شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 119ـ
زيد: علقمة. ان الهرمزان بدأ يلف ويداور..
علقمة: صه يا زيد ان أمير المؤمنين يقول للهرمزان: لا تخف ان تقتل قبل ان تخبرني اسباب انتقاصك
الهرمزان: حسناً.. إذن سأتكلم.. ولكن قبل أن أتكلم أمرهم أيها الخليفة بشربة ماء لي..
زيد: الله يعلم ما وراء محاولات الهرمزان يا علقمة.. لا أدري ماذا يقصد بطلبه الماء..
علقمة: سنرى ما وراء كل ذلك.. إني بدأت مثلك يا زيد أشك في كل حركة يأتي بها الهرمزان.. ان وراء الأكمة ما وراءها..
الهمزان: صارخاً أأشرب في هذا الكأس القذر.. اني أفضل الموت عطشا على أن أشرب في إناء كهذا..
علقمة: وها هو أمير المؤمنين يأمرهم فيأتون باناء أعجب الهرمزان حين رآه فابتسم وقال...
الهرمزان: أيها الخليفة! اني أخاف أن أقتل وأنا أشرب..
زيد: قاتله الله ما أكثر كلامه وحركاته يا علقمة..
علقمة: صه يا زيد إن أمير المؤمنين يقول للهرمزان..
زيد: وماذا قال؟
علقمة: قال له: لا بأس عليك حتى تشربه..
الهرمزان: لا حاجة لي للماء أيها الخليفة وها أنذا اكفىء كأسي..
زيد: يا له من شخص ذكي بارع يا علقمة..
علقمة: اسكت يا زيد إن الخليفة يقول: أعيدوا على الهرمزان الماء ولا تجمعوا بين القتل والعطش.
الهرمزان: أيها الخليفة.. لم يكن بي سغب ولا ظمأ حين طلبت الماء وإنما أتخذته ذريعة ووسيلة حجة أمانك وقد أمنتني..
زيد: أرأيت كيف خاتل هذا الماكر وراوغ حتى وصل إلى هذه النتيجة...؟
علقمة: صه يا زيد لقد استشاط الخليفة غضبا وهو يقول للهرمزان: اني قاتلك يا عدو الله...
الهرمزان: لقد أمنتني أيها الخليفة... فكيف تقتلني بعده..
زيد: ويحه ما أبرعه.. وأشد دهاءه.. ترى أيقبل أمير المؤمنين بقوله؟
علقمة: لم يقبل أمير المؤمنين بل قال للهرمزان: كذبت.. كذبت..
(نسمع همهمة وغمغمة ولغطاً ثم نسمع صوت زيد يقول):
زيد: إني مع أنس بن مالك يا علقمة.. لقد أعطاه أمير المؤمنين الأمان مرتين...
أصوات: نعم يا أمير المؤمنين لقد أمنته..
علقمة: ولكن أمير المؤمنين لم يرض عن هذه الخديعة الا بإسلام الهرمزان..
زيد: انظر إلى الهرمزان عدو الله.. أنه يتطلع يمنة ويسرة وهو لا شك يفكر في الموت والحياة... اتراه يعلم أم يفضل الموت على الإسلام؟
الهرمزان: أشهد ان لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عزرا يخاطب حزقيال):
عزرا: كيف استطعت يا حزقيال أن تعود إلى يثرب؟
حزقيال: تظاهرت بالإسلام وتحت ستاره قدرت أدخل يثرب فكل من قابلت أو كلمت ما كان يشك في أني مسلم أو من نصارى الشام الذين دخلوا حديثا في الإسلام الا واحد شك في إسلامي..
عزرا: من هو يا حزقيال؟
حزقيال: أبشالوم.. الذي وجدته في أحد الأديرة في الشام وقد تزيا بزي الرهبان وتظاهر بالنصرانية ولست يعلمه الواسع ودعائه البارع السيطرة على كل الرهبان في ذلك الدير..
عزرا: إبشالوم أو الراهب جورجيوس ما يسمونه هناك..
حزقيال: انه هو الذي أرشدني الىك وأعطاني عنواك..
عزرا: إبشالوم إنه زعيم اليهود الذي يعقدون عليه الآمال العريضة في الخلاص..
حزقيال: وكيف الخلاص وسلطان الإسلام يبسط رواقه على العالم بشكل لم يعرفه تاريخ أية ديانة سماوية سبقته..
عزرا: صحيح يا حزقيال وخاصة عهد هذا الخليفة عمر.. إن المسلمين اندفعوا شرقاً وشمالاً وغرباً ولم تستطع قوى الإمبراطوريتين الرومية والفارسية أن تصد هذا المد الزاحف..
حزقيال: يجب يا عزرا.. القضاء على رأس هذه الحركة.. يجب دس الشك والبلبلة في أصول هذا الدين..
عزرا: لا أقدر ان أفهم ما تعني بكل ذلك... رأس الحركة.. دس الشك.. ان عقلي لا يستطيع ان يستوعب ما تقوله.
حزقيال: أما رأس الحركة فهو الخليفة عمر واما الدس فإن كل يهودي مطالب بمقاومة هذا الدين..
عزرا: كيف يكون ذلك يا حزقيال كيف ونحن أمة مستضعفة في الأرض مغلوبة على أمرها..
حزقيال: ولكننا أقوياء بجلدنا ومثابرنا وصبرنا على الشدائد والاهوال في سبيل الوصول إلى أهدافنا.. خذ مثلا أنا حزقيال بن اليعازر تركت الشام إلى القسطنطينية ثم عدت إلى العراق ثم جئت هنا.. لماذا؟
عزرا: صحيح... صحيح... لماذا خاطرت بالمجيء إلى هنا...
حزقيال: في سبيل قومنا اليهود..
عزرا: وأي خير ترتجي من مجيئك إلى منبع الخطر..
حزقيال: جئت اسمي... هل من أحد يسمعنا؟
عزرا: لا.. إننا في ركن قصي من يثرب.. قل لماذا أتيت يا حزقيال؟
حزقيال: جئت للتخلص من الخليفة عمر.
عزرا: (يتلجلج ويتلعثم) أمجنون أنت يا حزقيال.. أتريد الانتحار؟ لا... لا... لست من رأيك أيها الأحمق.
حزقيال: لا تكن جباناً يا عزرا.. ان اليهودي لا يقاتل الا من وراء جدر محصنة.
عزرا: لا أفهم ما تقول.. إنك تتكلم بالألغاز والمعميات..
حزقيال: أعني أننا سنستعمل غيرنا لأداء المهمة؟
عزرا: أعني اننا لن نشترك فعلا في الأمر..
حزقيال: بلى.. يا عزرا... بلى..
عزرا: لقد رددت روحي إلى جسدي... كدت أصعق من هول ما كنت تقول... ولكن كيف تتمكن من استئجار المنفذين.
حزقيال: أنت يا عزرا الذي ستتدبر المنفذين..
عزرا: أنا... أنا.. من قال لك ذلك..
حزقيال: قال لي إبشالوم تستطيع ان تعتمد على عزرا في مهمتك فهو خبير بالمجرمين والقتلة والسفاحين في جهات يثرب..
عزرا: ولكن الإسلام قضى عليهم ومن تبقى منهم أكلته الفتوحات الإسلامية..
حزقيال: ألا يمكن أن نجد بين الموالي والسبايا الذين تعج بهم يثرب من هم ناقمون على العهد الحاضر..
عزرا: لا يستبعد وجود هؤلاء الناقمين ولكني لا أعرفهم..
حزقيال: فتش فإن لك من براعتك وأساليبك الشيطانية ما يرشدك إليهم..
عزرا: سأفعل يا حزقيال.. سأفعل..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: أبلغتك آخر الأخبار يا هند؟
هند: لا يا مزنة... هل من جديد؟
مزنة: بلى يا هند بلى..
هند: ما هي هذه الأخبار؟ هاتها..
مزنة: علمت من سلمى زوج سعد بن أبي وقاص أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد أذن لجيوش المسلمين بالانسياح في بلاد فارس..
هند: والله انها لبشرى يا هند... ولكن من الذي اقنع أمير المؤمنين بذلك.
مزنة: الاحنف بن قيس وصحبه عندما كانوا في المدينة..
هند: أتعنين عندما ذهبوا إليها ومعهم الهرمزان..
مزنة: أجل يا هند أجل...
هند: ماذا قال له الأحنف بن قيس حتى أقنعه... بعد ان كان متشددا في ذهنه..
مزنة: قال له الأحنف يا أمير المؤمنين نهيتنا عن الانسياح في البلاد، وان فارس لا يزالون يقاتلوننا ما دام ملكهم فيهم
هند: كلام جميل ومنطقي.. أتمي.. قولي يا مزنة..
مزنة: ثم قال الأحنف.. ولا يزال هذا دأب الفرس حتى تأذن لنا في الانسياح فنسيح في بلادهم ونزيل ملكهم وهنالك ينقطع رجاء أهل فارس..
هند: وماذا أجاب أمير المؤمنين على هذا القول؟
مزنة: قال له: صدقتني والله.. لقد أذنت لكم بالانسياح وستصلكم أوامري وتعليماتي وتوصياتي فسيروا على بركة الله..
هند: يا له من نصر مبين يا مزنة... إنه ليس نصراً للأحنف بن قيس بل ولي أيضاً..
مزنة: لك أنت يا هند.. كيف؟
هند: أتذكرين ما قلته لك بعد موقعة القادسية.. اما قلت لك ان بلاد فارس لن تخضع ما دام ملكها يزدجرد على قيد الحياة...
مزنة: أجل يا هند أجل... أذكر أنك قلت ذلك وها هي الحوادث تؤيد رأيك الصائب..
هند: الحمد لله.. الحمد لله..
(نقلة صوتية تتخللها موسيقى نسمع بعدها صوت زيد يقول):
زيد: وأخيرا استطاع الهرمزان بذكائه وبراعته ان يحصل على الأمان وان تسلم رقبته من سيفي فقد كنت مستعدا لقطعها في لمح البصر بمجرد إشارة من الخليفة..
علقمة: ولكنه اصبح مسلما مثلنا مثله له ما لنا وعليه ما علينا..
زيد: وهل تثق بإسلام الهرمزان يا علقمة؟
علقمة: لنا الظاهر يا زيد والله يتولى السرائر..
زيد: ولكني غير مطمئن إلى وجود الهرمزان بالمدينة كان يجب أن يرسل إلى دمشق ويبقى تحت رقابة معاوية بن أبي سفيان الصارمة أو إلى مصر عند عمرو بن العاص..
علقمة: وأي خطر من وجود الهرمزان بالمدينة يا زيد؟
زيد: إن المدينة تعج بالموالي والسبايا من فارس وبلاد الروم ومن شتى الأماكن التي دخلها الإسلام.. وإني أخشى..
علقمة: تخشى ماذا يا زيد؟
زيد: أخشى الغدر والخيانة..
علقمة: كيف يا زيد كيف... انك تفكر في أمور خطيرة..
زيد: أجل يا علقمة أجل.. فقد تسول للهرمزان نفسه اغراء بعض الموالي على القيام باغتيال بعض كبار الصحابة وربما باغتيال الخليفة عمر..
علقمة: انك كثير التشاؤم يا زيد... ان هؤلاء الموالي يعيشون حياة أحسن وأرغد مما كانوا فيها وما أظن أحدا منهم يجرؤ على التفكير في الشيء الذي تتصوره يا زيد..
زيد: ولكن الرأس المدبر والداهية الدهياء انسيته يا علقمة؟
علقمة: أتعني الهرمزان يا زيد؟
زيد: ومن غيره أعني وأخشى وأتخوف..
علقمة: هل نفاتح الخليفة عمر بمخاوفك يا زيد..
زيد: ان الرجل الذي لا يخشى الا الله لا يرهب أحدا.. لو فاتحناه لكانت أجابته لن أخشى أحدا الا الله واذا كتب الله لي الشهادة فما أحلاه من مصير... هذا ما سيكون عليه جواب عمر..
علقمة: اذن ما الرأي يا زيد؟
زيد: الرأي أن نذهب إلى عبد الرحمن بن عوف ونفاتحه في الأمر فإن أمير المؤمنين يطمئن إلى رأيه ويأخذ بكثير مما يشير به عليه..
علقمة: هلم بنا إليه..
زيد: ولكن ابن عوف ذهب إلى مكة لأعمال تجارية خاصة به..
علقمة: اذن ننتظر قدومه..
زيد: هذا إذا لم تؤمر بالرحيل.. فقد أذن الخليفة لجيوش المسلمين بالانسياح في بلاد فارس ولا شك ان الأحنف بن قيس ومن معه سيعودون إلى مراكز أعمالهم وسنضطر للذهاب معهم..
علقمة: أرجو أن يتأخر سفرهم حتى مجيء عبد الرحمن بن عوف.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الفيرزان يخاطب يزدجرد قائلاً):
الفيرزان: أعند سيدي الملك يزدجرد علم بما صنع الهرمزان؟
يزدجرد: لا.. يا فيرزان.. قل.. ماذا فعل؟
الفيرزان: كان خليفة المسلمين مصمما على قتل الهرمزان..
يزدجرد: هذا أقل ما يفعله أحد في مركز خليفة المسلمين إذا ظفر بالهرمزان...
الفيرزان: ولكن الهرمزان استطاع النجاة من القتل..
يزدجرد: كيف... أهرب؟ وإلى اين؟
الفيرزان: لم يهرب أيها الملك؟
يزدجرد: إذا ماذا صنع؟ وضح؟
الفيرزان: لقد استطاع الهرمزان بذكائه الخارق ان يخدع خليفة المسلمين حتى جعله يؤمنه على حياته..
يزدجرد: يا هل من ذكي بارع... وبعد أيها الفيرزان..
الفيرزان: ولكن خليفة المسلمين اشتشاط غضبا ولم يقبل ان يغفر للهرمزان خديعته الا بإسلامه..
يزدجرد: وهل أسلم الهرمزان؟
الفيرزان: اختار أهون الشرين فأسلم يا مولاي...
يزدجرد: وهل أفرجوا عنه بعد إسلامه؟
الفيرزان: نعم يا مولاي أفرج الخليفة عنه وأعطاه من الفيء الذي حصل عليه المسلمون من معركة (تستر)
يزدجرد: (باستغراب) أعطاه خليفة المسلمين من الفيء؟؟
الفيرزان: أجل أيها المليك لأن الهرمزان بعد إسلامه اصبح كأحد المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم...
يزدجرد: يا له من دين عادل... هذه هي المساواة بأسمى معانيها.. بكلمة بسيطة أصبح الهرمزان المسلمين في جميع الحقوق... يا ليتك أيها الفيرزان لم تخبرني بهذه القصة..
الفيرزان: لماذا سيدي المليك؟
يزدجرد: إن ديناً هذا دستور وهذه مبادئه لا شك سينتصر... الآن بدأت أتوقع نهاية ملك الاكاسرة أيها الفيرزان.
الفيرزان: سيدي الملك... أرجو الا يذهب بكم التشاؤم إلى هذا الحد... ان الهرمزان لم يكن صادقا في إسلامه وانما تظاهر به ليخلص نفسه من القتل..
يزدجرد: ان حياة الهرمزان أو مماته لا تهمني.. انه بعد هزيمته واستسلامه بعد معركة تستر أصبح عندي في عداد الأموات وان كان ما يزال حيا..
الفيرزان: ليسمح لي مولاي المليك بأن أتجرأ على مخالفة رأيه.
يزدجرد: قل لا بأس عليك..
الفيرزان: ان وجود الهرمزان في يثرب سيكون ذا فائدة كبيرة لنا..
يزدجرد: كيف... كيف.. كيف..
الفيرزان: إن الهرمزان لا يستطيع البقاء ساكناً حيث هو.. إنه سيقوم بتدبير مؤامرات او اغتيالات...
يزدجرد: ولكن المسلمين لن يتركوه من دون رقابة...
الفيرزان: هذا لو لم يسلم... ولكنه أسلم فأصبح وضعه كوضع أي مسلم آخر...
يزدجرد: ولكن المسلمين لا شك يحسبون حسابا لدهاء الهرمزان ومكره وخداعه...
الفيروزان: لا أعتقد أنهم يضعون في ميزانهم كل هذه الاعتبارات...
يزدجرد: إنك متفائل جداً أيها الفيرزان..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: أسمعت مقالة السوء التي ينثرها الجراح بن سنان الأسدي وصحبه؟
هند: عمن وفيمن هذه المقالة؟
مزنة: في سعد بن ابي وقاص...
هند: أبلغت بهم الوقاحة أن يتكلموا في سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة قاتلهم الله أني يؤفكون...
مزنة: لقد بعث أمير المؤمنين بمحمد بن مسلمة للتحقيق في ما يقوله الجراح بن سنان ورفاقه..
هند: ولكن ما هي هذه المقالة او الشكوى التي يدعونها..
مزنة: إنهم يقولون إن سعداً لا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، ولا يغزو في السرية...
هند: وماذا كان جواب سعد بن أبي وقاص على من نثر هذه المقالة؟؟
مزنة: سمعت إنه قال: اللهم إن كان قالها رياءً وكذباً فاعم بصره وأكثر عياله، وعرضه لمضلات الفتن..
هند: وإني موقنة أن ما ادعاه الجراح بن سنان ورفاقه كذب دفين وبهتان وإن دعاء سعد عليهم سيستجاب فقد قيل إن النبي صلًّى الله عليه وسلم دعا لسعد بالاستجاب..
مزنة: لقد سمعت ما قلت عن سعد وأنه مجاب الدعوة بعد أن دعا له النبي صلَّى الله عليه وسلم بذلك..
هند: وماذا عن محمد بن مسلمة من أوامر بشأن التحقيق..
مزنة: الذي فهمته من سلمى زوج سعد أن محمداً بن مسلمة سيأخذ معه سعد بن أبي وقاص مع رجل السوء الجراح بن سنان الأسدي وصحبه إلى المدينة..
هند: ولمن يترك قيادة المسلمين هنا بعد ما ترامت الأخبار عن حشود جديدة للفرس أجلبها ملكهم يزدجرد؟
مزنة: سيكون عبد الله بن عبد الله بن عتبان قائداً للمسلمين في غياب سعد..
هند: عبد الله بن عبد الله بن عتبان.. من هو..؟ أتعرفين شيئاً عنه؟
مزنة: أجل يا هند أجل..
هند: قولي لي بربك قولي..
مزنة: هو عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم شهد حرب أهل الردة وفتوح العراق وكان بن سعد اليمني من إنجاز مهامه الجسيمة..
هند: وهل سيكون عبد الله هذا قائد المسلمين للقضاء على التجمعات الكبيرة التي حشدها (يزدجرد) ضدنا؟
مزنة: لا أدري قد يكون هو أو يكون غيره.. المهم أن عبد الله بن عبد الله بن عتبان هذا هو مكان سعد بن أبي وقاص الآن..
هند: وهل ستذهب سلمى مع زوجها سعد إلى المدينة أو تبقى هنا تنتظر حكم الخليفة عمر على سعد..؟..
مزنة: لقد رأيتها تتهيأ لمصاحبة زوجها في سفره إلى المدينة..
هند: سيكون لفراقها وحشة؟
مزنة: وأي وحشة يا هند.. ما رأت عيناي إنسانة في كمالها ورجاحة عقلها ودماثة أخلاقها وحسن معاملتها..
هند: إذن خسرنا صديقة وزميلة في السلاح..
مزنة: صدقت يا هند.. إن زمالة السلاح لا تعدلها زمالة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: تتواتر الأنباء يا زيد عن وجود جموع فارسية غفيرة حشدها (يزدجرد) ملك الفرس لمعركة فاصلة بينه وبين المسلمين..
زيد: يلوح لي أن هذه التجمعات كانت رد فعل فارسي عملي على أذن الانسياح في بلاد فارس ذلك الأذن الذي أقضى مضاجع ملك الفرس وأمراءهم وقادتهم ورجالهم..
علقمة: ليس ذلك بمستبعد يا زيد فانسبح جيوش المسلمين من بلاد فارس معناه تقويض عرش الأكاسرة ولذلك فما يقوم به الفرس اليوم من حشود إنما هو دفاع المستميت..
زيد: وسيكون القتال فيه مريرا يا علقمة.. فالدفاع عن النفس يضفي على المدافع ضراوة وشجاعة خارقة تأتي له إذا لم يكن في تلك الحالة..
علقمة: فلنوطن نفسنا على انتظار معركة لا تقل بأسا وشدة عن معركتي اليرموك والقادسية..
زيد: لقد تمرسنا الشدائد يا علقمة وجل ما نرجوه أن يكتب الله لنا الشهادة في المعركة القادمة..
علقمة: اللهم آمين... اللهم آمين..
زيد: هل عرفت من سيكون قائداً للمسلمين في المعركة المرتقبة؟
علقمة: لا أعرف يا زيد ولكن الذي أدريه أن أمير المؤمنين قد كتب إلى أمراء الاجناد بالأهواز ان يشاغلوا أهل فارس عن إخوانهم المسلمين..
زيد: لكأني بالخليفة عمر يهدف بهذه المشاغلة إلى قطع الامدادات الفارسية عن أهل نهاوند حيث ينتظر ان تكون المعركة المنتظرة وذلك بقصد اضعافها أولا ثم ليضرب ضربته الحاسمة في نهاوند بعد اكمال تحشدات قوات المسلمين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الفيرزان يقول):
الفيرزان: أخبار سارة سيدي الملك..
يزدجرد: ما هي أيها الفيرزان؟؟
الفيرزان: وقع خلاف في صفوف المسلمين..
يزدجرد: أي المسلمين.. هنا أم في جهات الشام أم في عاصمة ملكهم؟؟
الفيرزان: لا يا سيدي خلاف بين المسلمين الموجودين على حدودنا..
يزدجرد: كيف؟ أين؟ وضح؟
الفيرزان: شغب وتآمر على سعد بن أبي وقاص قائد جيوش المسلمين على حدودنا..
يزدجرد: وهل راح سعد ضحية هذا الشغب أو تلك المؤامرة..
الفيرزان: نعم يا سيدي الملك... لقد أقصي عن مركز القيادة وأرسل إلى خليفة المسلمين لينزل به العقوبة اللازمة.
يزدجرد: عقوبة.. عقوبة... أهو خائن؟؟
الفيرزان: لا ولكن جنده شكوا من سوء إدارته وقسوته وظلمه فأرسل الخليفة عمر من يحقق وفعلا وصل المحقق وعاد بسعد ومن اشتكوا منه إلى المدينة ليبت الخليفة في الأمر.
يزدجرد: يا لها من أخبار سارة أيها الفيرزان.. لقد بدأ الانقسام في صفوف المسلمين وهذا معناه بداية النهاية.
الفيرزان: غداً في نهاوند سترتفع رايات فارس... غدا سنسحق جيوش المسلمين..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :720  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .