الحلقة ـ 42 ـ |
سويلم: حسناً.. حسناً.. والآن ما الرأي فالجو مهيأ لنا طالما محمد ومن نخشاه من أصحابه توجهوا معه. قرروا ما يجب وبسرعة حتى ينفذ قبل عودة محمد.. |
الجد بن قيس: ولكن علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة يقومان مقام محمد في غيابه والاثنان خطران علينا ولا سيما محمد بن مسلمة.. أتذكرون قتله لكعب من الأشرف.. |
أصوات: من ينسى ذلك ولا يذكره.. |
سويلم: على كل حال بعثت بعض أعواني لرصد الطرق المؤدية إلى داري وإعلامنا بأية حركة مريبة هيا للعمل.. |
أصوات: قل يا جد بن قيس فأنت الآن في مقام زعيمنا عبد الله بن أبي بن سلول.. |
الجد بن قيس: ماذا أقول.. هات أنت يا سويلم فأنت يهودي واليهود أحذق الناس بفن المؤامرات.. |
سويلم: صحيح اليهود أحذق الناس بحبك المؤامرات وتنفيذها ولكن مؤامرتهم ضد محمد فشلت جميعها وهذا أمر عجيب يا قوم.. |
الجد بن قيس: ذكاء محمد لمّاح وخارق وسيطرته عجيبة على كل من اتبعه واهتدى بهديه ولذلك فكل هؤلاء عيون له فلا بد أن تفتضح كل مؤامرة لكم يا يهود.. |
سويلم: ولم لا تقول يا جد بن قيس رب محمد هو الذي يطلعه على كل شيء.. مؤامرة بني النضير من أطلعه عليها.. |
أصوات: رب محمد.. |
سويلم: ومؤامرة الشاة المسمومة من أطلعه؟.. |
أصوات: رب محمد.. |
سويلم: ومؤامراتكم أنتم يا جماعة ابن أُبي بن سلول من أطلع محمداً عليها.. |
أصوات: رب محمد.. |
الجد بن قيس: (صارخاً) جئنا واجتمعنا لقتل محمد لا لتمجيد محمد.. |
سويلم: ورب موسى ما أدري يا قوم إذا ما جاء ذكر محمد أمام ملأ من الناس رأيتهم يمتدحونه حتى لو كانوا أعداءه. |
الجد بن قيس: صدقت يا سويلم هذا ما وقعنا فيه نحن بالفعل. والآن أدعوكم للعمل.. |
سويلم: كنا في الاجتماع السابق كلفنا جماعة منا بأن ترافق الحملة وتنتهز أية غفلة من حراس محمد عنه فتغتاله. وتتخذ من سيره في الليل بمناسبة الحر وسيلة لتنفيذ ذلك. |
أصوات: خطة حكيمة ورأي سديد.. |
الجد بن قيس: وإذا فشلت الخطة هل لدينا غيرها؟ |
أصوات: هل لديكم بديلاً عنها.. |
سويلم: لا شك أن محمداً سيُستقبل بعد هذه المدة استقبال الفاتحين فيجب أن يندس واحد منا فيضرب محمداً ضربة قاضية في زحمة المستقبلين.. |
أصوات: ولكنهم سيقبضون عليه ويقتلونه.. |
سويلم: المؤامرات تحتاج إلى تضحيات بالأنفس والأموال فإذا كنتم مستعدين للتضحية فأركبوا هذا المركب الخشن وإلا فأقعدوا مع القاعدين وأسلموا مع المسلمين. |
اجد بن قيس: رأيك معقول وسليم وسأعرض الأمر على عبد الله بن أُبي بن سلول ليختار الرجل المناسب لتنفيذ الخطة الثانية في حال فشل الخطة الأولى. والآن فلينصرف كل منا إلى داره. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الفارعة تقول): |
الفارعة: كنت أتسوق يا حارث هذا الصباح فإذا الناس زمراً زمراً يتهامسون ويتخافتون وقد استرقت السمع فسمعتهم يتحدثون.. |
الحارث: يتحدثون عماذا يا فارعة. أليس عن جيش محمد الذي وصل إلى تبوك وأسر صاحب دومة الجندل وأخذ منه الجزية وكذلك من صاحب أيلة والجرباء.. |
الفارعة: بلى يا حارث بلى.. إذن أنت على علم بما يتهامس به الناس هنا.. |
احارث: أجل يا فارعة أجل.. |
الفارعة: يقولون إن جيش محمد كبير جداً وأنه أكبر جيش أخرجته الجزيرة يا لفخري واعتزازي أن يكون لأمتي جيش قوي كهذا.. |
الحارث: يا ليتك رأيت وجوه الروم حين علموا بوصول هذا الجيش إلى تبوك وقرعه أبواب هذه البلاد.. |
الفارعة: لا شك أن الروم في فزع من هذا الجيش ولا سيما وجراحهم ما تزال تنزف من حروبهم مع الفرس.. |
الحارث: بلى يا فارعة بلى.. إن الروم في كرب وغم وهم شديد.. لقد حشدوا قوة كبيرة لمواجهة جيش محمد ولكنهم يخشون.. |
الفارعة: يخشون ممن يا حارث؟.. |
الحارث: يخشون منا نحن عرب هذه المنطقة أن ننصر جيش محمد ونساعده ونسانده ضدهم.. |
الفارعة: إنهم محقون يا حارث في خشيتهم هذه. والله إن رأيت طلائع جيش محمد تدق أبواب هذه البلاد فسوف أكون في مقدمة المرحبين والمناصرين والمؤيدين لها.. |
الحارث: كلنا يا فارعة: إن جيش محمد هو جيش الخلاص؟ جيش التحرير من عبودية الروم فقد آن لنا العرب أن نسترد كرامتنا وأن نشعر بأنا أمة تستحق أن تحيا كغيرها من الأمم. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت جورجيوس يقول): |
جورجيوس: سيدي القائد (قباذا).. |
قباذا: ما وراءك يا جورجيوس.. |
جورجيوس: جيش المسلمين.. جيش محمد.. |
قباذا: ماذا عنه.. ماذا عنه قل.. |
جورجيوس: وصل إلى تبوك وأخضعت سراياه دومة الجندل وأيلة والجرباء.. |
قباذا: جيش المسلمين فعل هذا. فعل هذا.. |
جورجيوس: لم تصدقني يا سيدي حين حدثتك عن هذا الجيش وقلت إنه جيش وهمي وإنك لا تصدق وجوده حتى يدق أبواب هذه البلاد وها هو يدك دومة الجندل وهي من مخافر هذه البلاد الأمامية. |
قباذا: الآن صدقت يا جورجيوس فدومة الجندل حصن من حصوننا الأمامية وكذلك ايلة والجرباء.. |
جورجيوس: بم يأمر سيدي القائد وقد أصبح جيش المسلمين يدق أبواب بلادنا؟.. |
قباذا: قبل أن نفكر في قتال المسلمين يجب أن نفكر في العرب الموجودين بين ظهرانينا هنا فكلهم سيكونون عيوناً لإخوانهم العرب المسلمين إذا ما غزانا جيشهم. |
جورجيوس: أرى أن نقوم بحملة اعتقال واسعة نضع فيها من نخشى بأسهم من العرب في السجن ونضع المشبوهين تحت الرقابة الشديدة.. |
قباذا: رأي سديد يجب تنفيذه في الحال يا جورجيوس.. |
جورجيوس: أرجو من سيدي القائد أن يأمر الوالي الغساني بمساعدة أفراد الجيش وقوات الأمن الداخلي على تأدية مهمتهم. |
قباذا سأفعل. وليعلم العرب وولاتهم الغساسنة أن الروم ستحطم رأس كل من تحدثه نفسه بالإخلال بالأمن أو التآمر على سلامة الأمبراطورية. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الحارث يقول): |
الحارث: يقوم الروم بحملة اعتقال واسعة يا فارعة ولا شك أني سأكون في أول قائمة المعتقلين. |
الفارعة: أرى أن تختفي خارج البلد أو تذهب إلى حيث يعسكر جيش محمد.. |
الحارث: إن وجودي هنا يا فارعة يساعد جيش المسلمين فأنا أدرى بعوزات جيش الروم ولا سيما وقد خدمت فيه وأشتركت في معاركه مع الفرس. |
الفارعة: ولكن اختفاءك ضروري يا حارث قبل أن يقبضوا عليك.. فإنهم إن فعلوا فالقتل سيكون مصيرك.. |
الحارث: ولكني أخشى عليك أكثر مما أخشى على نفسي.. إنني أعلم بظلم الروم وقسوتهم ووحشيتهم وخاصة مع النساء. |
الفارعة: يا ليتني أستطيع الهرب معك يا حارث لولا أني أخشى أن أكون عبئاً ثقيلاً عليك. |
الحارث: ولكن كيف أتركك في هذه الفترة العصبية وأهرب. |
الفارعة: ولكن حياتك فيها فائدة لجيش المسلمين أكثر مني لو قدر أن أموت تحت سياط وتعذيب جلادي الروم.. |
(نسمع شديداً على الباب وصوت جورجيوس يقول): |
جورجيوس: افتحوا الباب وإلا حطمناه بقوة السلاح.. |
الفارعة أهرب يا حارث إنهم الروم.. أهرب وأنج بنفسك.. |
الحارث: وأتركك لمن. لهؤلاء الروم القذرين القساة المتوحشين. |
الفارعة: هذه قسمتي ونصيبي يا حارث.. |
(يشتد القرع على الباب والمحاولة لتحطيمه يختلط بصوت الفارعة تقول): |
الفارعة: تنح يا حارث. أهرب قبل أن يقبضوا عليك.. |
الحارث: وداعاً يا فارعة.. وداعاً يا زوجتي.. يا أعز إنسانة لدي.. |
الفارعة: وداعاً يا أعز إنسان لدي.. |
(في الوقت الذي يهرب الحارث يحطم الروم الباب ويدخلون وعلى رأسهم جورجيوس الذي يقول والموسيقى مصاحبة): |
جورجيوس: أين زوجك يا هذه؟ |
الفارعة: خرج منذ الصباح ولم يعد بعد.. |
جورجيوس: إنك تكذبين يا لعينة.. |
الفارعة: كن مؤدباً أيها القائد.. إنني امرأة وعليك احترامي.. |
جورجيوس: إن سيدات العرب لا يستحقن الاحترام.. |
الفارعة: ولا سيدات الروم أليس كذلك أيها القائد المحترم.. |
جورجيوس: أتكيلين لي الصاع بالصاع.. |
الفارعة: والبادي أظلم.. |
جورجيوس: ما أوقحك. قولي أين زوجك أيتها الخبيثة.. |
الفارعة: اضبط لسانك أيها القائد وإلا امتنعت عن الإجابة.. |
جورجيوس: طيب قولي أين زوجك الحارث.. |
الفارعة: لا أدري.. لا أدري.. |
جورجيوس: (صارخاً) وتريدين منا أن نحترمك وهذه إجابتك.. |
الفارعة: أتريدني أن أكذب عليك واقول لك إن زوجي في مكان كذا.. |
جورجيوس: ولكنك من دون شك تعرفين أين يكون زوجك الآن.. |
الفارعة: قلت لك أيها القائد لا أدري.. لا أدري.. |
جورجيوس: قولي وإلا أنتزعت الاعتراف منك بقوة السياط.. |
الفارعة: لا يهمني التعذيب. فالرب سينتقم من الظالمين.. |
جورجيوس: لقد عيل صبري. أوثقوا يديها وأربطوها إلى أحد هذه الأعمدة وأجلدوها حتى تعترف.. |
(نسمع جلد السياط وصوت الفارعة المكبوت يقول من الألم): |
الفارعة: أم. أم. أم. الويل للظالمين. الويل للظالمين. سينتقم لي منكم رب المسلمين. أم. أم. أم. |
|