شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 54 ـ
ثيو: يا مرحبا بكما.. نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً..
أبو سفيان: يا مرحبا بك يا صفوان.. وبك يا عمير..
سهيل:لكأنني في حلم يا قوم حين أرى صفوان بيننا..
صفوان: الحمد لله الذي جمعنا على أسر حال..
عمير: الحمد لله..
ثيو: هيا أدخلوا إلى المنزل..
صفوان: هيا معنا يا سطام فلولا أن أرسلك الله لنا ما اهتدينا إلى صاحبينا..
ثيو: ادخل معهم يا سطام.. ادخل ورحب بهم معي فضيوفي ضيوفك..
(يدخلون تصاحبهم الموسيقى):
سهيل:متى وصلتم جلق؟..
صفوان: البارحة وقد هجعنا بحملنا في ضواحي جلق وفي هذا الصباح بحثنا عنكم فوجدناكم..
عمير: ولا شك أن للأخ العربي سطام الفضل بعد الله تعالى في الاجتماع بكم..
أبو سفيان: كيف من خلفتم وراءكم؟..
صفوان: كلهم بخير وشوق هؤلاء لا يحد..
عمير: ولم لا تقول وأم جندل يا صفوان..
صفوان: بلى وأم جندل.. وجميع الأقرباء والأصحاب كلهم حملوني سلامهم إليكما..
سهيل:وعليك وعليهم السلام..
ثيو: وما هي أخبار محمد نبي المسلمين يا صفوان؟
صفوان: إنها تسر المؤمنين وتغيظ الكافرين.. ومدينة الرسول صلَّى الله عليه وسلم تعج بوفود القبائل الذين يدخلون في دين الله أفواجاً أفواجاً..
ثيو: صدقت يا أخا العرب فإنها أخبار تسر المؤمنين وتغيظ الكافرين..
أبو سفيان: كيف صدق عزمك على السفر في هذه المرة يا صفوان.. لقد كنت تتردد كثيراً في الرحلة إلى الشام ولعلّها هذه أول مرة تجيء فيها إلى هذه الديار..
صفوان: لقد سألني عمير نفس هذا السؤال ونحن في طريقنا إليكم.. قل لهم ماذا أجبتك يا عمير..
عمير: إن الجواب من فمك يا أبا وهب أجمل وأعذب..
ثيو: إن عميراً يقول الحق يا صفوان.. وإنني مثلك أريد أن أسمع ما قلت من فمك..
صفوان: قلت: كنت أخشى السفر خوف الوقوع أسيراً في أيدي أصحاب محمد أو أحد زعماء القبائل على هذه الطريق فيبيعني إلى محمد فيقتلني شر قتله..
ثيو: أكنت عدواً لدوداً لمحمد؟..
صفوان: بلى يا ثيو ومن ألد أعدائه..
ثيو: إذن خوفك كان في محله، ولكن كيف تبدد خوفك هذا فرأيناك اليوم بيننا غير هياب ولا وجل..
صفوان: أما اليوم يا ثيو وقد مد الإسلام ظل أمنه على هذه الطريق وأصبحت أنا من أصحاب محمد بعد أن كنت من ألد أعدائه فلماذا لا أضرب في طول البلاد وعرضها بعد أن هيأ لنا الإسلام نعمة الأمن والاستقرار..
ثيو: يا له من جواب رائع مفحم.. يا مرحبا بك وبمن معك يا صفوان..
صفوان: شكراً لك على هذا الترحيب الودي الصادر من القلب..
سهيل:ماذا تنوي يا صفوان أن تفعل بما معك من بضائع؟
صفوان: أفعل كما فعلتم..
أبو سفيان: لقد هيأ الله لنا هذا الرجل الكريم فابتاع ما معنا وأمتار لنا ما نحتاجه..
ثيو: وأنت يا صفوان سنبتاع ما معك ونشتري لك ما تحتاجه من أسواقنا لأسواق بلدك..
أبو سفيان: إن صفوان بن أمية يا ثيو تاجر ماهر خبير بالأعمال التجارية وبالبضائع الجيدة من غيرها..
سهيل:أجل يا ثيو أجل فصفوان بن أمية من أكبر تجار مكة إن لم أقل الحجاز جميعه..
صفوان: لا تصدق إطراءهم يا ثيو فما أنا إلا تاجر من عداد التجار في مكة..
ثيو: إنه تواضع منك يا أخا العرب..
صفوان: هيا بنا إلى سوق جلق..
ثيو: حسناً يا صفوان على أن تعود ومن معك إلى هذه الدار فأنتم ضيوفي الأعزاء..
صفوان: شكراً يا ثيو.. وإنه لكرم منك لا ننساه.. هيا بنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ماريا تقول):
ماريا: كيف خلَّفت والدي يا توما..
توما: إنهما بخير يا ماريا وبأشد الشوق إليك..
ماريا: والله إن شوقي إليهما لأشد ولولا ظروف عمل زوجي ثيو لأسرعت لزيارتهما..
توما: إنهما ينتظران زيارتك مع ثيو في عيد الشعانين..
ماريا: حبذا لو تمكننا الظروف من القيام بهذه الزيارة..
توما: ليتك تستطعين يا أختاه قضاء عيد الشعانين مع عيد الفصح عند والدينا ولا سيما وصحة والدتي ليست على ما يرام..
ماريا: كيف يا توما.. هل تشكو والدتي من شيء؟..
توما: لا يا ماريا ولكنها الشيخوخة..
ماريا: ووالدي كيف هو؟
توما: إنه أنشط من الوالدة..
ماريا: إذن فالزيارة أصبحت ضرورية يا توما..
توما: لعلَّك تحسنين صنعاً بذلك يا أختاه..
مار يا: عسى أن يكون في مقدور (ثيو) الذهاب معنا..
توما: ولكن الحركة التجارية تتعطل في هذه الأعياد..
ماريا: صحيح ولكن (ثيو) منهمك في هذه الأيام بتأسيس علاقات تجارية مع بلاد الحجاز..
توما: أتعنين البلاد التي ظهر فيها نبي يدعى محمد..
ماريا: بلى يا توما بلى..
توما: ولكن معاملة العرب غير مأمونة يا ماريا.. ولا أدري كيف حالهم بعد ظهور هذا النبي بينهم..
ماريا: لقد جاءهم هذا النبي صلَّى الله عليه وسلم بدين ألفّ قلوبهم ووحد صفوفهم وأزال ما في صدورهم من غل وحقد وجمعهم على عبادة إله واحد لا شريك له فنعموا بالأمان من بعد خوف وبالاستقرار من بعد فوضى..
توما: ما هذا الذي تقولينه يا ماريا.. إنك تعرفين الشيء الكثير عن نبي العرب..
ماريا: لقد عرفت هذا من العرب المسلمين الذين يتعاملون مع زوجي..
توما: وهل هنالك نعمة أعظم من نعمة الأمن والاستقرار..
ماريا: ولكن هذه النعمة مردها إلى نعمة الإيمان.. فالعرب آمنوا بالله ورسوله محمد فينعموا بالأمان والاستقرار فازدهرت تجارتهم ونمت اقتصادياتهم وحسنت أخلاقهم ومعاملاتهم..
توما: إنك تمتدحين دين محمد وكأنك دخلت فيه يا ماريا..
ماريا: ليتني أستطيع يا توما فأستريح من الشقاق والخلاف بين النساطرة واليعاقبة وبالتالي هذه الفوضى التي نجمت عن هذه الانقسامات..
توما: صدقت يا أختاه فبلادنا تقاسي الأمرين من هذه البلبلة الدينية والفوضى الضاربة أطنابها في جميع أرجاء الأمبراطورية..
ماريا: كيف الخلاص يا توما مما نحن فيه..
توما: أخشى أن يكون خلاصنا على أيدي العرب.. وفي ذلك ضياع لإمبراطوريتنا العظيمة..
ماريا: لإمبراطوريتنا العظيمة.. لقد نخر السوس عظامها ودب الوهن والضعف إلى جسدها.. وما أراها تستطيع الصمود أما أي زحف للعرب المسلمين..
توما: وماذا سيكون مصيرنا إذا ما طغت علينا الرمال الزاحفة..
ماريا: لا منجى لنا إلا بالدخول في دين هؤلاء العرب..
توما: إنه تفكير سابق لأوانه يا ماريا فإمبراطوريتنا التي هزمت الفرس لن يعجزها صد هذه الرمال الزاحفة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بهمسات وأصوات تعلو وتنخفض نسمع بعدها صوت توما يقول):
توما: من هؤلاء القادمون؟
ماريا: إنهم ضيوف ثيو يا توما؟..
توما: أهؤلاء هم قوم النبي محمد؟..
ماريا: بلى يا توما بلى..
(موسيقى تصاحب القادمين الذين يتقدمهم (ثيو) وما إن يرى (توما) حتى يقول):
ثيو: توما! توما! يا مرحبا.. يا مرحبا.. تعال أضمك إلي فقد طال شوقي إليك..
توما: لكأنك تنطق بلساني يا صهري العزيز..
ثيو: هؤلاء ضيوفي من الحجاز من عند نبي المسلمين..
(نسمع صوت أبي سفيان ومن معه من القرشيين يقولون):
أبو سفيان: أجل نحن أصحاب محمد صلَّى الله عليه وسلم..
سهيل:أهذا صهرك يا ثيو؟..
ثيو: بلى يا سهيل إنه توما الحمصي..
أبو سفيان: أصهرك من أتباع النساطرة أم اليعاقبة..
ثيو: سله يا أبا سفيان..
توما: لا هذا ولا ذاك.. إنني عيسوي يا أبا سفيان..
سهيل:أهذه طائفة جديدة ظهرت بالإضافة إلى النساطرة واليعاقبة..
توما: لا ولكني أردت أن أريح رأسي من الدخول في محاولات ومناظرات دينية..
سهيل:الحمد لله على نعمة الإسلام فلا طوائف عندنا ولا فرق ولا جدال فإلهنا إله واحد لا شريك له ونبينا واحد وهو محمد صلَّى الله عليه وسلم..
توما: ما أجمل ما تقول يا أخا العرب..
صفوان: إذا كان حقاً ما تقول يا توما فلماذا لا تنعم بهذا الشيء الجميل كما ننعم نحن..
ثيو: إنني وأختك يا توما لا نقف في طريق اخترته ولا دين اعتنقته.. فإن وجدت في نفسك ميلاً للإسلام فأقبل ولا تخش منا سوءاً..
توما: أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام حتى إذا دخلت فيه دخلت عن فهم وإيمان ورغبة لا رهبة..
صفوان: كلام جميل ومنطق سليم هذا الذي تقوله يا توما.. أدرس وفكّر وإننا لندعو الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدرك للإسلام..
أبو سفيان: وأن يجعلك من جنود الطليعة المسلمة في هذه البلاد..
صفوان: خذه يا سهيل إليك وأشرح له ما تعرف عن الإسلام فلعلّ الله يهديه على يديك..
عمير: صدقت يا صفوان.. لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم..
ثيو: أذهب معه يا توما فإنه نعم الرجل..
توما: حسناً.. عسى أن يهديني إلى سواء السبيل..
أبو سفيان: كلامك هذا يا توما بداية الهداية.. خذه إليك يا سهيل..
سهيل:هيا ولكن إلى أين نذهب؟..
ثيو: اختر أية غرفة من هذه الدار..
صفوان: إنها دار فسيحة أرجو أن تعمر بالإيمان..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ماريا تقول):
ماريا: لن أكون حجر عثرة في الطريق الذي ستسلكه وجل ما أتمنى لك الهداية إلى الطريق الصحيح..
سهيل:صدقت يا ماريا.. وإن طريق الإسلام هو الطريق الصحيح..
توما: لعلّ وعسى يا سهيل.. إنني الآن مرتاح وشاكر لك ولزوجك على منحى الحرية المطلقة في اختيار الدين الذي أريده..
ماريا: الحرية الكاملة يا أخي.. الحرية الكاملة فأنت مقبل على اختيار مصيرك..
توما: أجل يا ماريا أجل.. فعساني أحسن الاختيار..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :684  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.