الحلقة ـ 112 ـ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى الزحف تختلط بأقدام المشائين وحوافر الخيل وصهيلها وصليل السيوف وقعقعة السلاح ثم نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: ذكرني مسيرنا من الشام إلى العراق مع قيس بن هبيرة المرادي لمساندة المسلمين في القادسية بمسيرنا مع خالد بن الوليد يوم إن جئنا نجدة للمسلمين في اليرموك.. |
زيد: بلى يا علقمة بلى.. ما أشبه الليلة بالبارحة، في اليرموك تجمعت جيوش الروم الضخمة لمعركة فاصلة مع المسلمين وهنا في القادسية احتشدت جيوش الفرس لمعركة حاسمة ضد المسلمين.. |
علقمة: ولكن القيادة غير القيادة يا زيد؟ |
زيد: صحيح.. غير ان سعد بن أبي وقاص لا يقل شجاعة ودهاء عن خالد بن الوليد ثم أنه أعظم رام في الإسلام بشهادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.. |
علقمة: صلى الله عليه وسلم.. بلى يا زيد بلى ولكن سعد بن أبي وقاص لم يتمرس الحروب كما تمرسها خالد بن الوليد.. |
زيد: أجل.. أجل.. ولكن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لم يترك فارسا ولا شجاعاً، ولا كبيراً ولا صغيراً في الجزيرة إلا أرسله مدداً إلى سعد حتى عمرو بن معد يكرب الزبيدي وطليحة بن خويلد الأسدي.. |
علقمة: بلى يا زيد بلى.. لم يترك ابن الخطاب بالجزيرة حسيباً ولا نسيباً ولا صاحب رأي أو دهاء أو حيطة إلا أمد به سعد بن أبي وقاص ولكن.. |
زيد: ولكن ماذا يا علقمة.. ماذا؟ |
علقمة: خالد بها وليس سعد يا زيد.. لقد رمتنا فارس برستم والجالينوس أعظم قوادها ورمتنا بالألوف المؤلفة من خيرة رجالها وزهرة شبابها والعديد الوافر من خيلها وفيلتها ورماتها.. |
زيد: لا ترهبك الجموع الضخمة ولا ارتال السلاح العديدة فإن الله ناصر دينه.. قل معي.. قل.. اللهم ثبت أقدامنا، وأيدنا بنصرك الذي وعدتنا.. إنك لا تخلف الميعاد.. |
علقمة: اللهم آمين.. اللهم آمين.. |
(نقله صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (هند) تقول): |
هند: أما سمعت يا مزنة بالكتاب الذي أرسله سعد بن أبي وقاص إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين بلغته حشود الفرس الجرارة في القادسية.. |
مزنة: وبماذا أجابه أمير المؤمنين يا هند؟ |
هند: قال له: لا يكربنك ما يأتيك منهم واستعن بالله وتوكل عليه. وابعث إلى ملك الفرس رجالاً من أهل المناظرة والرأي والجلد يدعونه إلى الله فإن الله جاعل دعاءهم توهينا للفرس.. |
مزنة: لله ما أروع هذه الرسالة لقد جمعت فاوعت.. قولي يا هند.. هل نفذ سعد أمر أمير المؤمنين؟ |
هند: بلى يا مزنة بلى... لقد اختار وفدا من عيون رجاله وأمر عليهم النعمان بن مقرن المزني. |
مزنة: وهل سار الوفد لمقابلة يزدجرد ملك فارس؟ |
هند: أجل يا مزنة أجل.. وإني لأخشى عليهم من غدر الفرس.. |
مزنة: قد يكون تخوفك يا هند في محله لو أرسل الوفد قبل أن يرفع الإسلام من شأن العرب.. أما اليوم فلا.. |
هند: كيف يا مزنة كيف؟ |
مزنة: كنا قبل الإسلام لا وزن لنا ولا قدر عند الفرس فكانوا يغدرون بالصيد من ملوكنا ورجالنا ولا تنطح في ذلك عنزان.. |
هند: صدقت يا مزنة صدقت. |
مزنة: أما اليوم وقد أعزنا الله بالإسلام فإن الفرس وغير الفرس يحسبون ألف حساب لأي عمل غادر.. |
هند: الحمد لله على نعمة الإسلام.. |
(نقله صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبه تختلط بأصوات تعلو وتنخفض وتمتزج بهمهمة وغمغمة نسمع بعدها صوت الحاجب يقول): |
الحاجب: سيدي الشاهنشاه.. وفد المسلمين بالباب.. |
يزدجرد: ادخلهم في الحال... |
(نسمع همهمة وغمغمة مختلطة بموسيقى خفيفة وصوت أقدام المشائين ثم نسمع صوت النعمان بن مقرن المزني يقول): |
النعمان: السلام على من اتبع الهدى.. |
يزدجرد: أيها الحاجب.. ضعهم في أماكنهم.. |
الحاجب: بالأمر يا مولاي.. |
يزدجرد: أيها الترجمان قل لهم.. ما جاء بكم؟ وما دعاكم إلى غزونا؟ والولوغ في بلادنا..؟ الأننا تشاغلنا عنكم أجترأتم علينا؟ |
(يلتفت النعمان بن مقرن إلى أصحابه فيقول لهم): |
النعمان: إن شئتم تكلمت عنكم ومن شاء منكم آثرته.. |
الجميع: بل تكلم أنت.. |
النعمان: أيها الملك! إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولاً يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر ووعدنا على إجابته خيري الدنيا والآخرة.. |
(أصوات همهمة وغمغمة تدل على ان المترجم ينقل كلام الوفد ثم تنقطع فنسمع صوت النعمان يقول): |
النعمان: فلم يدع رسولنا قبيلة الا وقاربه منها فرقة وتباعد عنه منها فرقة.. |
(أصوات همهمة وغمغمة تدل على أن المترجم ينقل كلام الوفد ثم تنقطع فنسمع صوت النعمان يقول): |
النعمان: ثم أمرنا رسولنا ان نبتدىء بمن خالفه من العرب فبدأنا بهم. فدخلوا معه على وجهين مكره عليه فاغتبط وطامع فازداد، فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق.. |
(أصوات همهمة وغمغمة تدل على ان المترجم ينقل كلام الوفد ثم تنقطع فنسمع صوت النعمان يقول): |
النعمان: ثم أمرنا نبينا ان نبتدىء بمن يلينا من الأمم فندعوهم إلى ديننا وهو دين حسن الحسن وقبح القبيح.. |
(أصوات همهمة وغمغمة تدل على أن المترجم ينقل كلام الوغد ثم تنقطع فنسمع صوت النعمان يقول): |
النعمان: فإن أبيتم فامر من الشر هو أهون من آخر شر منه.. الجزية.. فان أبيتم فالمناجزة.. |
(أصوات همهمة وغمغمة تدل على ان المترجم ينقل كلام الوفد وهنا يزداد الصخب ثم لا يلبث أن ينقطع لنسمع صوت النعمان يقول): |
النعمان: وإن أجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله وأقمنا على ان تحكموا باحكامه ونرجع عنكم وشأنكم وبلادكم وان بذلتم الجزية قبلنا ومنعناكم وإلا قاتلناكم.. |
(أصوات صاخبة تتصاعد أثناء ترجمة المترجم ثم تنقطع لنسمع صوت الشاه (يزدجرد) يقول): |
يزدجرد: اني لا أعلم أمة في الأرض كانت أشقى ولا أقل عدداً ولا أسوأ ذات بين منكم.. |
(نسمع همهمة وغمغمة بين وفد المسلمين أثناء الترجمة ثم تنقطع فنسمع صوت يزدجرد يقول): |
يزدجرد: وقد كنا نوكل بكم أهل الضواحي فيكفونا أمركم فلا تطمعوا أن تقدموا لفارس.. |
(همهمة وغمغمة بين وفد المسلمين اثناء الترجمة ثم تنقطع لنسمع صوت يزدجرد يقول): |
يزدجرد: فإن كان غرور لحقكم فلا يغرنكم منا انشغالنا عنكم. وإن كان الجهد فرضنا لكم قوتا إلى خصبكم، وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملك يرفق بكم.. |
(همهمة وغمغمة بين وفد المسلمين أثناء الترجمة ثم تنقطع لنسمع صوت النعمان يقول): |
النعمان: أيها الترجمان قل لمليكك إن المغيرة بن زرارة الأسدى سيجيب عنا.. |
يزدجرد: فليتكلم.. |
المغيره: أيها الملك إن هؤلاء رؤوس العرب ووجوههم وهم أشراف يستحيون من الأشراف وإنما يكرم الأشراف ويعظم حقهم الأشراف وليس كل ما ارسلوا به قالوه.. |
(همهمة وغمغمة من الفرس أثناء الترجمة ثم تنقطع لنسمع المغيرة يتابع كلامه قائلاً): |
المغيرة: أيها الملك ما تعودت ان أطيل الكلام وإني أقول لك.. اختر إن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر، وان شئت فالسيف أو تسلم فتنجى نفسك.. |
(همهمة وصخب وضجيج أثناء الترجمة ثم ينقطع لنسمع صوت (يزدجرد) يقول محتداً): |
يزدجرد: لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكم.. لا شيء لكم عندي أيها الحاجب.. |
الحاجب: مولاي.. |
يزدجرد: خذ كيسا من التراب واحمله على أشرف هؤلاء ثم سفه حتى يخرج من المدائن، وانتم يا سعد ارجعوا إلى صاحبكم فاعلموه أني مرسل إليه قائدي (رستم) حتى يدفنه ويدفنكم معه في خندق القادسية. |
(ضجيج وتصفيق نسمع بعده صوت يزدجرد يقول): |
يزدجرد: ثم أمر رستم أن يرد بلادكم حتى أشغكلم بأنفسكم بأشد مما نالكم من قبل على يد (سابور).. |
(ضجيج وتصفيق نسمع بعده صوت عاصم بن عمرو الكناني الليثي أحد أعضاء الوفد يقول): |
عاصم: أيها الملك أنا أشرف أصحابي وأنا سيدهم.. |
يزدجرد: حمله التراب وسوقوه حتى يخرج من المدائن.. |
(موسيقى تختلط بهمهمة وغمغمة وأصوات تعلو وتنخفض ثم نسمع صوت الحاجب يقول): |
الحاجب: نفذنا أمر سيدي الشاهنشاه بشأن وفد المسلمين فحملنا أشرفهم التراب حتى ظاهر المدائن.. |
يزدجرد: عجيب أمر هؤلاء العرب ما كنت أحسب انهم بهذه الفصاحة وقوة المنطق والحجة غير أني وجدت أفضلهم أحمقهم حيث حمل التراب على رأسه. |
(قهقهة وأصوات ضحك عاليه نسمع بعدها موسيقى انتقاله ثم صوت زيد يقول): |
زيد: عاد وفدنا المرسل إلى ملك الفرس وعلى رأس سيدهم وفر من تراب؟ |
علقمة: ماذا تقول؟ |
زيد: غضب منهم ملك الفرس فأمر بأن يحمل أشرفهم وهو عاصم بن عمرو بن الليث الكناني كيسا من التراب.. |
علقمة: وهل حمله فعلا؟ |
زيد: أجل وجاء به إلى سعد بن ابي وقاص والقاه أمامه وقال له.. |
علقمة: قال ماذا؟ |
زيد: أبشر يا سعد فقد أعطانا الله مقاليد ملك فارس.. |
علقمة: إن شاء الله.. إن شاء الله.. |
زيد: الحمد لله.. لقد بدأت تباشير النصر تبزغ وها هي سرايانا وخيلنا تغير على الفرس هنا وهناك وتعود موسوقة بالغنائم حتى اخصبنا ولله الحمد وضج الفرس بالويل والثبور وعظائم الأمور.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند تقول): |
هند: لقد طال انتظارنا لقاء الفرس يا مزنة.. |
مزنة: أرى ان (رستم) قائدهم مصمم على المماطلة لعل المسلمين يسأمون فيعودون من حيث جاؤوا.. |
هند: لا أظن ذلك يا مزنة.. |
مزنة: كيف.. قولي.. افصحي؟ |
هند: ان (رستم) رجل فارس وقائدها اليوم لا يريد ان يدخل معركة يخسر فيها ولذلك ترينه يطاول ليستكمل استعداده لمعركة الحياة أو الموت بالنسبة لفارس.. |
مزنة: ونحن أيضاً نستكمل استعدادنا وأهبتنا للقتال. |
هند: نعم يا مزنة إن أمير المؤمنين يرسل الامدادات يومياً إلينا.. إنه يحسب لهذه المعركة حساباً كبيراً.. |
مزنة: لقد ظهرت مماطلة (رستم) قائد الفرس المسلمين جليا حين أرسل إلى سعد بن أبي وقاص يسأله توجيه بعض اصحابه اليه.. |
هند: وهل أرسل سعد أحداً.؟ |
مزنة: وجه إليه المغيرة بن شعبة. |
(نقله صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها علقمة يقول): |
علقمة: كانت مقابلة (رستم) قائد الفرس للمغيرة بن شعبة أسوأ من مقابلة (يزدجرد) ملك الفرس.. |
زيد: كيف يا علقمة كيف؟ |
علقمة: حين ذهب المغيرة بن شعبة إلى (رستم) ودخل فسطاطه ورأى وجوه فارس وعليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب راعه الموقف فلم يدر اين يجلس فجلس على سرير (رستم).. |
زيد: وبعد يا علقمة.. |
علقمة: فما راعه إلا والفرس يثبون عليه وينزلونه عنه وينهالون عليه ضرباً.. |
زيد: قبحهم الله أهكذا تعامل الرسل... وماذا فعل المغيرة بعد ذلك. |
علقمة: صرخ في وجوههم وقال لهم: قد كانت تبلغنا عنكم يا أهل فارس الاحلام غير أني لا أرى اليوم قوما أسفه منكم. إنا معشر العرب لا نستعبد بعضنا بعضاً.. |
زيد: لا فض فوك يا مغيرة.. |
علقمة: وقام بعد ذلك (رستم) وصغر من شأن العرب وندد بأن غزونا فارس بسبب القحط والجوع وضيق الحال.. |
زيد: ولا شك أن المغيرة رد عليه رداً أفحمه.. |
علقمة: بلى يا زيد بلى. كان رداً أثار حفيظة (رستم) فاستشاط غضباً فارغى وازبد وهدد وتوعد ثم حلف إلا يرتفع الصبح غداً حتى يقتلنا أجمعين.. |
زيد: ثكلتك أمك يا (رستم).. لقد حنثت بيمينك.. |
علقمة: والشيء المضحك جدا في هذه الواقعة يا زيد هو... |
زيد: ما هو يا علقمة؟ |
علقمة: بعد ان خرج المغيرة بن شعبة من مجلس (رستم) أرسل هذا رسولاً خلف المغيرة قال له.. |
زيد: وماذا قال للمغيرة؟ |
علقمة: قال له: إذا قطعت القنطرة فاعلم يا مغيرة إن عينك الأخرى ستفقأ غداً.. |
زيد: وماذا كان رد المغيرة على هذا الكلام البارد؟ |
علقمة: قال: بشرتني بخير وأجر ولولا ان أجاهد بعد هذا اليوم أشباهكم من المشركين لتمنيت أن عيني الأخرى ذهبت. |
زيد: رد جميل مفحم.. بورك فيك يا مغيرة.. بورك فيك.. إنني أتمنى أن أفقأ عيني (رستم) غداً إن شاء الله.. |
(نقله صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (هند) تقول): |
هند: إن الرسل تتوالى بين سعد قائدنا و(رستم) قائد الفرس بشكل يدل على أن الجانبين يتهيب كل منهما الآخر.. |
مزنة: سمعتهم يتحدثون في بعض المجالس انه لو كان قائد المسلمين خالد بن الوليد بدلاً من سعد بن أبي الوقاص لما انتظر طويلاً بل لانقض على الفرس فأراح نفسه وأراح جنوده من هذا الصبر الممل.. |
هند: إنني معك يا (مزنة) فكل يوم يمر هو في صالح الفرس وليس في صالحنا إذ نحن بعيدون عن مراكز تمويننا بينما الفرس قريبون من مراكزهم.. |
مزنة: ثم إننا يا (هند) لا نأمن شر (الدهاقين) وغدرهم فقد نقض بعضهم العهد وامتنع البعض الآخر عن دفع الجزية منذ علموا بحشود الفرس العظيمة.. |
هند:بلى يا مزنة بلى.. إذا كنا ننتظر امدادات أخرى فقد جاءنا الكثير منها.. وإذا كنا ننتظر مددا من جهات الشام فلا أعتقد أن سيأتينا منها شيء بعد الذي جاءنا من قبل. |
مزنة: ولم يا هند؟ |
هند: أما سمعت بوباء الطاعون الذي يجتاح سوريا ويفتك بالأهلين وبجنود المسلمين.. |
مزنة: بلى سمعت.. به يا أختاه.. |
هند: علينا اذن ان نتذرع بالصبر يا مزنة.. وأن نحتاط بكميات كبيرة من لوازم التمريض فالمعركة القادمة ستكون مريعة وحاسمة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ((حزقيال)) اليهودي يقول لرفيقه ((عزرا))): |
حزقيال: عزرا.. يا عزرا.. أين أنت.. تعال.. |
عزرا: ها أنذا يا حزقيال.. ماذا تريد؟؟ |
حزقيال: أجلى عمر بن الخطاب جميع اليهود الموجودين في الجزيرة العربية وقال.. |
عزرا: قال ماذا يا حزقيال؟ |
حزقيال: قال: لا يجتمع في الجزيرة دينان |
عزرا: وحرمت علينا العهدة العمرية السكنى (بإيلياء) فأين نذهب.. أين نلقي بأنفسنا.. قل لي برب موسى قل لي؟ |
حزقيال: وهل نرضى بالهزيمة يا عزرا.. إن لنا من كل مكان إخواناً كثيرين مستعدون لبذل النفس والنفيس في سبيل العودة إلى (إيلياء).. |
عزرا: ومن سيساعدنا يا حزقيال.. لقد سد المسلمون جميع السبل في وجوهنا.. |
حزقيال: إن المسلمين في هذه الأيام منشغلون مع الفرس في الجهة الشرقية ومع مرض الطاعون من الجهة الشمالية. |
عزرا: كلام جميل يا حزقيال.. جميل.. |
حزقيال: وسنجد نساءنا ورجالنا الموجودين في سوريا وفي القسطنطينية لإقناع الامبراطور (هرقل) |
عزرا: إقناع الامبراطور هرقل؟ على ماذا؟؟ |
حزقيال: على مهاجمة سوريا وطرد المسلمين منها وسنعده بأن جميع اليهود في سوريا وفلسطين على استعداد لمده بالمال والرجال.. |
عزرا: وهل نستطيع مقابلة الامبراطور (هرقل) وهو الذي طردنا من (ايلياء) عندما استرجعها من الفرس.. ثم هل ينسى الامبراطور اننا كنا نشتري أولاد النصارى (بإيلياء) ونحرقهم انتقاما من النصارى فهل يستمع إلينا الامبراطور أو بالأحرى يقابلنا.. إني أشك في ذلك.. |
حزقيال: إنه محتاج إلينا والمحتاج ينسى الاساءة في سبيل قضاء حاجته.. |
|