..
سارة: يجب أن نحاول يا حزقيال قبل أن يرجع زعماء هذه القبائل إلى حظيرة التجمع العربي..
حزقيال: هل سمعت بأي محاولات تجري لرأب صدع هذا الانقسام وتوجيه الصف العربي..
سارة: لا ولكن ذلك غير مستبعد يا حزقيال.. وزعماء هذه القبائل - كما قلت - عاطفيون يتأثرون بأتفه الأمور..
حزقيال: ولكني أخشى من أنصار القائد الحميري: صرواح، أن يفدروا بي وأنا في طريقي إلى زعماء هذه القبائل.
سارة: إذن ما العمل يا حزقيال؟..
حزقيال: لا أدري يا سارة لا أدري!!..
سارة: كيف. يجب أن تشحذ أفكارك وتستعين بتجاربك ومكائدك وحيلك لتجد الحل..
حزقيال: سأقنع.. إيليوس.. بإرسال بعوث إلى زعماء هذه القبائل يدعوها إلى الطاعة والاستسلام أو ينذرها بالحرب إن لم تستجب لدعوته..
سارة: رأي سديد.. جرب أن تقنع: إيليوس، به عند أول لقاء لك به..
(يسمعان طرقاً على الباب فيقول حزقيال):
حزقيال: من الطارق؟..
سارة: إنهم جنود: إيليوس، لقد رأيتهم من ثقب الباب.. أخرج إليهم ولا تنسى إقناعه برأيك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول):
أبو داس: ما هي أخبارك يا سيلاوس؟ هل استطعت الاتصال بأصدقائك؟
سيلاوس: بلى يا أبا داس بلى..
أبو داس: كيف.. طمني..
سيلاوس: قمت بمخاطرة كادت الرقابة علي أن تكتشف أمرها لولا أن إلهام أعواننا بعرض عينات من البخور واللبان والطيوب والصناعات الحميرية..
أبو داس: وماذا جرى بعد ذلك؟
سيلاوس: سأقول لك التفاصيل فيما بعد. أما الآن فدعاة التجمع العربي يقومون بمساعي جدية مثمرة يلعب فيها أمير مكة ومستشاره شداد دوراً كبيراً فيها..
أبو داس: ها.. ها.. وبعد يا سيلاوس وبعد..
سيلاوس: قبلت القبائل المتنازعة تحكيم أمير مكة في الخلاف الناشب بينها.. وسيحضر الاجتماع: ملك سبأ. وذو ريدان: بنفسه أيضاً..
أبو داس: يا لها من أخبار سارة ومتى سيتم الاجتماع؟..
سيلاوس: بعد ثلاثة أيام من اليوم إن لم تحدث مفاجآت..
أبو داس: ماذا تعني بالمفاجآت؟..
سيلاوس: كأن يقوم (إيليوس) بزحف مفاجىء على العاصمة الحميرية..
أبو داس: ولكن الجو الذي نعيشه لا يدل على أية تحركات رومانية مريبة.. وإيليوس: مشغول بانتصاره.. يريد أن يوطد مركزه في مدينة: نجرانا، ليجعل منها منطلقاً إلى عاصمة الحميريين..
سيلاوس: والانطلاق المفاجىء إلى عاصمة الحميريين هو ما نخشاه يا أبا داس..
أبو داس: إذن يجب أن نحبط أية محاولة الزحف روماني مفاجىء على عاصمة الحميريين..
سيلاوس: على الأقل إلى أن يتم الاجتماع المنتظر..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت إيليوس يقول):
إيليوس: مرحباً بك يا حزقيال وشكراً لك باسم الإمبراطورية الرومانية على مساعدتك لنا أنت وقومك..
حزقيال: لا شكر سيدي القائد على واجب.. إن الخدمة المتواضعة التي قدمناها شرف نعتز به في سبيل خدمة الإمبراطورية الرومانية العتيدة..
إيليوس: ونحن عند وعدنا الذي قطعناه لك يا حزقيال عندما يتم احتلالنا لمملكة (سبأ وذو ريدان)..
حزقيال: إنني بالنيابة عن قومي يهودا بهذه البلاد نضع أنفسنا وإمكاناتنا في خدمة الإمبراطورية الرومانية.
إيليوس: لقد دعوناك للاستئناس برأيك في طريقة معاملة أهل البلاد فطباعهم تختلف عن طبيعة أهالي البلاد الذين يخضعون لحكم الرومان..
حزقيال: صدقت سيدي القائد فأهل هذه البلاد يختلفون عن أهالي بقية البلدان التي تقع تحت الحكم الروماني. البطش والشدة والإرهاب والقسوة هي الطريقة الوحيدة لمعاملة سكان هذه المنطقة.
إيليوس: كنا نفكر في حكمهم كما نحكم أهالي البلدان التي تخضع لحكمنا ولكن ما دام هذا رأيك وأنت خبير بأهلها فسنجرب هذه السياسة لنرى النتيجة..
حزقيال: أرى أن يقوم سيدي القائد بحركة تطهير واسعة يستقر على أثرها الأمن بهذه البلاد حتى يتسنى له بعد ذلك الانطلاق إلى (مارياما) ومن ثم إلى عاصمة الحميريين.
إيليوس: حسناً ولكن:
حزقيال: ولكن ماذا سيدي القائد؟
إيليوس: بمن نبتدىء؟
حزقيال: بالقبائل التي لم تقدم فروض الولاء والطاعة لسيدي القائد..
إيليوس: مزيني.. مزيني..
مزيني: سيدي القائد..
إيليوس: يرى حزقيال أن نرسل بعوثاً إلى القبائل العربية التي لم تعلن بعد ولاءها ندعوها إلى تقديم الطاعة فإن قدمت فذلك ما نبغي وإلا فأرسل قوات رادعة تبيدها عن بكرة أبيها..
مزيني: أمرك سيدي القائد..
حزقيال: إن صرواح: القائد الحميري الذي قاوم دخول جيشكم المظفر إلى مدينة (نجرانا) يعسكر في مكان (خفي) قريب من نجرانا فإن رأى سيدي القائد أن يزودني بسرية من جنوده الأشداء فسوف آتيه برأس (صرواح) على سنان رمح روماني..
إيليوس: مزيني أرسل مع: حزقيال القوة اللازمة الرادعة فرأس القائد الحميري يستأهل هذه العناية..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :651  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج