الحلقة ـ 122 ـ |
أصوات: أفنكون لهم عبيدا أبدا.. |
المقوقس: نعم تكونون عبيدا متسلطين في بلادكم آمنين على أنفسكم وأموالكم وذرياتكم خير لكم من أن تمر عن آخركم وتكونوا عبدا تباعون وتمزقون في البلاد مستعبدين أنتم واهلكهم وذراريكم.. |
أصوات: الموت أهون علينا.. إلى القتال.. إلى القتال.. إلى القتال.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: لقد فشلت المفاوضات بيننا وبين المقوقس حاكم مصر يا زيد.. |
زيد: هل كان المقوقس هو السبب في فشل هذه المفاوضات.. |
علقمة: لا يا زيد.. لا.. |
زيد: إذن من علقمة؟ |
علقمة: اليوم يا زيد.. |
زيد: وما دخل الروم في الأمر... |
علقمة: إنهم حكام مصر الفعليين والمقوقس من قبل ملك الروم على مصر.. |
زيد: ولكن الأقباط.. |
علقمة: وقد اختاره ملك الروم من أهل البلد ليكون واليا منفذا لسياسة الروم فيها.. |
زيد: ان المقوقس يفعل ما يأمره به الروم.. |
علقمة: بلى يا زيد بلى.. ولو كان المقوقس مطلق الحرية لصالح المسلمين وانتهى فيء ولكن جيوش الروم الموجودة في مصر هي التي توجه سياسة مصر.. |
زيد: طالما خصمنا الروم فالقتال بيننا وبينهم سيطول.. |
علقمة: نعم.. الا إذا حصل ما لم يكن بالحسبان.. |
زيد: وأي حسبان يا علقمة.. ها نحن نحاصر حصن (بابليون) منذ شهور ولم نستطع. |
علقمة: سمعت ان الزبير بن العوام يفكر في تسور حصن (بابليون) كما تسور خالد بن الوليد |
زيد: ليته يفعل يا علقمة فقد سئمت طول الحصار.. |
علقمة: إن حصن (بابليون) مفتاح مصر.. فاذا قدرنا على فتحه فستفتح لها أبواب مصر.. |
زيد: أهذا الحصن من الأهمية كما ذكرت يا علقمة؟ |
علقمة: أجل يا زيد.. وبفتحه ستفتح امامنا سهول مصر وسكانها جلهم من الأقباط الذين يفضلون السلم على الحرب.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نستمع بعدها إلى مزنة تقول): |
مزنة: إننا يا هند ندخل لأول مرة في تجربة جديدة.. |
هند: ماذا تقصدين بذلك يا مزنة؟ |
مزنة: اقصد اننا سنجرب قتال الروم لأول مرة.. |
هند: فهمت الآن يا مزنة... اجل.. لقد كنا نقاتل الفرس وقد تمرسنا قتالهم.. ولا ندري كيف يكون قتال الروم.. |
مزنة: في رأيك إنه سيكون قتالاً مريراً فالروم محاربون أشداء أكثرمن الفرس.. |
هند: ولكنهم يقاتلون في بلد غير بلادهم.. ولن يكون دفاعهم او استماتتهم في الدفاع كما لو كان القتال داخل بلاد الروم. |
مزنة: أتعنين إن الروم لن يحاربوا مثلما حارب الفرس في نهاوند.. |
هند: نعم يا مزنة.. فالفرس في نهاوند كانوا يدافعون عن قطعة عزيزة من وطنهم ولذلك استماتوا في الدفاع وكلفت هزيمتهم ثمنا غاليا بينما الروم هنا يدافعون عن بلد هم فيه غرباء.. |
مزنة: ولكنه بلد خيرات.. بلد خصيب.. بلد يعيش فيه عشرات الألوف وخاصة في الاسكندرية.. |
هند: صحيح ما تقولينه يا مزنة.. وسيكون دفاع الروم عن الاسكندرية دفاع المستميت.. أما هنا فمتى فتح هذا الحصن انفتحت امامنا أبواب مصر المغلقة.. |
مزنة: إن شاء الله يا هند.. فلقد مللنا الوقوف أمام هذا الحصن.. |
هند: أجل يا هند.. اننا الآن ندخل الشهر السابع من الحصار.. |
مزنة: لعله أطول حصار يمر به المسلمون منذ غزت جيوشهم امبراطوريتين فارس والروم.. |
زيد: صدقت يا مزنة.. أترين مرد ذلك إلى ضعف في قيادة المسلمين.. |
مزنة: لا يا هند.. ولكني أرى أنه بسبب خلود المسلمين إلى حياة النعيم والترف بعد ان فتح الله عليهم خيرات فارس والروم.. |
هند: ولكن في جيشنا الوقوف أمام حصن (بابليون) عدة طيبة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. |
مزنة: إنهم قلة يا هند.. وماذا تنفع القلة إذا استمرأت الكثرة حياة الترف والنعيم... |
هند: إنني موقنة أن هذه القلة الصالحة سيفتح الله لها أبواب هذا الحصن.. فالإسلام ما يزال بخير يا مزنة وقادتنا يفكرون في فتح تقل فيه الضحايا.. |
مزنة: إذن فلننتظر ماذا يخبئه لنا الغد.. |
هند: وإن غداً لناظره قريب.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة وأصوات تعلو وتنخفض وهمسات وغمغمات مما يدل على اجتما هام وأخيرا نسمع صوت هرقل ملك الروم يقول): |
هرقل: ها نحن نواجه هجوما جديدا من المسلمين على مصر.. وأنتم تعلمون ما تدره مصر من خيرات على امبراطوريتنا هذا بالاضافة إلى عشرات الالوف من رعايانا الذين يعيشون فيها.. وقد جمعتكم للتشاور فيما يجب أن نفعله. |
ميناس: إن القائد أرطبون الذي عهد إليه سيدي الامبراطور بتنظيم المقاومة في جبهة مصر قائد ممتاز يعرف كيف يصد هجوم المسلمين.. |
هرقل: ولكن قائد المسلمين عمرو بن العاص في هذا الهجوم هو الذي هزم أرطبون في معركة (أجنادين) وإيلياء.. |
ميناس: ولكن القتال في جهات مصر ـ كما لا يخفى على سيدي القائد ـ يختلف عن طبيعة القتال في جهات الشام. |
هرقل: كيف أيها القائد (ميناس) كيف.. قل.. أفصح.. |
ميناس: في جهات الشام كانت جيوش الامبراطورية تقاتل المسلمين وتقاتل سكان البلاد الأصليين من العرب الذين انحازوا بشكل سافر إلى العرب المسلمين.. |
هرقل: صحيح.. ما تقول يا (ميناس).. وإننا في مصر نواجه نفس المشكلة فالأقباط وعلى رأسهم المقوقس لا يريدون قتال المسلمين ويفضلون الصلح على الحرب |
ميناس: ولكن أقباط مصر ليسوا في عنف ولا ضراوة العرب في الشام ومن الممكن إحباط أية محاولة منهم لمساعدة المسلمين.. |
هرقل: يجب إذن أن نسرع في إمداد قواتنا المرابطة في مصر |
ميناس: رأي مولاي هو الصواب.. وباستطاعة أسطولنا الجبار أن يقوم بأداء هذه المهمة وهو في غاية الاطمئنان ذلك لأن المسلمين ليست لهم أية قوة بحرية.. |
هرقل: أجل يا ميناس أجل.. وعلينا أن نحصن الاسكندرية تحصينا قويا بحيث تقف سدا منيعا أمام المسلمين في حال تغلبهم على جيوشنا المرابطة أمام حصن (بابليون) وفي (سلطيس) و (الكريون). |
ميناس: أجل يا مولاي أجل.. إن هذه الأماكن يجب أن تحصن بشكل يمكنها من إعاقة تقدم المسلمين وبالتالي استفاد ما عند المسلمين من رجال وعتاد حتى إذا وصلوا إلى الاسكندرية قضينا عليهم قضاءً تاماً. |
هرقل: نعم يا ميناس نعم يجب أن تكون الاسكندرية مقبرة لجيوش المسلمين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة وحركات تدل على هجوم مبيت من المسلمين على حسن (بابليون) وأخيرا نسمع صوت علقمة يقول): |
علقمة: ها هو الزبير بن العوام يحاول أن يقوم بتسلق أسوار حصن (بابليون) كما فعل خالد بن الوليد بأسوار دمشق.. |
زيد: فليفعل يا علقمة وليكن ما يكون فالسبعة شهور التي وقفناها أمام هذا الحصن قد أعطت الروم فرصة.. ذهبية لتعزيز قواتهم في بقية مصر.. |
علقمة: صدقت يا زيد.. صدقت.. |
زيد: ما كنت أظن أن في جيشنا كثيرين ممن حضروا حصار دمشق إلا بعد أن رأيتهم وقد امتلأت بهم الساحة. |
علقمة: بلى يا زيد بلى.. لقد أصبحنا خبراء في تسلق الأسوار وها نحن بانتظار ساعة العمل.. |
زيد: يلوح لي أن هناك من يثبط الزبير بن العوام ويحاول ان يقنعه بالتريث خشية الفشل.. |
علقمة: عهدي بالزبير بن العوام الجرأة والإقدام حتى ليبلغ الأمر به إلى حد المغامرة.. |
زيد: هذا صحيح يا علقمة.. ولكن حصن (بابليون) يختلف عن بقية الحصون التي صادفناها في الشام أو في العراق أو في فارس.. |
علقمة: صدقت يا زيد صدقت.. إن نهر النيل يحيط بالحصن من كل جانب وإن نصف السلالم امر ليس بالهين يا زيد. |
زيد: وهذا ما يدفع قادتنا إلى التريث والدراسة الواسعة قبل الاقدام على مغامرة مصيرها الفشل. |
علقمة: إذن فمن يثيرون على الزبير بن العوام بالتريث ليسوا مثبطين يا زيد بل أناس يقدرون الأمور حق قدرها ويزنونها بميزانها الصحيح... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت مزنة تقول): |
مزنة: لقد صدرت الأوامر إلينا بأن نكون على أهبة الاستعداد للدخول في المعركة.. |
هند: أية معركة ولا أرى أمامي الا حصنا كأنه قد من جبل.. |
مزنة: لا بد وأن هنالك خطة رسمها قادتنا لاقتحام الحصن وهم بسبيل تنفيذها.. وأمرنا بأن نكون على قدم الاستعداد.. |
هند: إنها والله لبشرى يا مزنة.. لقد تسمرنا أمام هذا الحصن حتى أصبحنا وكأننا جانب من جداره.. |
مزنة: المهم هل أنت مستعدة. |
هند: على أتم الاستعداد |
مزنة: اذن هيا بنا نتفقد بقية الاخوات المشتركات وما لدينا من تجهيزات طيبة... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت الزبير بن العوام يقول): |
الزبير: إني أهب نفسي لك، فأرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين وسأضع هذا السلم على جانب الحصن ثم أصعد وحدي فاذا بلغت رأسي الحصن وكبرت فكبروا تكبيرة راجل واحد واصعدوا على بركة الله.. |
علقمة: أصدقت كلامي يا زيد عن جرأة الزبير وإقدامه.. |
زيد: بلى يا علقمة بلى.. إنه إقدام ما بعده إقدام وبسالة لا تضارعها بسالة.. |
الزبير: الله أكبر الله أكبر الله اكبر |
أصوات: (كالرعد) الله اكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
علقمة: هيا يا زيد نتسلق.. |
زيد: هيا بنا هيا.. |
(أصوات تهليل وتكبير وقعقعة سلاح وسقوط قتلى وأنات جرحى ومقارعة سيوف وأخيرا نسمع صوت الزبير بن العوام يدوي قائلاً).. |
الزبير: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر. فتحت أبواب الحصن وانهزم العدو.. |
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين عدوكم ينهزم.. أبيدوه.. حسوه بسيوفكم لا تتركوا له فرصة للهرب.. الله أكبر.. الله أكبر.. الحمد لله الذي نصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده.. |
علقمة: ما رأيت يا زيد اسرع من فرار هؤلاء القوم انظر انهم يهربون في الزوارق ويتساقطون في النهر خوفا من القتل.. |
زيد: يهربون من سيوفنا ونبالنا ليغرقوا في مياه النيل.. يا لهم من جبناء.. |
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين رفع عدوكم راية التسليم واميركم عمرو بن العاص يأمركم بالكف عن القتال.. |
علقمة: الحمد لله على هذا النصر المبين يا زيد.. |
زيد: الحمد لله انه والله نصر مؤزر.. |
(موسيقى أفراح وأصوات تهليل وتكبير وأخيراً نسمع صوت مزنة تقول): |
مزنة: أرأيت الروم يا هند.. |
هند: أجل يا مزنة ليتهم يفرون كالأنعام.. الأنعام تخبيء رؤوسها في الرمال وهؤلاء يخبئون رؤوسهم في نهر النيل.. |
خمزنة: إنهم في الهزيمة أشد سرعة من الفرس.. ان منظرهم يا أختاه يرمون بأنفسهم في النيل هرباً من سيوفنا ونبالنا ليبعث على الضحك والبكاء في نفس الوقت.. |
هند: إنه بكاء من شدة الضحك يا مزنة أليس كذلك؟ |
مزنة: لا يا أختاه بل أبكي حقا لهؤلاء الذين خسروا أعمالهم في الدنيا والآخرة.. لقد عرض عليهم قائدنا عمرو بن العاص إحدى خصال ثلاث فبغوا واستعلوا وقرروا القتال فاذا هم كما رأيت يفرون عند أول لقاء لا يلوون على شيء.. |
هند: عليهم اللعنة يا أختاه.. إن دموعي أغلى من أن أسفحها على كافر.. |
مزنة: أنا لا أبكي على كافر استغفر الله وإنما بكائي هو دعاء وطلب هداية لهؤلاء الضالين.. |
هند: ألم تعجبك بسالة وشجاعة الزبير بن العوام يا مزنة؟ |
مزنة: بلى يا هند بلى.. لقد كنت فخورة بها.. إنها ستكون مضرب الأمثال.. رجل واحد يتحدى جيشا بأسره.. |
هند: هذا هو الايمان الصحيح يا مزنة.. لقد صعد الزبير بن العوام إلى رأس الحصن وحده مدفوعا بقوة إيمانه وصدق عقيدته وحبه للجهاد في سبيل الله.. |
مزنة: صدقت يا هند صدقت.. لقد وهب نفسه لله فوهبه الله شرف فتح هذا الحصن الذي ظللنا سبعة الشهور واقفين أمام أسواره.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: أعلمت فحوى الرسالة التي بعث بها المقوقس إلى عمرو بن العاص؟ |
زيد: لا يا علقمة.. أتعرف ما جاء فيها؟ |
علقمة: أجل يا زيد أجل.. |
زيد: هات قل.. |
علقمة: بعد الهزيمة التي حاقت بالروم في حصن (بابليون) جمع المقوقس قومه الأقباط ومن كان من الروم عنده وقال له: |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المقوقس وهو يقول): |
المقوقس: لقد وقع المحظور وصح ما توقعته عليكم من المسلمين فوالله لتجيبونهم إلى ما أرادوا طائعين أو لتجيبونهم إلى ما هو أعظم منه كارهين فأطيعوني قبل أن تندموا حيث لا ينفع الندم.. |
أصوات: والى أي خصلة مما أراد المسلمون نستجيب؟ |
المقوقس: الجزية.. الجزية ولا شيء غير الجزية فماذا تقولون؟ |
أصوات: موافقون.. موافقون.. أمضِ في طريقك ونحن معك..؟ |
أصوات الروم: لا.. لا.. لن تقبل الروم هذه المذلة.. |
المقوقس: يا معشر الروم إن قومي الأقباط رضوا بما ارتضيه لهم وأنا أعتقد أنه في صالحهم.. أما أنتم أيها الروم فلكم حاميات قوية في سلطيس وبهليت والكويون واسكندرية.. دافعوا عنها إن استطعتم فقد رأيناكم أمام حصن (بابليون) إذ لم تثبتوا بضع ساعات تجاه المسلمين ثم وليتم الأدبار لا تلوون على شيء.. |
أصوات الروم: سنرفع أمرك إلى الامبراطور هرقل.. |
المقوقس: صالح المسلمين فافعلوا ما بدا لكم فلن أدمر بلادي في سبيل مرضاة الامبراطور.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت زيد يقول): |
زيد: لقد كان المقوقس حكيما في قراره الذي اتخذه وماذا تم بعد ذلك يا علقمة..؟ |
علقمة: كيف يتركون هذه البلاد الخصيبة يا زيد التي تدر عليهم الخيرات.. لمن يتركوا عشرات الألوف من الروم المستوطنين في الاسكندرية وغيرها من المدن المصرية؟ |
زيد: إذن فنحن مقبلون على قتال مرير مع الروم.. |
علقمة: لا شك ولا ريب في ذلك يا زيد ولكني متفائل بالنصر لأن الاقباط سكان البلاد الاصليين سيكونون عونا لنا على الروم |
زيد: كما كان العرب في بلاد الشام عوناً لنا على الروم.. أتذكر ما قدموا لنا من مساعدات... |
علقمة: وهل أستطيع أن أنسى ذلك يا زيد؟؟ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول): |
مزنة: كيف رأيت المصريات يا هند؟ |
هند: من أي ناحية يا مزنة؟ |
مزنة: من كل النواحي.. |
هند: أما من حيث الجمال فالفارسيات وربما الشاميات أجمل منهن ولكن المصريات يمتزن بخفة الروح وطيب المعشر.. |
مزنة: إني أفضل خفة الروح في المرأة على الجمال المتحجر.. |
هند: غريب أمر هؤلاء المصريات.. إنهن يمتزجن بالمرء في سرعة مدهشة.. |
مزنة: بلى قولي ما أحسن هذا يا هند.. إنه دليل على صفاء السريرة هند: صدقت يا مزنة صدقت.. |
مزنة: ها نحن بعد إبرام الصلح نمشي بينهم وكأننا منهن. |
هند: بلى يا مزنة بلى.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى وضجيج وهرج ومرج وأصوات تعلو وتنخفض وأخيرا نسمع صوت المقوقس يقول): |
المقوقس: يا أهلي وقومي.. لقد جمعتكم لأطلعكم على أمر هام.. |
أصوات: قل أيها الراعي العادل فكلنا آذان مصغية. |
المقوقس: تعلمون إني كتبت إلى ملك الروم اعلمه بمصالحتي للمسلمين.. |
أصوات: بلى.. بلى.. |
المقوقس: وقد أجابني ملك الروم برسالة يقبح فيها رأيي ويصمني بالعجز والضعف والوهن ويطلب مني أن أنقض الصلح الذي أبرمته مع المسلمين فماذا ترون؟ |
أصوات: ماذا ترى أنت أيها الحاكم العادل؟ |
المقوقس: أرى ألا أخرج مما دخلت فيه وصالحت المسلمين عليه وأني لأعلم ان الروم سيرجعون غداً إلى قولي ورأيي ويتمنون أن لو كانوا طاعوني. |
أصوات: نحن معك... نحن معك.. وليذهب معك الروم إلى الجحيم. |
انتهت |
|