الحلقة ـ 37 ـ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأمواج البحر وهديرها نسمع بعدها صوت عكرمة بن أبي جهل يقول): |
عكرمة: يا هذا.. يا أيها الربان إلى أين سائر بمركبك..؟ |
الربان: إلى اليمن يا هذا.. أتريد أن تصحبنا.. |
عكرمة: هل ستقلعون الآن يا هذا؟.. |
الربان: لقد جئت ونحن على وشك أن نرفع مراسي السفينة.. |
عكرمة: هل أجد في سفينتك مكاناً لي؟.. |
الربان: حباً وكرامة. الأماكن ميسورة.. هيا.. أين حوائجك.. |
عكرمة: هاهي يا هذا؟.. |
الربان: هيا بنا.. بسم الله مجراها ومرساها..؟ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول): |
عباد: إني أرى امرأة متنقبة تقترب من مجلس الرسول صلَّى الله عليه وسلم.. |
محمد بن مسلمة: لعلّ لها حاجة يا عباد.. |
عباد: ولكني أراها وحدها ولا أحد معها حتى يعرفها برسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. |
محمد بن مسلمة: إنها واثقة من قدرتها على الكلام من دون وسيط.. |
أم حكيم: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. |
عباد: وهاهو رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يرد التحية بأحسن منها ويسألها من هي فتقول: |
أم حكيم: أنا أم حكيم بنت الحرث بن هشام زوج عكرمة الذي ذهب عنك إلى اليمن خشية أن تقتله وقد جئت ألتمس له الأمان فهلا أمنته وقد وسع حلمك يا رسول الله الكثيرين.. |
محمد بن مسلمة: كيف جاءت أم حكيم إلى هنا يا عباد.. سوف تضيع علي فرصة قتل عكرمة.. |
عباد: صه يا بن مسلمة هاهو رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول لها: هو آمن.. |
محمد بن مسلمة: لقد أفلت عدو الله ورسوله من بين أيدينا.. |
عباد: من يدري يا بن مسلمة فقد يأتيك غداً يشهد بشهادة الحق أمام رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بل ربما تراه في يوم من الأيام وهو من أشد أنصار هذا الدين.. |
محمد بن مسلمة: ربما انضم إلى صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو فيمنحه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم الخيار.. |
عباد: ألم يسلم سهيل بن عمرو بعد يا بن مسلمة؟.. |
محمد بن مسلمة: لم أشهده يعلن إسلامه.. |
عباد: يقيني أنه أسلم ولكنه أرجأ ظهور إسلامه إلى فرصة أخرى.. |
محمد بن مسلمة: إن حركاته وأعماله تدل على ذلك.. إنه من عقلاء قريش ولا يستبعد أن يكون أسلم في الخفاء.. |
عباد: انظر هاهي أم حكيم تسرع من عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وكادت تتعثر من سرعتها.. |
محمد بن مسلمة: إنه بعلها يا عباد وليس عندها أغلى منه.. أتراه مختبأ في مكة أم خارجها؟.. |
عباد: ولكن زوجه أم حكيم تقول إن عكرمة ذهب إلى اليمن.. |
محمد بن مسلمة: لعلّها تكون صادقة فشعار المسلم الصدق.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة وزوابع وعواصف وهدير أمواج وصخبها وصوت ربان السفينة يقول): |
الربان: يا قوم أدع الله مخلصين فالعاصفة شديدة والموج كالجبال. |
أصوات: يا رب.. يا رب.. نجنا يا رب.. ألطف بنا يا رب.. |
الربان: قل مع الناس يا هذا. تكلم وأدع كما يدعون.. |
عكرمة: ماذا اقول؟ |
الربان: قل لا إله إلا الله.. |
عكرمة: ما هربت إلا من هذا.. يا إلهي إن هذا أمر تعرفه العرب والعجم حتى بحارة السفن ما الدين إلا ما جاء به محمد.. |
الربان: أخلص يا هذا أخلص.. تشهدوا يا قوم.. تشهدوا.. |
(موسيقى تختلط بهدير الموج الصاخب واصوات تقول): |
أصوات: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداَ رسول الله.. |
عكرمة: محمد في كل مكان. محمد في الأزمات والشدائد.. والله لئن لم ينج من البحر إلا الإخلاص لا ينجي في البر غيره. اللَّهم لك عهد عليّ إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفواً غفوراً كريماً. |
أصوات: يا رب.. يا رب.. نجنا يا رب.. ألطف بنا يا رب.. |
(يهدأ الموج وتسكن الريح فيقول الربان): |
الربان: الحمد لله.. سكنت الريح.. استجاب الله لدعائكم.. أحمدوه يا قوم وأشكروه على نعمه.. |
أصوات: الحمد لله والشكر لله.. الحمد لله والشكر لله.. |
الربان: سنعود من حيث أتينا يا قوم فمركبنا لا تستطيع السفر بعدما لاقت ما لاقت من الأمواج.. سنصلح ما بها من عطب ثم نواصل سفنا.. |
أصوات: العودة.. العودة.. العودة.. |
(موسيقى العودة تختلط باصوات الركاب وهمهماتهم ثم نسمع بعدها صوت عكرمة يقول): |
عكرمة: ما جاء بك يا أم حكيم.. |
أم حكيم: جئتك يا عكرمة من عند أبر الناس وخير الناس لا تهلك نفسك فإني قد استأمنت لك رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. |
عكرمة: أنت فعلت يا أم حكيم؟.. |
أم حكيم: نعم أنا كلمته فأمنك.. |
عكرمة: هيا بنا يا أم حكيم.. هيا.. فقد آن أن أنجز ما عاهدت الله عليه وأنا بين الموت والحياة.. |
أم حكيم: كيف يا عكرمة.. |
عكرمة: سأقص عليك ذلك ونحن في طريقنا إلى محمد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول): |
سهيل:مرحباً بك يا صفوان. وأهلاً وسهلاً .. ها نحن نجتمع اليوم لا لتدبر مؤامرات وحملات ضد محمد بل للتحدث عن محمد ومكارم محمد.. |
صفوان: أجل يا سهيل أجل: لقد غمرنا محمد بعفوه وكرمه.. |
سهيل:أكنت تحلم بهذا يا صفوان.. |
صفوان: لا ورب البيت كنت أنتظر أن أكون في طليعة المقتولين.. |
سهيل:ولكن محمداً أسرنا بعفوه حين قدر.. |
صفوان: بلى يا أبا جندل بلى.. لقد بدأت أحاسيسي العدائية نحوه تتحول إلى تقدير وإعجاب.. |
سهيل:ألا ترى أن هذا التحول هو مقدمة لإسلامك يا أبا وهب.. |
صفوان: لست أدري يا سهيل فلئن اسلمت فلست بأول ولا بآخر من أسلم وقد سبقني أبو سفيان وهند بنت عتبة.. |
سهيل:وبهذه السرعة يا صفوان.. |
صفوان: إن أبا سفيان حفظ مكانته ومقامه بمبادرته للإسلام.. |
سهيل:ثم إن محمداً كرم أبا سفيان حين جعل داره أماناً لكل من دخله والتجأ إليه.. |
صفوان: بلى يا سهيل مكرمة لمحمد على أبي سفيان لا أظنه ينساها.. |
سهيل:وهند التي مثلت بعم محمد ولاكت كبده ولم تترك وسيلة من وسائل التحريض ضد محمد إلا سلكتها. ومع كل ذلك عفا عنها محمد وكرمها.. |
صفوان: وعلمت يا سهيل فيما علمت أنها أصبحت أكبر داعية لمحمد ودين محمد.. |
سهيل:بلى يا صفوان بلى.. سبحان مغير الأحوال. أبو سفيان وهند لسانين من ألسنة محمد.. |
صفوان: وأنت وأنا يا سهيل أترانا سنبقى طويلاً على هذا التردد والحيرة لقد أعطاني محمد الخيار أربعة شهور.. أما أنت.. |
سهيل:أمَّا أنا يا أبا وهب فترددي لن يطول طويلاً. ويقيني أنك بعد أشهر الخيار ستسلم يا صفوان إن لم يكن قبلها.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول): |
عباد: سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول يا بن مسلمة هذا اليوم يأتيكم عكرمة بن ابي جهل مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا إباه فإن سبب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت.. |
محمد بن مسلمة: لا شك أنها إشارة من رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بقرب قدوم عكرمة بن أبي جهل مسلماً.. |
عباد: وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي.. |
محمد بن مسلمة: صه يا عباد إني أرى امرأة متنقبة هي أم حكيم ولا شك وهذا عكرمة زوجها معها. انظر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يثب قائماً حين يراه ويرمي عليه رداءه ويقول ما معناه. مرحباً بمن جاء مؤمناً مهاجراً.. |
عباد: وها هو عكرمة عندما ينتهي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول): |
عكرمة: إن أم حكيم أخبرتني أنك أمنتني.. |
محمد بن مسلمة: وها هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول له.. صدقت فأنت آمن.. |
عكرمة: إلامَ تدعو يا محمد.. |
عباد: وها هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول له. أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وعدد رسول الله له خصلة الإسلام فقال عكرمة.. |
عكرمة: والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل قد كنت فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثاً وأبرنا براً.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك عبده ورسوله.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
عكرمة: ثم ماذا يا رسول الله.. |
محمد بن مسلمة: وهاهو رسول الله يقول له.. تقول أشهد الله وأشهد من حضر أني مسلم مجاهد مهاجر.. |
عكرمة: اشهد الله وأشهد من حضر أني مسلم مجاهد مهاجر.. |
عباد: وهاهو رسول الله يقول لعكرمة.. لا تسألني اليوم شيئاً أعطيه أحداً إلا أعطيتكه.. |
عكرمة: يا رسول الله أسألك أن تستغفر لي كل عداوة وعادئيك وكل مسير وضعت فيه. أو مقام لقيتك فيه أو كلام قلته في وجهك أو أنت غائب عنه.. |
محمد بن مسلمة: وهاهو رسول الله يقول بما معناه اللَّهم اغفر له كل عداوة عادانيها. وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك واغفر له ما نال مني سواء في وجهي أو أنا غائب عنه.. |
عكرمة: رضيت يا رسول الله.. إنا والله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقتها في سبيل الله ولا قتالاً كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول): |
سهيل:ما هي آخر الأخبار عن عكرمة يا صفوان؟.. |
صفوان: لا علم عندي بشيء عنه غير فراره إلى اليمن وأخذ زوجه أم حكيم الأمان له من محمد.. |
سهيل:هذا كل ما لديك عن عكرمة يا أبا وهب؟ |
صفوان: يلوح لي يا سهيل أن لديك أخباراً هامة عن عكرمة.. |
سهيل:لقد أسلم عكرمة وأعلن إسلامه أمام محمد الذي استغفر له عن كل عداوة عاداها لمحمد أو كلام قاله في وجهه أو هو غائب عنه.. |
|