الحلقة ـ 33 ـ |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء يا رافع.. |
رافع: هذه جهينة.. |
أبو سفيان: مالي ولجهينة والله ما كان بيني وبينهم حرب قط.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء؟.. |
رافع: هذه قبيلة أشجع يا أبا سفيان.. |
أبو سفيان: هؤلاء كانوا أشد العرب على محمد.. |
رافع: إن مولاي العباس يقول لك. أدخل الله الإسلام في قلوبهم وهذا من فضل
الله.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء يا رافع..؟ |
رافع: هذه قضاعة.. |
أبو سفيان: ما مر محمد بعد يا رافع.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: سبحان الله ما هذه الكتيبة الخضراء التي ما سبق أن مر مثلها إنهم في الحديد لا يرى منهم إلا
الحدق.. |
رافع: هذا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار.. |
أبو سفيان: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة.. والله يا أبا الفضل.. أتسمعني.. |
رافع: إنه يسمعك.. |
أبو سفيان: والله يا أبا الفضل.. لقد اصبح ملك ابن أخيك الغداة
عظيماً.. |
رافع: إن مولاي العباس يقول لك.. إنها النبوة.. إنها النبوة يا أبا سفيان.. |
أبو سفيان: نعم يا رافع.. نعم.. |
أبو سفيان: صدقوا وأنا عمه.. |
اليهودي: أأخو أبيه أنت يا أبا سفيان؟.. |
أبو سفيان: نعم.. نعم.. |
اليهودي: حدثني عنه. وفصل في حديثك.. |
أبو سفيان: لا تسألني أيها الحبر فما كنت أحسب أن يدعي هذا الأمر أبداً وما أحب أن أعيبه وغيره خير
منه.. |
اليهودي: إذن فليس بابن أخيك أذى على يهود وتوراة موسى منه.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت رافع يقول): |
رافع: فتأدّى الخبر إلى مولاي العباس بن عبد المطلب فتحمس وخرج حتى جلس إلى ذلك المجلس من غد وفيه
أبو سفيان والحبر اليهودي فقال العباس لليهودي. بلغني أنك سألت ابن عمي هذا عن رجل منا يزعم أنه رسول الله. |
اليهودي: بلى يا هذا بلى.. |
رافع: فأخبرك أبو سفيان إنه عمه ولكنه ليس بعمه بل ابن عمه وأنا عمه أخو
أبيه.. |
اليهودي: أأخو أبيه أنت؟.. |
رافع: قال العباس: نعم أنا أخو أبيه.. |
اليهودي: هل صحيح ما يقوله هذا الرجل يا أبا سفيان؟.. |
أبو سفيان: نعم وأنه لصادق.. |
رافع: فقال العباس لليهودي: سلني عن ابن أخي فإن كذبت فليردد على أبو
سفيان.. |
اليهودي: أنشدك الله: هل فشت لابن أخيك صبوة أو سفهة؟.. |
رافع: فقال العباس: لا وإله عبد المطلب ولا كذب ولا خان وكان اسمه عند قريش
الأمين.. |
اليهودي: هل كتب بيده؟.. |
رافع: قال العباس: لا يكتب.. فقام اليهودي وترك رداءه وجعل يصيح.. |
اليهودي: ذبحت يهود.. قتلت يهود.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي سفيان يقول): |
أبو سفيان: يا أبا الفضل إن اليهودي لفزع من ابن أخيك.. |
رافع: قال العباس: قد رأيت ما رأيت يا أبا سفيان فهل لك أن تؤمن به فإن كان حقاً كنت قد سبقت وإن كان
باطلاً فمعك غيرك من أكفائك.. |
أبو سفيان: لا والله ما أؤمن به حتى أرى الخيل تطلع من كداء.. |
رافع: فقال له العباس: ما تقول يا أبا سفيان؟.. |
أبو سفيان: كلمة والله جاءت على فمي ما ألقيت لها بالاً إلا أني أعلم أن الله لا يترك خيلاً تطلع من
كداء.. |
بديل: أما تزال تذكر الكلمة يا أبا سفيان.. |
أبو سفيان: بلى يا بديل بلى اذكرها فالحمد لله الذي هداني إلى الإسلام.. |
رافع: يا أبا سفيان إن مولاي العباس يقول لك التجىء إلى قومك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية وأصوات التهليل والتكبير ثم صوت المنادي
يقول): |
المنادي: يا معشر المسلمين أميركم خالد بن الوليد يأمركم بالهجوم على كفار قريش بعد أن هاجموكم
وصدوكم.. حسوهم بسيوفكم والله معكم.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
(موسيقى تختلط بكر الخيل وفرها وأصوات سقوط القتلى وأنين الجرحى نسمع بعدها صوت جحاش بن قيس وهو يلهث وزوجه
حرملة تسأله): |
حرملة: ما بك تلهث يا جحاش. ما هذا الغبار الذي يعفر وجهك ألعلّك آت من
معركة؟.. |
جحاش: بلى يا حرملة.. خبئيني.. خبئيني ويحك.. أسرعي بربك.. |
حرملة: أين الخادم المسلم الذي وعدتني به يا زوجي الشجاع.. |
جحاش: بالله عليك دعيني لا تسخري مني.. فتشي لي عن مخبأ فقد لقينا الأهوال من جيش خالد
بالخندمه.. |
إنك لو شهدت يوم الخندمه |
إذ فر صفوان وفر عكرمه |
واستقبلتنا بالسيوف المسلمة |
يقطعن كل ساعد وجمجمه |
ضرباً فلا تسمع إلا غمغمه |
لهم نهيت حولنا وهمهمه |
لا تنطقي في اللوم أدنى كلمة |
|
حرملة: لا ألومك يا جحاش ولكني أدعو الله أن يهديك للإسلام.. |
جحاش: أسلمت يا حرملة؟.. |
حرملة: أتذكر يا جحاش ذلك اليوم الذي قلت لي إنك سمعت كلاماً غريباً يصدر من غرفتي وكأنه تراتيل
دينية.. |
جحاش: بلى أذكر ذلك ماذا كان؟.. |
حرملة: كنت أتلو بعض سور من القرآن الكريم.. |
جحاش: إذن كنت مسلمة وكنت تخفين إسلامك عني.. |
حرملة: بلى يا جحاش بلى. أما اليوم وبعد أن تعالت كلمة الإسلام أقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمداً رسول الله.. |
جحاش: والله لن أدعك وحدك تنهلين من هذا المنهل العذب.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول
الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي سفيان يقول): |
أبو سفيان: يا معشر قريش.. يا معشر قريش.. هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به. أسلموا تسلموا.. من
دخل دار أبي سفيان فهو آمن. |
أصوات: قاتلك الله يا أبا سفيان.. وما تغني عنا دارك أمام جحافل محمد.. |
أبو سفيان: ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن. |
أصوات: يا قوم هند بنت عتبة تقول لكم اقتلوا الحميت قبح من طليعة قوم هلا قاتلتم عن أنفسكم
وبلادكم. |
أبو سفيان: يا قوم لا تغرنكم هند من أنفسكم فقد جاءكم محمد بما لا طاقة لكم به فتفرقوا إلى المسجد وإلى
دوركم.. |
أصوات: هيا يا قوم.. هيا فما يقوله أبو سفيان هو الصواب.. |
أبو سفيان: أما أنت يا هند فأسكني وأدخلي بيتك.. والله لتسلمن أو لأضربن
عنقك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية تختلط بأصوات التهليل والتكبير نسمع بعدها صوت عبد الله بن سهيل
يقول): |
عبد الله: اسمعت يا والدي منادي محمد؟.. |
سهيل:بلى يا بني بلى.. وسمعته يقول من دخل دار أبي سفيان فهو آمن فهل أسلم أبو
سفيان.. |
عبد الله: أجل يا والدي أجل: ولقد سمعته بنفسي وهو يصرخ من دخل دار أبي سفيان فهو
آمن.. |
سهيل:أبو سفيان يدخل في دين محمد: ما كنت أصدق أني أعيش
لأرى أبا سفيان يعتنق الدين الإسلامي. كنت أظنه يفضل أن يموت وهو على دين آبائه وأجداده.. |
عبد الله: يتحدثون أن العباس بن عبد المطلب بدا في إسلامه فلولاه لقتله حرس محمد حين أمسكوا به وهو
يتجسس أخبارهم. |
سهيل:والله لقد أكرمه محمد حين أمر مناديه بأن يقول من دخل دار ابي سفيان فهو
آمن. |
عبد الله: لقد أغلقت يا أبتاه عليك باب بيتك فهل تراك بمنجى من
أعدائك.. |
سهيل:والله يا بني إني لا آمن أن أقتل فاذهب وأطلب لي جواراً من محمد وإني الواثق أنه سيمن علي
به.. |
عبد الله: سافعل ولكن أسمعت بمجزرة الخندمة يا أبتاه؟.. |
سهيل:لا يا بني.. |
عبد الله لقد تصدت لخالد بن الوليد جماعة من بني بكر وبني الحارث بن عبد مناف وهذيل الذين استنصرت بهم قريش ففتك بهم خالد
وقتل اربعة وعشرين رجلاً من بني بكر وأربعة من هذيل.. |
سهيل:لقد أنتقم الله لخزاعة في قتلاها. وصفوان وعكرمة ماذا جرى لهما. |
عبد الله: علمت أنهما فرا من المعركة بأعجوبة ولما يقبض عليهما بعد.. |
سهيل:لقد حدثتني نفسي أن أشترك في المعركة التي فر منها صفوان وعكرمة ولكني وجدت فعلي سيكون جنونياً
فآثرت اقتحام داري وإغلاقه علي حتى جاء بك الله إلي.. |
عبد الله: سأذهب الآن إلى محمد ولآتيك بالجوار الذي طلبته يا ابتاه. |
سهيل:قم يا بني حالاً فإني أريد أن أخرج من داري لأرى قريشاً بعد دخول محمد وأشهد ما سيفعله محمد بمن
أخرجوه من دياره.. |
|