شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 36 ـ
أبو سفيان: أرأيت الموقف الذي وقفه رسول الله من أهل مكة..
هند: بلى يا أبا سفيان إنه موقف رائع.. موقف العفو عند المقدرة ولقد أكبرت رسول الله كثيراً بعدما رأيت وأبصرت بأم عيني..
أبو سفيان: كنت أخشى أن يتأثر بموقف القبائل التي اشتركت معه في القتال فيبيح لهم مكة يومين أو ثلاثة ولكن كان في منتهى الشرف والكرامة..
هند: وموقفه منك يا أبا سفيان.. لقد حماك من سيف عمر بن الخطاب وكرمك بأن جعل دارك أماناً لمن التجأ إليها..
أبو سفيان: لقد كنت يا هند ناقمة علي وكنت تحرضين الناس على قتلي.. أنسيت؟..
هند: أنت تعرف عدائي للمسلمين يومئذ ثم حرصي على أن لا يدخل محمد مكة هو الذي دفعني إلى اتخاذ ذلك الموقف العدائي ضدك..
أبو سفيان: ابلغت كراهيتك لمحمد ولأصحاب محمد إلى حد التحريض على قتلي يا لسوء حظي معك يا هند..
هند: سمعت من بعض نساء المسلمين أن رسول الله كان يقول بما معناه النساء ناقصات عقلاً وديناً وهل أنا إلا امرأة يا أبا سفيان فاسمح ولا تحقد عليّ فقد كان الموقف بالنسبة لقريش موقف حياة أو موت..
أبو سفيان: لو لم أسمع يا هند ما كنت الآن بجانبي ولا كنت أنا بجانبك أن هذا العنف الذي يعتريك في بعض الأحايين أرجو أن يخفف الإسلام من غلوائه وأن يكون اندفاعك وحماسك مستقبلاً هو لإعلاء كلمة الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عمير بن وهب يقول):
عمير: ها نحن نصل إلى حيث يجلس رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.
صفوان: احرسني جيداً يا عمير فإني أخشى سيوف المسلمين..
عمير: لقد أمنك رسول الله ولا أحد يستطيع الاقتراب منك بل حتى النظر إليك باحتقار..
صفوان: سوء الظن من أقوى الفطن يا عمير..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول):
عباد: إني أرى عمير بن وهب يقصدنا ومعه رجل لا أعرفه..
محمد بن مسلمة: إنه.. إنه صفوان بن أمية..
عباد: صفوان بن أمية عدو الله ورسوله اللدود.. ليت رسول الله لم يعطه الأمان لعانق سيفي رأسه..
محمد بن مسلمة: صه يا عباد.. إن صفوان بن أمية يقول لرسول الله..
صفوان: إن عميراً هذا يزعم أنك أمنتني..
عباد: وهاهو رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول له: صدق..
صفوان: أمهلني بالخيار شهرين..
عباد: وهاهو رسول الله يقول له: أمنت بالخيار أربعة شهور..
محمد بن مسلمة: ما أعظمك يا رسول الله.. صدرك الرحب وسع أعدى عدو لك فأكرمته وأمنته وكان باستطاعتك سحقه تحت قدميك..
عباد: ألم يقل فيه ربه: وإنك لعلى خلق عظيم..
عمير: هيا بنا يا صفوان فقد بلغت سؤلك وزيادة..
صفوان: إن محمداً يعرف كيف يتألف قلوب أعدائه..
عمير: إنها أخلاق النبوة يا صفوان..
صفوان: إنه أسرني بحلمه وكرمه وسعة صدره وعظمة خلقه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الحويرث بن نقيد يقول):
الحويرث: لقد أهدر محمد دمي يا فضالة بن عمير وها أنذا أتنقل من دار إلى دار ولا أدري متى أقتل..
فضالة: ذنبك كبير يا الحويرث لقد آذيت محمداً كثيراً عندما كان بمكة. هجوته وأفحشت في هجائك وشتمته وعظمت القول فيه..
الالحويرث: أجل يا فضالة أجل: لو أني أعلم أن محمداً سيبلغ ما بلغ لما أقدمت على ذلك..
فضالة: قد يغفر محمد سبابك وهجاءك له ولكنه لا ينسى لك أنك كنت السبب في موت ابنته زينب حين نخست البعير الذي تركبه فسقطت على صخرة واسقطت جنينها ولم تزل مريضة حتى ماتت..
الحويرث: ولكني لم أكن وحدي في هذا العمل بل شاركني هبار بن الأسود..
فضالة: إنه الآخر أهدر دمه محمد..
الحويرث: أتذكر ما بيننا من ود ومحبة يا فضالة..
فضالة: كيف لا أذكر بل كيف أنسى أياديك عليّ يا الحويرث..
الحويرث: هل لي أن أسألك شيئاً إن فعلته أعطيتك كل مالي ومال زوجتي وأنت تعلم كم هي ثرية..
فضالة: أعلم كل ذلك ولكن لم هذا العطاء؟..
الحويرث: إنني مقتول يا فضالة عاجلاً أم آجلاً ولا أريد أن يذهب دمي هدراً..
فضالة: حسناً وكيف تمنع عن نفسك ذلك..
الالحويرث: بل أنت يا فضالة.. فأنت وحدك القادر على ذلك..
فضالة: أنا.. أنا.. وقادر على كل ذلك. كيف يا الحويرث.. كيف..
الحويرث: تقتل محمداً ولك كل مالي ومال زوجي..
فضالة: ليتني أستطيع يا الحويرث.. فإني أخشى أن يطلعه ربه على ما في نفسي فأقتل..
الحويرث: فنقتل معاً يا فضالة وما دام رباط المودة بيننا قوياً فيجب أن نعيش معاً أو نموت معاً..
فضالة: لقد طلبت محالاً يا الحويرث ولكني سأفعل المحال في سبيلك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي سفيان يقول):
أبو سفيان: وهذه مكرمة جديدة لمحمد يا هند..
هند: ما هي يا أبا سفيان؟..
أبو سفيان: أن يؤمن عدوه الألد صفوان ويعطيه الخيار بالإسلام أربعة شهور في حين أن صفوان طلب شهرين..
هند: إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يعرف كيف يسترق قلوب ألد أعدائه وأشد خصومه..
سهيل:ألا تضمين نفسك يا هند إلى قائمة الأعداء الألداء لمحمد. لقد كنت بالأمس تنقمين عليه وتحرضين قريشاً على قتاله. بل وتحرضينهم على قتل زوجك حين علمت بإسلامه فإذا بك تسلمين وتقولين الآن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..
هند: بلى يا سهيل بن عمرو.. والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي من أن يذلوا من أهل خباء محمد ثم ما أصبح اليوم وما على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلى أن يغزو من أهل خباء محمد..
أبو سفيان: أنسيت يا هند مكرمة محمد على سهيل بن عمرو؟..
هند: وهل يستطيع هو أن ينساها إن نحن نسيناها. لقد أمنه وترك له الخيار..
سهيل:لم لا تسلم كما أسلمنا يا سهيل فتريح نفسك من دوامة الحيرة التي تعيشها؟..
سهيل:لم يحن الوقت يا هند..
أبو سفيان: أتراك تفكر في بعث جديد لقريش..
سهيل:لا يا أبا سفيان.. لا افكر في ردة لقريش وإنما أفكر في اليوم الذي يحمل فيه القرشيون رسالة الدين الإسلامي لينشروها ويبلغوها إلى الناس أجمعين..
هند: لولا أني سمعت من بعض المسلمات أن في القرآن آية تقول: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُم (سورة البقرة: 224) لأقسمت أنك أسلمت يا سهيل وأنك تكتم إسلامك لحاجة في نفسك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول):
عباد: سلمت يدك يا علي بن أبي طالب لقد أنتقم. لزينب بنت عمه من قاتلها الحويرث بن نقيد..
محمد بن مسلمة: كيف يا عباد؟..
عباد: سأل علي بن أبي طالب عن الحويرث وهو في بيته قد أغلق عليه بابه فقيل هو في البادية..
محمد بن مسلمة: ولم يصدق علي ابن أُبي طالب الكلام..
عباد: طبعاً. ولذلك تنحى عن الباب بحيث لا يراه أحد.. فخرج الحويرث يريد أن يهرب من بيت ألى آخر فتلقاه علي فضرب عنقه.
محمد بن مسلمة: لا شلت يمينه..
عباد: ليته يستطيع قتل هبار بن الأسود لأنه كان شريكه في قتل زينب بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..
محمد بن مسلمة: بقى عكرمة بن ابي جهل يا عباد.. إني أبحث عنه وقد أعياني طلابه..
عباد: سيأتي به الله..
محمد بن مسلمة: أريد أن أرى رأسه على سنان رمح من رماح المسلمين..
عباد: أنت يا بن مسلمة وأنا نعد أنفسنا مقصرين في تعقب عكرمة وصفوان. حتى قيَّض الله لصفوان ابن عمه عمير فأخذ له الأمان وأخشى أن يجد عكرمة بن أبي جهل من يأخذ له الأمان أيضاً..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول):
سهيل:أعلمت بمحاولة القتل التي جرت لمحمد يا أبا سفيان؟..
أبو سفيان: كيف.. ومن هو فاعلها..
هند: قبحه الله من مجرم سافل دنيء..
سهيل:أتعرف فضالة بن عمير؟..
أبو سفيان: ابن الملوح الليثي يا سهيل؟ بلى. أعرفه. أهو الفاعل..
سهيل:أراد فضالة قتل محمد وهو يطوف بالبيت فلما دنا منه إذا بمحمد يقول له..
هند: ماذا قال له؟..
سهيل:قال له.. أفضالة؟.. قال نعم فضالة يا رسول الله..
هند: لا يستحي أن يقول رسول الله بينما هو يحاول قتل رسول الله..
سهيل:قال محمد.. ماذا كنت تحدث به نفسك؟..
أبو سفيان: لا شك أنه أنكر يا أبا يزيد..
سهيل:بلى يا أبا سفيان. قال فضالة.. لا شيء.. كنت اذكر الله عزّ وجلّ..
هند: ويحه ما أكذبه على الله عزّ وجلّ. وبعد يا سهيل وبعد..
سهيل:فضحك محمد ثم قال له استغفر الله..
هند: ألم يسقط فضالة.. هلعاً وفزعاً..
سهيل:كان قلب فضالة يسقط من شدة الخوف والرعب ولكن محمداً وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه..
أبو سفيان: كيف عرفت هذا يا سهيل.
سهيل:من فضالة نفسه الذي قال لي أيضاً..
هند: قال ماذا قبحه الله..
سهيل:قال يا سهيل والله ما رفع محمد يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :787  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج