شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 48 ـ
أصوات: اسكت يا عروة وإلا أخرسناك إلى الأبد،،
عروة: اللَّهم اشهد أني بلغتهم رسالتك ودعوتهم إلى عبادتك فما ازدادوا إلا عتواً ونفوراً.. اللَّهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صفوان بن أمية يقول):
صفوان: ما هي أخبار سهيل بن عمرو يا أبا سفيان؟
أبو سفيان: إنني مثلك يا صفوان لا أدري عن أخباره شيئاً.. كل ما أعلمه أنه ذهب في تجارة إلى اليمن ولم يعد بعد..
هند: من الغرائب أن يخرج سهيل بن عمرو في تجارة.. وعهدي به لا يحب الأسفار بل لا يحب أن يخرج من مكة..
صفوان: إننا نشهد في هذه الأيام من العجائب والغرائب ما لو سمعنا به من قبل ما صدقناه..
أبو سفيان: أجل يا صفوان أجل.. كل يوم نسمع حوادث جديدة.. بل لعلّ أهم الحوادث هو..
هند: هو ماذا يا أبا سفيان؟..
أبو سفيان: هو هذا الاستقرار الذي تنعم به بلادنا..
صفوان: لا شك أن الفضل في هذا لله سبحانه وتعالى إذ جاءنا بهذا الدين على يد رجل منا فهدانا به وأخرجنا من ظلمة الشرك والضلال إلى نور الهداية والرشاد فنعمنا بالأمر من بعد خوف وباليسر من بعد عسر وبالعز من بعد الهوان..
هند: صدقت يا أبا وهب صدقت إننا نعيش في بحبوحة من النعيم والدعة والهدوء ما كنا نحلم بها لولا الإسلام..
أبو سفيان: عندما نسمع بما يعانيه الناس خارج حدودنا من ظلم وعسف وفاقة وفقر وفوضى ورعب نحمد الله تعالى على ما نحن فيه من عيشة رضية.. وحياة رغيدة وعدل وأمان..
هند: هل كان هذا الذي تتحدث عنه قبل ظهور الإسلام؟
أبو سفيان: لا والله يا هند.. وإني ورب هذا البيت لأعض أصابعي ندماً كلما تذكرت مواقفنا العدائية ضد الإسلام وكيف كنا من الغباء بحيث لم نكن أسبق الناس إلى اعتناقه..
صفوان: هذا الندم الذي تقوله يا أبا سفيان نحسه جميعنا ونبتهل إلى الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان لنعوض ما فاتنا في أوليات حياتنا بأخريات حياتنا.
هند: أجل يا أبا وهب أجل ولعمري إن الإسلام مقبل على اتساع خارجي بعد أن ثبت أقدامه في الداخل فليستعد كل منا للقيام بواجبه يوم ينادي المنادي داعياً إلى الجهاد في سبيل الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تصويرية نسمع بعدها صوت عروة بن مسعود الثقفي يقول):
عروة: يا كنانة.. يا كنانة!!
كنانة: لا يا عروة ما يزال الليل حالك السواد..
عروة: إنه آخر الشهر يا كنانة وظلامه عادة يكون شديداً..
كنانة: أرى أن تعود إلى فراشك فلم يبزغ الفجر..
عروة: ولكن أرى الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الليل..
كنانة: افعل ما تراه يا عروة..
عروة: أريد أن أعلو سطح داري فأؤذن للفجر..
كنانة: أما تخشى سفهاء ثقيف..
عروة: والله ما أخشى أحداً إلا الله..
كنانة: هل أذانك من فوق سطح دارك ضروري يا عروة؟..
عروة: يجب أن أبلغ الناس؟..
كنانة: أي ناس وكلهم ضالون..
عروة: ولكن عليّ البلاغ بما أمر ربي..
كنانة: هذا شأن الرسل وما أنت برسول..
عروة: ولكن أدعو الناس إلى عبادة ربي..
كنانة: إنك تعرض نفسك للتهلكة يا عروة..
عروة: ما علي إن أصبت في سبيل الله..
كنانة: إنهم قاتلوك يا عروة.. لقد قالها رسول الله صلَّى الله عليه وسلم لك يوم أن أسلمت على يديه وطلبت منه أن يأذن لك بدعوة قومك إلى الإسلام..
عروة: (يؤذن لصلاة الفجر).. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
أحدهم: ما هذا الذي نسمع يا قوم..
أصوات: من هذا الذي ينعق بالليل..
أحدهم: إنه عروة بن مسعود الثقفي..
أصوات: إنه يذكر محمداً رسول الله..
أحدهم: إنه يفعل كما يفعل المسلمون..
أصوات: أهذا ما يفعله المسلمون عند طلوع الفجر..
أحدهم: إنه أذان لصلاة الفجر..
أصوات: لقد نصحناه فلم يرعو بل أمعن في صبوته وأصر على ترك ما يعبد آباؤه وأجداده..
أحدهم: أخرسوا صوته إلى الأبد..
عروة: الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله..
(يرميه أحدهم بسهم فيصيب منه مقتلاً فيصرخ):
آه.. أصبت يا كنانة.. رماني أحدهم بسهم.. أدركني.. أدركني..
(هرج ومرج وجري وركض يخنلط بموسيقى تصويرية نسمع بعدها صوت كنانة يقول):
كنانة: يا إلهي.. لقد قتلوك.. يا ويحهم يقتلون رجلاً يقول: لا إله الله.. سأنتقم لدمك يا عروة..
عروة: (وهو يجود بالنفس الأخير): لا يا كنانة.. لا تفعل.. هذه كرامة أكرمني بها الله.. وشهادة ساقها إلي.. فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..
كنانة: بلى.. بلى.. إنك في مصاف الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله..
عروة: فإذا مت فأدفنوني معهم.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وأشهد.. أن.. محمداً.. رسول.. الله..
كنانة: يرحمك الله يا عروة لقد صعدت روحه إلى بارئها مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً..
(نقلة صوتية وزمنية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول):
عباد: يا ويح ثقيف ما أوقحهم وأقبحهم قتلوا عروة بن مسعود الثقفي وانتظروا حتى يتناسى الناس فعلتهم والآن يجيئون إلينا بكل صفاقة ووقاحة..
مسلمة: هاهو المغيرة بن شعبة الثقفي يلقاهم مرحباً ثم يسع إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم لينبئه بقدومهم..
عباد: إنهم أهله وقومه ولا ريب أنه سيسأل رسول الله الصفح عما فعلوه مع الشيخ الجليل عروة بن مسعود الثقفي..
مسلمة: ليت المغيرة بن شعبة لم يلقهم فقد يأمرنا صلَّى الله عليه وسلم بأمر فيهم.
عباد: ليت وعسى لا ينفعان الآن يا مسلمة.. هيا بنا نقف بقرب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ونسمع أعذارهم الواهية..
مسلمة: انظر إن المغيرة بن شعبة يعود إليهم مزوداً بما أمره رسول الله صلَّى الله عليه وسلم به..
عباد: وهاهو يعود بهم إلى رسول الله.. هيا بنا نشهد دخولهم..
مسلمة: أما أنا فلا أريد أن أشهد منظر هؤلاء القتلة السفاحين. إن كرهي لثقيف وهوازن يجري في دمي منذ لقائنا معهم يوم حنين..
عباد: ما أمره من لقاء في أولاه وما أحلاه في أخراه..
مسلمة: لا يعرف طعم الحلاوة من دون تذوق المرارة.. ولقد ذقنا المرارة عند بداية المعركة ثم ذقنا حلاوتها بعد أن انتهت..
عباد: أراك تريد أن تشغلني عن شهود دخول وفد ثقيف على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..
مسلمة: لا أقف في طريقك إذا رغبت يا عباد ولكن ألا تذهب معي لنرى ذلك الفتى الذي خلفه الثقفيون في رحالهم لعلّنا نعلم من أخبارهم ما لا نستطيع أن نعلمه منهم..
عباد: هيا بنا.. هيا بنا..
(موسيقى سريعة تختلط برغاء الإبل وبعض الهمسات والهمهمات نسمع بعدها صوت مسلمة يقول):
مسلمة: إنه فتى صبوح الوجه.. يتقد الذكاء في محياه..
عباد: بلى.. يا مسلمة.. بلى..
مسلمة: أنعمت صباحاً يا فتى..
عثمان: أنعمتما صباحاً يا أهل يثرب..
عباد: ما اسمك يا فتى؟
عثمان: عثمان بن أبي العاص..
مسلمة: أأنت خادم القوم..
عثمان: إنني أصغرهم سناً ولا يليق لمثلي أن يدخل على الرسول العظيم ولذلك تركوني عند متاعهم..
عباد: أجاء قومك يقصدون الإسلام حقاً..
عثمان: لا أدري أيها الأنصاري ولكن من يلق رسول الله هل يقدر!
مسلمة: ولكن قومك قتلوا شيخاً وقوراً مسلماً هو عروة بن مسعود الثقفي ألا يخشون منا أن نثأر له منهم..
عثمان: لقد سمعت أحد المسلمين يتلو هذه الآية من القرآن؟..
عباد: ما هي هذه الآية؟..
عثمان بسم الله الرحمن الرحيم: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى..
مسلمة: أأسلمت يا عثمان؟..
عثمان: لا يا أخا العرب ولكني أحس أن صدري بدأ ينشرح للإسلام..
عباد: إذا عاد قومك من دون أن يسلموا أتعود معهم؟..
عثمان: ولم لا تفترض العكس وتدعو ربك أن يشرح صدرهم للإسلام.. وأن لا يعودوا إلى ديارهم إلا وهم مسلمون..
مسلمة: إننا ندعو لك ولهم بالهداية..
عثمان: انظر قومي يخرجون من عند رسول الله ويعودون إلى القبة التي ضربت لهم في ناحية المسجد ليسمعوا القرآن ويروا المسلمين إذا صلوا أليست هذه تباشير هوايتهم إلى الإسلام؟..
عباد: إن شاء الله.. إن شاء الله..
مسلمة: هيا بنا يا عباد فالفتى سيكون مشغولاً بقومه إنه شعلة من الذكاء..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول):
هند: إنه وفد جمع الصفوة من أشراف ثقيف وزعمائها..
أبو سفيان: إنه وفد ضخم بلغ عدده تسعة عشر رجلاً..
هند: لا أدري ماذا سيكون موقفهم عندما يسألهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عما فعلوه بعروة بن مسعود الثقفي..
أبو سفيان: لا شك أنهم سيخرجون ولكني لا أظن أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم سيفاتهحم في الأمر.. ربما هم سيفتحون موضوع عروة بن مسعود الثقفي الشهيد وينتحلون بعض الأعذار الواهية..
هند: في الحقيقة قتلهم لعروة جريمة لا تغتفر يا أبا سفيان.. فليس بيت في ثقيف إلاَّ ولعروة فضل عليه..
أبو سفيان: ما أكثر ناكري الجميل يا هند.. لقد بلونا نحن الكثير منهم..وقاتل عروة لم يكن إلا أحد سفهاء ثقيف الأغرار..
هند: أترى وفد ثقيف هذا يعود وقد دخل أفراد في الإسلام..
أبو سفيان: لا أستبعد إسلامهم ولكني لا أجزم به لأن للثقفيين عقولاً جامدة وصلبة كالحجارة.. ثم هذا الغرور الذي تجيش به نفوسهم وصدورهم كل ذلك يجعلني أتردد في الجزم..
هند: عسى أن يهديهم الله فيشرح صدورهم للإسلام..
(نسمع قرعاً على الباب يختلط بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت أبي سفيان يقول):
أبو سفيان: من الطارق؟..
صفوان: صفوان يا أبا سفيان صفوان ومعي ضيف عزيز عليكم..
أبو سفيان: أدخل ومعك ضيفك على الرحب والسعة..
صفوان: السلام عليكم..
هند: وعليك السلام.. من.. سهيل بن عمرو..
صفوان: سهيل بت عمرو الضيف العزيز الذي كنا ننتظره..
أبو سفيان: يا مرحبا.. يا مرحبا بأبي يزيد..
هند: طالت غيبتك في هذه الرحلة يا أبا يزيد..
سهيل:ما كنت أحسب أنها تطول ولكن حدثت بعض الملابسات التي أدت إلى حصول هذا التأخير..
أبو سفيان: عسى أنك وفقت في تجارتك وجنيت منها أرباحاً وفيرة..
سهيل:الحمد لله كانت جد موفقة من جميع الوجوه..
هند: كيف الحال في البلد الذي كنت فيه؟..
سهيل:كل شيء هناك يسير على ما يرام وعامل النبي صلَّى الله عليه وسلم محمود السيرة والطوية..
هند: أليس هو إذن الفارسي الذي أسلم وابقاه رسول الله على عمله..
سهيل:بلى يا هند.. لقد احتفى بي وأكرمني غاية الإكرام..
هند: أليس من خطر على تلك البلاد من غزو الفرس؟..
سهيل:(ضاحكاً) بل قولي ألا خطر على الفرس من غزو المسلمين فحملة النبي صلَّى الله عليه وسلم إلى تبوك كان لها رد فعل يعيد المدى على القياصرة والأكاسرة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :713  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج