الحلقة ـ 110 ـ |
أصوات: الرأي لك أيها البطريرك.. |
البطريرك: إذا ظللنا على هذه الحال فسيفتح المسلمون بلدتنا عنوة وعندها نصبح نحن ومقدساتنا وأموالنا تحت رحمة المسلمين.. |
أصوات: صدقت أيها البطريرك.. صدقت.. |
البطريرك: وفي رأيي أن طلب الصلح خير سبيل للحفاظ على أنفسنا ومقدساتنا وأموالنا فماذا ترون.. |
أصوات: الصلح.. الصلح.. فقد مللنا الحصار.. ويئسنا من عون الروم وامداداتهم... |
البطريرك: حسنا.. حسنا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة.. نسمع بعدها أصواتاً تقول): |
أصوات: أرطبون... أرطبون.. قائد الروم.. |
أرطبون: أتجتمعون أيها البطارقة المحترمون للتسليم.. أهانت عليكم مقدساتكم الدينية.. أهكذا يكون دفاعكم عن مهد المسيح وكنيسة القيامة والصخرة المقدسة.. |
البطريرك: ليس من شأننا الدفاع بالسلاح عن هذه المقدسات الدينية فهذا من شأن الامبراطورية التي أنت قائدها. |
أرطبون: والامبراطورية التي أنا قائدها في (ايلياء) مصممة على الدفاع عن كل شبر من الأراضي المقدسة |
البطريرك: ولكنكم أيها القائد المبجل لم تستطيعوا فك الحصار عنا هذه المدة الطويلة.. |
أرطبون: إني أنتظر إمدادات قريبة من الامبراطور.. |
البطريرك: وكيف تصلنا الإمدادات والمسالك إلينا جميعها بأيدي المسلمين.. |
أرطبون: سيعرف قواد الامبراطورية كيف يفتحون الطريق إلى (ايلياء).. |
البطريرك: أيها القائد.. سئمنا انتظار أمل سراب ولا سيما والامبراطور قد غادر البلاد الشامية إلى القسطنطينية بعد أن هزم المسلمون جيوشه في كل مكان.. |
أصوات: نريد الصلح.. نريد الصلح.. سئمنا الحصار والجوع والعطش.. |
البطريرك: أتسمع ايها القائد. أتسمع أصوات الجماهير؟ |
أرطبون: أجل.. أجل.. واني أحملكم ومن معكم من البطارقة النتائج الوخيمة التي ستترتب على طلبكم التسليم. |
البطريرك: اننا نتحملها وضمائرنا مرتاحة فافعل ما يحلو لك |
أصوات: نحن معك ايها البطريرك.. نؤيد ما ترى ونرفض ما ترى.. |
أرطبون: أما أنا فلن أقبل بالتسليم.. وسأحارب حتى آخر قطرة من دمي. |
البطريرك: ولكننا سنثور عليك إذا لم تقبل وسنستعين بالمسلمين عليك.. أفهمت أيها القائد... إننا لا نريد أن تستبيح جيوش المسلمين أموالنا واعراضنا ومقدساتنا.. |
أرطبون: لن اشترك معكم.. ولن أقف في طريقكم ولكني سأغادر (ايلياء) قبل أن تستسلموا.. |
البطريرك: لك الخيار أيها القائد.. وشكرا لك وللامبراطور على حمايتكم لنا طوال هذه المدة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى.. نسمع بعدها صوت (لمياء) تقول): |
لمياء: يقولون يا (وطفاء) إن أهالي (ايلياء) على وشك الاستسلام. |
وطفاء: كيف عرفت يا (لمياء). |
لمياء: استرقت دوريات المسلمين الأمامية القريبة من أسوار (ايلياء) بعض الأخبار عن تذمر واقع بين السكان ضد الروم.. |
وطفاء: يا لها من بشرى سارة يا أختاه؟ |
لمياء: وقد أكد أحد الأسرى الذين قبضت عليهم دورياتنا الأمامية أن أهالي (ايلياء) في حالة قنوط شديدة ويأس شديدين.. |
وطفاء: أخبار مبهجة يا لمياء.. بشرك الله بالخير.. |
لمياء: وزاد الأسير في القول بأن بطارقة القدس مصممون على التسليم.. |
وطفاء: وماذا يمنعهم من طلب الصلح والتسليم.. لقد مللنا الانتظار أمام هذه الأسوار العاتية.. |
لمياء: إن البطارقة ـ يا وطفاء يفكرون في صلح أشرف من غيرهم.. |
وطفاء: لماذا؟ هل هم أحسن من أهالي دمشق وحلب وغيرها من البلدان الشامية التي استسلمت.. |
لمياء: إن (ايلياء) تمتاز بأن فيها مقدسات النصارى.. |
وطفاء: لقد أعمى اليأس بصيرتي وبصري يا أختاه.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تدل على بداية وقوع أمر هام نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: يا له من شرط قاس ذلك الذي طلبه أهالي (ايلياء).. |
زيد: أجل يا علقمة أجل.. إن طلبهم أن يتولى الخليفة عمر بن الخطاب عقد الصلح بنفسه أمر في غاية الغرابة.. |
علقمة: أخشى أن يكون من ورائه مكيدة.. |
زيد: لا يستبعد منهم ذلك فهم موتورون والموتور يرتكب افظع الأمور في سبيل الانتقام.. |
علقمة: أترى يقبل أمير المؤمنين الشخوص إلى (ايلياء)؟ |
زيد: لا شك إنه سيستشير أصحابه فان وافقوا قدم أولا فستكون بيننا وبين أهل ايلياء حرب لا هوادة فيها. |
علقمة: فإن يك صدر هذا اليوم لي.. فإن غداً لناظره قريب.. |
زيد: صدقت يا علقمة.. فرسول أبي عبيدة إلى أمير المؤمنين بطلب الصلح ينتظر وصوله في هذين اليومين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى... نسمع بعدها صوت البطريرك (1) يقول ): |
البطريرك 1: أيها البطارقة! لقد هرب أرطبون قائد الروم وتركنا تحت رحمة المسلمين.. |
البطريرك2: لقد خشى الوقوع في الأسر فآثر الفرار إلى مصر.. |
البطريرك1: بل قل خشى نقمة الجماهير عليه وعلى الروم الذين جروا الويلات على هذه البلاد.. |
البطريرك2: بلى.. بلى.. أيها البطريرك... |
البطريرك1: وأرطبون مثل على ذلك.. أما كان واجب الجندية يقضي عليه أن ينتظر ريثما يأتينا جواب المسلمين فان قبلوا بشروطنا مهدنا له سبيل الهرب والا بقي معنا يناله ما ينالنا.. |
البطريرك2: كان هذا واجبه ولكنه لم يعرفه بل فر كأي جبان من المعركة.. |
(نسمع أبواقاً وأصواتاً فيها همهمة وغمغمة يظهر بعدها صوت البطريرك 1 يقول): |
البطريرك1: إن أصوات الأبواق يدل على مجيء رسول من قبل المسلمين.. |
البطريرك2: أرجو أن يكون بالموافقة على شروطنا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى.. نسمع بعدها صوت الحاجب يعلن..). |
الحاجب: رسول قائد المسلمين بالباب واسمه علقمة.. |
البطريرك1: ادخله حالاً.. |
(يدخل علقمة وهو يقول): |
علقمة: السلام على من اتبع الهدى.. |
البطريرك1: وعليك السلام أيها الرسول... |
علقمة: لدى رسالة شفوية من قائد جيوش المسلمين أبي عبيدة عامر بن الجراح.. |
البطريرك1: ما هي.. قل... |
علقمة: وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى الجابية وقد وافق على طلبكم أن يتولى عقد الصلح فأرسلوا وفداً منكم لمقابلته هناك للتداول في شروط الصلح.. |
البطريرك1: بلغ قائدك شكرنا واننا سنرسل وفداً منا لهذه الغاية.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى.. نسمع بعدها صوت (وطفاء) تقول): |
وطفاء: إنني في كل يوم ازداد إعجاباً وزهواً وافتخاراً بأمير المؤمنين عمر ابن الخطاب.. |
لمياء: هل من جديد يا (وطفاء) عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. |
وطفاء: نعم.. تذكرين أن أمير المؤمنين كتب إلى أمراء جيوشه أن يستخلفوا على ما بأيديهم ويقابلوه بالجابية.. |
لمياء: نعم.. اذكر ذلك.. |
وطفاء: فلما لقيه الأمراء ورأى ما عليهم من الديباج والحرير نزل عن فرسه وأخذ الحجارة ورماهم بها.. |
لمياء: وبعد يا أختاه.. وبعد.. |
وطفاء: ثم قال والغضب يصرخ في كل حرف من كلامه.. |
لمياء: قال ماذا؟ |
وطفاء: قال: ما أسرع ما لفتم عن رأيكم.. أإياي تستقبلون في هذا الزي وانما شبعتم منذ سنتين.. سرعان ما ندت بكم البطنة وبالله لو فعلتم هذه على رأس المائتين لاستبدلت بكم غيركم.. |
لمياء: وبماذا أجابه الأمراء؟ |
وطفاء: قالوا: يا أمير المؤمنين إن علينا السلاح.. |
لمياء: وهي رضي عمر بن الخطاب بهذه الاجابة؟؟ |
وطفاء: قال: فنِعَّم إذن.. |
لمياء: أن يضرب مثلاً رائعاً للحكام لكيلا تغرهم زخارف الدنيا فيقتلوا عليها وينصرفوا عما يجب أن يقدموا.. لآخرتهم |
وطفاء: بلى يا لمياء.. بلى.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى قوية.. نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: انظر يا زيد ها هم بطارقة ايلياء يدخلون على أمير المؤمنين فيرحب بهم ويجلسهم في صدر المكان. |
زيد: ما أكبر الصلبان التي يحملونها على صدورهم إنها من الذهب الخالص ثم انظر إلى ملابسهم من الحرير والديباج الموشي بالقصب والزركشة.. |
علقمة: ثم انظر وانظر في إكبار وإعجاب إلى عمر بن الخطاب وهو يرتدي مرقعة ليس عليه غيرها وعلى رأسه قطعة عباءة قطوانية وقد عصب رأسه بها.. |
زيد: أتريد أن تقارن طالب الدنيا بطالب الآخرة.. لقد أخطأت يا علقمة في المقارنة.. الحمد لله على نعمة الإسلام.. الحمد لله. |
البطريرك1: ما أروع التواضع والبساطة التي يتحلى بها خليفة المسلمين.. إنها تضفي عليه جلالا ومهابة حتى لا أستطيع أن أديم فيه ناظري يا (سرجيوس)... |
البطريرك2: بهذا التواضع وهذه البساطة سادوا الدنيا بينما انغمسنا نحن في ملتزماتنا وشهواتنا فكان هذا المصير المحزن الأليم.. |
علقمة: صه يا زيد... صه... واستمع إلى نص وثيقة الأمان وقد أمر أمير المؤمنين بأن تتلى على الحاضرين. |
القارىء: بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين أهل ايلياء من الأمان.. أعطاهم أمانا لأنفسهم واموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن (بأيلياء) معهم أحد من اليهود.. |
علقمة: لقد توقف القارىء حينما رأى أمير المؤمنين يجيب على سؤال أحد البطارقة.. وها هو يطلب اليه الاستمرار.. |
القارىء: وعلى أهل (ايلياء) أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم فانه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل (ايلياء) من الجزية.. |
زيد: توقف القارىء يا علقمة وذهب إلى أمير المؤمنين يسأله وها هو بعد أن يجيبه يأمره بالاستمرار في القراءة. |
((موسيقى خفيفة)).. |
القارىء: ومن أحب من أهل (ايلياء) أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلى بينهم وصُلَبِهُم فإنهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل (ايلياء) من الجزية.. |
علقمة: توقف القارىء يا زيد فقد أشار إليه أمير المؤمنين بأن يأتي إليه وها هو يسير إليه وبعد ذلك يأمره بالاستمرار في التلاوة.. |
القارىء: ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله. وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية... شهد على ذلك.. |
خالد بن الوليد، عمرو بن العاص، عبد الرحمن بن عوف، معاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضِّر سنة 15... |
البطريرك1: باسم أهالي (ايلياء) اتقدم بالشكر على وثيقة الأمان التي تجلى فيها عدل المسلمين وحسن معاملتهم لأهالي البلاد التي يفتحونها.. |
البطريرك2: سنحتفظ بهذه العهدة العمرية في حرز حصين ومكان آمين هو منا كالروح من الجسد.. |
(موسيقى خفيفة.. نسمع بعدها صوت (وطفاء) تقول): |
وطفاء: إلي يا لمياء الي... |
لمياء: ما وراءك يا (وطفاء).. |
وطفاء: أمير المؤمنين سيشخص إلى (ايلياء).. |
لمياء: من أين بلغك هذا؟ |
وطفاء: من أخي الحارث.. لقد سمع أمير المؤمنين يقول هذا وهو يودع وفد بطاركة (ايلياء).. |
لمياء: إذن سيتحقق حلمك يا (وطفاء) وستدخلين (ايلياء) مع الفاتحين فترين مكان الاسراء والمسجد الأقصى.. |
وطفاء: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ (الإسراء: 1).. |
لمياء: صدق الله العظيم... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى وهرج ومرج وضجيج وهمهمة وغمغمة ووقع حوافر خيل وأصوات مستقبلين.. نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: يا زيد ها هو أمير المؤمنين يدخل (ايلياء) وهو راكب بعيره يحف به أمراء الشام وأمامه جموع المستقبلين وعلى رأسهم البطارقة.. |
زيد: يا روعة المنظر يا علقمة.. |
علقمة: الحمد لله على هذا النصر المبين.. |
زيد: تعالى نقترب من البطريرك الذي يدل أمير المؤمنين على الأماكن الهامة في (ايلياء)... |
علقمة: إنه يدخل بأمير المؤمنين إلى كنيسة القيامة ويقول انها أعظم كنيسة عند النصارى.. |
زيد: أنظر يا زيد إنها فخمة مليئة بالتماثيل والصور الملونة والمجوهرات التي لا تقدر بثمن.. |
علقمة: ها هو أمير المؤمنين يتوقف في مسيرة ويسأل البطريرك.. |
زيد: يسأله ماذا إني لا أكاد أسمع ما يقول.. |
علقمة: إن أمير المؤمنين يقول له أن وقت الصلاة قد حان ويريد مكانا يصلى فيه.. |
البطريرك: صل في موضعك يا خليفة المسلمين.. |
علقمة: أن أمير المؤمنين يمتنع عن الصلاة في كنيسة القيامة ويقول للبطريرك: لو صليت داخل الكنيسة لأخذها المسلمون من بعدي.. |
البطريرك: ما أبعد نظرك أيها الخليفة العادل والراعي الصالح.. إنك تعطي المثل الأعلى للأجيال القادمة.. صلى هنا يا خليفة المسلمين هنا.. وادع ربك أن يمنحنا نعمة المحبة والسلام.. |
(نسمع صوت المؤذن وهو يؤذن لصلاة الظهر ثم صوته وهو يقيم الصلاة.. وفي خلال ذلك نسمع صوت البطريرك 1 يقول): |
البطريرك1: انظر (سرجيوس) إلى هذا المثل الأعلى من المساواة إن المسلمين ينتظمون في صفوف متراصة ووحدة شاملة تامة جمعتهم على عبادة إله واحد لا شريك له.. |
البطريرك2: أجل أيها البطريرك.. أجل.. |
البطريرك1: ثم انظرهم وقد وجهوا وجوههم نحو قبلتهم لا فرق بين أمير وحقير وسيد ومسود ولا أبيض ولا أسود.. |
البطريرك2: بلى.. بلى.. |
البطريرك1: أنظر يا (سرجيوس) إلى هذه العبادة البسيطة التي خلت من طقوس وكهنوت.. لقد أمهم خليفتهم في صلاة الظهر وقد يؤمهم غيره في صلاة العصر.. |
البطريرك2: أيها البطريرك.. أرجوك.. أرجوك.. لئن ظللت على هذه الحال فسأدخل في دين المسلمين... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة.. نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: صه يا زيد صه.. أن أمير المؤمنين يقول للبطريرك: أرني موضعا أبني فيه مسجداً.. |
البطريرك1: فوق الصخرة ابن مسجدك يا خليفة المسلمين.. |
زيد: ولكن المكان الذي أشار إليه البطريرك بالبناء عليه مليء بالردم من الأتربة والحجارة.. |
علقمة: صه يا زيد صه.. ها هو أمير المؤمنين يشرع في إزالة هذا الردم.. أنظر إنه يتناول التراب بيده ويرفعه في ثوبه.. |
زيد: هلم بنا يا علقمة نحمل معه فنكسب الأجر.. |
علقمة: هيا فقد هرع الحاضرون للمشاركة.. هيا.. |
البطريرك1: وهذا مثل آخر من التواضع يا سرجيوس.. خليفة المسلمين الذي دوخ أعظم امبراطوريتين يحمل التراب في ثوبه كأي فرد من الناس.. |
صوت صادر من مكان سحيق: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (التوبة: 18). |
|