الحلقة ـ 101 ـ |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية ثم نسمع حركة زحف الجيش الإسلامي بخيله ورجله وأخيراً نسمع صوت علقمة يقول): |
علقمة: انظر يا زيد.. ها هو خالد بن الوليد يسير في مقدمة الجيش.. إنه لم يتأثر بعزله ذلك لأنه يقاتل في سبيل الله.. يجاهد في سبيل رفعة الإسلام. |
زيد: بلى.. يا علقمة.. بلى.. لقد علمت من أحد المقربين إلى خالد بن الوليد إنه قال يوم بلغته وفاة أبي بكر.. لقد مات أبو بكر وكان أحب الي من عمر والحمد لله الذي ولى عمر وكان أبغض إلي من أبي بكر ثم ألزمني حبه. |
علقمة: يا لرفعة الخلق وسموه.. |
زيد: ها نحن نشرف على فحل.. وخالد بن الوليد على المقدمة وشرحبيل بن حسنة على المجنبتين أبو عبيدة وعمرو بن العاص. |
علقمة: وعلى الخيل ضرار بن الأزور وعلى الرجالة عياض بن غنم. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة ثم همهمة وغمغمة وأصوات مبهمة تدل على اجتماع هام وأخيراً نسمع صوت سفلار بن الخارق قائد الروم يقول): |
سفلار: هل تم تفجير المياه حول (فحل) لتصبح وحلا يحول بينها وبين اختراق المسلمين لحصونها.. |
نسطوس: بلى سيدي القائد.. لعمري إنها خطة رائعة.. |
سفلار: إننا بهذه الخطة يا نسطوس نعيق تقدم المسلمين نحو دمشق.. إن (فحل) قلعة من قلاع دمشق الأمامية وسقوطها يفتح الطريق أمام المسلمين إليها.. |
نسطوس: إذا استطعنا إيقاف تقدم المسلمين فربما قدرت قيادتنا العامة على تنظيم جيوشها المبعثرة هنا وهناك وباغتت المسلمين بضربة قاصمة. |
سفلار: إنني أربد أنا مباغتة المسلمين يا نسطوس لعلي بانتصار هذا أمحو عار الهزيمة النكراء التي لحقت بجيوش الامبراطورية في اليرموك. |
نسطوس: ما هي خطة المباغتة يا سيدي القائد؟ |
سفلار: إذا تركنا المسلمين ينتظرون أياماً وراء الوحل المحيط (بفحل) فإنهم سيخلدون إلى الراحة وينصرفون عن التعبئة الدائمة ظنا منهم أن الوحل يحول بيننا وبين مهاجمتهم. |
نسطوس: خطة بارعة حكيمة سيدي القائد.. |
سفلار: وعندما يطمئن المسلمون إلى ذلك سنباغتهم بهجوم مركز وضربة سريعة تعيد للامبراطورية هيبتها وكرامتها. |
نسطوس: ومتى يكون توقيت هذه المباغتة؟ |
سفلار: عندما تتثبت أنت بواسطة عيونك وارصادك يا نسطوس من أن المسلمين غافلون لا هون عما نحن فيه. |
نسطوس: سيدي القائد.. سآتيك بالخبر اليقين. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت الحارث يقول): |
الحارث: كانت معركة اليرموك يا سالم معركة حاسمة استنفذت فيها الامبراطورية خيرة رجالها وقوادها وعتادها. |
سالم: نعم يا حارث وقضت على آمال هرقل في القضاء على جيوش المسلمين بنصر مؤزر على ضفاف اليرموك. |
الحارث: لقد لعبت خطتنا دورا كبيرا في المعركة فانهزام فرسان الروم وجلهم من العرب كشف مشاة الروم للمسلمين فحسوهم بسيوفهم وحصدوهم بنبالهم ومرغوا أنوفهم تحت سنابك خيلهم. |
سالم: ومع أن زوج شقيقتي قتل في هذه المعركة، قتله الروم حين أحسوا بانهزامه إلا أني وأختي تأسينا بالانتصار المؤزر الذي أحرزه العرب المسلمون أليس كذلك يا لمياء؟ |
لمياء: نعم يا أخي نعم: لقد قضى زوجي شهيداً في سبيل الله، في سبيل عقيدة الإسلام. |
الحارث: أتعني أنه أسلم قبل المعركة يا لمياء.. |
لمياء: نعم يا حارث.. لقد قال لي- بعد أن اقتنع بالاشتراك في الخطة التي وضعتها جماعتنا.. |
سالم: ماذا قال لك.. قولي وافصحي.. |
لمياء: ما دمت اعتزمت مساعدة العرب المسلمين فان ذلك يعني اقتناعي بحقيقة ما يقاتلون من أجله ثم نطق بالشهادتين وانصرف إلى مكانه في المعركة.. |
وطفاء: وقد أكرمه الله بالشهادة.. |
الحارث: يلوح لي أنكما أصبحتما مسلمتين يا لمياء وانت يا وطفاء.. |
وطفاء: أجل يا أخي.. وقد انتظمنا في المعركة مع إخواتنا المسلمات كما تعلم.. (يقولان معا) أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. |
سالم: أيسبقاننا يا حارث إلى هذه الفضيلة.. |
الحارث: لا ورب محمد قل معي يا سالم قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله (يقولانها معا). |
لمياء: الحمد لله الذي هداكما للاسلام.. الحمد لله.. |
الحارث وسالم: الحمد لله.. الحمد لله.. والفضل لكما بعد لله.. |
لمياء: والآن.. انقعد مع القاعدين والقعيدات..؟ |
وطفاء: لقد حق علينا الجهاد بعد أن دخلنا في دين الإسلام.. |
الحارث: ماذا ترى يا سالم؟ |
سالم: أرى أن نشترك مع المسلمين في حصارهم لبلدة (فحل). |
الحارث: نِعْمَ ما أشرت... سأدخل (فحل). |
وطفاء: كيف يا أخي وقد أغرق الروم جوانبها بالماء فأصبحت موحلة لا يستطيع أحد الدخول إليها.. |
الحارث: إني أعرف مدخلين سريين للبلدة لقد اشتركت مع أقاربي الذين بهم بلدة (فحل) في حفر هذين النفقين.. |
سالم: حسناً جداً.. وماذا ينتفع المسلمون من دخولك (فحل)؟؟ |
الحارث: سأكون عينا للمسلمين إن أراد الروم مباغتة جيوش المسلمين عن طريق هذين النفقين.. |
سالم: بورك فيك.. بورك فيك... |
لمياء: أما أنا ووطفاء فنشترك مع خولة بنت الأزور في التمريض وإن لزم الأمر حملنا السلاح كما فعلنا يوم اليرموك. |
الحارث: هيا بنا.. هيا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: لقد طال حصارنا لبلدة (فحل) والوحل لا يجف بل تزداد رقعته يوما بعد يوم. |
زيد: إن مكوثنا بهذا الشكل سيعطي الفرصة لتجمع جيوش الروم وتكتلها ومهاجمتنا بعد ذلك.. |
علقمة: لا يستبعد ذلك يا زيد.. ولكن الذي يحيرني؟؟ |
زيد: يحيرك ماذا؟؟ |
علقمة: ألم تنفد مؤن جيش الروم في (فحل)، إن المعلومات التي لدينا تدل على أن حالتهم المعنوية قوية جدا وأنهم يعيشون في رخاء وبحبوحة من العيش.. |
زيد: لا بد أن لفحل مداخل سرية تأتيهم المؤن عن طريقها.. |
علقمة: لقد حذق الروم إنشاء هذه الانفاق والمداخل.. ليستعينوا بها في التموين إذا قل ما عندهم.. وفي مباغتة محاصريهم إذا وجدوا منهم غرة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة تسمع بعدها صوت (نسطوس) القائد المساعد (لسقلار) يقول): |
نسطوس: سيدي القائد.. أرى أن الفرصة سانحة لتنفيذ خطتكم البارعة.. |
سقلار: كيف يا نسطوس.. كيف؟؟؟ هل من جديد عن المسلمين. |
نسطوس: نعم سيدي القائد.. |
سقلار: هات.. هات.. |
نسطوس: بدأ الملل يتسرب إلى صفوف جيش المسلمين بعد أن تأخر جواب خليفتهم لهم على ما طلبوا من مشورة ونصح.. |
سقلار: كيف.. أين.. قل.. |
نسطوس:علمت من عيوننا أن المسلمين بعثوا يطلبون من خليفتهم (عمر) الرأي والمشورة فيما يفعلون تجاه مطاولتنا لهم.. |
سقلار: وبعد: |
نسطوس: ولم يتلقوا أي جواب من الخليفة حتى اليوم فبدأ الوهن والملل يتسرب إلى صفوفهم. |
سقلار: إذا كان ما قلته صحيحا فان الفرصة مواتية للتنفيذ.. هيا اصدر أوامرك لجنودنا للقيام بهجوم مباغث للمسلمين عن طريق الانفاق التي لا يعرفها أحد سوانا.. |
نسطوس: أمرك سيدي القائد.. أمرك.. |
لقد سقطوا في الوحل.. أصبحوا في متناول أيديكم.. زحزوهم بالرماح ولا تبقوا لهم أثراً. |
(تهليل وتكبير وسقوط قتلى وانين جرحى ثم صوت علقمة يقول): |
علقمة: لقد كرهنا تفجر الماء والوحل فكان ما كرهنا عونا لنا على اعدائنا. |
صوت صادر من مكان سحيق: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ (البقرة: 216). |
علقمة وزيد: صدق الله العظيم. |
|