الحلقة ـ 31 ـ |
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة وسقوط قتلى وأنات جرحى نسمع بعدها صوت مزيني يقول): |
مزيني: هجوم قوي ومقاومة ضاربة غير منتظرة سيدي القائد.. |
إيليوس: إنها حرب العصابات.. أرسل سرية لتكتشف هل للعدو قوات خلفية حتى نحسب حسابها.. |
مزيني: أمرك سيدي القائد.. |
أبو داس: لا أظن أن للعرب قوات خلفية وأن هذه العصابات مقدمة لاستدراج القوات الرومانية المظفرة إلى المصيدة.. |
إيليوس: الحذر والحيطة ضرورة لازمة ولا سيما وقد عودنا العرب في حربهم على المفاجآت.. |
سيلاوس: سيدي القائد يقول الحق يا أبا داس فقد بلونا من العرب مفاجآت غير سارة من قبل.. |
مزيني: العصابات العربية تحارب بعنف وقسوة غير مبالية بالضحايا.. |
إيليوس: ونسبة ضحايانا هل هي في ارتفاع؟.. |
مزيني: بلى سيدي القائد بلى.. |
إيليوس: سأذهب بنفسي إلى حيث تهاجم هذه العصابات.. |
أبو داس: لا لزوم لتعريض حياة سيدي القائد للخطر.. |
إيليوس: لقد قلت لمزيني بأني سأقود المعركة بنفسي.. |
سيلاوس: حسناً سيدي القائد حسناً.. |
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة وسقوط قتلى وأنات جرحى نسمع بعدها صوت مزيني يقول): |
مزيني: إن قائد هذه العصابات مغامر جريء.. |
إيليوس: لو نستطيع قتله أو أسره نقضي على هذه العصابات جميعها.. إنها ستفر لا تلوي على شيء.. |
مزيني: صارخاً.. سيدي القائد.. |
إيليوس: ما وراءك يا مزيني؟.. |
مزيني: إن قائد هذه العصابات هو القائد الحميري الذي بارز انطونيوس وقتله.. |
إيليوس: ركز قوة من الرماة والفرسان لتأسر هذا القائد أو تقتله. إنه قائد مغامر وستقتله مغامراته.. |
مزيني: لقد ركّزت القوة اللازمة.. |
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة نسمع بعدها صوت إيليوس يقول): |
إيليوس: لقد خر قائد العصابات العربية صريعاً.. وها هي عصاباته تفر من الميدان لا تلوي على شيء.. |
مزيني: يا لثارات انطونيوس سيدي القائد.. |
إيليوس: أجل لقد انتقمنا لأنطونيوس وأخذنا بثأره كما يقول العرب. ولكن هذا القائد الشجاع لم يقتل إلا بعد أن دفعنا ثمناً باهظاً للتخلص منه.. |
مزيني: رأى سيدي القائد صائب.. لقد فرت العصابات بعد القضاء على رئيسها.. |
إيليوس: وها هي الطريق إلى مدينة: نجرانا، تفتح أبوابها.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول): |
أبو داس: وانهزمنا بهذه السرعة المذهلة نتيجة فرقتنا وانقسامنا يا لشماتتك فينا يا إيليوس.. لقد أشبعت غرورك بهذا الانتصار الهين اللين.. |
سيلاوس: انظر إلى إيليوس إنه يكاد يطير فرحاً.. إنه أول انتصار يحققه منذ وطئت أقدامه النجسة أرض بلادنا. |
أبو داس: ولكني أعجب من انهزام العصابات العربية إثر مقتل قائدها وبهذه السرعة ألم يكن هنالك قائد يخلف القائد المقتول.. |
سيلاوس: في الحقيقة شيء غريب هذا الانهزام السريع. لعلّ هنالك مفاجآت للقوات الرومانية تبينها العصابات المنهزمة.. |
أبو داس: تقصد مقاومة على أبواب مدينة: نجرانا، مثلاً.. |
سيلاوس: بلى يا أبا داس بلى.. إذ ليس من المعقول أن يتم هذا الانهزام بهذا الشكل المخزي.. |
أبو داس: عسى أن تكون هنالك مقاومة على أبواب مدينة: نجرانا، تعيد إلينا شيئاً من كرامتنا التي مرغها هذا الانهزام في التراب.. |
سيلاوس: قلبي يحدثني أن هذه العصابات ما انهزمت بهذه السرعة الهائلة إلا وهي تفكر في مقاومة جديدة. |
أبو داس: ليت إيليوس يا أبا داس يظل على غروره بأن مقاومة العرب قد تحطمت حتى لا يحتاط لأية مفاجآت منهم.. |
سيلاوس: يا ليت.. يا ليت.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت حزقيال يقول): |
حزقيال: وأخيراً انهزمت العصابات العربية وقتل القائد الحميري كشاجم.. |
عزرا: لقد سرني قتل هذا القائد لأنه عدو لدود لليهود، كم اضطهدنا وشردنا وصادر أموالنا بدون حق.. |
حزقيال: والآن ينظم خلفه القائد صرواح مقاومة فظيعة لصد جيوش الرومان الزاحفة صوب مدينة، نجرانا.. |
عزرا: هل نتركه هكذا يفتك بالقوات الرومانية المطمئنة إلى عدم وجود قوات حميرية مقاومة أمامها.. |
حزقيال: لا يجب إعلام القوات الرومانية بهذه المقاومة التي تترصدهم على أبواب مدينة: نجرانا. |
عزرا: كيف يا حزقيال.. كيف.. |
حزقيال: تقصد كيف توصل الأخبار إلى القوات الرومانية؟.. |
عزرا: أجل يا حزقيال.. أجل.. |
حزقيال: سأذهب بنفسي.. |
عزرا: (صارخاً) لا يا حزقيال لا.. إنك تعرض حياتك للخطر فالطريق مليئة بالعيون والأرصاد من أفراد العصابات الحميرية.. |
حزقيال: ولكن يجب أن تعرف القوات الرومانية بأمر هذه المقاومة.. |
عزرا: هذا صحيح وليكن الضحية غيرك يا حزقيال فأنت زعيمنا ومرشدنا وقائدنا.. |
حزقيال: هل نرسل عربياً؟ إنه سيسلمنا باليد إلى قائد المقاومة الحميري ليقتلنا صبراً.. |
عزرا: إذا كان لا بد من إرسال يهودي إليه فأنا أقبل بهذه المخاطرة في سبيل شعب يهودا. |
حزقيال: تضحية ترفعك إلى مصاف الأبطال يا عزرا.. سر ورب موسى معك.. |
(تحركات الجيش الروماني ومركباته وخيله ورجاله نسمع بعدها صوت مزيني يقول): |
مزيني: سيدي القائد.. سيدي القائد.. |
إيليوس: ما وراءك يا مزيني؟ |
مزيني: مقاومة أمام أبواب: نجرانا، من قوات حميرية.. |
إيليوس: حطمها وأقضي عليها بدون شفقة أو رحمة.. |
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة وكر وفر للخيل وسقوط قتلى وأنين جرحى): |
أصوات: ريدان.. ريدان.. الموت للرومان.. الموت للرومان.. |
مزيني: المقاومة شديدة والضحايا من الطرفين كبيرة سيدي القائد.. يظهر أن اليهود كانوا غير صادقين في أخبارهم.. |
إيليوس: إنها مقاومة يجب أن تسحق بدون التفات للضحايا في سبيل احتلال مدينة: نجرانا. |
سيلاوس: إنها مقاومة ضاربة يا أبا داس.. |
أبو داس: كلما كانت المقاومة شديدة شعرنا بأننا بدأنا نسترد كرامتنا المهدورة يا سيلاوس.. |
سيلاوس: أرجو أن تستمر على هذا العنف.. |
أبو داس: إن وجه (إيليوس) خير معبر عن هذه المقاومة العنيفة.. |
سيلاوس: إن وجه (إيليوس) يتلّون كل دقيقة بلون وهو يشهد اشتداد المعركة.. |
مزيني: سيدي القائد: أرى رجلاً من جانب أعدائنا يحمل راية بيضاء وخلفه حمار على ظهره شيء مغطى.. |
إيليوس: لعلّها طريقة جديدة في رفع راية التسليم يا مزيني.. |
مزيني: ربما سيدي القائد.. |
إيليوس: أؤتوني بالرجل وحماره.. |
مزيني: أمرك سيدي القائد.. |
(دخول الرجل وحماره نسمع بعدها صوت إيليوس يقول): |
إيليوس: أيحمل الرجل رسالة يا مزيني.. |
مزيني: بلى سيدي القائد بلى.. وشيئاً ملفوفاً على ظهر الحمار.. |
إيليوس: أبو داس! أبو داس.. |
أبو داس: سيدي القائد.. |
إيليوس: اقرأ الرسالة.. وأمر يا مزيني أحد الجنود يكشف عن الشيء المغطى على ظهر الحمار.. |
مزيني: أمرك سيدي القائد.. |
أبو داس: (يقرأ) من صرواح قائد القوات الحميرية إلى قائد القوات الرومانية هذه جثة اليهودي عزرا الذي قبضنا عليه وهو في طريقه إليكم وبعد استجوابه أقر بأنه مرسل من زعيم اليهود في مدينة: نجرانا، ليخبركم عنا وقد لقي جزاءه وهو جزاء الخائنين ومصيركم أنتم أيها المعتدون.. |
إيليوس: قبح من قائد سفيه الويل له.. مزيني.. |
مزيني: سيدي القائد.. |
إيليوس: هاجم القوات الحميرية وأبدها ولا تأبه بالضحايا فمدينة: نجرانا، عروس تحلو في سبيلها التضحيات.. |
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة وسقوط قتلى وأنين جرحى.. نسمع بعدها صوت سيلاوس يقول): |
سيلاوس: جنود الرومان يهجمون بشدة وضراوة ويقومون بمناورات بارعة لتطويق قوات المقاومة العربية.. |
أبو داس: إنهم ينفذون أوامر القائد إيليوس المغرور.. |
سيلاوس: أخشى إذا ما استمر الهجوم الروماني على هذا النحو أن تتحطم المقاومة العربية.. |
أبو داس: وهل عندك شك في أن القوات الحميرية المقاومة سوف لا تصمد طويلاً أمام هذا المد الروماني المدرب على فنون الحرب والقتال.. |
سيلاوس: هذا شيء منتظر ولكني أطمع في أن يدفع الرومان ثمن نصرهم غالياً.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزيني يقول): |
مزيني: سيدي القائد.. |
إيليوس: ما وراءك يا مزيني؟.. |
مزيني: جيشكم الباسل حطم القوات الحميرية وشق طريقه إلى مدينة (نجرانا) التي بدأ سورها يظهر ومبانيها الجميلة تلتمع من شدة بياضها.. |
إيليوس: شدد هجومك يا مزيني لعلّنا ندخل: نجرانا، قبل حلول المساء.. |
مزيني: أمرك سيدي القائد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت شمس تقول): |
شمس: ما الأخبار عن والدنا وزوجي يا مزاحم.. |
مزاحم: لقد عميت الأخبار بالنظر لانقطاع القوافل التجارية البرية من اليمن.. |
شمس: والقوافل التجارية من مكة.. ألم يأت شيء منها..؟ |
مزاحم: لا يا أختاه.. إن المكيين يحاربون مع الحميرين جنباً إلى جنب للدفاع عن مدينة: نجرانا، ولكن. |
شمس: ولكن ماذا يا مزاحم؟.. |
مزاحم: انطلقت شائعة اليوم في المدينة تقول.. |
شمس: تقول ماذا؟.. |
مزاحم: تقول إن القوات المكية عادت إلى مكة لتحميها من هجوم روماني طارىء.. |
شمس: إنها شائعة لا تسر.. عسى أنها تكون غير صحيحة.. |
مزاحم: وفي نفس الوقت انطلقت شائعة أخرى تقول.. إن القوات الرومانية الزاحفة على: نجرانا، ردت على أعقابها بعد أن قتل قائدها.. |
شمس: شائعتان متناقضتان تاه بينهما الخبر الصحيح.. |
مزاحم: ولكن انطلاق شائعتين متناقضتين في آن واحد يدل على أن في الجو غيماً.. |
شمس: أرجو أن لا يكون غيم هم وكدر.. فأعصابنا لا تتحمل هزات عنيفة.. |
مزاحم: قلبي يحدثني بأن انقساماً حدث في صفوف قوات التجمع العربي.. |
شمس: هذا منطق شائعة واحدة ينقضه منطق الشائعة الثانية.. |
مزاحم: إذن ما العمل؟.. |
شمس: هل هنالك مجال للعمل والمسافة بيننا وبين ميدان المعركة يحتاج قطعها أياماً وليالي مضنية.. |
مزاحم: إذن فالصبر أولى بنا وأجمل وكل آت قريب.. |
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة نسمع بعدها صوت مزيني يقول): |
إيليوس: بورك فيك يا مزيني.. بورك فيك.. أين أبو داس..؟ |
مزيني: في الصفوف الأمامية هو وسيلاوس.. يدلان قائد الميدان على الطريق إلى مدينة، نجرانا. |
إيليوس: أدعهما إلي حالاً.. |
مزيني: أمرك سيدي القائد.. |
(زحف القوات الرومانية إلى نجرانا التي بدأت معالمها تظهر للعيان نسمع بعدها صوت أبي داس يقول): |
أبو داس: ما أصعب ما نحن فيه يا سيلاوس؟ |
سيلاوس: لقد ذكرني هذا الموقف بكلام ابنتك شمس.. |
أبو داس: ما هو يا سيلاوس؟.. |
سيلاوس: ستمشون مع الرومان على أشلاء أهلكم وذويكم.. |
أبو داس: لقد صدقت شمس يا سيلاوس. إنني أمشي الآن مع الرومان على أشلاء أهلنا وذوينا.. |
سيلاوس: صه يا أبا داس فحاجب إيليوس في طريقه إلينا.. |
(يسير الحاجب الذي يقول عند وصوله): |
الحاجب: سيدي القائد يدعوكما إليه.. |
أبو داس: هيا بنا يا سيلاوس.. هيا.. |
|