الحلقة ـ 43 ـ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت صمصام يقول): |
صمصام: عزاء يا حارث في زوجتك الفارعة.. لقد فاضت روحها تحت سياط الجلادين. |
حارث: مسكينة مزقوا جلدها بالسياط وأحرقوا بعض أجزاء من جسمها بالنار كي تدلهم على مكاني ولكن أبت وأصرت على إبائها حتى قضت نحبها بطعنة رمح من رومي جبان.. |
صمصام: الويل لهؤلاء الروم. الويل لهؤلاء البرابرة المتوحشين سنثأر لك يا فارعة. سننتقم لك من هؤلاء الآثمين الغادرين.. |
حارث: هنالك أصحاب لنا يا صمصام يعانون صنوف التعذيب في سجن بصري ولا شك مصير الفارعة ينتظرهم. فهلا فكرت في إنقاذهم.. |
صمصام: إنهم لم يغيبوا عن ناظري ولا بالي ساعة من الزمن. ولكن حادث زوجتك الفارعة انسانيهم إلى حين. أجل يجب أن نفكر في إنقاذهم مهما كلف الثمن.. |
حارث: إن الآلام التي يعانيها هؤلاء السجناء تستوجب عملية إنقاذ سريعة قبل أن يلاقوا حتفهم على أيدي سفاحي الروم. |
صمصام: إن سجن بصري محاط بحراسة شديدة. والدخول إليه يكاد يكون في حكم المستحيل إذ ليست لدينا القوة الكافية للاستيلاء عليه عنوة.. |
حارث: الحيلة في مثل هذه الأمور أجدى وأنفع يا صمصام. |
صمصام: المرأة وسيلتنا لفتح أبواب سجن بصري المغلقة.. |
حارث: كيف يا صمصام كيف؟.. |
صمصام: أنت تعلم أن جورجيوس زير نساء.. |
حارث: بلى يا صمصام بلى ولكن أين هي المرأة التي تستطيع اقتحام قلب جورجيوس.. |
صمصام: نسرين.. ألا تعرف نسرين.. |
حارث: راقصة جلق المشهورة.. من لا يعرفها.. ولكن كيف الوصول إليها بل كيف السبيل إلى إقناعها بالاشتراك في الخطة التي سنضعها لتخليص أصحابنا من سجن بصرى. |
صمصام: إن نسرين تهيم بأحد شباب حركتنا إلى حد الجنون وسنستغل هذا الهيمان في خطتنا لإنقاذ من في سجن بصرى. |
حارث: إنك أنت فتى نسرين المنشود لقد سمعت هذا من قبل والآن عرفت. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى راقصة وأصوات معربدة وضحكات عالية نسمع بعدها صوت سرحان الرومي يقول): |
سرحان: رائعة. فاتنة: كنت يا نسرين.. حبذا لو أديت هذه الرقصة أمام سيدي القائد جورجيوس عندما كان في جلق قبل أشهر خلت.. |
نسرين: ولكن أين هو الآن يا سرحان؟.. |
سرحان: إنه في مكان ما على حدودنا الجنوبية.. |
نسرين: أيهوى سيدك القائد الرقص والموسيقى.. |
سرحان: إنه مغرم بهما إلى حد الجنون. إن الفن يجري مع دمه في عروقه.. |
نسرين: ألا يعود سيدك القائد من مكانه على الحدود الجنوبية.. |
سرحان: قد يعود فجأة من دون سابق علم لنا بمجيئه.. |
نسرين: شيء عجيب يا سرحان.. هل نحن في حالة حرب حتى نتكتم تحركات جيوشنا وقادتها؟.. |
سرحان: يلوح لي أنك يا نسرين في جوّ فنَك ولا تودين أن تعرفي شيئاً عن الأجواء الأخرى. |
نسرين: وهل هناك جو أحلى من جو الفن الموسيقى والرقص والغناء. |
سرحان: لا شك أنه جو جميل يا نسرين ولكن الإنسان لا يستطيع أن يصبر أو يعيش على طعام واحد.. |
نسرين: ولكن الفن يا سرحان غذاء للروح لا للجسد وأنت كما يلوح لي من هواة غذاء الجسد.. |
سرحان: ليس بالدرجة التي تتصورينها يا نسرين.. إنني أحب الغذاء الروحي كما أحب الغذاء الجسماني. |
نسرين: وسيدك القائد (جورجيوس) هل هو مثلك في حبه للفن.. |
سرحان: إن سيدي القائد يا نسرين يعشق الفن كما تعشقينه بل يذهب به العشق إلى حد التقديس.. |
نسرين: لقد شوقتني يا سرحان إلى التعرف بسيدك القائد فمتى ترى تستطيع ترتيب ذلك؟.. |
سرحان: سأفعل ذلك قريباً وقريباً جداً إلى اللقاء. |
نسرين: إلى اللقاء. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خافتة نسمع بعدها صوت صمصام يقول): |
صمصام: عسى أنك نجحت في الأعداد للمقابلة يا نسرين.. |
نسرين: كل شيء على ما يرام يا صمصامتي يا أعز إنسان عندي.. |
صمصام: شكراً لك يا أعز إنسانة لدي.. |
نسرين: أهناك أمل في لقائك بعد انتهاء عملي الليلة. أم تنتحل معاذير واهية.. |
صمصام: وحقك يا نسرين ما كذبت عليك في معاذيري.. فأرجو ألا تشوب ثقتك بي أية شائبة. |
نسرين: ما ارتبت قط يا صمصام في ودك لي ولكن قلب المرأة يعيش إذا ما أَحبّ في دوامة من الغيرة والقلق. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة انتقالية نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو): |
سهيل:ما هي آخر الأخبار عن حملة الرسول صلَّى الله عليه وسلم إلى تبوك يا صفوان؟. |
صفوان: الأخبار جد سارة يا سهيل؟.. |
سهيل: سهيل:بشرك الله بالخير.. |
صفوان: والروم في فزع شديد من هذه الحملة والنجاح الذي حالفها في القضاء على الجيوب الرومية على الحدود الشامية.. |
سهيل:لقد كان صلَّى الله عليه وسلم مصيباً في غزوته هذه بالرغم من العقبات والصعوبات التي واكبت تجهيز هذه الحملة.. |
صفوان: لو علم المتخلفون من المسلمين عن المشاركة في هذه الحملة ما حالفها من توفيق ليبكوا دماً بدل الدموع. |
سهيل:من هم المتخلفون. أليسوا جماعة رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ونفر قليل من المسلمين لا يعدون على الأصايع. |
صفوان: أخبار المرافقين لقوافلنا التجارية للشام عما يقوم به الروم هناك من سجن وتعذيب للحرب فيها يدمي القلوب. |
سهيل:لماذا هذا التنكيل والتعذيب؟.. |
صفوان: يقولون إن الروم يخشون أن ينحاز عرب الشام إلى جيش المسلمين إذا ما دخل حدودهم ولذلك قبضوا على زعمائهم ووضعوهم في السجون وأوقعوا بها أنواع التعذيب. |
سهيل:أيظن الروم بهذا التعذيب إنهم يقضون على روح التعاون بين العربي والعربي أينما كان. لقد ساء ظنهم واللهم إن أي عربي في البلاد الشامية هو عين الجيش المسلمين وإن لن يعتنق دين الإسلام.. |
صفوان: هذا ما يعتقده الروم ولذلك قاموا بهذه الاعتقالات الواسعة وأنزلوا أقصى العقوبة وأقسى التعذيب بالمعتقلين. |
سهيل:يا لهم من قساة متوحشين.. |
سهيل:يا لهم من قساة متوحشين.. |
صفوان: حتى النساء العربيات لم يسلمن من شر الروم يا سهيل. |
سهيل:حتى النساء.. يا ويحهم قبحهم الله.. |
صفوان: يتحدثون عن امرأة عربية اسمها الفارعة قبضها عليها الروم وعذبوها لكي يجبروها على الاعتراف عن المكان الذي يختفي به زوجها الحارث ولكنها أصرت على عدم الاعتراف.. |
سهيل:بورك فيها.. بورك فيها.. |
صفوان: جلدها قساة الروم بالسياط فكانت تتجلد وتقول للروم الويل للظالمين سينتقم لي منكم رب المسلمين.. |
سهيل:يا لها من امرأة شجاعة صابرة صامدة.. |
صفوان: وقد أغاظت شجاعتها وتجلدها أحد جلادي الروم فطعنها بحربة في صدرها فاضت روحها على أثرها.. |
سهيل:يا للجبناء.. يا للقساة الآثمين. والله لولا أني أشك أن الفارعة غير مسلمة لعددتها في قائمة الشهيدات.. |
صفوان: من يدري يا سهيل ربما كانت الفارعة تكتم إسلامها. إن الأعمال التي قامت بها ترفعها إلى مصاف الأبطال. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت صمصام يقول): |
صمصام: إذا كنت حقاً أحبك فيجب أن أغار. بل لقطعت يد الرومي التي ستمس يدك ولكن الغاية تبرر الوسيلة. |
نسرين: ثق إني كما تعهدني ولولا أن الغاية هي إنقاذ إخواننا المعتقلين في سجن بصري ما ذهبت إلى هذا الرومي ولو أعطاني ملك الروم. |
صمصام: بورك فيك يا نسرين.. إن إخوانك في الحركة يدعون لك بالتوفيق والسلامة.. |
نسرين: أشكرك وأشكرهم ولتثق أنت وإخواني في الحركة إني مستعدة للتضحية بنفسي في سبيل تنفيذ مهمة يكلفوني بتنفيذها. |
صمصام: باركك الرب وحرسك ووقاك وأعادك سالمة موفقة إلينا. |
نسرين: والآن حان موعد مجيء سرحان يا صمصام. أستودعك الرب وأرجو أن ألقاك ثانية هنا أو في الآخرة من يدري. الرب يدري. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها قرعاً على الباب ترد عليه نسرين قائلة): |
نسرين: من الطارق؟.. |
سرحان: أنا يا نسرين.. سرحان.. |
نسرين: أدخل يا مرحبا يا سرحان.. |
سرحان: ما هذا يا نسرين ما هذا. إنك ترتدين أجمل ملابسك. إنك رائعة فاتنة سيجن بك سيدي القائد.. |
نسرين: شكراً على هذا الإطراء يا سرحان لقد لبست أحسن ثيابي لأني سألقي سيد الروم في بلادي.. |
سرحان: صدقت يا نسرين صدقت.. إنَّ سيدي القائد جورجيوس هو الحاكم بأمره في هذه البلاد.. أحسنت بما فعلت.. |
نسرين: هل أحضرت وسائل النقل يا سرحان؟.. |
سرحان: أجل. أجل.. كل شيء جاهز أمام بابك أمستعدة أنت للذهاب.. |
نسرين: كل الاستعداد.. |
سرحان: إذن هيا بنا.. |
نسرين: هيا بنا إلى سيدك.. |
|