الحلقة ـ 53 ـ |
ثيو: صدقتما إنني رومي قضيت شبابي بهذا البلد وأزاول التجارة كغيري من أهلها.. |
سهيل:هل حقاً أتيت لتشتري بضاعتنا أو تشتري منا شيئاً آخر؟.. |
ثيو: هذا وهاذاك.. |
أبو سفيان: هذا فهمناه وهاذاك ما هو؟.. |
ثيو: لقد وعدتكما أن أصدقكما القول وإني وفاءً بوعدي أقول لكما إني أتابع أخبار نبيكم محمد منذ مدة وزاد ولعي بمتابعة أخباره منذ قدم بجيشه إلى تبوك.. |
سهيل:حسناً ما تقول.. وبعد.. |
ثيو: وقد سمعت العجائب والغرائب من أخباره. وقبل أن أسألكما أريد أن أعرفكما بنفسي.. اسمي ثيوفيليس.. |
أبو سفيان: وأنا أبو سفيان ورفيقي سهيل.. |
ثيو: حسناً من منكما سيجيب على أسئلتي؟.. |
سهيل:اخثر أيّنا فنحن شيء واحد.. |
ثيو: سأختار أبا سفيان ليجيب على أسئلتي.. |
أبو سفيان: سل ما بدا لك يا ثيو.. |
ثيو: يا أبا سفيان نبيك محمد هل هو صاحب نسب فيكم؟ |
أبو سفيان: بلى هو ذو نسب رفيع فيناً.. |
ثيو: هل أدعى النبوة أحد من أهل بيته قبله.. |
أبو سفيان: لا يا ثيو.. |
ثيو: هل كنتم تتهمونه بالكذب على الناس قبل أن يدعي النبوة؟.. |
أبو سفيان: لا.. لقد كنا نسميه الصادق الأمين.. |
ثيو: هل أشراف الناس يتبعونه أو ضعفاؤهم؟ |
أبو سفيان: ضعفاؤهم.. |
ثيو: هل يزيدون أو ينقصون؟.. |
أبو سفيان: بل يزيدون.. |
ثيو: هل يغدر إذا عاهد.. |
أبو سفيان: لا والوفاء مشهور عنه.. |
ثيو: فما يأمركم به؟ |
أبو سفيان: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والزكاة والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك المحارم.. |
ثيو: هل عنده دور وقصور وجوار وحشم وخدم.. |
(أبو سفيان وسهيل يضحكان فيقول ثيو): |
ثيو: لِم تضحكان؟.. |
أبو سفيان: نضحك من سؤالك دور وقصور.. إن نبينا محمد صلَّى الله عليه وسلم يعيش في بيت من الطين يمسك سقفه بيديه ويحني رأسه إذا دخل من بابه خشية أن يشج رأسه.. |
ثيو: وماذا أيضاً؟.. |
أبو سفيان: وينام على الحصير ويلتحف بشملة ويخصف نعله بيديه ويطوي الحجر على بطنه من الجوع.. |
ثيو: الآن فهمت لم كنتما تضحكان.. |
أبو سفيان: لو أردنا أن نحدثك عن شمائل نبينا وصفاته لظللنا معك أياماً وليالي.. |
ثيو: يا إلهي هذه والله صفات النبي الذي جاء ذكره في كتب الأولين.. |
سهيل:أفرغت من أسئلتك يا ثيو؟.. |
ثيو: أجل يا سهيل.. |
سهيل:ألا ترى بعدما سمعت أن تفوز كما فزنا.. |
ثيو: ماذا تقصد؟.. |
سهيل:تدخل في الإسلام.. |
ثيو: لقد سبقتني إلى ما كنت أنوي أن أقوله.. |
سهيل:أحقاً تريد أن تسلم؟.. |
ثيو: هل بقي بعدما سمعت يا سهيل مجال للخيار.. قل لي بربك كيف أصير مسلماً.. |
سهيل:قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. |
ثيو: اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. |
أبو سفيان: الحمد لله الذي هداك للإسلام.. |
ثيو: الحمد لله الذي هداني على يديكما للإسلام.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأجراس الدواب ورغاء الإبل وصوت صفوان بن أمية يقول): |
صفوان: أترانا نهتدي على أبي سفيان وسهيل بن عمرو يا عمير.. |
عمير: من يسأل لا يتوه.. |
صفوان: ولكن بلاد الشام كبيرة.. شاسعة واسعة فأين نجد طلبنا فيها.. |
عمير: أرى أن نسأل عنهم في محطة قوافل الحجاز.. |
صفوان: إنها حيث نقصد يا عمير وما هي بعيدة عن المكان الذي نحن فيه الآن.. |
عمير: ستكون مفاجأة لأبي سفيان وأبي يزيد أن يريا صفوان بن أمية على رأس قافلة إلى الشام.. |
صفوان: وما وجه الغرابة في الأمر يا عمير؟ |
عمير: لعلّها أول مرة تخرج فيها إلى الشام وعهدي بك تتخوف الأسفار.. |
صفوان: هذا صحيح كنت أخشى السفر خوف الوقوع أسيراً في أيدي أصحاب محمد أو أحد زعماء القبائل على هذا الطريق فيبيعني إلى محمد فيقتلني شر قتلة.. |
عمير: خوف في محله يا أبا وهب.. |
صفوان: أما اليوم وقد مد الإسلام ظل أمنه على هذه الطريق وأصبحت أنا من أصحاب محمد بعد أن كنت من ألد أعدائه فلماذا لا أضرب في طول البلاد وعرضها بعد أن هيأ لنا الإسلام نعمة الأمن والاستقرار.. |
عمير: ولكن زيارتك هذه شجعك عليها سفر أبي سفيان وأبي يزيد إلى هذه البلاد.. |
صفوان: لا شك أن هذا دافع آخر على الزيارة فرفقة أبي سفيان وأبي يزيد لا تقدر بثمن.. وأنت أيضاً يا عمير أيها القريب العزيز والحارس الأمين.. |
عمير: شكراً يا بن العم على هذا الإطراء.. ها نحن نقترب من محطة قوافل الحجاز ولا أرى عيراً فيها غير عيرنا.. |
صفوان: لعلّهما قفلا راجعين بعد أن باعا ما لديهما من بضائع.. |
عمير: لو فعلا لالتقينا بهما في الطريق.. فطريق القوافل إلى مكة واحدة.. |
صفوان: من يسأل لا يتوه.. قلتها قبل هنيهة يا عمير.. |
(موسيقى نسمع بعدها صوت عمير وهو يسأل): |
عمير: يا هذا! يا أخا العرب.. |
سطام: ماذا تريد يا أخا العرب.. اسمي سطام وأنت؟. |
عمير: عمير بن أبي وهب.. |
سطام: أنعمت صباحاً يا أخا العرب.. |
عمير: طاب صباحك يا سطام.. قل لي.. |
سطام: سل يا عمير.. |
عمير: ما هي معلوماتك عن آخر قافلة وصلت من الحجاز.. |
سطام: كانت حتى أمس قافلة هنا ثم جاء تاجر رومي وأخذ القافلة واصحابها إلى داره.. |
صفوان: أكبير هذا التاجر إلى حد أن يستضيف قافلة بأهلها.. |
سطام: أهذا رفيقك يا عمير.. لم تعرّفني به؟.. |
عمير: إنه ابن عمي صفوان بن أمية أكبر تاجر في الحجاز.. |
سطام: يا مرحبا.. يا مرحبا بك يا صفوان.. |
صفوان: لا تصدقه يا سطام فأنا لست أكبر تاجر في الحجاز وإنما من عداد التجار فيها.. |
عمير: إنه يتواضع يا سطام.. |
سطام: إنني سعيد بمعرفتك يا صفوان بصفتك عربياً مثلي وليس لأنك كبير التجار أو أحد التجار في الحجاز.. |
صفوان: شكراً لك على هذه التحية وأنا والله سعيد بهذه المعرفة.. |
سطام: سألتني عن التاجر الرومي.. |
صفوان: بلى يا سطام بلى.. |
سطام: إنه تاجر كبير مرموق وله حظوة عند أولي الأمر هنا.. |
عمير: أتعرف داره؟.. |
سطام: من لا يعرفها يا عمير.. إنها أشهر من نار على علم.. |
صفوان: هيا بنا إليه إذا كان وقتك يتسع لمرافقتنا أوصف لنا الموقع ونحن نذهب إليه.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأجراس دواب القافلة نسمع بعدها صوت مرياما تقول): |
مرياما: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. |
أبو سفيان: هنيئاً لك يا مرياما.. |
سهيل:هنيئاً لك بالهدى أيتها الأخت العزيزة.. |
مرياما: الحمد لله والشكر له على أن شرح صدري فهداني للإيمان على أيديكم جزاكم الله عني وعن زوجي كل خير.. |
ثيو: نرجو أن تكتموا إسلامنا خشية أن نتعرض لبطش الروم.. |
أبو سفيان: سنفعل.. كن مطمئناً.. |
سهيل:أرجو أن يأتي اليوم الذي تستطيع أن تجهر فيه بإسلامك يا ثيو.. وأنت يا مرياما.. |
ثيو: نادني يا هاني.. |
مرياما: وأنا يا فاطمة.. ألم نعد مسلمين.. |
أبو سفيان: ولكنكما طلبتما أن نكتم إسلامكما.. |
ثيو: بلى يا أبا سفيان بلى.. |
مرياما: يا إلهي متى يأتي اليوم الذي نجهر فيه بإسلامنا.. |
سهيل:ذلك اليوم آت بإذن الله عما قريب.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ثيو يقول): |
ثيو: إني أرى عيراً قادمة إلينا.. |
أبو سفيان: صدقت يا ثيو.. |
سهيل:إنها من عير الحجاز.. |
أبو سفيان: من ترى فيها.. |
سهيل:إنها عير صفوان بن أمية.. لعلّه فيها يا أبا سفيان.. لعلّه فيها.. |
أبو سفيان: غير معقول يا سهيل أن يقدم صفوان إلى الشام.. |
سهيل:لقد تغير كل شيء في صفوان.. |
أبو سفيان: كأني ألمح عمير بن أبي وهب.. |
سهيل:يا إلهي وهذا صفوان بن أمية بجانبه أن عيني لا تكادان تصدقان.. |
أبو سفيان: وذاك العربي في مقدم القافلة.. |
سهيل:إنه دليلهم إلى هذا المكان.. انظر لقد أسرع ثيو يستقبلهم.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مبهجة نسمع بعدها صوت ثيو يقول): |
ثيو: يا مرحبا بكم أيها العرب.. |
عمير: شكراً لك أيها التاجر المحترم.. |
سطام: أنعمت صباحاً يا ثيو.. |
ثيو: أنعمت صباحاً يا سطام.. |
سطام: هؤلاء العرب يسألون عن إخوان قلت لهم إنهم عندك.. |
ثيو:: من تريدون أيها العرب.. |
صفوان: أعندك رجل يدعى أبا سفيان وآخر يدعى سهيل بن عمرو.. إن هذا العير التي أرى عيرهما.. أهما موجودان أم خرجا لقضاء حاجة.. |
ثيو: ومن أنتما حتى أخبرهما بقدومكما.. إنهما ضيوفي.. |
عمير: هذا صفوان بن أمية وأنا عمير بن وهب.. |
(موسيقى نسمع بعدها صوت ابي سفيان يقول): |
أبو سفيان: من أبو وهب وأبو وهب.. |
سهيل:يا إلهي رب صدفة خير من ميعاد.. |
|