الحلقة ـ 116 ـ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: أنظر يا زيد.. ها هو هلال بن علقمة يحتز رأس رستم ويعلقه على رمحه.. |
زيد: وها هو قلب جيش الفرس يشرع في الإنهزام بدون نظام.. |
علقمة: الحمد لله على هذا النصر المبين.. |
زيد: الحمد لله.. الحمد لله.. |
علقمة: أرى القعقاع بن عمرو ينطلق بكتائبه خلف المنهزمين.. |
زيد: أخال سعداً أمر بذلك.. ولكن أنظر.. |
علقمة: أنظر زهرة بن الحوية التميمي يخرج أيضاً في آثار المنهزمين بعد أن رأى (جالينوس) قائد الفرس يحاول الافلات بما تبقى من الجيش من القتلى والأسر.. |
زيد: إن الخطة ـ كما أرى ـ هي إبادة المنهزمين حتى لا يتمكنوا من التجمع في أي مكان بعد ذلك.. |
علقمة: وكذلك للقضاء على جالينوس القائد الثاني بعد (رستم) فإنه قائد لا يقل كفاءة عن (رستم).. انه كان قائد الفرس الفعلي في معركة القادسية.. |
زيد: أجل كما كان القعقاع بن عمرو قائدنا الفعلي في هذه المعركة.. |
(نسمع أصوات تهليل وتكبير وكر وفر وقعقعة سلاح وصليل السيوف وسقوط قتلى وجرحى.. ثم صوت يقول): |
الصوت: الله أكبر.. الله أكبر نصر عبده.. وهزم الأحزاب وحده.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (مزنة) تقول): |
مزنة: الحمد لله على نصره الذي وعدنا. |
هند: الحمد لله.. ولكنه نصر دفعنا ثمنه غالياً.. |
مزنة: أجل يا هند.. أجل.. وأي نصر بدون ثمن.. |
هند: صحيح ولكن قتلانا قاربوا التسعة آلاف شهيد. |
مزنة: لقد كانت معركة حياة أو موت بالنسبة لفارس ولذلك زجوا فيها بخيرة رجالهم وعتادهم.. ثم لا تنسى ما فعلت في الفيلة في أول يوم من أيام القادسية.. |
هند: بلى يا مزنة بلى.. لقد كان فتكها بالمسلمين ذريعاً إنني كلما تذكرت منظر القتلى والجرحى من رجالنا اقشعر بدني.. وانتابني رعب وهلع شديد. |
مزنة: ولكن ضحايا الفرس قاربوا المائة ألف بين قتيل وأسير ثم ان هنالك شيء أهم من كل ذلك.. |
هند: ما هو يا مزنة.. ما هو؟ |
مزنة: هو هذا النصر المؤزر الذي لن تقوم للفرس بعده قائمة.. |
هند: ولكن ملك الفرس(يزدجرد) لما يمت او يقتل بعد.. |
مزنة: إنه طفل غرير لا قيمة له ولا شأن.. ثم ان معركة القادسية قد امتصت زهرة قواد الفرس مثل رستم والجالينوس. والبنذران وغيرهم وغيرهم من الصف الثاني من القواد.. |
هند: صدقت يا مزنة صدقت ولكني لن ارتاح قبل سقوط المدائن عامة (أكاسرة الفرس).. |
مزنة: في رأيي ان الخطوة التالية ستكون الزحف على المدائن واحتلالها.. |
هند: كلما اسرعنا كلما كان ذلك في صالحنا.. |
مزنة: فقد علمت من (سلمى) زوج سعد انه كتب إلى أمير المؤمنين بالفتح وطلب رأيه فيما يجب ان يفعل بعد ذلك ولا شك أن أمير المؤمنين سيوجهه التوجيه الصحيح. |
هند: إن شاء الله.. إن شاء الله. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت دانيال اليهودي يخاطب زميله حزقيال): |
دانيال: كيف تمكن يا حزقيال من الوصول إلى هنا.. إلى العراق.. |
حزقيال: وهل يعجز اليهود شيء يا دانيال؟ |
دانيال: ولكن كيف استطعت قطع الصحراء والدخول إلى العراق في هذه الفترة العصيبة.. |
حزقيال: أجل يا دانيال أجل.. وصلت والمسلمون يكللون رؤوسهم بأكاليل النصر على الفرس في أعظم معركة حاسمة.. |
دانيال: ولكنك لم تقل لي يا حزقيال.. كيف وصلت إلى هنا.. إلى بابل.. |
حزقيال: حديث طويل يا دانيال،.. إن بنى جلدتنا من اليهود مفرقون في شتى البلاد الشامية والعراقية.. وكنت أعرف بحكم رحلاتي التجارية أين يقيمون.. وهكذا وبفضل مساعدتهم وصلت إلى هنا.. |
دانيال: ولكن لماذا أتيت؟ العمل تجاري؟ لا أعتقد.. لأن الحرب الطاحنة بين المسلمين والفرس قد قلبت موازين التجارة رأساً على عقب.. |
حزقيال: جئت التمس مساعدة كسرى فارس على المسلمين.. |
دانيال: جئت متأخراً يا حزقيال.. فكسرى (يزدجرد) قد أخلى عاصمته (المدائن) وهرب إلى جهة مجهولة.. |
حزقيال: ألا يمكن أن تساعدني على الانفساح في بلاد فارس.. |
دانيال: ولكن لماذا.. وفي هذه الأيام الخطيرة بالذات إنك تجازف بحياتك يا حزقيال.. |
حزقيال: في سبيل قومي اليهود استرخص حياتي يا دانيال. |
دانيال: ولكنها تضحية بدون نتيجة.. إنها واسمح لي ـ حماقة منك أن تزهق روحك في سبيل أمر سراب. |
حزقيال: إذن ما الرأي يا دانيال؟ |
دانيال: أي رأى وأنا لا أعرف المهمة التي قدمت من أجلها.. |
حزقيال: انني جئت التمس العون والمساعدة من كسرى الفرس لقومنا اليهود الذين شردهم المسلمون من كل مكان |
دانيال: وأي مساعدة كنت ترجوها من ملك الفرس؟ |
حزقيال: كالمساعدة التي قدمها أجداده الفرس لنا أيام كنا أسرى في بابل.. |
دانيال: جئت متأخراً يا حزقيال.. جئت وكسرى الفرس يطلب العون والمساعدة من الشياطين في حربه مع المسلمين |
حزقيال: إذن ما العمل يا دانيال؟ |
دانيال: لا أمل يرجى من الروم أو الفرس.. الأمل الوحيد في رأيي.. الأمل الوحيد في رأيي.. |
حزقيال: قل.. انطق.. |
دانيال: الأمل هو قطع رأس الحية.. |
حزقيال: أية حية يا دانيال.. إني لا أفهم ما تقول.. |
دانيال: يجب اغتيال خليفة المسلمين عمر بن الخطاب. |
حزقيال: عمل فظيع وخطير وتحقيقه صعب جداً. |
دانيال: انزع كلمة (صعب) من تفكيرك.. وركز جهودك في الوصول إلى هذا الهدف.. |
حزقيال: ولكننا لا نستطيع العودة إلى يثرب حيث يقوم خليفة المسلمين.. |
دانيال: الوصول إلى يثرب سهل ولن تعدم من بقايا اليهود في خيبر وتيماء بل وفي يثرب نفسها من يساعدك على الدخول. |
حزقيال: الموضوع خطير وشائك والإقدام عليه مجازفة كبيرة.. |
دانيال: ما دمت وراء الهدف فكل شيء يهون في سبيل الوصول إلى ذلك الهدف.. |
حزقيال: إن الوصول إلى (يثرب) عقبة كأداء.. |
دانيال: إن (يثرب) تعج بالسبايا والأسرى من جميع البلدان التي فتحها المسلمون.. ولن تعرف من بينهم لو دخلت إلى يثرب.. |
حزقيال: كلام سليم ولكن كيف الوصول إلى خليفة المسلمين إنني لا أستطيع ذبح دجاجة فكيف أستطيع اغتيال خليفة. |
دانيال: ستجد بين السبايا والأسرى عدداً غير قليل من الناقمين على المسلمين.. ولن تعدم بينهم من تغريه بمالك على القيام بهذه المهمة.. |
حزقيال: يا لأفكارك الجهنمية.. إن الشيطان يعجز عنها.. |
دانيال: هيا بنا نعيش ليلتنا على الأمل المنشود وغداً صباحاً تبدأ مسيرك في سبيل تحقيقه.. |
حزقيال: هيا بنا.. هيا... |
(نقلة صوتية مسوبقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: أتدري ما جرى للرسول الذي أرسله سعد إلى أمير المؤمنين بأخبار الفتح.. |
زيد: ماذا جرى معه يا علقمة؟ |
علقمة: كان أمير المؤمنين قلقا فكان يسأل الركبان من حين يصبح إلى انتصاف النهار عن أهل القادسية ثم يرجع إلى أهله ومنزله.. |
زيد: لا شك أن معركة القادسية تثير أكبر القلق في النفوس.. وبعد.. |
علقمة: فلما لقي رسول سعد سأله من أين فأخبره.. قال عمر يا عبد الله حدثني فقال الرسول هزم الله المشركين وظل عمر يجري وراء ناقة الرسول يسأله وهو يخبره ولا يعرفه.. |
زيد: ما أروع ما تقول؟ |
علقمة: فلما دخل الرسول المدينة وعمر خلفه يجري وإذا الناس يسلمون عليه بأمرة المؤمنين فالتفت الرسول إلى عمر وقال: هلا اخبرتني رحمك الله انك أمير المؤمنين. فقال عمر.. |
زيد: قل ماذا؟ |
علقمة: لا بأس عليك يا أخي.. |
زيد: ما أكرمك يا عمر في أخلاقك وأعظمك في تواضعك.. وهل رجع الرسول بشيء عن وجهة القتال القادمة؟ |
علقمة: بلى إنها (المدائن) فقد أمر أمير المؤمنين بالمسير إليها.. |
المنادي: يا معشر المسلمين.... يا معشر المسلمين.. أميركم سعد بن أبي وقاص يأمركم بالزحف إلى (المدائن)... هيا إلى الجهاد أثابكم الله. هيا.. |
(نسمع وقع حوافر الخيل وقعقعة السلاح وصليل السيوف وأصواتاً تعلو وتنخفض نسمع بعدها صوت مزنة تقول): |
مزنة: ها قد تحققت أمنيتك يا هند.. ان جيوش المسلمين تزحف صوب المدائن.؟. |
هند: يا للبشرى.. يا أختاه يا للبشرى.. إني أكاد أرقص فرحاً وسروراً.. |
مزنة: ولكن طريقنا إلى (المدائن) ليس سهلاً يا هند.. إنه يزخر بكمائن لا شك ان الفرس قد أعدوها.. وجيوش قد حشدوها لصدنا عن احتلال العاصفة.. ثم هنالك موانع أهم من هذا كله.. |
هند: ما هي يا مزنة.. ما هي؟ |
مزنة: هنالك المواقع الطبيعية.. من نهر دجلة وفروعه كنهر (شير) ومستنقعاته التي تشكل حاجزاً طبيعياً أمام (المدائن).. |
هند: صدقت يا أختاه.. إذن فنحن مقدمون على محاصرة المدائن إذا لم تحدث مفاجأة.. |
مزنة: إننا سنضطر إلى عبور نهر دجلة كي نصل إلى (المدائن) وما أظن أن لدينا السفن الناقلة.. |
هند: ربما وجد سعد ذلك.. |
مزنة: وأين يجد ذلك.. بل قولي ربما يجد معابر على النهر أو فحاضات يمكن لخيل المسلمين أن تخوضها... |
(نسمع تهليلاً وتكبيراً وكراً وفراً وسقوط قتلى وجرحى ثم صوت (هند) تقول): |
هند: لقد بدأت طلائع جيشنا تصطدم بتجمعات الفرس الدفاعية عن (المدائن).. |
مزنة: بلى يا هند بلى.. إننا الآن في (برس) القريبة من (بابل) وهي أول الحصون الدفاعية عن (المدائن). |
هند: أتتوقعين مقاومة شديدة من الفرس واستماتة منهم حول عاصمتهم.. |
مزنة: ذلك ما يقتضيه واجب المرء نحو وطنه. ولكن معركة القادسية قد حطمت معنويات الفرس وكسرت شوكة جيشهم. |
هند: هلمي بنا نشارك في التمريض والتداوي فلا بد أن هنالك جرحى في المسلمين سقطوا في هذا الصراع الدائر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مختلطة بأصوات التهليل والتكبير وسقوط القتلى والجرحى ثم نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: ها هم الفرس ينهزمون في (برس) يا زيد ويولون وجوههم شطر (بابل) والمسلمون في أثرهم.. |
(نسمع أصوات التهليل والتكبير ثم صوت (زيد) يقول): |
زيد: ها نحن نقترب من (بابل) وها هي تجمعات الفرس لا تقوى على الصمود أمام زحفنا السريع.. |
علقمة: إنها حركة خاطفة يرمي (سعد) من ورائها تمزيق هذه التجمعات وافناءها وتمزيقها حتى لا تكون جبهة قوية أمام (المدائن). |
زيد: انها خطة بارعة من (سعد) يا علقمة.. |
علقمة: إن ما أخشاه هو أن يقطع الفرس الجسر الموصل إلى (المدائن) انهم ان فعلوا فسنضطر إلى محاصرة المدائن. |
زيد: إن الحصار هو أكره شيء لدي.. إني لا أنسى حصار دمشق وحمص واللاذقية.. |
علقمة: لا تذكرني بها يا زيد.. لقد كاد الملل يحطم همنا.. ويؤدي بنا إلى مواطن التهلكة.. |
زيد: بلى يا علقمة بلى.. |
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. قطع الفرس الجرس الموصل (للمدائن)... أميركم يأمركم بحصار المدائن وقطع أي اتصال بينها وبين الأماكن المجاورة لها. |
علقمة: صح ما توقعته (يا زيد).. |
زيد: يا ليتك توقعت شيئا غير هذا. |
علقمة: ما قدر كائن ولا مفر من قدر الله. |
زيد: هلم بنا ندرك (سعدا) وهو في طريقه إلى نهر (شير) ولنشترك معه في الحصار الذي نرجو الا يطول أمده.. |
علقمة: من يدري فقد يقع ما ليس في الحسبان.. |
(نسمع مواكب الزحف تتخللها موسيقى حربية ثم نسمع صوت ضرار بن الخطاب يقول): |
مرار: الله أكبر.. الله اكبر.. أبيض كسرى.. إنه الايوان هذا ما وعد الله ورسوله.. |
أصوات: الله أكبر.. الله اكبر.. الله أكبر.. صدق الله ورسوله.. |
علقمة: أجل صدق الله ورسوله.. |
أصوات: ولكن إيوان كسرى يقع في (المدائن) الشرقية ونحن الآن بجانب المدائن الغربية وبيننا نهر دجلة.. |
علقمة: لكن الوصول إلى القسم الشرقي من المدائن لا يمكن قبل الاستيلاء على القسم الغربي منها.. |
زيد: ولكن كيف نعبر دجلة إليها لأنك كما ترى المدائن الغريبة أمامنا والمدائن الشرقية على الضفة الأخرى من دجلة.. |
علقمة: لكل عقدة حلال.. المهم الآن الاستيلاء على (المدائن) الغريبة.. |
زيد: انظر يا زيد. إن حركة السفن لا تهدأ بين المدائن الغربية والشرقية فكيف تعلل ذلك؟؟ |
علقمة: لعل سكان المدائن الغربية يزحفون إلى المدائن الشرقية.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (مزنة) تقول): |
مزنة: ها هو الشهر الثاني يكاد ينصرم ونحن ما نزال نحاصر المدائن الغربية.. |
هند: ما أفظع الحصار إني أكرهه.. إنه يبعث في نفسي السأم والملل. |
مزنة: إذا كان الحصار يبعث فيك السأم والملل فكيف تكون حال المحاصرين لقد سمعت انهم يعانون أقصى صنوف الجموع حتى قيل انهم أكلوا السنانير والكلاب.. |
هند: لا أظن ذلك صحيحاً يا (مزنة) لأن النهر بين سكان المدائن الغربية والمدائن الشرقية ولديهم السفن الكافية ينقلون عليها مؤونتهم وما يلزمهم لتخفيف شدة الحصار.. |
مزنة: ولكن قناعة المسلمين ورماتهم يمطرون السفن التي تمخر النهر بوابل من سهامهم ونبالهم.. |
هند: مهما يكن الأمر فالطريق النهري مفتوح أمامهم. وإذا لم تحدث أية مفاجأة فسيطول حصارنا للمدائن الغربية.. |
المنادي: يا معشر المسلمين! يا معشر المسلمين! أميركم يأمركم بالدخول إلى المدائن الغربية فقد اخلاها سكانها ونزحوا إلى المدائن الشرقية، سيروا على بركة الله.. |
مزنة: لقد وقعت المفاجأة يا هند.. |
هند: الحمد لله.. الحمد لله.. يا رب أتم نعمتك علينا باحتلال المدائن الشرقية.. أربد أن أرى أيوان كسرى.. |
مزنة: من كان يحلم أن العرب المسلمين يصلون إلى هذه الأماكن.. |
هند: أجل يا مزنة أجل.. كان ذلك ضرباً من المستحيل.. من يجرؤ من كان يفكر.. ولكنه الإسلام أعز الله العرب به فنصرهم على أعظم امبراطوريتين في الدنيا.. |
مزنة: الحمد الله على نعمة الإسلام.. الحمد لله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (علقمة) يقول): |
علقمة: هيا بنا يا زيد نستمع إلى خطبة (سعد) فقد دعا الناس إلى ذلك.. |
زيد: هيا بنا.. هيا بنا.. |
(نسمع ضجيجاً وهرجاً ومرجاً يختلط بموسيقى نسمع بعدها صوت (سعد) يقول): |
سعد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أيها الناس إن عدوكم قد اعتصم بهذا البحر فلا تخلصون إليهم معه ويخلصون إليكم إذا شاؤوا في سفنهم وشونهم وقد رأيت أن تجاهدوا العدو قبل أن تحصدكم الدنيا وقد عزمت على قطع هذا البحر إليهم فماذا تشيرون؟ |
أصوات: عزم الله لنا ولك على الرشد فافعل فإنا معك والله معنا.. |
سعد: من يبدأ منكم ويحمى لنا الفراض حتى تتلاحق به الناس لكيلا يمنعهم العدو من العبور.. |
عاصم بن عمرو: انا لها يا سعد ومعي ستمائة رجل من خيرة الناس. |
سعد: أنت لها يا عاصم بن عمرو.. أنت لها.. بورك فيك أنت ومن معك. قدموا أناث الخيل للسباحة واجعلوا ذكور الخيل خلفها وتولوا.. نستعين بالله ونتوكل عليه.. حسبنا الله ونعم الوكيل ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.. |
أصوات: (تردد) نستعين بالله ونتوكل عليه.. حسبنا الله ونعم الوكيل ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مختلطة بأصوات الخيل وهي تخوض النهر والفرسان وهم يرددون نستعين.. ثم صوت عاصم بن عمرو يقول): |
عاصم: أيها الناس.. إن عدوكم قدم خيله مقابل خيلكم ليمنعكم من العبور.. الرماح الرماح اشرعوا الرياح وتوخوا عيون أعدائكم فاطعنوها.. |
((أصوات تهليل وتكبير.. تختلط بموسيقى وتردد)).. |
أصوات: لبيك يا عاصم لبيك.. سنفعل.. سنفعل.. |
عاصم: أيها الناس وصلت الفراض فاعبروا ولا تخافوا.. إن عدوكم ينهزم... هاجموه.. أبيدوه.. |
أصوات: لبيك يا عاصم لبيك.. الله اكبر. الله أكبر.. |
(أصوات تهليل وتكبير مختلطة بموسيقى نسمع بعدها صوت ضرار بن الخطاب يقول): |
صوت صادر من مكان سحيق: كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ . وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ . كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ . فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (الدخان: 25 ـ 28). |
|