الحلقة ـ 32 ـ |
بديل: لقد أنقذك الله بالعباس بن عبد المطلب وإياك أن تبعد عنه فسيمزقك ابن الخطاب إرباً إرباً.. |
أبو سفيان: ولكن العباس سيأخذني إلى محمد.. |
بديل: ذلك لأن عمر بن الخطاب يريد أن يحتكم إلى محمد في الأمر بعد الجدل الذي وقع بينه وبين العباس بن عبد المطلب. |
أبو سفيان: قبح من قوم نزل على أكبادهم مثل هذا الجيش وهم لا يعلمون به.. |
بديل: لا مناص من طلبك الأمان من محمد لقريش وإلا أهلك هذا الجيش أهل مكة ودكها دكاً.. |
أبو سفيان: واصباح قريش إن دخلها هذا الجيش قبل أن نأخذ من محمد الأمان لأهلها. |
بديل: ليس لك إلا العباس فإنه صديقك وله حظوة عند محمد.. |
أبو سفيان: هذا إذا سلمنا من سيف عمر بن الخطاب. إنه يتعقبنا مشياً ويريد أن يسبقنا إلى محمد ولولا أني رديف للعباس لقتلني وسحلني.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت حرملة تقول): |
حرملة: ما بك يا جحاش يا بن قيس مشغولاً بسلاحك في هذه الأيام.. |
جحاش: إني أعد نفسي لقتال المسلمين.. |
حرملة: قتال المسلمين حين يغزون مكة أم تراك ستذهب مع الغازين إلى المدينة.. |
جحاش: لا يهمني هنا أو هناك بل يهمني قتال المسلمين حتى آتيك بأسير منهم يكون خادماً لك فإني مشفق عليك مما أنت فيه من شغل مرهق.. |
حرملة: أتراك تصدق في وعدك يا جحاش؟.. |
جحاش: كيف يا حرملة كيف ألا تثقين بشجاعتي وقدرتي.. |
حرملة: ولكن شباب محمد أصبحوا يخوفون الناس.. |
جحاش: الجبناء يخشونهم يا حرملة.. أما أنا فسترينني حين يجد الجد كيف أنتقم من المسلمين للات والعزى.. |
حرملة: سنرى إن كانت اللات والعزى ستنصرك أم أن إله المسلمين سينصرهم عليك.. |
جحاش: أتشكين في آلهتنا يا حرملة.. أصبأت؟.. |
حرملة: ولم هذا السؤال يا جحاش؟ إننا الآن نتحدث عن لقائك للمسلمين في ساحة القتال.. |
جحاش: هذا أمر مفروغ منه وسآتيك بالخادم القوي من شباب محمد.. |
حرملة: والله لكأني بك قد رجعت لا تلوي على شيء تطلب مخبأ أخبؤك فيه لو رأيت خيل محمد.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول): |
عباد: هذا عمر بن الخطاب يعدو في أثر البغلة التي يركبها العباس بن عبد المطلب وخلفه أبو سفيان وهاهو حين يرى النبي صلّى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله هذا ابو سفيان عدو الله أمكن الله منه من غير عقد ولا عهد فدعني أضرب عنقه. |
محمد بن مسلمة: صه يا عباد إن العباس يقول: يا رسول الله إني قد أجرت أبا سفيان.. |
عباد: لعلّ العباس بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب لم يبلغهما قوله صلَّى الله عليه وسلم أنكم ملاقون بعضهم فإن لقيتم أبا سفيان فلا تقتلوه.. |
محمد بن مسلمة: يا الله.. إن عمر بن الخطاب يلح على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في قتل أبي سفيان.. |
عباد: انظر إلى العباس وقد ساءه إلحاح عمر بن الخطاب يقول: مهلاً يا عمر فوالله لو كان أبو سفيان من رجال بني عدي ما قلت هذا ولكنك عرفت أنه من رجال بني عبد مناف.. |
محمد بن مسلمة: إنه إحراج لعمر يا عباد.. |
عباد: صه إن عمر بن الخطاب يقول: مهلاً يا عباس فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم وما لي إلا أن عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم.. |
محمد بن مسلمة: يا له من جواب مفحم وفي الصميم.. |
عباد: صه يا بن مسلمة فرسول الله يريد أن ينهي هذا الجدل فيقول: إذهب يا عباس بأبي سفيان إلى رحلك فإذا أصبحت فائتني به.. |
(نقلة صوتية بموسيقى نسمع بعدها صوت مكرز يقول): |
مكرز: علمت أن أبا سفيان وبديل من ورقاء وحكيم بن حزام قد خرجوا يستطلعون أخبار محمد بعدما بلغتهم الأخبار عن خروجه لقتال أهل مكة.. |
سهيل:بلى يا مكرز بلى.. من حق أبي سفيان أن يفعل.. |
مكرز: ولكن لم يخرج بنفسه ولا يكلف غيره بالخروج.. إنه قائد لو أمسك به المسلمون لانتهى أمرنا.. |
سهيل:أنت تعرف أن أبا سفيان يحب أن يتولى كل شيء بنفسه.. |
مكرز: حتى لو كان فيه خطر على حياته. إنها شجاعة جاءت لأبي سفيان متأخرة. عهدي به حذر متردد يخشى المخاطرة.. |
سهيل:إن الظروف التي تمر بها قريش تستدعي الإقدام والمخاطرة.. |
مكرز: ولِم يكون أبو سفيان كبش الفداء؟.. لم لا يكون غيره وفي قريش كثير من المغامرين والمخاطرين.. لعمري أن في الأمر سراً.. |
سهيل:أي سر يا مكرز.. إنك تتكلم بالأحاجي والألغاز.. |
مكرز: أصبحت ميالاً يا أبا يزيد إلى تصديق الإشاعات التي راجت عن أبي سفيان.. |
سهيل:أية إشاعات؟.. |
مكرز: إشاعة إنه صبأ عندما ذهب ليقابل محمداً بشأن تمديد صلح الحديبية.. |
سهيل:ولكن أبا سفيان كذب هذا حين حلق راسه وربط نفسه بجوار أساف ونائلة.. |
مكرز: هذا تضليل منه. وتعمية على أبصار من أشاعوا عنه وإرضاء لهند بنت عتبة التي كانت من أشد الناس نقمة عليه.. |
سهيل:إنك تنقم على أبي سفيان. تكرهه يا مكرز.. |
مكرز: إلا أني أقول الحق تتهمني بأني ناقم على أبي سفيان كاره له؟.. |
سهيل:أجل وربي أجل.. لأن ما تقوله لا يعقل أن يصدر عن رجل فيه ذرة حب أو إنصاف لأبي سفيان.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جحاش بن قيس يقول): |
جحاش: سمعتك ترددين كلاماً غريباً يا حرملة.. |
حرملة: أردد كلاماً غريباً. أتراني أعجمية أم حبشية.. |
جحاش: كنت تتكلمين بالعربية ولكن كلامك تغلب عليه المسحة الدينية لكأني به من هذا القرآن الذي يقوله محمد.. |
حرملة: ألعلّ الأخبار التي تروج عن قرب غزو محمد لأهل مكة هي التي صورت لك هذه الأشياء.. |
جحاش: أأكذب أذني يا حرملة؟.. |
حرملة: من قال لك إن سمع المرء لا يخونه في بعض الأحايين.. |
جحاش: لا تحاولي الدفاع عن نفسك.. قولي أصبأت؟.. |
حرملة: وماذا يهمك إن صبأت كما تقول: |
جحاش: ستكونين أول قتيل لي من المسلمين.. |
حرملة: ألهذا الحد تكره المسلمين يا جحاش.. إنهم يعيشون بين أظهرنا وكثير منهم يحسنون معاملتك.. |
جحاش: ولكني أكرههم يا حرملة ولا أستطيع تعليلاً لذلك.. |
حرملة: ألعلّ عدوى الكراهية أصابتك من اختلاطك بصفوان بن أمية وعكرمة بن عمرو بن هشام.. |
جحاش: ربما يا حرملة.. ربما.. رأيي ما رأيت مثلهما أحداً يكره الإسلام والمسلمين.. |
حرملة: من يدري فقد نراك ونراهما في يوم من الأيام تقاتلون في سبيل إعلاء شأن الإسلام والمسلمين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول): |
عباد: هاهو العباس بن عبد المطلب يأتي بأبي سفيان فيدخله على النبي صلَّى الله عليه وسلم الذي يقول له: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله.. |
أبو سفيان: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك لقد ظننت أنه لو كان مع الله إله غيره لأغنى عني شيئاً. لقد استنصرت إلهي واستنصرت إلهك فوالله ما لقيتك من مرة إلا نصرت علي. فلولا إلهي محقاً وإلهك مبطلاً لكنت غلبتك.. |
محمد بن مسلمة: وها هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول لأبي سفيان: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك لأن تعلم أني رسول الله.. |
أبو سفيان: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك.. أما هذه ففي النفس منها شيء.. |
عباد: ويحه ما أقبحه وأوقحه والله لولا خشية رسول الله لضربت عنقه.. |
محمد بن مسلمة: صه يا عباد فالعباس بن عبد المطلب يتدراك الموقف فيقول: ويحك يا أبا سفيان أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. |
عباد: إن أبا سفيان يتفرس في وجوه الحاضرين فيرى أنها تفيض بالحنق والغضب عليه ليته يسلم حتى أرمي برأسه في الحال. |
أبو سفيان: أشهد أن لا إله ألا الله وأنك عبده ورسوله.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
محمد بن مسلمة: لقد حقن دمه بهذه العبارة البسيطة في مبناها العظيمة في معناها. والله لو تململ فيها لسبقتك سيوف كثيرة في عنقه ولكن الله سلمه.. |
عباد: أرى العباس أكثرنا ابتهاجاً بإسلام أبي سفيان وهاهو يقول لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فأجعل له شيئاً وهاهو رسول الله يستجيب لطلب عمه فيقول: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية تختلط بوقع حوافر الخيل وقعقعة السلاح وصليل السيوف وصهيل الخيل وصوت المنادي يقول):
|
المنادي: يا معشر المسلمين، يا معشر المسلين، يا معشر المسلمين رسول الله يأمركم بالزحف على مكة سيروا على بركة الله.. الله معكم.. |
محمد بن مسلمة: لقد خشي رسول الله أن يرجع أبو سفيان إلى مكة فيكفر فأمر العباس بن عبد المطلب بحبسه عند خطم حتى يرى جنود الله وما أعده الله للمشركين.. |
عباد: يا له من رأي سديد.. |
(موسيقى الزحف تختلط بتحركات الجيش نسمع بعدها صوت ابي سفيان يقول): |
أبو سفيان: يا رافع قول أنت عن مولاك العباس فإنه مثلي يريد أن يتفرج على جنود بن أخيه.. |
رافع: حباً وكرامة يا أبا سفيان.. |
(موسيقى الزحف نسمع بعدها صوت أبي سفيان يقول): |
أبو سفيان: ما هذا الذي أرى يا رافع؟.. |
رافع: كتائب المسلمين بدأت في الزحف.. |
أصوات: الله اكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء يا رافع.. |
رافع: خالد بن الوليد على رأس قبائل بني سليم.. |
أبو سفيان: مالي ولبني سليم.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء.. |
رافع: هؤلاء المهاجرون وعلى رأسهم الزبير بن العوّام.. |
أبو سفيان: ابن أخت مولاك العباس.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء.. |
رافع: هؤلاء بنو غفار.. |
أبو سفيان: ومالي ولغفار.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله اكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء يا رافع.. |
رافع: هذه أسلم.. |
أبو سفيان: مالي ولأسلم.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: وهؤلاء يا رافع.. |
رافع: هذه خزاعة.. |
أبو سفيان: هؤلاء حلفاء محمد.. |
أصوات: ألله اكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء يا رافع؟.. |
رافع: هذه مزينة؟ |
أبو سفيان: مالي ولمزينة قد جاءتني تقعقع من شواهقها.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
أبو سفيان: من هؤلاء يا رافع؟.. |
رافع: هؤلاء بنو بكر.. |
أبو سفيان: أهل شؤم والله هؤلاء الذين غزانا محمد بسببهم.. |
|