شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 50 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة تختلط بضجيج من الحاضرون وأصوات تقول):
أصوات: أبو سفيان.. المغيرة.. بيده المعول.. سيشرعان في الهدم.. ستفتك بهما الربة..
المغيرة: تقدم يا أبا سفيان.. تقدم وباشر الهدم..
أبو سفيان: أدخل أنت على قومك.. وأهدمها فأنت أولى مني وأهلك خلفك يحمونك من سهام سفهاء ثقيف..
المغيرة: هاتوا المعول.. ناولوني إياه..
(أصوات بكاء وعويل من النسوة والصبيان):
أبو سفيان: أفعل ولننظر ماذا تفعل..
أصوات: إن المغيرة يعلو (الربة) ليهدمها. انظروا إليه إنه يرتجف ويكاد يسقط (صارخين) أبعد الله المغيرة قتلته (الربة)..
صوت: والله لا يستطيع هدمها..
المغيرة: (يقهقه ضاحكاً)..
أصوات: أصابه مس من الربة..
المغيرة: قبحكم الله.. إنما ربتكم لكاع حجارة ومدر فأقبلوا عافية الله وأعبدوه نسمع ضرب المعول تصاحبه موسيقى نسمع بعدها أبو سفيان)..
أبو سفيان: يا للمغيرة.. ما أثبت جنانه.. وأشد سخريته..
أصوات: لا تهدم الأساس يا مغيرة فستخسف الربا بك الأرض..
المغيرة: سأساوي بأساسها وجه الأرض وسآخذ حليها وكسوتها ومافيها من طيب وذهب وفضة فالله أكبر ولا معبود سواه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند تقول):
هند: ما هي آخر الأخبار يا صفوان عن سرية أبي سفيان لهدم (اللات)؟
صفوان: لا جديد عنها يا هند وهذا دليل على نجاحها فأخبار السوء سريعة الانتشار..
هند: أنت تعرف تقديس ثقيف (للات) إنهم يدعونها الربة قاتلهم الله والثقفيون قساة غلاظ أشبه بالوحوش الضارية..
صفوان: لا تخافي يا هند فالإسلام قد رقق طباعهم وهذب خصالهم وصقل خشونتهم.
هند: وسفهاؤهم كذلك؟..
صفوان: حتى سفهاء ثقيف أصبحوا أرق طباعاً وأسهل انقياداً وطاعة وخضوعاً..
هند: ليتني رافقت أبا سفيان في حملته هذه؟..
صفوان: هوني عليك يا هند.. ماذا سيكون عليه حالك إذا ما رأيت أبا سفيان في الأيام القادمة في طليعة الحملات الإسلامية لغزو الروم والفرس..
هند: سأكون معه ولن أتركهه وحده بعد اليوم..
(نسمع قرعاً على الباب فتقول):
قم يا معاوية وأنظر من الطارق؟..
صفوان: قلبي يحدثني أنه أبو سفيان فقرع الباب يذكرني بطرقاته..
(يدخل أبو سفيان فتصرخ هند فرحة):
هند: أبو سفيان: حمداً لك يا إلهي على عودته سالماً..
أبو سفيان: وغانماً ومنصوراً ولله الحمد..
صفوان: عود حميد يا أبا سفيان..
أبو سفيان: شكراً يا أبا وهب..
هند: ما هي أخبار (اللات) يا أبا سفيان..
أبو سفيان: هدمناها حتى ساوينا وجهها بالأرض ولم تنطح في ذلك عنزان..
هند: إذن فقد تملك الإسلام قلوب ثقيف حتى سفهاءها ورعاهها..
صفوان: كانت قلقة عليك يا أبا سفيان بشكل لا أستطيع تصويره..
هند: كيف لا أقلق وأبو سفيان كل ما تبقى لي في هذه الحياة..
أبو سفيان: وأنت والله يا هند كل ما أعيش من أجله في هذه الحياة..
صفوان: فلينسحب بانتظام.. سلام عليكم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول):
سهيل:من أين آت يا صفوان..
صفوان: من دار أبي سفيان..
سهيل:إذن فقد عاد..
صفوان: عاد من الحمد سالماً معافى غانماً..
سهيل:لولا أن الليل أوغل في مد رواقه لسرت للسلام عليه ولكن إلى غد إن شاء الله..
صفوان: ما هي آخر الأخبار عندك يا سهيل؟..
سهيل:سرايا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم تترى كل يوم إلى جهة لهدم الأصنام ووفود القبائل من كل فج تغص بهم المدينة..
صفوان: سمعت عن عبد الله بن أُبي بن سلول أنه هلك..
سهيل:بلى يا صفوان بلى وقد استراح وأراح..
صفوان: كان مصدر ازعاج لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم هو وجماعته.. هل صلَّى عليه رسول الله..
سهيل:سمعت أن ابن أُبي حين أحس بدنو أجله أرسل ابنه عبد الله وهو من فضلاء الصحابة إلى رسول الله فلما دخل عليه قال له..
صفوان: قال له النبي صلَّى الله عليه وسلم ماذا؟..
سهيل:أهلكك يا بن أبي حبك يهودا.
صفوان: صدق رسول الله لقد كان ابن أُبي حبيباً لليهود ولكل من هو عدو لمحمد حتى نحن القرشيين قبل أن نسلم..
سهيل:فقال ابن أُبي يا رسول الله إنما أرسلت إليك لتستغفر لي لا لتوبخني ثم سأله أن يعطيه قميصه ليكفن فيه وطلب إليه أن يصلي عليه إذا مات..
صفوان: يا له من تغير فجائي.. وبعد..
سهيل:أعطاه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم القميص ثم لما أراد أن يصلي عليه حين موته وثب إليه عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد قال يوم كذا وكذا وكذا وعدد له أشياء مما قالها.
صفوان: وهل قبل رسول الله برأي عمر..
سهيل:لا لأنه لم ينزل عليه نهي صريح بترك ذلك فصلى على ابن أُبي وأطال الصلاة وأكثر من الاستغفار له..
صفوان: وعمر بن الخطاب ماذا فعل؟..
سهيل:صلَّى مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..
صفوان: يا لعظمة الخضوع والانقياد والطاعة..
سهيل:كان فعل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فيه كياسة وحسن سياسة.. في عمله تطبيب لقلب ولد ابن أُبي الرجل الصالح وفيه تأليف لقلوب الخزرج الذين رجع كثير منهم في ذلك اليوم عن النفاق.
صفوان: لا شك أن رسول الله لا يفعل شيئاً إلا عن حكمة..
سهيل:وقد نزل الوحي المبين على الرسول آمين بعد ذلك بموافقة رأي عمر بن الخطاب..
صفوان: ما هي هذه الآية الكريمة..
سهيل:بسم الله الرحمن الرحيم: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (سورة التوبة: 84).
صفوان: صدق الله العظيم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند تقول):
هند: علمت أن أبا بكر الصديق سيحج بالناس هذا العام..
أبو سفيان: من قال لك هذا يا هند؟
هند: نسوة من المدينة أمس..
أبو سفيان: كنت أعلم أن رسول الله صلَّى عليه وسلم هو الذي سيحج بالناس هذا العام..
هند: ربما جد ما أخَّره صلَّى الله عليه وسلم عن ذلك..
أبو سفيان: لقد استعمل في العام المنصرم عتاب بن أسيد على الحج وفي هذه أبا بكر..
هند: الحج مشقة يا ابا سفيان وهو لمن استطاع إليع سبيلاً وما يدريك أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم لم يجد في نفسه القوة البدنية لتأدية هذا النسك على الوجه الأتمِّ..
أبو سفيان: ربما يا هند ولا سيما وقد أتى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من غزوة تبوك التي لا شك قد أجهدته وأتعبته لأنه قام بها في عنفوان الصيف.. ثم أليس رسول الله إنساناً مثلنا يشعر كما نشعر..
هند: بلى يا أبا سفيان بلى.. ولكنه أوتي عزم أولي العزم من الأنبياء والرسل..
أبو سفيان: على كل حال أهلاً بأبي بكر أو أي أحد يبعث به رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..
هند: ألا تريد أن تحج هذا العام يا أبا سفيان؟
أبو سفيان: ما رأيك أنت؟..
هند: نحج ويحج معنا جماعتنا من أهل الطائف الذين سيحجون لأول مرة بعد أن دخلوا في الإسلام..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة تختلط بأصوات التلبية):
التلبية: لبيك اللَّهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك..
(تتكرر التلبية ثلاث مرات نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول):
سهيل:أحاج أنت في هذا العام يا أبا سفيان؟..
أبو سفيان: إن شاء الله. إن شاء الله..
هند: كنا نخوض في هذا الحديث وقبل مجيئك يا سهيل..
أبو سفيان: وأنت يا ابا جندل.. أما لك رغبة في الحج!
سهيل:الرغبة موجودة ولكن أم جندل تشكو من علة؟
هند: سيزيلها الله عنها إذا عزمت على الحج..
سهيل:سأستشيرها وسأخبركم بما يستقر عليه رأينا..
هند: افعل لعلّ الله يكتب لنا الحج معاً..
سهيل:وأبو وهب صفوان ما هي أخباره؟..
أبو سفيان: أتعني أنه سيحج أو لا يحج..
سهيل:بلى.. بلى..
أبو سفيان: إنه سيحج وإن لم يقل لي ذلك..
هند: كيف عرفت ذلك.. أتنبأت به (يضحكون)..
أبو سفيان: لا.. ولكن صفوان تاجر والحج فرصة ذهبية للتجار أليس كذلك؟
سهيل:يقول الله تعالى في كتابه العزيز عن الحج.. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ (سورة الحج: 28) والتجارة من جملة منافع الحج وفوائده..
هند: صدقت يا أبا جندل..
أبو سفيان: وأنا يا هند لم لا تقولين لي صدقت.. هل استكثرتها على؟..
هند: أنت زوجي والمجاملة بيننا مرفوعة..
(يسمعون قرعاً على الباب وصوت صفوان يقول):
صفوان: يا أبا سفيان.. يا أبا سفيان..
أبو سفيان: أدخل يا أبا وهب.. أدخل..
سهيل:جاء في الوقت المناسب..
صفوان: السلام عليكم..
الجميع: وعليك السلام يا أبا وهب..
هند: كنا بذكرك وأنت ابن حلال ما كدنا نفرغ من ذكرك حتى أهللت علينا..
صفوان: عسى أنكم ذكرتموني بالخير..
هند: كنا في الحديث عن الحج فنسأل أبو جندل هل سيحج أبو وهب فأجاب أبو سفيان مؤكداً وكأنه كان يعرف ذلك منك..
صفوان: لا ورب البيت لم أقل له شيئاً عن الحج ولكنه يدرك بذكائه إني تاجر والحج فرصة ذهبية للتجار أمثالي ولقد جئتكم أسألكم؟
أبو سفيان: تسألنا عماذا؟..
صفوان: هل ستحجون هذا العام؟..
هند: بإذن الله.. ألا أبا جندل فلم يؤكد حجه لأنه سيتشير زوجه..
صفوان: إنه يخافها.. (يضحكون)..
سهيل:أنا أخاف من أم جندل!
صفوان: أجل يا سهيل ولا تستطيع أن تبث في أمر من دونها..
سهيل:إذن فأبو سفيان شريك لي لأنه لا يقطع في أمر من دون رأيها..
هند: أصحيح أنك ترهبني يا أبا سفيان؟..
أبو سفيان: أرهبك لماذا.. هل أنت غول أو عفريت حتى أرهبك. إنني أحترمك كشريكة حياتي ولذلك أحب ألاَّ أفعل شيئاً حتى أشركك فيه بالعمل أو بالرأي على الأقل.
سهيل:يا للكياسة.. يا للباقة.. وأنت يا أبا وهب.. ألا تخاف زوجك؟
هند: لا تحرجوه أمامي فأنا مطلعة على شجاعته (يضحكون)..
أبو سفيان: فتحت الباب يا أبا وهب لتسمع هذا الجواب..
صفوان: سامحك الله يا بنت عتبة..
هند: حسناً.. قل لنا ما الذي كان من وراء سؤالك لنا عن الحج..
صفوان: نسيت.. نسيت..
هند: إنه الخوف من أم وهب..
سهيل:هذا مبلغ خوفه وهو بعيد عنها فكيف وهو أمامها وعلى كرسي الاعتراف..
صفوان: لم يعد لي مقام بينكم.. سأذهب..
أبو سفيان: لن تذهب قبل أن تتذكر لم سألتنا عن الحج..
هند: بلى.. بلى..
سهيل:ونحن نريد رأي سفيان. قل يا أبا وهب.. قل إن أم وهب ليست هنا حتى تخشاها..
هند: لعلّه تزوج من أخرى..
صفوان: أنا.. أنا قاتلكم الله تريدون هلاكي وخراب بيتي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :702  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج