شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 30 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سالم مولى أبي سفيان يقول):
سالم: ما بك خرجت تهرول من عند ابنتك أم حبيبة!
سالم: ما هو يا مولاي..؟
أبو سفيان: أردت أن أجلس على فراش محمد فطوته ابنتي عني فقلت لها.. يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟.. ففالت..
سالم: قالت ماذا؟..
أبو سفيان: قالت بل هو فراش رسول الله وأنت رجل مشرك نجس ولا أحب أن تجلس على فراش الرسول.. فقلت والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر فقالت..
سالم: قالت ماذا؟..
أبو سفيان: قالت.. بل هداني الله للإسلام.. وأنت يا أبتاه سيد قريش وكبيرها كيف يسقط عنك الدخول في الإسلام فتعبد حجراً لا ينفع ولا يبصر ولا يغني عنك من الله شيئاً..
سالم: كلام رائع وفي الصميم..
أبو سفيان: وهذا ما دعاني إلى الخروج مهرولاً على النحو الذي رأيت يا سالم..
سالم: لقد أصبح الإسلام أباً لأم حبيبة وأمها والنور الذي تبصر به كل شيء ولا ترى بدونه شيئاً..
أبو سفيان: لقد كنت أظن يا سالم أن الناس يبالغون حين يتحدثون إلي عن سيطرة الإسلام على كل من يعتنقه فإذا بي حين رأيت ابنتي أم حبيبة أقول لنفسي إن الناس مقصرون في تصوير هذه السيطرة وقوتها.. لقد نسيت ابنتي الوشائج التي تربطها بي فنظرت إلي كمشرك نجس نظرتها إلى أي مشرك آخر.
سالم: ما أعظم ما جاء به محمد يا مولاي..
أبو سفيان: أجل يا سالم اجل والفضل ما شهدت به الأعداء..
سالم: والآن إلى أين أنت سائر يا مولاي..
أبو سفيان: إلى محمد أسأله يجدد العهد ويزيد المدة فقد اضطرنا سفهاء قريش إلى هذا الموقف المخزي بمساندتهم بني بكرعلى خزاعة.. ليت أمي لم تلدني ولم اقف هذا الموقف..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مكرز بن حفص يقول):
مكرز: ألا جديد عن أبي سفيان يا أبا جندل..
سبيل: لا جديد يا مكرز ولا شائعات ولا همسات عنه..
مكرز: لقد طال غيابه وبدأ الناس يقولون..
سهيل:يقولون ماذا؟..
مكرز: يقولون لعلّ أبا سفيان صبأ..
سهيل:أبو سفيان يدخل بهذه السرعة والسهولة في دين محمد.. أنا لا أصدق ذلك أبداً..
مكرز: ربما أثرت عليه ابنته أم حبيبة زوج محمد فهي من المسلمات المتحمسات للإسلام..
سهيل:لو قلت إن هند بنت عتبة دخلت في الإسلام لما تردد ابو سفيان في الدخول فيه حالاً.. أما أم حبيبة فلا اراها تستطيع زحزحة ابيها عما يعبد أباؤه وأجداده.
مكرز: إذن بم تعلل غياب ابي سفيان الطويل..
سهيل:الغائب حجته معه يا مكرز..
مكرز: جوابك يا أبا يزيد لم يشف غليلي..
سهيل:إنني أعزو غياب أبي سفيان إلى تعثر المفاوضات بينه وبين محمد..
مكرز: ليتها تتعثر ويأتينا محمد غازياً فإما إن نأخذه أو يأخذه فقد سئمنا هذا الشد والجذب حتى بتنا نعيش على أعصابنا.. فما أصعبها من حياة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سالم يقول):
سالم: أراك تزمع السفر يا مولاي..
أبو سفيان: بلى يا سالم بلى..
سالم: لم العجلة يا سيدي وأنت لمّا تقض حاجتك ..
أبو سفيان: جئت محمداً يا سالم في حاجتي فجاملني وردني رداً..
سالم: ولكن سمعتك تقول في المسجد أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ولا الله ما أظن أن يخذلني أحد ثم دخلت رأساً على محمد فماذا قال لك؟
أبو سفيان: قلت يا محمد إني قد أجرت بين الناس فقال محمد.. أنت تقول ذلك يا ابا حنظلة..
سالم: إنه جواب لا جواب عليه إلا الرحيل يا سيدي..
أبو سفيان: أجل يا سالم أجل.. لقد فشل المسعى ولم يبق إلا انتظار غزو محمد..
سالم: إذن عجل بنا لتأخذ قريش حذوها وتستعد للقتال..
أبو سفيان: أترانا مستعدين للقتال.. ثم..
سالم: ثم ماذا يا سيدي؟..
أبو سفيان: هل تستطيع قريش الصمود أمام هذا الحشد من الرجال الذي تعج بهم المدينة أو القبائل التي ستزحف مع محمد لقتالنا إذا ما استنفرها؟..
سالم: سيدي أعلم.. ولكن العود السريع إلى مكة أصبح ملحاً يا سيدي للتشاور مع بقية الزعماء والقادة..
أبو سفيان: وهل بقي عندنا قادة بعد خالد بن الوليد وعمرو بن العاص يا سالم؟..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول):
عباد: وأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بالتجهز لفتح مكة في سرية تامة يا بن مسلمة..
ابن مسلمة: لقد سمع رسول الله يدعو ربه قائلاً. اللَّهم خذ العيون والأخبار من قريش حتى نبغتها في بلادها..
عباد: وقد روي لي بعضهم أنه سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول. اللَّهم خذ على أسماعهم وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة ولا يسمعون بنا إلا فلتة..
ابن سلمة: اللَّهم آمين.. آمين..
عباد: وماذا عن القبائل التي دخلت في الإسلام كأسلم وغفار ومزينة وأشجع وسليم وجهينة ألم يستنفرهم رسول الله بعد..؟
ابن مسلمة: لا لقد أخر ذلك حتى نستكمل استعدادتنا بالمدينة كما رأى صلَّى الله عليه وسلم من قبيل الاحتياط أن يفرض رقابة شديدة على أنقاب المدينة وكلف عمر بن الخطاب بأن يطوف على الأنقاب وألا يدعو أحداً ينكرونه يمر بهم إلا ردوه كما أمر بالطرق فحبست..
عباد: نعم التدابير يا بن مسلمة.. فحالة الحرب تستدعي مثل ذلك ولا سيما إذا الغزو مهم كغزو مكة..
ابن مسلمة: كما أن تأخر رسول الله في استنفار القبائل المسلمة قبل الانتهاء من تجهيز من في المدينة فيه حكمة فقد تتسرب أخبارغزونا إلى قريش عن طريق هذه القبائل.
عباد: لو كان رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول حياً لكان مصدر إزعاج لك ولي يا بن مسلمة..
ابن مسلمة: صدقت يا بن عباد كان سيكلفنا حشد عدد غير قليل من العيون لرصد تحركاته واتصالاته ونشاطاته ولكن الله اراحنا منه.
عباد: ولكن هلاكه لم يقعدنا عن تشديد الرقابة فقد تكون لقريش عيون بالمدينة نجهلها.
ابن مسلمة: إن الاحتياطات التي أمر بها رسول الله صلَّى الله عليه وسلم كفيلة بكشف الخونة والجواسيس..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مكرز يقهقه فرحاً وسهيل بن عمرو يقول له):
سهيل:مالك تقهقه يا مكرز أأصبت بمس من الفرح والسرور أم ماذا؟..
مكرز: أي فرح.. أي سرور يا أبا جندل..
سهيل:أشركنا معك في ابتهاجك وحبورك..
مكرز: ألا تعرف مبعث سروري وحبوري..
سهيل: لا يا مكرز.. لأن بواعث السرور كثيرة وإني لي أن أعرف.. وهل أستطيع أن أعلم الغيب..
مكرز: أي غيب يا أبا جندل.. ليس فيها غيب. سروري.. سروري لفشل أبي سفيان في مهمته وعودته ليس بخفى حنين بل بدون خفين..
سهيل:من حقك أن تأسى وتحزن يا مكرز لا أن تفرح وتبتهج..
مكرز: ولم الحزن والأسى يا سهيل.. وقد رفض محمد تمديد مدة صلح الحديبية وأحلنا منها..
سهيل:أحلك محمد من معاهدة الحديبية أم أنت وأمثالك هم الذين نقضوا هذه المعاهدة ووضعونا في هذا الموقف الحرج قبل أن نستعد له..
مكرز: ولكنكم يا قادة قريش نقمتم على أبي سفيان وأتهمتموه بأنه صبأ واضطررتموه أن يحلق رأسه عند أساف ونائلة وأن يذبح لهما ويمسح بالدم رؤوسهما ويقسم ألا يفارقهما حتى يموت أو تبرأ ساحته مما اتهمتوه..
سهيل:نقمتنا على أبي سفيان شيء ونقمتنا عليكم يا من سببتم لأبي سفيان هذا الموقف المخزي شيء آخر..
مكرز: ولكننا كنا غير راضين عن إرساله إلى محمد من البداية وأنتم الذين وافقتم على اقتراحه وعليكم تقع تبعة فشله وما تعرض له من محمد وأصحاب محمد الذي لعبوا به كما تلعب الصبية بالدمى..
سهيل:ولكنا نقمنا عليه لا يتعلق بإرساله بل بما جاءنا به. ولم يجئنا بحرب نحذر ولا صلح فنأمن.
مكرز: أليس هذا الموقف من محمد وأصحابه دليل على أنهم يبيتون لنا أمراً.. وعلينا نستعد من الآن لأية مفاجأة..
سهيل:الآن تتكلم بالمعقول.. فالموقف الذي تردت فيه قريش موقف لا يسر غير أعدائها. أما أصدقاؤها فهم يرثون لها..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول):
هند: ماذا سيكون موقف قريش بعدما جئتهم يا أبا سفيان.. إنني متهم فجوارك محظور من قبل المسلمين في كل وقت لأن محمداً لم يعترف به ولم يرضَ عنه..
أبو سفيان: كنت أحسبك تكونين معي في مصيبتي فإذا أنت علي سامحك الله يا بنت عتبة..
هند: أقف معك.. كيف والموقف بالنسبة لقريش حياة أو موت. إن هذه الميوعة التي تغلفه هي مصدر الخطرعلى كيان قريش ووجودها..
أبو سفيان: ولكن هذا الموقف الذي وقفته أنت يا هند مني ألم تكون قاسية فيه حتى أجبرتني على أن أحلق شعري وألزم مكان آساف ونائلة حتى أبرىء نفسي من الجو الخانق الذي خلقته حولي..
هند: إن غيرتي عليك وحرصي على كرامتك هو الذي دفعني إلى اتخاذ هذا الموقف..
أبو سفيان: هل أبقي موقفك العنيف كرامة لي يا أعز إنسانة لدي.
هند: أسمح وتجاوز يا أبا سفيان فإني سريعة الغضب. ولكني أيضاً سريعة الرضا..
أبو سفيان: لو لم أسمح من كل قلبي عنك ما فاتحتك فيما خلفته إثارتك من جراح في قلبي وقتل لسمعتي وكرامتي..
(تبكي هند ويسمع بكاؤها فيقول أبو سفيان):
لا تبكي يا هند.. لقد سامحتك.. وإني أريد منك..
هند: تريد ماذا؟..
أبو سفيان: أريد عونك ومساندتك في محنتي هذه. إن مصيرك ومصيري ومصير قريش كلها أصبح مهدداً وإن أي انقسام بيننا لا يستفيد منه إلا أعداؤنا..
هند: ثق. إني سأكون بجانبك حتى ولو كلفني الأمر حياتي بذلتها في سبيلك.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت محمد بن مسلمة يقول):
محمد بن مسلمة: لقد كانت التدابير الوقائية التي أمر بها رسول الله صلَّى الله عليه وسلم هائلة ودقيقة جداً فالأخبار التي تردنا تدل على أنه لا يوجد لدى قريش أية استعدادات للقتال..
عباد: والقبائل المسلمة هل بلغت؟..
محمد بن مسلمة: بلغت يا عباد بأن تأتي إلى المدينة من دون أن تعرف إلى أين ستذهب.
عباد: يا له من تدبير حكيم..
محمد بن مسلمة: إنني متفائل جداً من نجاح حملتنا وخاصة بعد حادث رسالة حاطب بن أبي بلثعة التي أرسلها مع القينة المغنية إلى كبار قريش يعلمهم فيها بغزونا لهم وكيف أن الله سبحانه وتعالى أطلع نبيه على ذلك فأمسكنا بالمغنية وبالرسالة..
عباد: لقد طلب عمر بن الخطاب من رسول الله أن يأمره بضرب عنق حاطب بن أبي بلثعة ولكن رسول الله قال لعمر بما معناه أن حاطب من أهل بدر يا عمر..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :742  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج