شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 97 ـ
علقمة: قل بربك..
زيد: اسرع وعجل ولكن من هذا الذي يقتفي أثرك..؟
جابر: إنه رسول أبي بكر الصديق إلى خالد بن الوليد.
زيد: إذن فهو صاحب الخبر الهام.
جابر: نعم.. قل لهم أيها الرسول بم جئت؟
الرسول: رسالة من أبي بكر الصديق إلى خالد بن الوليد يأمره بالمسير إلى الشام مدداً للمسلمين الذين يلقون مقاومة عنيفة من الروم.
علقمة: إذن صحيح ما سمعناه عن المسلمين بالشام وما هم فيه من ضائقة.
الرسول: نعم.. وسيفرجها الله على يدي خالد بن الوليد والآن أريدكم أن تحدثوني عن المعارك التي كسبتموها قبل استيلائكم على الحيرة وقصة الشيماء بنت عمر بن عبد المسيح بن بقيلة الأزردية..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
جابر: يا علقمة.. يريد كسرى أن يثأر لهزيمة جيشه في موقعة السلاسل وها هو يبعث بجند كبير إلى الولجة ويعززه بجيش جرار آخر بقيادة بهمن جاذويه.
زيد: وبهمن جاذويه أبرع قواد فارس كما يقولون..
جابر: بلى يا زيد.. ثم أغرى كسرى كثيراً من العرب من بنى بكر بن وائل على مقاتلتنا وإني جد حزين أن يقاتل العربي أخاه العربي في سبيل تأييد وتثبيت ملك فارس.
زيد: حقيقة إنه أمر محزن للغاية في نفس الوقت..
علقمة: ما داموا يناصرون عدونا فهم كفارس أعداء لنا لا فرق بينهما وقد توجب علينا قتالهم بدون رحمة أو هوادة...
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أميركم خالد بن الوليد يأمركم بالتأهب لقتال جيوش فارس المجتمعة في الولجة..
هلموا إلى الجهاد أثابكم الله.. هلموا أثابكم الله..
(نسمع وقع حوافر الخيل وصهيلها وقعقعة السلاح وضجة وهمهمة ثم صوت خالد بن الوليد يقول):
خالد: يا قعقاع بن عمرو، وأنت يا عكرمة بن هشام.
هيا باسم الله ابدؤوا القتال فالنصر لنا باذن الله.. وسأبدأ بمصادمتهم بمن معي من الفرسان..
(نسمع أصوات التهليل والتكبير... ثم أصوات سقوط قتلى وأنين جرحى وكر وفر.. ووقع حوافر خيل ثم صوت خالد يقول):
خالد: انزلوا الكمينين الآخرين إلى المعركة واطبقوا على العدو من جميع الجهات هيا إلى القتال.. إلى الامام...
(تهليل وتكبير وسقوط قتلى وأنات جرحى ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: لله درك يا خالد.. لقد أوقع العدو في الفخ واستعر القتل بين جنوده.
زيد: إني حزين يا علقمة.. لقد قتلت أكثر من واحد من العرب المشتركين في القتال مع فارس..
علقمة: إلى جهنم وبئس المصير..
خالد: يا معشر المسلمين.. عدوكم ينهزم إلى (اليس)... اقتفوا آثارهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم..
(نسمع أصوات الكر والفر وتجدد المعارك ثم صوت خالد بن الوليد يقول):
خالد: هل من مبارز.... أين فرسانكم؟... تقدموا إليّ...
جابر: إن خالد كعادته حين يريد إنهاء موقعة يطلب مبارزة قائد ذلك الجيش ليصرعه وبمصرعه تنتهي المعركة.
زيد: انظر يا جابر وأنت يا زيد.. إن مالك بن قيس سيد بني بكر بن وائل يخرج من صفوف الفرس لمبارزة خالد.. عربي يقاتل أخاه العربي..
علقمة: إنه ليس أخي ولا أخوك.. إن أخوتنا يجب أن تكون معتمدة على اخوتنا في الدين والعقيدة. فالفارس المسلم والرومي المسلم هو أخي قبل العربي المشرك.
جابر: بلى يا علقمة.. بلى... إنما المؤمنون إخوة.. ولكن التعصب للدم والعرق ما يزال يراودنا في بعض المواطن..
علقمة: لقد قضى الإسلام على العصبيات ومحاها وليست هنالك إخوة غير أخوة الإسلام..
زيد: لقط طالت المعركة بين خالد ومالك بن قيس.. إن مالكاً مبارز ماكر..
أصوات: الله أكبر..الله أكبر.. الله أكبر..
قتل عدو الله مالك بن قيس.. سقط صريعاً يتخبط في دمه..
جابر: لا شلت يمينك يا خالد.. مرحى.. مرحى.. مرحى..
المنادي: يا معشر المسلمين.. عدوكم يفر... كروا عليه.. اجهزوا عليه الجنة تحت ظلال السيوف..
علقمة: لقد امتلأت ساحة المعركة بالقتلى والجرحى وتلون النهر بدمائهم.
زيد: إنه سيسمى بنهر الدم.
(مؤثرات صوتية توحي بانتهاء المعركة... ثم صوت جابر يقول):
جابر: ستكون وجهتنا الحيرة وسنحتلها باذن الله.
علقمة: ولكن النهر بيننا وبينها..
جابر: سنركب السفن النهرية إليها..
زيد: أخشى أن يفجر مرزبان الحيرة روافد النهر فيقل الماء وتجنح سفننا فنصبح صيداً هنيئاً لجنوده.
جابر: لا تخشى يا زيد.. فخالد بن الوليد يحسب لكل شيء حسابه..
زيد: توكلنا على الله.
(نسمع أصوات السفن وهي تمخر النهر ثم صوت ابن مرزبان الحيرة يقول):
ابن المرزبان: أيها الجنود.. اقطعوا روافد النهر عن سفن المسلمين واهجموا عليهم هجمة رجل واحد حين تجنح سفنهم.
(نسمع أصوات الفؤوس والمعاول وغير ذلك ثم نسمع صوت زيد يقول):
زيد: انحسر الماء.. وجنحت سفننا.. ووقعنا في الفخ يا جابر..
جابر: لا تخف.. لا تخف فالله معنا..
أصوات: توقفت السفن.. قطع الماء..
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. اتركوا أحمالكم وأثقالكم وانفروا خفافاً لقتال عدوكم عند فم النهر..
خالد: الله أكبر.. نصر عبده... وهزم الأحزاب وحده..
الله أكبر.. كروا على عدوكم.. هاجموه.. اقتلوه.. دافعوا عن دينكم جاهدوا في سبيل الله.
علقمة: الله أكبر.. هذا صوت خالد.. لبيك يا خالد لبيك..
زيد: لبيك يا خالد لبيك..
جابر: لبيك يا خالد لبيك..
المنادي يا معشر المسلمين: يا معشر المسلمين.. عدوكم يفر من غير قتال.. اتبعوه اقتفوا آثاره.. إلى الحيرة.. إلى قصور المناذرة..
الصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ها هي مدينة الحيره تظهر أمامنا وها هي قصير المناذرة تترامى لنا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جابر: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بشرنا بأن ستفتح لنا قصور الحيرة وسندك أبواب كسرى..
علقمة: ها هما قصرا الخورنق والسدير.. كم تغنى بهما الشعراء..
زيد: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمرن: 26).
أصوات: صدق الله العظيم.
(نقلة صوتية.. مسبوقة بموسيقى ثم صوت جابر يقول):
جابر: انظروا ها هو قبيصة بن إياس الطائي وعمرو بن عبد المسيح بن بقيلة يطلبون الصلح ودفع الجزية بعد أن هرب مرزبان الحيره..
علقمة: وهل قبل خالد الصلح؟
جابر: أبى خالد بن الوليد أن يصالحهم الا علي تسليم الشيماء بنت عمرو بن عبد المسيح لصحابي اسمه شريك..
زيد وعلقمة: كيف... كيف...
جابر: رأي شريك الشيماء.. قبل أن يسلم بثلاثين سنة فأحبها ثم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من تبوك فأسلم..
زيد: وبعد ذلك.. قل.. قل..
جابر: فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه ويقول ما معناه:
هذه الحيرة قد رفعت اليكم... ستفتحونها وهذه الشيماء بنت بقيلة الازدية على بغلة شهباء معتمرة بخمار أسود.
علقمة: ما أروع ما تقول يا جابر..
جابر: فقال شريك.. يا رسول الله إن نحن دخلنا الحيرة فوجدنا الشيماء على هذه الصفة فهي لي..
زيد: وبماذا أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
جابر: قال هي لك يا شريك.
علقمة وزيد: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
علقمة: اكمل يا جابر..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى ثم هرج ومرج واصوات مبهمة تعلو وتنخفض ثم أصوات تقول):
أصوات: لا... لن نعطى الشيماء لهذا الاعرابي.
عمرو بن المسيح: يا بني قومي.. موقفكم هذا محمود.. ولكن سلامة الحيرة مرهونة بتسليم الشيماء وأرى أن نترك الأمر والخيار لها.
اصوات: لتنزل الشيماء إلينا لنرى رأيها ونسمع ماذا تقول؟
الشيماء: يا أهلي وبني قومي.. عواطفكم محمودة مشكورة وإن هذا الاعرابي رجل أحمق.
أصوات: كيف... كيف..
الشيماء: لقد رآني في شبيبتي فظن أن الشباب يدوم.. اسلموني إليه وسأعرف كيف افتدى نفسي منه.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى ثم صوت عمرو بن عبد المسيح يقول):
عمرو بن عبد المسيح: قبلنا بشرطك يا خالد
خالد: يا شريك.. اذهب وتسلم الشيماء هبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك.
شريك: شكراً أيها الأمير.. شكراً أيها الأمير.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عمرو: هيا معي يا شريك.. هيا..
شريك: أنا في أثرك يا بن بقيلة.
عمرو بن عبد المسيح: إلي يا شيماء.. إلي.. هذا شريك طليبك.
الشيماء: يا مرحبا.. يا مرحبا.. بمن طلبني.. وعزني طلبي.
شريك: أهذه هي الشيماء يا بن بقيلة؟
عمرو بن عبد المسيح: نعم هي بقضها وقضيضها
شريك: أنت لست الشيماء التي أعرفها؟
الشيماء: إذا كنت ترتاب من عجوز كما ترى فاقبل فديتي.
شريك: لا إلا على حكمي.
الشيماء: فلك حكمك يا أخا العرب.
شريك: لست لأمي أن نقصتك عن ألف درهم.
الشيماء: ولكن مبلغ كبير ولا أستطيع دفعه.
شريك: لا أنقصه دانقا واحدا..
الشيماء: يا أبي أدِّ عني هذا المبلغ.
(نقلة صوتية)..
زيد: ولكنه أعرابي غبي..
علقمة: لو طلب مئة ألف درهم لقبل أهل الشيماء.
جابر: عندما سئل شريك لم لم تطلب مئة ألف درهم قال:
لا أحسب ما لا أكثر من ألف درهم.
الرسول: ما أروعها من قصة ـ استودعكم الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :804  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج