الحلقة ـ 38 ـ |
صفوان: أأسلم عكرمة يا سهيل؟.. لم يبق إلاَّ أنت وأنا.. |
سهيل:من يدري لعلّنا مسلمين في قلوبنا ولكن تأبى أفواهنا أن تنطق بذلك.. |
صفوان: أما والله لقد صدقت يا سهيل إننا مسلمون في قلوبنا ولكننا لا ندري متى تنطق بشهادة الإسلام ألسنتنا.. |
سهيل:يا لبئس ما توارثناه عن الآباء من عنجهيات وعادات بليت الزمان ولما تبلى وتنكر اناس لها ونحن ما زلنا متمسكين بها.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عكرمة تقول): |
عكرمة: لم يبق من زعماء قريش على الشرك إلا سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية.. |
أم حكيم: ولكن زوج صفوان البغوم بنت المعدل أسلمت يا عكرمة.. |
عكرمة: بلى ولكن لم يكن لها تأثير على زوجها كتأثيرك أنت يا أم حكيم.. |
أم حكيم: كم أنا فخورة يا عكرمة بما تقول ولكن أين أخلاقك من أخلاق صفوان؟.. |
عكرمة: وأبين قوة شخصيتك من المسكينة زوج صفوان.. لقد هرب وتركها كما هربت أنا وتركتك.. أنت لحقت بي بينما هي لم تلحق بزوجها ولولا عمير بن وهب ابن عمه لكان صفوان في عداد الهالكين.. |
أم حكيم: إن الرباط الذي يشدني إليك يا عكرمة أقوى من الرباط الذي يشد زوج صفوان إليه.. فأنت زوجي وأنت ابن عمي وأنا مشدودة إليك من كل الجهات.. أما زوج صفوان.. |
عكرمة: أما زوج صفوان فبعيدة عنه كل البعد.. |
أم حكيم: والشيء الذي يحيرني يا عكرمة هو صبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على صفوان.. لقد أمهله أربعة شهور وأنت تعرف عداوة صفوان لرسول الله.. |
عكرمة: بلى يا أم حكيم بلى.. ولكن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يعرف كيف يتألف قلوب أعدائه.. |
أم حكيم: صحيح يا عكرمة ولكن ماذا يقصد صفوان بطلبه هذه المهلة بم يفكر يا ترى؟ |
عكرمة: لعلّه يفكر في انتفاضة جديدة لقريش.. |
أم حكيم: ولكن الكثرة الساحقة من قريش أسلمت.. أتراه يعلق على قبائل هوازن وثقيف.. وما تحمله الأنباء من أنهم يزمعون غزو رسول الله قبل أن يغزوهم.. |
عكرمة: لا تستبعدي مثل هذا التفكير على صفوان بن أمية يا أم حكيم فخيالاته واسعة وأحلامه لا حد لها.. |
أم حكيم: وسهيل بن عمرو يا عكرمة لم هذا التردد الذي يهيمن عليه.. |
عكرمة: سهيل بن عمرو يا أم حكيم تفكيره يختلف عن تفكير صفوان سهيل في رأيي أسلم قبل أي أحد منا ولكنه يخفي إسلامه ليظهره في الوقت المناسب.. |
أم حكيم: عبد الله بن سهيل وزوج سهيل أسلما وسهيل حائر متردد.. |
عكرمة: إسلام عبد الله بن سهيل هو الذي يؤكد لي أن سهيل بن عمرو قد أسلم مع ابنه أو بعده بقليل وستثبت الأيام صدق حدسي يا أم حكيم.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول): |
عباد: تتواتر الأخبار يا بن مسلمة على أن زعماء قبائل هوازن وثقيف اجتمعوا فقالوا: |
محمد بن مسلمة: قالوا ماذا يا عباد؟ |
عباد: قالوا إن محمداً قاتله قوم لم يحسنوا القتال ولم يكن لهم علم به فغلب عليهم وأنهم سيبغتون المسلمين قبل أن يسير هؤلاء إليهم.. |
محمد بن مسلمة: قاتلهم الله من قال لهم إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم سيهاجمهم فجأة أو يفكر في غزوهم؟.. |
عباد: هكذا خيل إليهم يا بن مسلمة وهو تصور جسده فتح مكة وانحسار زعامة قريش.. |
محمد بن مسلمة: ما تقوله هذه الأخبار عن تجمع لقبائل ثقيف وهوازن صحيح يا عباد.. ولهذا أمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بالتجهيز لقتالهم.. |
عباد: قبائل هوازن وثقيف من أشد القبائل تمرساً بالقتال وفيهم رماة لا يعدلهم أحد في الجزيرة.. |
محمد بن مسلمة: ونحن لهم بأذن الله وعونه وتوفيقه.. |
عباد: أرجو من الله أن يصرف عنا شر الغرور يا بن مسلمة ففتح مكة في الحقيقة فتح قد يلقى الغرور في قلوب بعض ضعاف الإيمان.. |
محمد بن مسلمة: أنا لا أخشى من هؤلاء المغتربين يا عباد - إن وجدوا بيننا - وإنما أخشى.. |
عباد: تخشى بماذا يا بن مسلمة؟.. |
ابن مسلمة: أخشى من جيش الطلقاء الذين سينفرون معنا بقصد النهب والسلب والطمع في الغنائم.. |
عباد: ألا يمكنك السيطرة عليهم يا بن مسلمة.. على الأقل تجميعهم في مكان بعيد عن قواتنا المشتركة أو في المؤخرة مثلاً.. |
ابن مسلمة: ولكن أكثرهم من الشباب المتحمسين ومن الغوغاء الذين يصعب ضبطهم حين تحتدم المعركة.. إنهم يا عباد سيكونون أول المقاتلين وأول المنهزمين لأنهم لا يستطيعون تحمل ثقل المعركة ولا أساليب القتال.. |
عباد: صدقت يا بن مسلمة.. إن هؤلاء الطلقاء لو تعرضوا لنبال ثقيف وهوازن أو حُسَّتْهُمْ سيوفهم لفروا لا يلوون على شيء.. وقرارهم لا شك سيؤثر على القوات التي تكون خلفهم.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية وقعقعة سلاح وصهيل خيل ووقع حوافرها وأصوات تهليل وتكبير نسمع بعدها صوت صفوان بن أمية): |
صفوان: هل ستخرج يا سهيل مع محمد لقتال ثقيف وهوازن؟.. |
سهيل:ولم لا.. وأنت ألا تريد الخروج؟.. |
صفوان: بلى يا أبا يزيد بلى وسيكون معنا ثمانون ممن لم يسلموا.. |
سهيل:ثمانون يا صفوان.. كيف يجرؤ محمد على أخذهم معه ألا يخشى أن يكونوا عيوناً عليه؟.. |
صفوان: ما رأيت أثبت من جنان محمد ولا أقوى من يقينه وإيمانه.. |
سهيل:إنها النبوة يا صفوان.. إن من بعث محمداً هو الذي يمده بهذه القوة وبهذا اليقين والثبات.. |
صفوان: بلى يا سهيل بلى وسيكون أبو سفيان معنا.. |
سهيل:أبو سفيان معنا وهند أليست معه؟.. |
صفوان: (يضحك) وهند.. أهي غزوة أُحد يا سهيل أم أن أبا سفيان لا يستطيع القتال إلا إذا كانت هند بنت عتبة بجانبه؟.. |
سهيل:لا ولكن أعرف أن أبا سفيان لا يرتاح إلى سفر أو قتال إلا إذا كانت هند بجانبه.. |
صفوان: لا أظن يأخذها معه في هذه المرة لأن المعركة ينتظر أن تكون رهيبة يا سهيل فقد حشدت لها ثقيف وهوازن أكثر من عشرين ألف مقاتل.. |
سهيل:هكذا يقولون يا أبا أمية وقد علمت أن محمداً أخذ منك سلاحاً واستقرض مالاً.. |
صفوان: بلى يا سهيل بلى.. |
سهيل:وإنك قلت لمحمد حين طلب السلاح: أغضباً يا محمد فأجابك بل عارية مرجوعة. وأنه طلب منك أن تنقل السلاح إلى أرض المعركة.. |
صفوان: بلى يا سهيل بلى.. أراك واقفاً على كل ما دار بيني وبين محمد.. |
سهيل:وعلمت أنه أخذ سلاحاً من نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ومالاً من حويطب بن عبد العزى.. |
صفوان: لو كان أحد غير محمد هو الذي فتح مكة لاستغنى وأغنى ولما احتاج أن يستقرض سلاحاً ومالاً من أحد.. |
سهيل:أتدري من سيخرج معنا في هذه المعركة أيضاً.. |
صفوان: من يا أبا يزيد.. من..؟ |
سهيل:عكرمة بن أبي جهل.. |
صفوان: عكرمة.. وبهذه السرعة.. |
سهيل:إنه الإيمان يا صفوان أوجب عليه الخروج لقتال المشركين والجهاد في سبيل نصرة هذا الدين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عكرمة يقول): |
هكرمة: هيء لي الزاد والسلاح يا أم حكيم.. |
أم حكيم: إلى أين يا عكرمة.. |
عكرمة: إلى قتال المشركين مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. |
أم حكيم: إلى قتال ثقيف وهوازن يا عكرمة.. |
عكرمة: بلى يا أم حكيم بلى.. |
أم حكيم: ألا تقعد مع القاعدين وأنت لما تسترح بعد من وعثاء سفرك إلى اليمن.. |
عكرمة: رسول الله يخرج لقتال المشركين وأقعد مع القاعدين.. إذن لماذا سلمت.. صفوان بن أمية المشرك سيخرج مع محمد للقتال وأنا المسلم الذي نذرت نفسي منذ أسلمت للدفاع عن هذا الدين أقعد مع القاعدين.. لا والله لن يكون هذا أبداً وفيّ عرق ينبض.. |
أم حكيم: بورك فيك.. بورك فيك.. هذه والله صفات المسلم والله لو سمح لي بالاشتراك ما تأخرت دقيقة واحدة.. سر على بركة الله والله معك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية تختلط باصوات التهليل والتكبير وكر الخيل وفرها.. وسقوط القتلى وأنين الجرحى وأصوات تقول): |
أصوات: المسلمون ينهزمون.. المسلمون ينهزمون.. حصدتهم نبال ثقيف وهوازن.. |
صوت: هزيمتهم والله لن يردها إلا البحر.. |
صوت: غلبت والله هوازن.. |
صفوان: ملأ الله فاك بالحجارة والتراب أيها القائل.. |
صوت: بطل سحر محمد يا صفوان.. |
صفوان: اسكت فض الله فاك.. |
صوت: ابشر بهزيمة محمد وأصحابه يا صفوان.. |
صفوان: أتبشرني بظهور الأعراب يا هذا، والله لأن يريني رجل من قريش أحب إلي من أن يريني رجل من الأعراب.. |
|