الحلقة ـ 113 ـ |
عزرا: ومع اني غير مطمئن إلى نجاح الخطة إلا أني أرى من واجبي أن لا أخالفك يا حزقيال.. |
حزقيال: شكراً.. شكراً.. هيا بنا نأخذ في أسباب التنفيذ.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة.. نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: لقد كنا نشكو في البلاد الشامية من طول وقوفنا أمام حصون دمشق وحمص واللاذقية.. وأرانا هنا نلاقي مثل ذلك.. |
زيد: بلى يا علقمة بلى.. لقد استغرق مسير رستم قائد الفرس من المدائن إلى القادسية أربعة شهور |
علقمة: انه يطاولنا ويراوغنا رجاء أن نضجر بمكاننا فننصرف من حيث أتينا.. |
زيد: ولكنه لن يفلح بإذن الله في الوصول إلى غايته.. |
علقمة: لقد كتب أمير المؤمنين إلى سعد بن أبي وقاص يأمره بالصبر والمطاولة وهكذا نعود إلى أيام السأم والضجر.. |
زيد: لا يا علقمة لا.. ان الوضع يختلف جداً.. أن سرايانا تجوس أراضي العراق وتعود موسوقة بالغنائم والاسلام.. |
علقمة: إني ما زلت على رأيي يا زيد.. |
زيد: أي رأي يا علقمة.. |
علقمة: خالد لها وليس سعد.. |
زيد: لكل زمان دولة ورجال وسعد بن أبي وقاص قد تمرس قتال الفرس وستكشف الأيام أن أمير المؤمنين قد أحسن الاختيار.. |
علقمة: إن شاء الله.. إن شاء الله. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى وأصوات تعلو وتنخفض وهمهمة وغمغمة.. نسمع بعدها صوت (رستم) يقول): |
رستم: مهران.. مهران.. |
مهران: سيدي القائد.. |
رستم: تعال واجلس.. |
مهران: أمرك سيدي.. |
رستم: إنك موضع ثقتي يا مهران.. والمؤتمن على أسراري.. |
مهران: إني أعتز بهذه الثقة الغالية.. |
رستم: مهران.. |
مهران: ما بك سيدي القائد.. هل تشكو من شيء..؟ |
رستم: اجل.. أجل... |
مهران: ما هو يا سيدي.. ما هو؟ |
رستم: أتستطيع تفسير الأحلام يا مهران؟ |
مهران: سأحاول يا سيدي سأحاول.. |
رستم: لقد درست الكهانة والتنجيم يا مهران.. وضربت فيهما بقدم راسخ.. |
مهران: شكرا لسيدي على هذا الاطراء.. |
رستم: حلمت أن ملاكاً نزل من السماء فجمع قسي جنودي فختمها ثم صعد بها إلى السماء.. |
مهران: وهكذا استيقظت يا سيدي مهموماً مغموماً.. |
رستم: بلى يا مهران بلى.. |
مهران: إنها بشرى سيدي القائد.. |
رستم: بشرى... أتسخر مني؟ |
مهران: إذا كنت تعتقد أني كاهن ومنجم فيجب أن تثق بكلامي.. |
رستم: حسنا.. هات.. ما هي البشرى.. |
مهران: لقد ختم الملاك قسي جنودك معناه باركها واعطاها من قوته وبأسه فابشر أيها القائد بالنصر وبالملك.. |
رستم: النصر عرفناه... والملك كيف ماذا تعني.. أفصح؟ |
مهران: ستنتصر على المسلمين نصرا مؤزرا وسيعلو نجمك فتلتف حولك القلوب وتشخص إليك الأبصار وتصبح رجل فارس ومنقذها من هذا الامبراطور الطفل.. |
رستم: إنني معك في أن (يزدجرد) طفل مغرور يتلاعب به جلاسه كما يتلاعبون بأحجار الشطرنج.. |
مهران: ولذلك يجب أن تضع سيدي القائد حداً لهذه الفوضى بعد انتصارك.. |
رستم: هذا ما يدور في خلدي أن أفعله بعد الانتهاء من معركة القادسية.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى.. نسمع بعدها صوت الحاجب يقول): |
الحاجب: سيدي القائد رستم.. |
رستم: ما وراءك أيها الحاجب.. |
الحاجب: خطاب من الشاهنشاه.. |
رستم: هاته واخرج... |
الحاجب: بالأمر مولاي... |
(نسمع موسيقى خفيفة أثناء قراءة رستم للخطاب نسمع بعدها صوته يعلن في سخط)... |
رستم: صدقت يا مهران ان يزدجرد طفل وطفل غرير.. |
مهران: ماذا يأمرك في خطابه؟ يا سيدي..؟ |
رستم: إنه يستعجلني في محاربة المسلمين.. |
مهران: أهو القائد أم أنت.. حقيقة انه طفل غرير.. يتدخل في أمور لا علم له بها... |
رستم: إنها الحاشية السيئة متى ما تسلطت أفسدت الحكم.. |
مهران: وماذا عزمت سيدي القائد أن تفعل.. |
رستم: لقد أزعجني هذا الامبراطور الأحمق بإلحاحه المتكرر بالدخول في معركة مع المسلمين.. وعليه قررت ان امتثل لأمره وإني آمرك أن تذهب إلى قائد المسلمين فتسأله.. |
مهران: أسأله ماذا يا سيدي؟ |
رستم: تسأله هل يعبر إلينا... أو نعبر إليه.. |
مهران: بالأمر يا مولاي.. |
رستم: غداً تعرف فارس قائدها ومنقذها رستم.. غداً يعرف الامبراطور الغر من أنا.. من أنا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية.. نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: طلب رستم قائد الفرس أن نعبر إليه أو يعبر الينا وقد أمر سعد الناس أن يقفوا حيث هم وترك لرستم الخيار في العبور من عدمه.. |
زيد: إذن على وشك الدخول في المعركة يا علقمة.. |
علقمة: أجل يا زيد.. أجل.. |
زيد: لقد حشد الفرس فيها خيرة جيوشهم وأقوى عتادهم وأعظم قوادهم.. |
علقمة: بلى يا زيد بلى.. وقد علمت أن سعد بن أبي وقاص لن يستطيع الاشتراك في المعركة فقد أصيب بالدمامل وعرق النسا ويشرف من على سطح داره على المعركة.. |
زيد: لا حول ولا قوة الا بالله.. |
علقمة: وقد استخلف سعد خالد بن عرفطة على الناس وخطب فينا معلنا استخلافه عندما وجد نفسه عاجزاً عن ركوب الخيل وأرانا مابه من جروح.. |
زيد: لم أكن حاضراً حين خطب سعد.. ثم من هو خالد بن عرفطة؟ أليس بين المسلمين من هو أحق منه بهذه القيادة.. |
علقمة: أتريد يا زيد ان تنضم إلى قائمة المشاغبين الذين حبسهم خالد بن عرفطة حين بلغه استياؤهم من تعيينة.. |
زيد: إني لا أقصد بكلامي الإساءة إلى خالد أو الشغب عليه وإنما قلت لعل بين المسلمين في جيشنا هذا من هم أعلم منه بفنون الحرب والقتال، أما وقد أمره سعد ابن أبي وقاص فما علينا إلا السمع والطاعة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى.. نسمع بعدها صوت سلمى تقول): |
سلمى: كيف وجدت قروح سعد يا مزنة.. ألا يستطيع القتال يا أختاه؟ |
مزنة: لا يا سلمى.. إنه لا يقدر على الجلوس فكيف يستطيع ركوب الخيل ومجالدة الفرسان في ساحة النزال.. |
سلمى: إني أخشى أن يفت غيابه في عضد المسلمين يا مزنة.. إن بعض الجهلاء من الناس يتحدثون عن زوجي إنه جبن عن القتال فادعى المرض.. |
مزنة: إنك ترينني يا سلمى مع الطبيب كل يوم وهو يغسل قروح سعد ويداوي أمكنة الكي في رجله وقد نصحه الطبيب بأن يظل في فراشه ساكنا بدون حراك ولكنه يأبى إلا أن يشرف على القتال بنفسه فكيف يقال عنه إنه جبان.. إنهم كذابون.. إنهم هم الجبناء.. |
سلمى: قاتلهم الله.. قاتلهم الله.. |
مزنة: انهم ينقمون على سعد توليته خالد بن عرفطة الليثي حليف بني زهرة بينما يوجد في الجيش من يرون انه أحق منه بالقيادة.. |
سلمى: ولكن سعداً كان يثق به والثقة مهمة في قيادة الجيوش.. |
مزنة: لقد أدب خالد بن عرفطة هؤلاء المشاغبين فرمى بهم في السجن وفي مقدمتهم أبو محجن الثقفي. |
سلمى: ولكنهم يقولون ان أبا محجن الثقفي سجن لأنه تعاطى الخمر.. |
مزنة: إني أشك في قولتهم هذه... صحيح أن أبا محجن شاعر ذلق اللسان فصيح البيان ولكني لم أسمع عنه شرب الخمر. |
سلمى: إذن فهو في زمرة المشاغبين يا مزنة. |
مزنة: أجل يا سلمى أجل.. |
سلمى: قاتلهم الله... قاتلهم الله.. |
مزنة: أستأذنك يا سلمى... فإني ذاهبة للانتظام مع اخواتي فالمعركة وشيكة الوقوع.. |
سلمى: بلى يا مزنة بلى.. لقد أرسل سعد ذوي الرأي والعقل والنجدة إلى الناس وقال لهم.. |
مزنة: قال لهم ماذا؟ |
سلمى: انطلقوا فقوموا في الناس بما يحق عليكم ويحق عليهم عند مواطن اليأس فانكم من العرب بالمكان الذي أنتم به وأنتم شعراء العرب وخطباؤهم، وذوو رأيهم ونجدتهم وسادتهم فسيروا في الناس فذكروهم وحرضوهم على القتال. |
مزنة: ما أروع ما قاله سعد.. اللهم اكتب لعبادك النصر والفتح المبين.. |
سلمى: اللهم آمين.. آمين... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية صاخبة نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: لقد هشت قلوبنا وقرت عيوننا وسكنت نفوسنا واطمأنت بعد أن أمر سعد بن أبي وقاص بقراءة سورة الأنفال.. |
زيد: وهل هنالك شيء يبعث على السكينة والإطمئنان وحب الجهاد غير القرآن.. انه تنزيل من عزيز حميد.. |
علقمة: هل أنت مستعد يا زيد؟ |
زيد: اجل يا علقمة أجل.. وإني أنتظر مع الناس تكبيرات سعد الأربع حتى اندفع في سبيل الله.. |
سعد: الله أكبر.. |
(أصوات الجنود تردد بعده.. الله أكبر وتستعد لقتال). |
سعد: الله اكبر.. |
(أصوات الجنود تردد بعده. الله أكبر). |
علقمة: أنظر يا زيد لقد برز القعقاع بن عمرو، وعاصم بن عمرو، وعمرو ابن معد يكرب الزبيدي فانشبوا القتال.. |
سعد: الله أكبر.. |
(يردد الجنود بعده: الله أكبر.. فيلتحم الجيشان ونسمع أصوات التهليل والتكبير تدوي مختلطة بموسيقى حربية وبكر الخيل وفرها وأصوات الفيلة وقعقعة السلاح وصليل السيوف وسقوط القتلى وأنات الجرحى ثم نسمع صوت علقمة يقول): |
علقمة: يا الله أعنا يا الله.. لقد حمل أصحاب الفيلة من الفرس على كتائب المسلمين ففرقوها.. يا للفظاعة.. |
زيد: إن قبائل بني (بجيلة) يتساقطون من فوق خيولهم الفارة من وجوه الفيلة التي تطحنهم بأرجلها انهم يتحملون زخم هجوم الفيلة عليهم.. |
علقمة: لو كان خالد بن الوليد قائدنا لحسب حساب الفيلة قبل بدء المعركة.. |
زيد: أجل يا علقمة أجل.. |
(نسمع أصوات الفيلة وسقوط القتلى والجرحى من المسلمين ثم نسمع صوت علقمة يقول): |
علقمة: أنظر يا زيد انظر.. |
زيد: أنظر ماذا؟ |
علقمة: كتائب بني أسد بقيادة طليحة بن خويلد الأسدي تسارع لنجدة (بجيلة) التي استعر القتل بين رجالها.. |
زيد: ها هو طليحة يقتل أحد هذه الأفيال لاشلت يمينه.. |
(نسمع أصوات التهليل والتكبير تختلط بأصوات الفيلة وكر وفر الخيل وفرها وسقوط القتلى وأنين الجرحى ثم نسمع صوت الأشعث الكندي يصيح مدوياً): |
الأشعث: يا معشر كندة.. يا معشر كندة.. لله در بني أسد أي فر يفرون وأي هز يهزون وأنتم تنتظرون من يكفيكم شر هذه الفيلة وأصحابها... أشهد ما أحسنتم أسوة بقومكم من العرب.. اهجموا معي على الفيلة واقتلوها ومن عليها.. |
علقمة: ان الأشعث بن قيس الكندي يا زيد يحمس قومه بني كندة على تحمل نصيبهم من قتال الفيلة.. |
زيد: لله دره ما أشجعه.. |
الأشعث: يا معشر كنده... يا معشر كندة استدبروا الفيلة واقطعوا أحزمتها وأذنابها.. |
(نسمع عواء الفيلة وسقوط القتلى وأنات الجرحى مختلطة بالتهليل والتكبير وكر الخيل وفرها ثم نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: إن هذه الحركة التي قامت بها كندة نفست عن بني أسد وطأة الفيلة وأصحابها.. |
الأشعث: يا معشر الرماة ذهبوا ركاب الفيلة عنا.. انضحوهم بالنبال.. |
(نسمع صوت السهام والنبال مختلطة بأنات الجرحى وسقوط القتلى ثم صوت زيد يقول): |
زيد: لقد أبلت قبائل بجيلة وأسد وتميم وكندة لهيب الحرب في هذا اليوم يا علقمة. |
علقمة: وها هو الليل يرخي سدوله وقد قدمت فيه هذه القبائل خمسمائة شهيد.. |
صوت صادر من أعماق سحيقة: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (آل عمران: 169). |
زيد: لقد أمر سعد بدفن القتلى في وادي (العذيب) ونقل الجرحى إلى أماكن التمريض. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى.. نسمع بعدها صوت مزنة تقول): |
مزنة: أتأتين يا سلمى لمساعدتنا وتتركين زوجك سعد وهو أحق بعنايتك.. |
سلمى: لقد أعطيته حقه من العناية والتمريض وجئت لاساعدكن في تمريض جرحى المسلمين فهم على حق أكثر من حق زوجي على في مثل هذا اليوم. |
مزنة: بورك فيك يا سلمى.. |
سلمى: لقد فتكت الفيلة وركابها بالمسلمين في هذا اليوم والشهداء بالمئات يا مزنة. |
مزنة: والجرحى كما ترين أكثر وجراح أكثرهم بليغة وخطرة.. |
سلمى: لم أملك نفسي وقد رأيت خيل المسلمين تفر أمام الفيلة وفرسانها ينساقون فوقها كورق الشجر إلا أن أصرخ.. |
مزنة: صرخت.. كيف.. ماذا قلت؟ |
سلمى: لقد هالني موقف المسلمين وأوحى فؤادي فتك الفيلة وأصحابها بهم ولم أشهد أي مقاومة تذكر من المسلمين ضدها فتذكرت زوجي السابق المثنى بن حارثة الشيباني وتراءت أمامي تجاربه وخبرته في قتال الفيلة واذا بي اصرخ بلا شعور (وامثناه) ولا مثنى للخيل اليوم واذا بسعد بن أبي وقاص يلطم وجهي لطمة ترين آثارها عليه ويقول: |
مزنة: إنها لطمة قوية يا سلمى.. يلوح لي انه كان ضجراً ومتألما وهو يرى الفيلة تفتك بالمسلمين ومقاومة المسلمين لها ضعيفة غير مجدية.. |
سلمى: بلى يا مزنة بلى... |
مزنة: وماذا قال سعد لك.. |
سلمى: قال: أين المثنى من هذه الكتيبة التي تدور عليها الرحى والذين كانوا يصطلون بزخم هجوم فيلة الفرس عليهم.. |
مزنة: أظن سعدا كأنه يعني كتائب (بجيلة) وبني أسد. |
سلمى: أجل يا مزنة أجل.. |
مزنة: وماذا جرى بعد ذلك؟ |
سلمى: لقد آلمتني اللطمة فإذا بي أصرخ في وجهه قائلة أغيرة وجبناً يا سعد؟ |
مزنة: لقد كنت قاسية يا سلمى على سعد.. |
سلمى: بلى يا مزنة بلى.. وكان سعد رفيقاً بي ورحيماً حين أجابني والله لا يعذرني اليوم أحد إذا أنت لم تعذريني.. وأنت ترين ما بي والناس أحق ألا يعذرونني. |
مزنة: جواب مؤثر يا سلمى... فهل عذرته بعدها؟ |
سلمى: بلى يا مزنة بلى... لقد عذرته وعذره الناس معي حتى من كانوا يشاغبون عليه بالأمس. |
مزنة: الحمد لله الذي حصحص الحق لذي عينين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة تختلط أحياناً بأصوات تعلو وتنخفض وهمهمة وغمغمة تدل على اجتماع هام نسمع بعدها صوت (هرقل) امبراطور الروم يقول): |
هرقل: أيها الحاجب.. |
الحاجب: مولاي.. |
هرقل: أين اليهوديان حزقيال وعزرا.. |
الحاجب: بالباب يا مولاي.. |
هرقل: أدخلهما.. |
(موسيقى يدخل أثناءها حزقيال وعزرا ثم نسمع حزقيال يقول): |
حزقيال: المجد والجلال لك أيها الامبراطور العظيم.. |
هرقل: أجلسا.. أكملا حديث الأمس.. |
حزقيال: لقد هلك في طاعون (عمواس) كبار قواد المسلمين.. مثل يزيد بن أبي سفيان حتى بلغت الوفيات أكثر من خمسة وعشرين ألف نسمة. |
عزرا: وفرت جيوش المسلمين إلى الجبال والأماكن المرتفعة وأصبحت المدن السورية الرئيسية خالية من الجنود والحراس ايها الامبراطور.. |
هرقل: كلام جميل أيها اليهوديان.. ماذا تريدان مني أن أفعل؟ |
حزقيال: إن الفرصة سانحة أيها الامبراطور العظيم لانقضاض جيوشكم الظافرة لاسترداد سوريا من أيدي المسلمين الظالمين.. |
عزرا: وإن قومنا اليهود المنتشرين في البلاد السورية على استعداد للتعاون مع جيوشكم الباسلة وارشادها إلى مواقع العدو.. |
هرقل: حسن جداً ولكن هنالك عدو أشد خطورة وفتكا من جيوش المسلمين.. |
حزقيال: ما هو أيها الامبراطور المبجل.. |
هزقل: الطاعون أيها اليهودي الغبي... |
عزرا: لقد انحسرت حدة هذا المرض سيدي الامبراطور.. |
هرقل: ولكن آثاره ما تزال باقية.. وما تزال المعلومات تصلنا عن حدوث إصابات يومية بين جنود المسلمين والآهلين.. |
حزقيال: إذا كان مولاي الامبرطور يخشى على جيشه من آثار الطاعون فلا أقل من أن يأمر بتعبئة عامة واستنفار لجيوشه وحشدها على اطراف سوريا.. |
عزرا: بلى سيدي الامبراطور بلى حتى إذا زال هذا البلاء هاجمت جيوشكم المنصورة أعداءكم المسلمين فأبادتهم عن بكرة أبيهم.. |
هرقل: هذا رأي سليم أيها اليهودي الخبيث.. |
عزرا: (يتضاحك) مولاي.. مولاي.. إني مخلص لسيدي الامبراطور.. |
هرقل: وما هو ثمن هذا الاخلاص أيها اليهودي الفاجر؟ |
حزقيال: لا شيء.. لا شيء سيدي.. لا.. لا.. |
هرقل: إخلاص يهودي بدون مقابل.. أمر عجيب.. أنا لا أصدق.. لا أكاد أصدق.. |
عزرا: نحن لا نطلب مقابل هذا النصح ثمناً مادياً. |
هرقل: إذن هنالك ثمن ايها اليهودي.. ألم أقل لكما إن اليهودي لا يعطي بدون مقابل.. قل ما هو طلبك.. قل وأوجز.. |
حزقيال: إن أخي عزرا يحب المزاح.. إننا لا نريد أجراً على نصيحتنا.. |
هرقل: أنا لا أصدق ما تقول يا حزقيال.. وأنت يا عزرا قل ما هو الثمن وإلا قتلتك.. |
عزرا: تقتلني.. تقتلني أيها الامبراطور.. |
هرقل: اقتلك إن لم تقل لي ما هو طلبك.. |
عزرا: وعلي الأمان ان قلته.. |
هرقل: قل وعليك الأمان.. |
حزقيال: وهل علي انا الأمان يا سيدي.. |
هرقل: نعم... نعم.. قل.. لقد ضجرت منكما.. |
عزرا: نطلب السماح لنا بالعودة إلى سكني (ايلياء) وإعادة بناء هيكل سليمان. إذا سترجع سيدي الإمبراطور (ايلياء) |
هرقل: (يصرخ بحدة) أتعرض للعنة المسيح في سبيل ارضاء اليهود القتلة السفاحين.. أيها الحاجب.. أيها الحاجب.. |
الحاجب: مولاي.. |
هرقل: خذ هذين اليهوديين القذريين واقذف بهما خارج حدود الامبراطورية.. |
|