شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 94 ـ
صوت: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. خليفة رسول الله يدعوكم للتجهز والمبادرة إلى قتال المرتدين تحت لواء سيف الله خالد بن الوليد.. هلموا للجهاد أثابكم الله.. هلموا للجهاد أثابكم الله..
جابر: أتسمعان المنادي؟
زيد وعلقمة: نعم.. نعم.. هيا بنا.. هيا بنا..
(نسمع ضجيجاً وقعقعة سلاح. وصليل سيوف ووقع حوافر خيل وأصواتاً تعلو وتنخفض ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: أين جابر يا زيد؟
زيد: لقد أفلت منا يا علقمة ليسير بجوار ركب خالد لتلقف الأخبار.
علقمة: إنه مولع بها.
زيد: بل قل مغرم وَلِهٌ بها..
علقمة: جزاه الله عنا خيرا.. إنه يكفينا مؤونة البحث عن الأخبار..
زيد: أتذكر وصية أبي بكر لخالد حين عقد له الراية؟
علقمة: لا ذلك لأني كنت مشغولا براحلتي وسلاحي ماذا قال.. قله بربك..
زيد: قال: يا خالد عليك بتقوى الله وايثاره على من سواه والجهاد في سبيله فقد وليتك على من ترى من أهل بدر من المهاجرين والأنصار..
علقمة: ما أروع ما قال يازيد..
(نسمع وقع حوافر ثم صوت زيد يقول):
زيد: ها هو جابر في طريقه إلينا..
علقمة: لديه أخبار.. أخبار..
جابر: السلام عليكم..
زيد وعلقمة: وعليك السلام.. هات ما عندك..
جابر: وهل أنا نبعة أخبار؟
(يضحكون)
زيد: إنك نبع غزير وماء عذب نمير.. قل ماذا عندك؟
جابر: حسناً.. حسناً.. نحن الآن في منازل بني طي وفي جبليهم سلمى وأجا.
علقمة: لقد شاهدنا قبل مجيئك جماعة كبيرة تستقبل خالداً ولم نتبينهم لبعد المسافة وانتظرنا لتنبئنا عنهم.
جابر: ما كدنا نقترب من مواطن بني طيء حتى هرع إلينا عدي بن حاتم الطائي ومن كان معه من المسلمين من وانضوا تحت راية خالد..
زيد: إنه كريم ابن كريم..
منادي: يا معشر المسلمين... يا معشر المسلمين.. استعدوا لقتال عدو الله طليحة بن خويلد الأسدي... جاهدوا في سبيل الله ـ الجنة تحت ظلال السيوف..
(نسمع موسيقى حربية ثم قعقعة السلاح وصوت جابر يقول):
جابر: أنا ذاهب إلى مكاني في القلب بالقرب من خالد..
وإلى اللقاء في (بزاخة) على أشلاء عدو الله طليحة وأعوانه.. احذروا بني أسد فهم كاسمهم أسود في القتال..
علقمة: سنعرف كيف نحس هذه الأساد بسيوفنا.. بعزيمة كماتنا المستمدة من قوة ايماننا بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم..
يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين..
باسم الله. باسم الله. إلى القتال.. إلى القتال..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
(نسمع ركض الخيل، ومقارعة السيوف وسقوط القتلى وأنين الجرحى.. ثم صوت طليحة يقول):
طليحة: لقد استمر القتل بين رجالنا وها هم يفرون أمام فرسان المسلمين فما الرأي يا حنظلة.
حنظلة: الرأي أن تقاتل حتى تموت أو تنتصر فقد كنت السبب في كل هذه الدماء المهراقة من الجانبين..
طليحة: كنت أظن أن الوهن قد نخر صفوف المسلمين أثر وفاة محمد وإن إلهي الذي يأتني منه الوحي سينصرني عليهم..
حنظلة: فإذا إلهك الذي ظللت عاكفا عليه يخذلك..
طليحة: أتشمت بي يا حنظلة؟
حنظلة: لقد نصحتك فلم تصغ لنصيحتي وركبت رأسك.. وإني مفارقك وذاهب مع إخواني الذين أضلتهم أكاذبيك ولعبت بعقولهم..
طليحة: أما أنا فسأفر وزوجي إلى الشام..
حنظلة: لا كتب الله لك السلامة يا خائن قومه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مبهجة ثم صوت جابر يقول):
جابر: أبشروا بالنصر أيها المسلمون.. لقد بدا أعداء الله في الفرار..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. بدأ عدوكم الفرار.. اقتفوا آثاره.. واقتلوهم حيث ثقفتوهم ولا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لقد كتب لنا النصر.. وما النصر الا من عند الله..
جابر: هرب طليحة يا علقمة.. وانهزمت بنو أسد..
زيد: بل قل واستسلم الأسود..
علقمة: إنني حزين والله يا جابر..
جابر: لماذا يا علقمة..
علقمة: لأني حاولت أكثر من مرة أن أصل إلى عدو الله طليحة ولكنه كان محاطا بسياج من الرجال والفرسان.
زيد: سيأتي به الله قريباً..
جابر: لنحمد الله الذي مكنا من عدو الله طليحة الأسدي..
زيد: بلى يا جابر الحمد لله على نعمه التي لا تحصى.
(نقلة مسبوقة بموسيقى)..
أم ياسر: لقد كشف الله عنا غمة الخلف والتفرقة بعد أن خيمت علينا فترة كدنا نختنق فيها لو لم يقيض الله للمسلمين رجلا ولا كل الرجال هو أبو بكر الصديق..
أم سالم: صدقت يا أختاه.. لقد شاء الله أن يكون على يدي أبي بكر انقشاع هذه الغمة.. فالحمد لله على ذلك..
أم ياسر: واننا لنبتهل إلى الله تعالى أن يكتب للمسلمين النصر في أول لقاء لهم مع المرتدين..
أم سالم: يا رب.. يا رب.. إني موقنة بأن الله سينصر دينه وأن طليحة مدعى النبوة سيهزم وعسى أن يكون مصيره مصير مدعي النبوة الأسود العنسي..
أم ياسر: إن قصة الأسود العنسي يجب أن تكون عبرة لكل من تحدثه نفسه بالانتقاض على هذا الدين..
أم سالم: اذكر يا أختاه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أثناء مرضه من إدّعاء الأسود للنبوة وأنه سيقتل، فهل عندك لنعلم كيف قتل؟
أم ياسر: لقد جاءت الأنباء قبل يومين مصدقة لما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم.
ام سالم: كيف وقع ذلك يا أم ياسر؟
أم ياسر: اتفق جماعة من المسلمين في اليمن مع امرأته على قتله وكان الأسود العنسي قد فتك بأبيها ثم تزوجها فقالت لهم: والله إن العنسي لأبغض الناس إليّ ولكن الحرس محيطون بقصره فنقبوا عليه البيت فواعدوها على ذلك..
أم سالم: يا لها من امرأة ذكية.. عرفت كيف تنتقم لأبيها. أكملي يا أختاه..
أم ياسر: نقبوا عليه الدار ودخل عليهم أحدهم واسمه فيروز الديلمي فقتله وأخذ رأسه.. فخار خوار الثور..
أم سالم: لا شمت يمينه.. وبعد..
أم ياسر: وابتدر الحراس الباب عندما سمعوا خواره فقالت لهم زوجته:
هذا النبي يوحى إليه فانصرفوا، ولما طلع الفجر أمر هؤلاء الجماعة المسلمة..
أم سالم: امروا ماذا قولي.. اكملي..
أم ياسر: امروا المؤذن أن يقول أشهد أن محمداً رسول الله وأن الأسود العنسي كذّاب ثم كتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. بذلك فوصل كتابهم في خلافة أبي بكر..
انها والله قصة مؤثرة فيها عبرة وعظة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية)..
جابر: عندي لكما خبر هام..
زيد وعلقمة: ما هو يا جابر؟
جابر: كتب أبو بكر إلى خالد يقول: إذا فرغت من اليمامة فسر إلى الطرق فقد وليتك حرب فارس والحيرة.
زيد: اننا سنشهد صراعاً مريراً لا يعلم سوى الله عاقبته..
علقمة: بلى يا زيد إنه صراع مع أكبر امبراطورية في أيامنا هذه..
زيد: ولكنها لم تعد كذلك بعد انهزامها أمام الروم.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية ثم همهمة وغمغمة تدل على اجتماع هام ثم صوت قبيصة بن أياس يقول):
قبيصة: تواترت الأنباء عن زحف كبير للمسلمين بقيادة خالد بن الوليد على الحيرة وقد دعوتكم للتشاور فيما يجب أن نفعله مماذا ترون؟
مالك: أرى أن نستنجد بالفرس فإن ظفر المسلمين يجعل فارس وجهاً لوجه أمام المسلمين..
عامر: إن المسلمين عرب مثلنا.. وبينهم كثيرون ممن تربطنا بهم وشائج الدم والقربى فلماذا يقاتل العربي أخاه في سبيل تثبيت ملك فارس عدوتنا اللدود..
سالم: اني مع عامر في رأيه فالمسلمون عرب مثلنا، وعلينا مساعدتهم لا محاربتهم.. إن عزهم عزنا وهزيمتهم هزيمة لنا.. من كان يظن أن تصبح للعرب في ظل الإسلام قوة تتحدى إمبراطورية فارس..
مالك وعلقمة: ولكننا سنستهدف لغضب الفرس إذا نحن صانعنا المسلمين يا سالم؟ وسينتقمون منا أشد الانتقام وأنت أعلم بانتقام الفرس وفظائعهم..
سالم: يا مالك إني أفضل الموت على أن أعيش وأرى فارس تفتك بالعرب المسلمين فنحن عرب قبل كل شيء وعرب بعد كل شيء..
الحاجب: سيدي الأمير.. طلائع المسلمين وصلت حدود الحيرة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :686  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج