شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 15 ـ
جنيدب: أتعرفون ماذا يأمر قدورة هؤلاء اليهود أن يفعلوا بغيرهم من الأقوام؟..
أصوات: لا.. يا جنيدب لا..
جنيدب: ليستعبد من شعوب وتسجد لك قبائل (1) وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم.. ميراث ملك تستعبدونهم إلى الدهر (2) .
أصوات: ويحهم قاتلهم الله ويحهم...
جنيدب: لقد دخلوا (حيرون) مدينة النبي إبراهيم عليه السلام فوضعوا السيف في رقاب أهلها.. فلم يتركوا منهم أحداً..
أصوات: مكة محرمة على هؤلاء المجرمين.. مكة محرمة على هؤلاء الآثمين...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت آزر يقول):
آزر: يا للموقف العدائي الذي وقفه منا أهل مكة لقد خشيت أن يفتكوا بنا...
عزرا: ما رأيت بين العرب الذين مررنا بهم من يكره اليهود كراهة أهل مكة لهم..
أزر: أنهم يخشون منا ولكن لماذا يا عزرا؟ أتعرف السبب؟...
عزرا: لا ورب موسى ولكني أظن أنهم يخشون منا أن نزاحمهم على التجارة فأهل مكة كما تعلم تجار ماهرون يسيطرون على طرق القوافل بين الشمال والجنوب...
آزر: قد يكون فيما تقوله بعض الصحة ولكن حقد المكيين على اليهود له جذور أعمق...
عزرا: أية جذور يا آزر؟...
آزر: جذور هذا العداء تمتد من أيام السبأبين عندما كان أسلافنا يمرون بهذه البلاد مع القوافل التجارية من الجنوب إلى الشمال وبالعكس...
عزرا: إذن فهو عداء مرده الخشية من التنافس التجاري...
آزر: بلى يا عزرا بلى ولكن هنالك عداوة لنا لا تمت إلى التجارة بصلة
عزرا: ما هي يا آزر؟ ما هي؟ قل لي.. لقد حطمت أعصابي...
آزر: عداوة دينية يا عزرا وهي أقوى جذوراً من تلك...
عزرا: كيف يا آزر.. كيف؟...
آزر: أنهم يخشون أن نزاحمهم على هذا البيت الذي بناه النبي إبراهيم وندعى الأولية والحق فيه بصفتنا من نسل إبراهيم...
عزرا: يا لبعد تفكيرك وعمقه.. ورب موسى ما كان هذا ليخطر لي على بال.. قل لي..
آزر: أقول لك ماذا؟..
عزرا: لقد حطم ملك بابل هيكل سليمان في أورشليم وساواه بالأرض...
آزر: بلى يا عزرا بلى.. وأسر قومنا وأخذهم معه إلى بابل..
عزرا: لماذا لا ندعو من تبقى من اليهود في بلاد الشام ومن فروا إلى بلاد العرب إلى اجتماع عام...
آزر: اجتماع عام.. لماذا؟..
عزرا: نتداول فيه أمرنا ومصيرنا ونفكر في إيجاد معبد لنا بعد خراب هيكل سليمان...
آزر: أيئست من العودة إلى أورشليم وإعادة بناء هيكل سليمان يا عزرا؟...
عزرا: لا.. ولكن...
آزر: ولكن ماذا؟...
عزرا: ولكن أورشليم جسر الغزاة والفاتحين وحالنا فيها لن تستقر حتى لو عدنا إليها...
آزر: ماذا تقصد يا عزرا؟...
عزرا: أقصد مثلاً قد يفكر اليهود المجتمعون في اتخاذ هذا البيت الذي بناه أبوهم إبراهيم معبداً لهم بعد خراب هيكل سليمان...
آزر: ولكن هيكل سليمان بنى في أرض الميعاد...
عزرا: (ساخراً)... أرض الميعاد... أنها أرض الوعيد والقتل والتشريد ألوف من اليهود ذهبوا ضحايا منذ خرجنا من مصر إلى أرض الميعاد... فهل ستقر بنا الحال بعد كل ذلك.. ثم..
آزر: ثم ماذا؟..
عزرا: كيف يا عزرا.. كيف؟..
عزرا: أنسيت ما جاء في الأصحاح الرابع والثلاثين من التثنية حين صعد موسى من عربات مؤاب إلى جبل (نيو) فأراه الرب جميع أرض الميعاد...
آزر: لا أذكر يا عزرا... قل لي...
عزرا: قال له الرب, هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب قائلاً لنسلك أعطيها قد أريتك إياها بعينيك ولكنك إلى هناك لا تعبره فمات موسى ودفن هناك أليس كذلك...
آزر: ولكن يشوع بن نون خادم موسى عبر بني إسرائيل الأردن بناء على أمر الرب له.
عزرا: أي أمر يا آزر أمر الرب يشوع بن نون بأن يحرق بلدة (أريحا) ويقتل نساءها ورجالها وشيوخها وأطفالها ودوابها أقول لك الحق يا آزر..
آزر: قل.. ولا تخف..
عزرا: دخل يشوع بن نون وطالب بن يوغنه ابن أخت موسى ومعهم بنوا إسرائيل بلاد الكنعانيين كأي غزاة وفاتحين...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عمرو بن الحارث يقول):
عمرو: أحسنت يا جنيدب بما شرحت وأبنت.. فقد كنت أخشى أن يوافق أهل مكة على دخول اليهود واستيطانهم بها...
جنيدب: لقد قلت ما هو الواقع عن هؤلاء اليهود ولم أشأ أن أدخل في تفاصيل الفظائع التي ارتكبوها في بلاد الكنعانيين ولا في القبائل العربية التي كانت تجاور مملكتهم الجنوبية..
عمرو: ولكنك واسع الاطلاع ملم بأخبار اليهود فمن أين جاءك هذا العلم؟...
جنيدب: إنني كثير الأسفار إلى بلاد الشام وقد سافرت عدة مرات إلى مملكة (يهودا) في (أورسالم) التي أصبحوا يلفظونها (أورشالم) لأنهم لا يستطيعون النطق بالسين...
عمرو: (أورسالم) التي بناها (سالم) ملك اليبوسيين...
جنيدب: بلى يا عمرو بلى.. وقد شاهدت الفساد والانحلال بين اليهود والحرص على حب المال وارتكاب أبشع الجرائم في سبيله..
عمرو: ألهذا الحد يا عمرو...
جنيدب: تقول توراتهم أن نبيهم يشوع حين فتح مدينة أريحا أمر بجمع ما في المدينة من فضة وذهب ونحاس وحديد ثم أحرق المدينة بمن فيها من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال والحيوانات (3) .
عمرو: يا للفظاعة.. يا للوحشية والهمجية...
جنيدب: وتقول لآوراتهم حين تريد محاربة مدينة استدعها للصلح فإن أجابتك فسخر شعبها واستعبد, وأن حاربتك وانتصرت عليها فأضرب جميع ذكورها بحد السيف أما بقية مدنها فلا تستبق منها نسمة واحدة (4) .
عمرو: يا إلهي الحمد لله الذي كفانا شرهم..
جنيدب: بل قل الحمد لله الذي أزال ملكهم وشتت شملهم وشردهم في بقاع العالم...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت آزر يقول):
آزر: البشرى يا راحيل... البشرى...
راحيل: أية بشرى ونحن منذ سنين لا نسمع إلا مآسي والأحزان...
آزر: قضى (كورش) ملك الفرس على (شلمناصر) ملك بابل وأطلق سراح اليهود المنفيين وأمر بإرجاع جميع الأواني الذهبية والفضية التي سلبها نبوختنصر من هيكل سليمان وسلمها إلى زعيمنا في بابل...
راحيل: إنها ورب موسى بشارة سارة عظيمة يا آزر ولكن...
آزر: ولكن ماذا يا راحيل؟..
راحيل: أخشى من العرب الذين استأسدوا وتسيَّدوا بعد زوال ملكنا من أورشليم أن يقاوموا بناء هيكل سليمان.
آزر: سيعودون حين نبلغهم هذه الأنباء السارة...
آزر: ولكن سيوف الفرس ستحمينا ومعها سيوف من تبقى من قومنا اليهود....
راحيل: وأين هم اليهود... لقد تفرقوا في بلاد الله يا آزر..
آزر: سيعودون حين نبلغهم هذه الأنباء السارة...
راحيل: وهل نعود نحن ومن معنا من اليهود إلى أورشليم؟..
(يدخل عزرا وهو يقول):
عزرا: لا تصدقي آزر يا راحيل.. لا تصدقيه.. فاليهود الذين كانوا في الأسر ببابل لم يعودوا..
راحيل: ألم يسمح لهم ملك الفرس بالعودة؟..
عزرا: سمح لهم ولكن الأرباح الطائلة التي كانوا يجنونها هناك أقعدتهم عن العودة...
آزر: ولكن اليهود الذين يسكنون يثرب وما حولها وتيماء وما جاورها والنازحين إلى بلاد الشام سيأتون سراعاً إلى أورشليم لإعادة بناء هيكل سليمان...
عزرا: لقد علمت أن سبنلط الحوروني حاكم السامره, وطوبيا العيد العموني ملك العمونيين وجثم ملك عرب قيدار قد احتجوا لدى ملك فارس ضد إعادة بناء هيكل سليمان قائلين...
آزر: قائلين ماذا يا عزرا؟...
عزرا: فتش أيها الملك في سفر أخبار أبائك لتعلم أن هذه المدينة (أورشليم) عاصية ومضرة للملوك والبلاد وقد عملوا عصياناً منذ الأيام القديمة لذلك خربها الله...
آزر: إنهم يكذبون وماذا بعد؟...
عزرا: ونحن نعلم الملك أنها إذا بنيت وكملت أسوارها سوف تخرج من يدك وتثور عليك في مدة شهر (5) ...
راحيل: أترى يرضخ ملك فارس لتهديدات العرب...
آزر: لا أظن يا راحيل... فملك فارس الذي حطم بابل لا يهمه اجتماع أمراء العرب الذين لا يتحملون قتال ساعة من جيشه...
عزرا: ولكن هؤلاء العرب استغلوا الخلاف الواقع بين زعماء اليهود والمقاومين (لنحميا) فمنعوه من تجديد الهيكل وتحصين أسوار أورشليم...
راحيل: لم تستطع السبعون سنة التي قضاها اليهود في الأسر ببابل توحيد صفوفهم وقلوبهم...
عزرا: إنها دعوة عيسى على اليهود بالعذاب والتشريد إلى يوم الدينونة...
راحيل: يا لها من فرحة لما تتم يا آزر..
آزر: لا تخشى يا راحيل فالعرب سرعان ما ينقسمون على أنفسهم وإن ظاهرة الاتحاد بينهم ليست إلا سحابة صيف عمَّا قريب تقشع...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عمرو بن الحارث يقول):
عمرو: يجب يا جنيدب أن نبصر قومنا العرب في جهات يثرب وشيماء وأية جهة يقطنونها من بلادنا بخطر وجود هؤلاء اليهود بين ظهرانيهم...
جنيدب: هذا رأي سديد ومن واجبنا أن نوجه أنظارهم إليه لاتقائه ومقاومته إذا لزم الأمر ولكن...
عمرو: ولكن ماذا يا جنيدب؟...
جنيدب: أقول ولكن أين هؤلاء العرب.. أنهم متفرقون لا رابطة تربطهم ولا عقيدة توحدهم.. لقد اشتغل كل فريق بقتال الفريق الآخر..
عمرو: صحيح.. وإنها لحالة مؤسفة تستدعي التفكير في معالجتها…
جنيدب: أرى أيها الأمير…
عمرو: ماذا ترى… قل وكن صريحاً كعادتك…
جنيدب: أرى أن تلعب مكة دوراً قيادياً وتوجيهياً في الأمر…
عمرو: كيف يا جنيدب كيف؟..
جنيدب: إن مكة التي كرمها الله وشرفها ببيته المعظم الذي أصبح قبلة يحج إليه جميع المؤمنين بسبب هذا البيت حتى والذين لا يؤمنون
عمرو: بلى… بلى… لقد أصبحت له القداسة حتى في قلوب المشركين…
جنيدب: هذه المكانة والمنزلة الرفيعة يجب أن تستغل لخير هذا البلد ولمن يمتون إلى سكان هذا البلد بصلة الدم واللغة والقرابة..
عمرو: كلام سليم…
جنيدب: ولقد أنعم الله على بلدنا هذا بنعمة الاستقرار التي حرمت منها تقريباً جميع الأمم المجاورة لنا
عمرو: الحمد لله.. الحمد لله...
جنيدب: فلو أنك قمت أيها الأمير بإيفاد وفود من قبلك إلى رؤساء هذه القبائل في يثرب وتيماء وغيرهما ونبهتهم إلى الخطر الذي يتهددهم من الوجود اليهودي بينهم تكون وضعت أول لبنة في صرح الدور القيادي لمكة...
عمرو: رأي سديد... رأي سديد... ولتكن أنت رسولي إلى هذه القبائل...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت آزر يقول):
آزر: أما قلت لك أن ملك الفرس لم يأبه لتهديدات العرب ولا لاحتجاجهم بالرغم من أن (طوبيا) ملك العمونيين استطاع بمساعدة اليهود المناوئين (لنحميا) من احتلال بعض غرف الهيكل والإقامة فيها....
راحيل: يا له من ملك جبار...
آزر: إن خيانة بعض اليهود هي التي مكنته من ذلك...
راحيل: وهل بقى هذا الجبار محتلاً لهيكل سليمان؟...
آزر: لقد طرد منه شر طردة بسيوف اليهود الذين كانوا يبنون الهيكل بيد ويمسكون السلاح بيد أخرى.
راحيل: يا لها من أيام قاسية مر بها اليهود...
آزر: أيام.... أية أيام... لقد استمروا أربع سنوات وهم على هذه الحال حتى تمكنوا من تجديد بناء الهيكل...
راحيل: ما رأيك يا آزر في العودة إلى أورشليم؟...
آزر: يقول الشاعر العربي يا راحيل...
راحيل: ماذا يقول؟...
آزر: مكانك تحمدي أو تستريحي...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :717  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.