فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الحلقة ـ 49 ـ هند: لقد أفرحتني وأثلجت صدري يا سهيل أن أسمع منك أن قومي اصبحت تخشاهم القياصرة والأكاسرة.. أكان ذلك لولا الإسلام.. لا والله.. ثم لا والله.. أبو سفيان: إن الناس يدخلون أفواجاً أفواجاً في هذا الدين يا سهيل. وقد امتدت رقعة الإسلام حتى تكاد تظلل الجزيرة من أقصاها إلى أقصاها.. سهيل:هذا هو الواقع يا أبا سفيان فلا حديث للناس في اليمن إلا عن الإسلام والمسلمين وعن الآمال العريضة التي يعلقونها عليه في رفعة شأن العرب وعزهم وسيادتهم.. هند: إن هذه الآمال التي تعتلج في صدورهم هي آمالنا جميعاً وإننا لننتظر اليوم الذي تزحف فيه الجيوش الإسلامية فتدك عروش القياصرة والأكاسرة.. أبو سفيان: ليس ذلك اليوم ببعيد يا هند.. فامتداد هذا الدين هو من صلب تعاليمه لأنه دين ليس مقصوراً على قوم أو شعب فقط بل هو دين للعالمين. سهيل:أجل يا أبا سفيان أجل.. يقول الله تعالى في قرءانه مخاطباً رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.. هند: لا أدري لِم لَم يزحف النبي صلَّى الله عليه وسلم على بلاد الشام بعد وصوله إلى تبوك ولا سيما وأهل تلك البلاد كانوا يستعدون لمساندة الجيش الإسلامي.. أبو سفيان: علمت أن الله سبحانه وتعالى قد أوحى لنبيه بالعودة إلى المدينة لأمر يريده جلت قدرته.. سهيل:لا شك ولا شبهة في ذلك يا أبا سفيان فالحملة الإسلامية التي قادها النبي صلَّى الله عليه وسلم إلى تبوك لا تكفي لمهاجمة القياصرة الذين يحتاج الهجوم عليهم إلى عدة جيوش كالجيش الذي ذهب إلى تبوك.. أبو سفيان: أجل يا أبا جندل أجل.. وأن يسبق ذلك استنفار واسع المدى للناس واستعدادات ضخمة في العتاد والرجال وحملة توعية واسعة بين الناس للجهاد في سبيل الله.. سهيل:كذلك ينبغي أن يكون هنالك اتصال بحركات المقاومة في البلاد الشامية حتى تقوم بدورها حين تدق ساعة الصفر.. هند: صدقتما الآن أدركت مدى ما ينبغي أن تكون عليه الاستعدادات للدخول في حرب مع القياصرة أو الأكاسرة.. (نقلة صوتية مسبوقة سريعة نسمع بعدها صوت كنانة بن عبد يا ليل يقول): كنانة: طال بنا المقام يا مغيرة ونحن لم نصل إلى ما جئنا من أجله.. مغيرة: إنكم تطلبون أشياء مستحيلة. أشياء مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.. كنانة: ولكن لنا عادات وتقاليد فكيف نتركها وقد أصبحت من صميم حياتنا. المغيرة: إذا كنتم قادمين من الطائف بهذا التعصب لما كان عليه آباؤكم وأجدادكم فقد كان الأحرى بكم ألا تأتوا أما وقد جئتم فيجب أن تدخلوا فيما دخل فيه غيركم من المسلمين.. كنانة: خذنا يا رجل إلى نبيك فقد أثقلنا عليه.. وقد غمرنا بكرمه.. وعددنا ليس بالقليل.. المغيرة: أما إنكم أثقلتم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فكرم رسول الله لا حدود له. ولكن الذي يثقل علي وأنا منكم إنكم لما تستقروا بعد على رأي. كنانة: هيا بنا إلى محمد.. (نقلة سريعة تختلط باقدام ارائحين نسمع بعدها صوت المغيرة ويقول): المغيرة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.. كنانة: يا محمد ما جئت به يصعب علينا العمل به كله دفعة واحدة من دون أن نتعود عليه. فالصلاة بقراءتها وركوعها وسجودها ومتطلباتها الأخرى صعب علينا القيام بها فلو أخرتها عنا.. المغيرة: إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول لكم ما معناه.. لا خير في دين لا صلاة فيه وفي لفظ لا ركوع فيه.. كنانة: هنالك عادات وجدنا آباءنا عليها والعادات قاهرات. ونحن نعيش في بلد بارد والخمر يدفئنا في أيام الشتاء. ونحن لنا تجارة واسعة ومن نتعامل معهم يأخذون منا الربا فأترك لنا الربا لنعاملهم بالمثل.. المغيرة: إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول لكم ما معناه. إنكم تطلبون المستحيل.. تطلبون أموراً حرمها الله سبحانه وتعالى.. كنانة: حسناً.. إننا نسألك يا محمد أن تترك لنا عبادة آلهتنا (اللات) ثلاث سنين لا تهدمها.. المغيرة: يقول لكم رسول الله.. لا.. كنانة: سنة واحدة فقط.. المغيرة: لا.. كنانة: شهراً واحداً حتى يدخل الإسلام في قلوب قومنا ويرتاح سفهاؤنا ونساؤنا وذرارينا بهدمها فإن للربة سلطاناً كبيراً عليهم.. المغيرة: يقول لكم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. ما معناه.. لا.. طلبكم مرفوض من أساسه.. كنانة: ماذا تقولون يا معشر ثقيف.. أصوات: ماذا تقول؟.. قل أنت يا كنانة فأنت رئيسنا.. كنانة: أشهد أن لا إله الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. أصوات: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. (أصوات تكبير وتهليل من المسلمين الحاضرين نسمع بعدها صوت كنانة يقول): كنانة: يا رسول الله نريد أن نأخذ المغيرة بن شعبة معنا إلى حيث أمرت أن ننزل لنتداول معه في بعض الأمور.. فهلا أذنت له؟.. المغيرة: لقد أذن لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. هيا بنا.. (موسيقى تختلط بوقع أقدامهم وهم خارجون من عند النبي صلَّى الله عليه وسلم إلى حيث يقيمون تصاحبهم الموسيقى ثم تصمت نسمع بعدها صوت كنانة يقول): كنانة: يا قوم لقد أنعم الله علينا بالإسلام فاسلمنا.. أصوات: الحمد لله على نعمة الإسلام.. كنانة: ولكنكم تعرفون من خلفنا من ورائنا من قومنا. إنهم لن يرضوا بفعلنا هذا وسيشجبونه فماذا ترون؟ المغيرة: هل هنالك رأي يا كنانة بعد أن أسلمتم على يد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. كنانة: إنك لا تفهمني يا مغيرة.. إنني لا أريد أن أفاجيء ثقيفاً بإسلامنا فيكون جزاؤنا منهم جزاء عروة بن مسعود الثقفي.. المغيرة: إذن ماذا تريد أن تفعل.. أصوات: قل يا كنانة ونحن معك.. كنانة: يا قوم أنا أعلمكم بثقيف فأكتموا إسلامكم وخوفوهم الحرب والقتال وأخبروهم أن محمداً سألنا أموراً عظيمة فأبيناها عليه. سالنا أن نهدم (الربة) وأن نترك الزنا والربا وشرب الخمر.. أصوات: رأي سديد.. موافقون عليه.. موافقون.. المغيرة: وإذا اصرت ثقيف على كفرها.. كنانة: عندها نعلن إسلامنا وليكن ما يكون.. يا مغيرة.. أنت لا تعرف سفهاءنا ورعاعنا كما لا تعرف عقول شباب ثقيف وشيوخها. إذن ما اتفقنا عليه الآن سيأتيكم بثقيف جميعها مسلمين. إنني يا مغيرة أخشى رد فعل المفاجأة ولذلك أردت أن أدخل في روعهم أشياء أنا أعلم أنهم لا يريدونها وأنهم يفضلون الإسلام عليها.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع معها صوت سهيل بن عمرو يقول): سهيل:وفد ثقيف بمكة مسرعين؟.. هند: أما علمت.. هل أسلموا أو عادوا كما جاؤوا؟.. سهيل:لم أستطع معرفة ذلك لبقائهم مدة قصيرة بمكة ولكني أميل إلى أنهم أسلموا يا هند.. هند: ولماذا لا يكون العكس وعجلتهم في العودة إلى الطائف قد توحي بذلك.. سهيل:كان معهم خالد بن سعيد بن العاص وهو مسلم كما تعرفين.. هند: بلى يا أبا جندل بلى.. سهيل:فلو لم يسلموا لفارقهم خالد بن سعيد بن العاص.. هند: ولكن لخالد بن سعيد بن العاص علاقات تجارية واسعة معهم فعاد من أجلها.. سهيل:لو سلمنا برأيك أنهم لم يسلموا كيف لا يحذرهم خالد بل كيف يعود معهم ثم.. هند: ثم ماذا يا سهيل؟.. سهيل:فتى وأمير على شيوخ ثقيف لعلّ ابن العاص يسخر منك.. سهيل:وماذا يحوجه على السخرية مني.. هند: ألم تسأله إن كان وفد ثقيف سلموا أم لا؟.. سهيل:سالته فسكت ولم يجب.. هند: السكوت إقرار يا أبا جندل.. سهيل:لقد شغلنا بأمر وفد ثقيف عن سؤالك لم استدعي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أبا سفيان إلى المدينة.. هند: لا أدري يا سهيل.. ولكني أرجح أنه سيعهد إليه بمهمة.. سهيل:إنه ابن بجدتها وإن استدعاء رسول الله لأبي سفيان تقدير وتكريم له.. هند: أرجو أن لا تكون المهمة في مكان بعيد فأبو سفيان قد شاخ ولا يقوى على تحمل الأسفار الطويلة.. سهيل:إنه زين الشيوخ يا هند وهو أوفر ما يكون صحة وعقلاً وحجي.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة وضجيج وهرج ومرج وأصوات تعلو وتنخفض نسمع بعدها المنادي ينادي قائلاً): المنادي: يا معشر ثقيف.. يا معشر ثقيف.. يا معشر ثقيف.. عاد وفدكم من يثرب.. هلموا للسلام عليه.. هلموا.. (موسيقى تصاحب المشائين المسرعين منهم والذين يمشون الهوينا نسمع بعدها أصواتاً تقول): أصوات: مرحباً بكم.. مرحباً بكم.. باركتكم (الربة) باركتكم الربة.. كنانة: حسبتم يا قومنا وأهلنا وعشيرتنا وشكراً لكم من القلب على هذا الترحيب الودي.. أصوات: ما وراءكم عن محمد وأهل يثرب.. كنانة: يا قوم اسمعوا.. وأصيخوا.. أصوات: كلنا آذان مصغية يا كنانة.. كنانة: لقد جاءنا رجلاً فظاً غليظاً قد ظهر بالسيف. ودان له الناس فعرض علينا أموراً شداداً.. أصوات: ما هي يا كنانة.. ما هي؟.. كنانة: عرض علينا أن نهدم الربا. وأن نترك الزنا والربا وشرب الخمر.. أصوات: هل قبلتم عرضه؟.. كنانة: لا.. أبينا.. ثم أبينا وعدنا إليكم كما ذهبنا.. أصوات: بورك فيكم.. بورك فيكم.. والله لا نعطيه ولا نقبل هذا أبداً.. كنانة: إذن فأصلحوا سلاحكم ورمحوا حصونكم وتهيئوا للقتال الذي لا مفر منه.. (موسيقى صاخبة تختلط باللغط واللغو والهرج والمرج نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول): سهيل:رأيت صدق حدسي يا هند؟.. هند: بلى يا سهيل بلى. سهيل:إن تأمير رسول الله صلَّى الله عليه وسلم لأبي سفيان على سرية لهدم (اللات) بالطائف تكريم لأبي سفيان وتقدير له.. هند: ولكنني أخشى غدر ثقيف.. أخشى عليه سهماً طائشاً من سفهائهم كالسهم الذي أودي بعروة بن مسعود الثقفي.. سهيل:قد يكون خوفك في محله يا هند لو أرسلت سرية أبي سفيان قبل إسلام قادة ثقيف وزعمائها وأشرافها ثم أن معه المغيرة بن شعبة الثقفي وهو من وجوه ثقيف وله وزن بينهم.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة نسمع بعدها أصواتاً تقول): أصوات: يا كنانة بن عبد يا ليل.. أخرج إلينا.. أخرج إلينا.. كنانة: ما وراءكم يا وجوه ثقيف.. أصوات: ما لنا والله طاقة بقتال محمد فارجع إليه أنت ومن كانوا معك وأعطوه ما سأل.. كنانة: إذن فأنتم راغبون في الإسلام.. أصوات: بلى يا كنانة بلى.. كنانة: يا قوم.. لقد قاضينا محمداً فيما سأل وأسلمنا.. أصوات: لم كتمتم عنا إسلامكم؟.. كنانة: أردنا أن ينزع الله من قلوبكم نخوة الشيطان؟ أصوات: كيف نصير مسلمين كما صرتم؟.. كنانة: قولوا.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. أصوات: أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله.. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند تقول): هند: كن حذراً يا أبا سفيان من غدر ثقيف ولا سيما سفهاءها.. أبو سفيان: سأحرص ما استطعت يا هند ولا راد لما يزيد الله.. هند: سريتكم بضعة عشر رجلاً.. عدد ضئيل.. كيف تأمنون شر ثقيف وأنتم مقدمون على هدم (ربتهم).. أبو سفيان: لم نؤمر بالذهاب لتنفيذ هذه المهمة إلا بعد أن تأكدنا من إسلام ثقيف.. ثم معي المغيرة بن شعبة وقومه لا شك سيقفون معنا إن أراد بنا سفهاء ثقيف سوء.. هند: سأظل قلقة البال منقبضة الصدر حتى تعود سالماً بإذن الله.. أبو سفيان: لا تخافي فالله معنا.. ومن كان الله معه لا يخشى الناس. (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة نسمع بعدها صوت المنادي يقول): المنادي: يا معشر ثقيف.. يا معشر ثقيف.. بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلم سرية بقيادة أبي سفيان حرب بن أمية والمغيرة بن شعبة الثقفي لهدم (اللات) هلموا وأشهدوا. هلموا وأشهدوا..
طباعة تعليق  القراءات :803  التعليقات :0
صفحة 49 من 58

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج