الحلقة ـ 99 ـ |
(نقلة صوتية.. مسبوقة بموسيقى ثم همهمة وغمغمة وأصوات تعلو وتنخفض مما يدل على اجتماع هام وأخيراً نسمع صوت خالد بن الوليد يقول): |
خالد: أن هذا يوم من أيام الله ـ لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي ـ اخلصوا فيه جهادكم ـ وارضوا الله بعملكم ـ فإن هذا يوم له ما بعده.. ولا تقاتلوا قوما على نظام وتبعيه وأنتم على تساند وانتشار ـ فان ذلك لا يحل ولا ينبغي ـ وإن من ورائكم لو يعلم علمكم حال بينكم وبين هذا فاعملوا فيما لم تؤمروا به بالذي ترونه رأيا. |
أحد الحاضرين: ما الرأي يا خالد ـ هات ما عندك. |
خالد: إن أبا بكر لم يبعثنا إلا وهو يرى اننا سنتياسر ـ ولو علم بالذي كان ويكون لجمعكم.. أن الذي أنتم فيه أشد على المسلمين مما قد غشيهم وأنفع للمشركين من إمدادهم.؟. إن هؤلاء الروم قد تهيئوا وهذا يوم له ما بعده أن رددناهم إلى خندقهم اليوم ـ لم نزل نردهم وإن هزمونا لم نفلح بعدها أبداً ـ فهلموا فلنتناول الإمارة فليكن عليها بعضنا اليوم والاخر غدا والاخر بعد غد حتى يتأمر كلكم ودعوني إليكم اليوم. |
أحدهم: لقد أمرك خليفة رسول الله علينا ونحن نطيع أمر الخليفة. |
أصوات: موافقون.. موافقون.. امض على بركة الله والله معنا. |
(نقلة صوتية.. مسبوقة بموسيقى حربية ثم صوت ارطبون يقول): |
أرطبون: ماركوبوليس... ماركوبوليس... |
ماركوبوليس: سيدي القائد. |
أرطبون: أصدر الأوامر إلى قواد القطاعات للاستعداد للهجوم حالما أعلن ذلك. |
ماركوبوليس: أمرك سيدي القائد. |
أرطبون: إني أربد أن أضرب المسلمين ضربة لا تقوم بعدها قائمة. |
ماركوبوليس: أرجو لخطة سيدي القائد التوفيق والنجاح. |
أرطبون: بورك فيك.. هيا نفذ الأوامر.. |
ماركوبوليس: أمرك سيدي القائد. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت علقمة يقول): |
علقمة: يا الله.. لقد خرج خالد في تعبئة لم تعرفها العرب من قبل. |
زيدد: إنها تعبئة جديدة من نوعها.. |
علقمة: يسمونها الكراديس يا زيد.. لقد جعل خالد جيش المسلمين ستة وثلاثين كردوسا ورتب في القلب (18) كردوسا وأمر عليه أبا عبيدة عامر بن الجراح.. |
زيد: نِعْمَ الاختيار. |
علقمة: وجعل الميمنة عشرة كراديس وأمر عليها عمرو بن العاص ومعه شرحبيل بن حسنة. |
زيد: حسن جداً.. |
علقمة: وجعل المسيرة عشرة كراديس وأمر عليها يزيد بن أبي سفيان. |
زيد: نعم الأمير.. |
علقمة: ودعا القعقاع بن عمرو على كردوس وعكرمة بن أبي جهل على كردوس كما جعل على كل كردوس من البقية رجلا من الشجعان.. |
زيد: صدق أبو بكر حين قال: عجزت النساء أن يلدن مثل خالد..
|
علقمة: إن خالد موهبة خارقة يا زيد.. |
زيد: اللهم ثبت أقدامنا وانصرنا على أعدائك يا أرحم الراحمين.. |
علقمة: آمين... آمين.. يا رب العالمين.. |
المنادي: يا معشر المسلمين... يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. لقد أعلن أميركم خالد بن الوليد القتال.. سارعوا إلى الجهاد في سبيل الله هلموا اثابكم الله. |
(تهليل وتكبير ومؤثرات صوتية تدل على بدء المعركة نسمع صوت علقمة خلالها يقول): |
علقمة: لقد أمر خالد مجنبتي القلب وفيها عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو أن ينشبا القتال.. وقد فعلا.. |
زيد: استمع يا علقمة إلى القعقاع وهو يرتجز وإلى عكرمة بن أبي جهل وهو الاخر يرتجز.. |
(نسمع كر الخيل وفرها وأصوات سقوط القتلى وأنات الجرحى وأصوات التهليل والتكبير تتصاعد إلى عنان السماء ثم يصيح علقمة يقول): |
علقمة: إن الروم يقاتلون بعناد وإصرار.. لقد اقترنوا بالسلاسل.. |
زيد: أرجو أن يكون مصيرهم مصير الفرس في معركة سلاسل. |
(سقوط قتلى وأنات جرحى وتهليل وتكبير وقعقعة سلاح وصليل سيوف وكر وفر ثم صوت زيد يقول): |
زيد: إن خطة خالد تستهدف عزل مشاة الروم عن فرسانهم حتى يصبحوا هدفاً لفرساننا ومشاتنا ورماتنا.. |
علقمة: اسمع صوت أبي سفيان وهو يحرض المسلمين على القتال.. |
(نقلة صوتية نستمع فيها إلى أبي سفيان وهو يقول).. |
أبو سفيان: الله.. الله.. عباد الله انصروا دين الله ينصركم الله. إنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام وإن أعداءكم ذادة الروم وانصار المشركين.. اللهم أن هذا يوم من أيامك اللهم أنزل على عبادك نصرك الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. |
زيد: اسمع يا علقمة إلى صوت هند بنت عتبة زوج أبي سفيان تصرخ وتقول: |
(نقلة صوتية نستمع فيها إلى هند تقول): |
هند: يا معشر المسلمين.. يا حماة الإسلام.. دافعوا عن دينكم عضدوا الغلفان بسيوفكم حسوهم بها.. اجهزوا على أعدائكم ولا تأخذكم بهم رحمة أو شفقة. |
علقمة: الحمد لله.. الحمد لله.. من كان يصدق أن عدوى الإسلام اللدودين أبي سفيان وهند بنت عتبة يصحبان أشد أنصار الإسلام وحماته. |
زيد: انظر يا علقمة.. انظر.. |
علقمة: ماذا يا زيد... ماذا؟؟ |
زيد: إن الروم يقومون بهجمة مضادة يزيلون بها المسلمين عن مواقفهم إلى الخلف.. |
علقمة: يا الله.. يا الله. هيا بنا يا زيد.. لقد هبت ريح الجنة وجاءت ساعة الاستشهاد في سبيل الله.. |
(نسمع أصوات التهليل والتكبير.. ثم نسمع صوت خولة بنت الأزور تصرخ في وجوه المتراجعين من المسلمين). |
خولة: أتفرون أيها الجبناء.. ويحكم.. أتتركوننا نهبا وسبايا للعلوج. |
إليّ يا أخواتي المسلمات.. إليّ يا نساء العرب.. ندافع عن ديننا.. عن أنفسنا عن أعراضنا.. |
(نسمع أصواتا نسائية في مقدمتها صوت لمياء): |
لمياء: لبيك يا خولة لبيك |
وطفاء: لبيك يا خولة لبيك.. |
خولة: اضربوا الفارين بأعمدة الخيام.. وعيدان الحذور وحسوا علوج الروم بسيوفكن دافعوا عن أعراضكن وشرفكن.. وهذا الدين الذي أخرجكن من الظلمات إلى النور هيا هيا. |
(نسمع تهليليهن وتكبيرهن ثم نسمع صوت عكرمة بن أبي جهل يقول): |
عكرمة: قاتلت مع رسول الله في كل موطن وأفرّ اليوم. من يبايعني على الموت من يبايعني على الاستشهاد في سبيل الله. |
ضرار بن الأزور: لبيك يا عكرمة.. لبيك.. |
عكرمة: من؟ ضرار بن الأزور.. مرحبا بك أيها البطل الصنديد.. |
نزار: إن ورائي أربعمائة مبايع على الموت في سبيل الله.. هيا بنا إلى ساحة الجنة.. هيا بنا.. إلى موطن الشرف والعزه والكرامة... |
(تهليل وتكبير ثم صوت علقمة يقول): |
علقمة: إلى الامام.. أيها المسلمون.. إلى الأمام.. إلى الجهاد في سبيل الله.. |
(نسمع سقوط القتلى وأنين الجرحى وصوت علقمة يقول): |
علقمة: اتق الله وارفق بنفسك يا عكرمة.. |
عكرمة: كنت وأبي من أشد الناس على النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أقاتل عن اللات والعزى فأبذل نفسي لهما فكيف استبقيها اليوم عن سبيل الله ورسوله لا والله أبداً. |
(أصوات تهليل وتكبير ثم صوت زيد يقول): |
زيد: انظر يا علقمة.. نجحت هجمة الموت التي قام بها عكرمة.. |
علقمة: لله در عكرمة لقد كان يركب الأسنة لا يبالي بالموت حتى أثخن بالجراح.. |
زيد: انظر يا علقمة.. ها هي خيل الروم تفر والمسلمون يفرجون لها طريق الهرب من بين صفوفنا.. |
علقمة: نجحت خطة خالد... لقد أصبح مشاة الروم تحت رحمة فرساننا ومشاتنا ورماتنا. |
(نقلة صوتية.. مسبوقة بموسيقى ثم صوت لمياء تقول): |
لمياء: ها هي خيل الروم تفر من المعركة يا خوله.. لقد نجحت خطتنا.. نجحت والحمد لله. |
|