شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 21 ـ
أبو داس: يا لها من كارثة؟..
ماركوس: يا لها من كارثة؟..
سيلاوس: يا لها من كارثة؟..
ايليوس: كيف وقع الحادث يا ماركوس.. هل استطعت معرفة أسباب هذه الهزيمة الشنعاء؟
ماركوس: من التحقيق مع الجندي الناجي من المعركة يتضح أن مشاة الأسطول الروماني وقعوا في كمين نصبه القائد الحميري بإحكام.
ايليوس: ولكن لم لم يستطع قائد مشاة الأسطول الإفلات من هذا الكمين أو على الأقل القضاء على هذا الكمين فالجندي الروماني مدرب على فنون القتال أكثر من هؤلاء العرب المتوحشين!؟
ماركوس: كانت قوات الكمين كبيرة حسنة التدريب وقد ساعدها الموقع الذي اختارته على كسب المعركة.
ايليوس: لا عذر لقواتنا على هذه الهزيمة ولاسيما وهم لما يدخلوا معركة بعد مع الحميريين.
أبو داس: ربما كان جهلهم بطريقة العرب أو العرب الحميريين على وجه التحديد في القتال كان السبب في الهزيمة مضافاً إلى أن الرومان لا يعرفون مداخل بلاد العرب ولا مخارجه.
سيلاوس: ثم أن الرومان لم يتأقلموا.. لم يتعودوا بعد على قتال الصحراء ولا المضائق والوديان التي لا يعيش فيها إنسان ولا حيوان.
ايليوس: أنكم تريدون تهوين وقع الهزيمة علي ولكن...
ماركوس: ولكن ماذا سيدي القائد؟..
ايليوس: أقسم بشرف روما أنني حين انتصر على العرب سأهدم الكعبة التي بناها إبراهيم كما هدمنا الهيكل الذي بناه سليمان وسأهدم قصر غمدان وأحرق جميع قطع الأسطول الحميري.
ماركوس: إنهم يستأهلون يا سيدي القائد...
ايليوس: وسأضع الأغلال في أعناق أمرائهم والقيود في أرجلهم وسأستعرضهم في شوارع روما ليرى الرومان مبلغ عظمة روما الخالدة سيدة العالم.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الشيخ عقاب يقول):
عقاب: بورك فيكم.. بورك فيكم.. فقد كانت معركة وادي الجنادب معركة شرف وكرامة بلغت فيها خسائر الرومان أكثر مما قدرنا لها.
أصوات: بورك فيك أيها القائد الشجاع.
عقاب: ولا تنسوا أن تحييوا أخوانكم الحميريين وتشيدوا ببسالتهم الخارقة التي قضت على امدادات مشاة - الأسطول الروماني.
أصوات: يحيا أخواننا الحميريون.. يحيا أخواننا الحميريون.. الموت للرومان.. الويل للطغات المعتدين..
عقاب: والآن اسمعوا وعوا؟..
أصوات: كلنا آذان واسماع..
عقاب: تحاول الحملة البرية الرومانية أن تسير بمحاذاة الساحل كي تكون في حماية الأسطول...
أصوات: ما العمل؟ ما العمل؟
عقاب: نهاجم ساقة الجيش الروماني ومقدمته وأطرافه بحيث ندخل الرعب في قلوبهم ولا نترك لهم فرصة للراحة.
أصوات: رأي سديد.. رأي سديد.
عقاب: يجب أن نحول بين الرومان بين غزوهم لمكة.
أصوات: أهذه خطتهم.. الويل لهم.. الويل لهم.
عقاب: بلى يا قوم بلى.. وقد حشد أمير مكة قوات كبيرة تساندها قوات حميرية برية وبحرية وسفهد هجماتكم المتلاحقة على القوات الرومانية سبيل النصر لتلك القوات العربية.
أصوات: الموت للرومان.. الموت للرومان...
(أصوات مدوية مرعبة وصرخات مفزعة وأصوات سقوط قتلى - وأنات جرحى نسمع بعدها صوت سيلاوس يقول):
سيلاوس: إن افناء امدادات مشاة الأسطول الروماني من قبل الحميريين قد قوى الأمل في نفوسنا بهزيمة ساحقة للحملة الرومانية.
أبو داس: للحملة الرومانية البرية يا سيلاوس: أما قوات الأسطول الروماني فما تزال قوية بالرغم من عزيمتها الأخيرة.
سيلاوس: المهم أن تستطيع قوات الحميريين والمكيين من صد الجيش الروماني من الزحف على مكة وإجباره على الالتجاء إلى سفن الأسطول.
أبو داس: هل سيكون.. ريدان.. قائد للقوات الحميرية والمكية؟.
سيلاوس: أجل يا أبا داس.. لقد تمرس.. ريدان.. قتال الرومان.. ولا شك أن الرومان حين يسمعون باسمه سيدخل الرعب في قلوبهم والرعب مقدمة النصر.
أبو داس: لاحظت أن ايليوس قد بدأ يشك فينا.. وقد حشد لذلك عيونه لترقب حركاتنا وترصد تنقلاتنا فأرجو أن تكون حذراً في اتصالاتك.
سيلاوس: شكراً وأرجو أن تكون أنت حذراً مثلي.. إن المعركة القادمة ستقرر مصير الحملة الرومانية لأن الأسطول الحميري سيشترك فيها لتعزيز القوات البرية المتحدة.
أبو داس: أما نحن فمصيرنا لا يهمنا.. إنما الذي يهمنا أن تحيط الحملة الرومانية وتدفن كرامتها في رمالنا.
سيلاوس: وسيكتب عنا المؤرخ.. سترابو. صديق ايليوس ورفيقه في هذه الحملة بأننا أذلاء خونة.
أبو داس: بل ربما يحكم علينا بالموت يا سيلاوس.
سيلاوس: مرحبا بالموت في سبيل انقاذ بلادنا من غزو الرومان أو أي معتدين غاصبين.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ايليوس يقول):
ايليوس: لم نستفد من اصطحاب سيلاوس وأبي داس معنا في هذه الحملة كأدلاء تغير ارتفاع رصيدنا من القتلى - والخسائر في الميره والذخيرة.
ماركوس: ماذا يفعلان يا سيدي أكثر مما فعلا إذا كانت طبيعة البلاد وشراسة أهلها تضع كل هذه العقبات أمام حملتنا.
ايليوس: كان عليهما حين استشرتهما أن يبصراني بخطورة العمل الذي سنقدم عليه.
ماركوس: ولكن سيدي القائد ولا شك قد درس طبيعة البلاد العربية وعرف الكثيرون رمالها وصحاريها وشمسها المحرقة.
ايليوس: أجل يا ماركوس أجل.. ولكنهما..
ماركوس: ولكنهما ماذا يا سيدي القائد؟
ايليوس: ولكنهما هونا علي الأمر وادعيا أنهما يعرفان الطريق السريع إلى عاصمة الحميريين.. وها نحن نرى الطريق السريع إلى فشل حملتنا هذه..
ماركوس: لعل أبا داس وسيلاوس لم يكونا على سابق علم بما أعده الحميريين العرب لنا من مقاومة.
ايليوس: قد يعطيهما هذا بعض العذر ولكني وعدتهما بملك الحجاز واليمن إن نجحنا في هذه الحملة فكان عليهما أن يفعلا المستحيل لتحقيق ذلك...
ماركوس: ما كنت أعلم بهذا الوعد من قبل.. إنه وعد مغر يا سيدي القائد مغر جداً.
ايليوس: وقد اقترن بموافقة الأمبراطور أوغست العظيم عليه..
ماركوس: لئن أصيبت قواتنا ببعض النكسات لعدم تعودها قتال الصحراء وشمسها المحرقة وجوها الخانق فهذا لا يعني الهزيمة...
ايليوس: ولكن إذا استمرت مقاومة العرب والحميريين بهذه الضراوة فالهزيمة محققة يا ماركوس..
ماركوس: لم نصل بعد إلى مرحلة اليأس يا سيدي القائد فقوات أسطولنا سليمة وما منيت به لا يعد شيئاً بالنسبة لعددها وعدتها...
ايليوس: وقواتنا البرية؟...
ماركوس: أما قواتنا البرية فلم تخسر العدد الذي خسرته قواتنا البحرية هذا إذا استثنينا بعض الخسائر في الميرة والذخيرة...
ايليوس: على كل حال يجب تشديد الرقابة على تحركات واتصالات كل من أبي داس وسيلاوس...
ماركوس: بالأمر يا سيدي القائد..
ايليوس: أنني أعلق أهمية كبيرة على معركة الغد لأنها أول لقاء لقواتنا البرية بتجمعات عربية كبيرة.
ماركوس: أرجو أن يواكب النصر قواتنا المظفرة بقيادتكم الرشيدة فالخطة التي رسمتموها لهي كفيلة بتحقيق النصر...
ايليوس: إذا قدر لنا النصر في معركة الغد فتسقط ميكورابا في يدنا وسيفتح الطريق إلى عاصمة الحميريين أمام قواتنا....
ماركوس: صدقت يا سيدي القائد صدقت فسقوط ميكورابا والبيت الذي بناه إبراهيم في أيدي قواتنا سيكون له صدى كبير عند العرب الذي سيهرعون إلى إلقاء السلاح والتسليم...
ايليوس: وسأفي بوعدي الذي قطعته بهدم البيت الذي بناه إبراهيم كما هدمنا هيكل سليمان...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول):
أبو داس: ما هي آخر الأخبار عندك؟
سيلاوس: أي أخبار يا أبا داس؟
أبو داس: وهل عندنا خبر أهم من خبر المعركة المرتقبة غداً بين القوات العربية والرومانية...
سيلاوس: إنني قلق جداً.. يا أبا داس..
أبو داس: لم يا سيلاوس..؟
سيلاوس: إن معركة الغد هي أول لقاء للرومان يتجمع عربي كبير وأنت تعرف بسالة الجندي الروماني وتمرسه على فنون الحرب والقتال...
أبو داس: هذا صحيح... غير أن القوات العربية تحارب في سبيل الدفاع عن أرضها ولا شك أنها ستستميت في قتالها ودفاعها ثم لا تنسى أن الحميريين أشداء في الحروب.
سيلاوس: على كل حال فأني قلق خشية ألا يثبت قومنا في الميدان وتقع الكارثة وأي كارثة...
أبو داس: ألا ليتنا نجد أحداً نبعث به إلى القائد الحميري لنخبره..
سيلاوس: نخبره بماذا؟؟
أبو داس: بأن يضع القوات الرومانية في مواجهة الشمس...
سيلاوس: لماذا يا أبا داس...
ابو داس: أنسيت أن الرومان بيض وشقر وستبهرهم الشمس ويعشى وهجها عيونهم فإذا بهم لا يبصرون...
سيلاوس: يا لها من خطة هائلة.. هائلة جداً... عندي الرسول عندي الرسول لهذه المهمة الخطيرة...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :729  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج