شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 18 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سيلاوس يقول):
سيلاوس: حملة الرومان ضخمة يا (أبا داس) ومجهزة أحسن تجهيز وأرى أن الرومان سينجحون فيما فشل فيه المقدونيين بقيادة اسكندر الكبير.
أبو داس: إمكانات الرومان أصبحت كبيرة يا سيلاوس بعد أن اتسعت رقعة امبراطوريتهم والقيصر أوغست العظيم له مواهب خارقة ولا شك أن مخطط الحملة عرض عليه.
سيلاوس: هذا صحيح بدليل أني كلما سألت (إيليوس) عن موعد قيام الحملة أجاب بأنه ينتظر تعليمات سيده القيصر.
أبو داس: وسيده القيصر عاكف مع مستشاريه يتدارسون الخطة لاحتلال بلاد العرب والقضاء على الحميريين وعلى سيادتهم في بحر القلزم.
سيلاوس: وهل عندك شك في هذا يا أبا داس..
أبو داس: لا يا سيلاوس لا: ولكن..
سيلاوس: ولكن ماذا يا أبا داس..
أبو داس: ما هي الضحية الثانية بعد بلاد العرب..؟
سيلاوس: هل هنالك حد لضحايا الرومان يا أبا داس؟. لا شك عندي ولا ريب أن الضحايا المعدون للذبح هم من العرب أيضاً..
أبو داس: وهل سيبقى في المنطقة بعد احتلال الرومان لبلاد العرب أحد غيرنا نحن الأنباط والتدمريين ونحن على ما أرى الضحية القادمة..
أبو داس: الضحية القادمة نحن الأنباط الذين نحارب معهم وفي سبيلهم أخواننا وأهلنا.
سيلاوس: أما سمعت بالمثل القائل:
أبو داس: ماذا يقول المثل يا سيلاوس..
سيلاوس: إنما قتلت يوم قتل الثور الأبيض, فنحن مصيرنا سيتحدد بعد حملة الرومان على بلاد العرب.
أبو داس: ما العمل إذن يا سيلاوس..
سيلاوس: الرأي لك يا أبا داس, وما عليك إلا أن تشير وأنا أنفذ..
أبو داس: ننسحب من الحملة ونعتذر من المهمة التي انيطت بنا.
سيلاوس: سيعتبر ايليوس ذلك خيانة منا والخيانة مصيرها الموت
أبو داس: ولكننا مقتولون سواء اشتركنا كأدلاء أو اعتذرنا والمسألة أيام بين الحياة والموت..
سيلاوس: لماذا لا نموت شرفاء يا أبا داس..
أبو داس: وكيف نحصل على هذا الشرف يا سيلاوس ونحن سنكون جواسيس وعيوناً للرومان على أخواننا وأهلنا.
سيلاوس: لماذا؟..
أبو داس: لماذا ماذا تعني؟
سيلاوس: لماذا ندفن حملة ايليوس غالوس في رمال الصحراء فننقذ أخواننا وأهلنا من هلاك محقق وندخل التاريخ من أوسع أبوابه..
أبو داس: رأي يحتاج إلى تمحيص ودرس وتدقيق وتقدير للنتائج المترتبة على ذلك لأنها من الخطورة بمكان..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مضاض بن عمرو يقول):
مضاض: كيف وجدت ردود الفعل عند شيوخ القبائل التي أوفدتك إليهم..
شداد: وجدت عندهم عزماً وتصميماً على القتال والاستماتة في سبيل الدفاع عن كل شبر من الأرض..
مضاض: بورك فيهم, بورك فيهم, هل أطلعتهم على الخطة التي رسمناها بالاشتراك مع القواد الحميريين لمجابهة الحملة الرومانية؟
شداد: أجل أيها الأمير, أجل..
مضاض: هل وافقوا عليها أو ادخلو عليها بعض التعديلات
شداد:قبلوها كما هي واثنوا على واضعها
مضاض: ما هي أخر الأخبار عن الرومان وحملتهم المنتظرة
شداد: الحملة الرومانية تستكمل استعداداتها بانتظار صدور الأمر لها من لدن القيصر أوغست للزحف..
مضاض: لقد تأخر زحف هذه الحملة يا شداد ولا شك أن في الأمر سراً؟
شداد: ليس هنالك سر في الأمر أيها الأمير..
مضاض: إذن ما هي أسباب التأخير..
شداد: الحملة الرومانية مقدمة على غزو بلاد لم تطأها من قبل جيوش الفاتحين بالإضافة إلى أنها بلاد صحراوية ولا شك أن قواد الرومان يخططون للتغلب على هذه الصعاب..
مضاض: ستكون هذه الرمال والصحارى مقابر لهم بإذن الله..
شداد: إنهم معتدون والله لا يحب المعتدين.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت شمس تقول):
شمس: أما تزال يا والدي مصراً على مساعدة الرومان في حملتهم على بلادك وأهلك وعشيرتك.
أبو داس: نحن مسيرون لا مخيرون يا بنيتي..
شمس: أأصبحنا عبيداً أذلاء يا أبي؟.
أبو داس: لقد ضعفنا يا شمس..
شمس: ولكنك ترتكب مع زوجي سيلاوس أبشع جريمة عرفها التاريخ؟..
أبو داس: ويل للمغلوب يا بنيتي..
شمس: ولكن العرب لما يغلبوا بعد من الرومان.. إن بلادهم أبعد من النجم على الرومان يا أبي غير أنك أنت وزوجي ستفتحان أبواب هذه البلاد المغلقة أمام جحافل الرومان؟؟
أبو داس: إن لم تفعل نحن فسيجد الرومان من يقوم بهذه المهمة غيرنا..
شمس: وهل هي مهمة شريفة يا والدي حتى تخشى أن تحرم من هذا الشرف العظيم.
أبو داس: لا ولكني..
شمس: ولكنك عدت من الرومان بملك بلاد العرب أنت وزوجي سيلاوس
أبو داس: بلى يا شمس بلى..؟
شمس: ملك على أشلاء وجماجم أخوانك وأقاربك وخراب ديارك وبلادك, أهذا هو الملك الذي تريده يا أبتاه إنه ملك مجلل بالخزي والعار والشقاء ثم..
أبو داس: ثم ماذا يا شمس..
شمس: متى كان الرومان صادقين في وعودهم أنهم يستغلونكم لتنفيذ أغراضهم الدينية ثم يلفظونكم كما تلفظ نواة التمر.. وليت الأمر ينتهي إلى هذا الحد ولكن وصمة الخيانة ستلتصق بكم وبأعقابكم إلى يوم الدنيوية..
أبو داس: ولكني وزوجك يا شمس مصران على المضي مع الرومان إلى آخر الطريق..
شمس: ولكنه طريق يؤدي إلى الموت والخزي والعار إلى الأبد..؟
أبو داس: أنك لا تدرين يا بنيتي أسباب أصرارنا على مرافقة الرومان في هذه الحملة.. فما كل ما يعلم يقال وستعرفين كل شيء في حينه..
(أصوات السفن المتحركة وأصوات ركابها وأصوات المجاذيف نسمع بعدها صوت ايليوس غالوس يقول):
ايليوس: إلى الأمام سيروا يا رجال روما وأبطالها.. إلى الأمام سيروا وآلهة الرومان تحرسكم إنكم ستغزون بلاداً لم تطأها أقدام فاتحين قبلكم.. إنها بلاد اللبان والمر والصموغ والطيوب.
(وتزأر السفن وتدوي أصوات المجاديف نسمع بعدها صوت سيلاوس يقول):
سيلاوس: بلى أيها القائد البطل بلى..
ايليوس: أين أبو داس يا سيلاوس؟..
سيلاوس: أنه مع قائد هذه السفن يرشده إلى مسالك بحر القلزم المليء بالصخور المرجانية والأماكن الضحلة.
ايليوس: إنك أنت يا سيلاوس الدليل الذي نعتمد عليه وما عهدي بابي داس له من المهارة مثل مالك
سيلاوس: إن أبا داس أيها القائد الباسل أستاذي الذي تدربت على يديه وحذقت فنون الملاحة يإرشاداته وتعاليمه...
ايليوس: ها هو أبو داس قادم إلينا يا سيلاوس..
(يدخل أبو داس وهو يقول):
أبو داس: حييت أيها القائد المظفر وباركتك الآلهة بالنصر المبين
ايليوس: مرحباً بك يا أبا داس, لقد كنا بذكرك مع سيلاوس الذي اثنى عليك بما أنت أهله..؟
أبو داس: شكراً للقائد الباسل ولك يا سيلاوس..؟
ايليوس: أين كنت يا أبا داس؟
أبو داس: كنت في غرفة القيادة مع ماركوس.
ايليوس: كيف ترى الرياح والأنواء يا أبا داس؟
أبو داس: إن كل شيء يسير حتى الآن على ما يرام؟
ايليوس: متى تظن أننا سنصطدم بالحميريين؟
أبو داس: ربما بعد ثلاثة أو أربعة أيام..
ايليوس: إنني أتوق إلى معركة بحرية مع أسطول الحميريين فلي مدة طويلة عن خوض المعارك البحرية..
سيلاوس: أعتقد أيها القائد المظفر أنكم خدمتم في الأسطول الروماني في البحر الأبيض المتوسط قبل ولايتكم على مصر..؟
ايليوس: بلى يا سيلاوس بلى.. لقد خدمت في الأسطول مدة طويلة..؟
أبو داس: ولا شك أن لكم خبرة واسعة بالبحار والأنواء والرياح الموسمية..
ايليوس: أجل.. أجل.. ولقد تكسبت خبرتي بعضها عن طريق الدراسة والبعض الآخر على ظهر السفن ومن المعارك البحرية التي قدت بعضها واشتركت في البعض الآخر منا؟؟
سيلاوس: لقد أحسن سيدي القيصر العظيم أوغست إذن حين اختاركم لفتح بلاد ما عرفت فاتحاً قبلكم ولا شاهدت حملة بحرية بهذه الضخامة وهذا الاستعداد الهائل..
ايليوس: إن سيدي القيصر العظيم أوغست يعلق أهمية كبيرة على فتح بلاد العرب البلد الذي لم يرسل سفراء ولا هدايا إلى اسكندر المقدوني حين دكت جيوشه مصر وسوريا..
أبو داس: أرجو أن يحالف النصر قواتكم الباسلة التي تهيأت لها أسباب النصر والظفر..
ايليوس: أجل أجل وسنحطم الأسطول الحميري ونستولي على طرق النقل التي احتكرها عرب الجنوب ونستغل مرافق اليمن ومواردها لمصلحة روما العظيمة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت شداد يقول):
شداد: لقد تحركت الحملة البحرية الرومانية منذ أيام وربما تكون قد اصطدمت بسفن الأسطول الحميري الأمامية.
مضاض: علمت أن الحملة الرومانية تسير بقرب الشواطىء..
شداد: لتتفادى أمواج البحر العاتية ولتنقض على المدن التي تمر بها فتنهبها وتعبث فساداً في أرضها.
مضاض: لا أدري هل يستطيع أسطول الحميريين أن يدافع عن المدن التي ستمر بها هذه الحملة البحرية..
شداد: إن الخطة أيها الأمير هي جر الأسطول الروماني بعيداً عن الموانىء المصرية حتى يبعد عن مراكز تموينه فيضطر عندها إلى إنزال جيوشه إلى البر الذي سندفنهم في رماله..
مضاض: ولكنني أخشى سيلاوس أن يجنبهم كارثة نزول قواتهم إلى البر وبذلك يفوت علينا فرصة قتالهم..
شداد: لا تخشى أيها الأمير فسيلاوس وأبو داس عربيان قبل أن يكونا حليفين للرومان..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :742  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج