شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 68 ـ
سليمان: هذا كتاب يا والدي إليك من عمي الوليد بن الوليد.
خالد: فضه يا بني واقرأه علي.
سليمان: (يقرأ) بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام.. وعقلك عقلك.. ومثل الإسلام لا يجهله أحد مثلك.. قد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك فقال: أين خالد؟ فقلت يأتي الله به. فقال ما مثله يجهل الإسلام فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحه والسلام على من اتبع الهدى..
خالد: (يتنهد) لقد شهدت هذه المواطن كلها على محمد فليس موطن أشهده إلا انصرف وأنا أرى في نفسي أني من غير شيء وأن محمداً سيظهر..
سليمان: ما دمت يا والدي موقناً من أن محمداً سيظهر فلماذا لا تتبع محمداً فإنه خير من يقدر أمثالك من الرجال.
خالد: لقد نشطني للخروج وزادني رغبة في الإسلام كتاب عمك وسرتني مقالة محمد عني.. ولئن كنت يابني لا أصدق الرؤيا والأحلام ولكن ما رأيت في المنام كان شيئاً عجيباً.
سليمان: وماذا رأيت يا أبتاه؟
خالد: رأيت في المنام كأني في بلاد ضيقة جدبة فخرجت إلى بلاد خضراء واسعة..
سليمان: إنه حلم جميل يا أبتاه ربي اجعله خيراً..
خالد: هيا يا بني لقد أزمعت وأجمعت على الخروج إلى المدينة ولكن أربد أن أرى زعماء قريش فلعلي أقنعهم كما قنعت هيا إلى صفوان ابن أمية..
سليمان: ألم تجد أحداً غير صفوان.. إن قلبه أقسى من الجلمود هيا يا أبتاه. هيا.
(نقلة صوتية)
صفوان: يا مرحباً بك يا خالد.. لقد طال غيابك عنا وكنت ظننت أنك صبأت ففررت بصبوتك إلى محمد.
خالد: إن مثلي لا يعرف الفرار يا صفوان وها أنذا أجيء إليك وقد قررت أن أتحدث إليك قبل أن أخرج إلى المدينة..
صفوان: وماذا تريد أن تقول لي يا أبا سليمان.
خالد: يا أبا وهب أما ترى أن محمداً أظهر على العرب والعجم فلو قدمنا عليه واتبعناه فإن شرفه شرف لنا
صفوان: (ساخرا) يا أبا سليمان لو لم يبق أحد غيري ما اتبعت محمداً أبدا.. لقد قتل أبي وأخي فكيف تصافح يداي يديه.
خالد: هيا يا سليمان فهذا الرجل موتور قد حجب الثأر نور الإيمان عن عينيه.. هيا إلى عكرمة بن أبي جهل..
سليمان: هيا يا أبتاه.. ألم أصدقك رأي في صفوان بن أمية.
خالد: نعم.. لقد صدقت فراستك فيه يا بني.
(يصادفهما جمع من رجال وشباب قريش فيقول أحدهم):
أحدهم: ما هذا الذي سمعناه عنك يا فارس بني مخزوم.
خالد: وما هو الذي سمعته يا فتى؟
أحدهم: لقد سمعنا أنك تزمع الخروج إلى محمد بالمدينة.
خالد: يا بني وأنتم يا شبيب قريش وشبانها.. لقد استبان لكل ذي عقل أن محمداً ليس بساحر ولا شاعر وأن كلامه من كلام رب العالمين.. فحق على كل ذي لب أن يتبعه..
أصوات: لا.. لا.. لن نتبع محمداً.. لن نترك آلهتنا ونعبد أله محمد.. لا يسحرك محمد يا فارس بني مخزوم.. لا يسحرك.. (يأتي عكرمه بن أبي جهل على صوت الجلبة فيرى خالد بن الوليد فيقول):
عكرمة: ما هذه الجلبة؟ ما هذه الأصوات؟
أحدهم: تعال أنظر يا عكرمه لقد صبأ فارس بني مخزوم
عكرمة: أحقاً صبأت يا خالد؟
خالد: لم أصبُ ولكني أسلمت يا خالد.
عكرمة: والله أن كان أحق قريش الا يتكلم بهذا الكلام لأنت.
خالد: ولم؟؟
عكرمة: لأن محمداً وضع شرف أبيك حين جرح وقتل عمك وابن عمك ببدر.. فوالله ما كنت لأسلم ولأتكلم بكلامك يا خالد.. أما رأيت قريشاً يريدون قتاله؟؟
خالد: هذا أمر الجاهلية وحميتها.. لكن والله أسلمت حين تبين لي الحق.
صوت: يا أبا سليمان.. يا خالد.. إن أبا سفيان يدعوك إليه بدار الندوة.؟.
خالد: قل له إني قادم إليه.
عكرمة: هيا يا أبا سليمان فلعل أبا سفيان يستطيع أن يقنعك بالعودة إلى ما كان يعبد أباؤك.
خالد: هيهات.. هيهات.. لقد تبين الرشد من الغي وانجلى الصبح لذي عينين.
(نقلة صوتية .. مسبوقة بموسيقى)..
أبو سفيان: أهلا بأبي سليمان.
خالد: أهلا بك يا عم.
أبو سفيان: أحقاً ما بلغني عنك يا خالد.
خال: نعم إنه حق يا عماه.
أبو سفيان: (بغضب) واللات والعزى لو أعلم أن الذي تقول حق لبدأت بك قبل محمد..
خالد: والله إنه الحق على رغم من ذلك.
أبو سفيان: (منفعلاً) أتقولها ولا تخشاني.. ولا تحترم شيبتي.
عكرمة: مهلاً يا أبا سفيان.. فوالله لقد خفت للذي خفت أن أقول مثل ما قال خالد وأكون على دينه.. أنتم تقتلون خالداً على رأي رآه.. وهذه قريش تبايعت عليه والله لقد خفت ألا يحول الحول حتى يتبعه أهل مكة كلهم..
خالد: هيا با بني.. اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
سليمان: إلى أين يا أبتاه..
خالد: إلى عثمان بن طلحة.. ولكن لا.. لا.. أن أباه طلحة وعمه وإخوته الأولين قد قتلوا يوم أحد فإن فاتحته فسيكون جوابه مقذعا ولاذعا.
سليمان: من يدري يا أبتاه.. قد يكون أجمل ممن قابلت ردا ولقاء.
خالد: السلام عليك يا عثمان بن طلحة.
عثمان: وعليك السلام يا أخي وصديقي.. لقد أسفت واستشعرت بالغضب حين بلغني ما فعله أبو سفيان معك.. والله لولا أنه بمنزلة الأب منا لكان لي معه شأن من أجلك..
خالد: بورك فيك يا عثمان.. ما رأيك في الأمر الذي أقام قريشا وافقدها؟؟
عثمان: كنت أربد أن أفاتحك بشأنه ولكنك سبقتني إليه كعادتك سباقاً إلى كل مكرمة.
خالد: لقد أخجلني ثناؤك يا أخي عثمان..
عثمان: إنه أهل للفضل.. قل لي أين نلتقي في طريقنا إلى محمد.
خالد: في الهدة فأينا سبق إليها انتظر الآخر..
عثمان: فليكن.. بسم الله عليه توكلنا، إليه أنبنا وإليه المصير.
خالد: توكلنا على الله.. توكلنا على الله
(نسمع حركة ووقع حوافر خيل وصوت خالد وابنه سليمان يرددان في خفوت)
بسم الله عليه توكلنا، إليه أنبنا وإليه المصير.. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..
خالد: ها هي الهدة.. هيا ننح بها ننتظر عثمان بن طلحة.
سليمان: أمرك يا أبتاه..
(نسمع صوت نزولها وجلو سهما ثم نسمع صوت حوافر خيل.. ثم صوت خالد يقول):
خالد: سليمان.. سليمان.. أرى شبحا قادما في الظلام أشرع سيفك وانتظر أمري
(نسمع صوت إشراعها سيفيهما ثم صوت الشيخ يقول):
الشيخ: لا تشرع سيفك يا خالد.. إنني عمرو بن العاص.
خالد: أهلا بك يا عمرو ما جاء بك إلى هذا المكان.
عمرو: جاء بي الذي جاء بك.
خالد: يا بن العاص.. والله لقد استقام الميسم وإن هذا الرجل لنبي فاذهب معي وأسلم فحتى متى ونحن سادرون في الغواية.
عمرو: لقد جئت لما جئت.. ولعلّ إسلامي قبل إسلامك يا أبا سليمان..
خالد: كيف قل لي..
عمرو: (يسمعان وقع حوافر خيل): إني أسمع وقع حوافر خيل فمتى يا ترى؟
خالد: إنه أخي عثمان بن طلحة فإني بانتظاره.
عمرو: أهو رفيقنا إلى محمد.
خالد: نعم.
(يصل عثمان)..
عثمان: السلام عليكم.
الجميع: وعليك السلام.
عثمان: من عمرو بن العاص.. اهتديت كما اهتدينا.
عمرو: نعم والحمد لله.
خالد: وقد سبقنا إلى الإسلام كما يقول.
عثمان: كيف.. أين بالله.
خالد: كان على وشك أن يقول قبل مجيئك..
عمرو: سأحدثكما في طريقنا إلى المدينة.. هيا بنا فقد انبلج الصباح.
(نسمع حركات سيرهم ووقع حوافر خيلهم.. وصوت عمرو يقول):
عمرو: عندما انصرفنا من معركة الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأي ويسمعون مني فقلت:
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
يا قوم… تعلمون والله أن أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا وقد رأيت أن نلحق بالنجاشي من الحبشة فإن ظهر محمد فكوننا تحت يده أحب إلينا من يد محمد.. وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلا يأتينا منهم إلا خير.
أصوات: إنه نعم الرأي يا عمرو.
عمرو: تعالوا نجمع ما يهدي إليه.. وإنكم لتعلمون أن أحب ما يهدي إلى النجاشي من أرضنا هو ألأدم.
أصوات: نعم.. لدينا منها الكثير الجيد.
عمرو: هيا إلى النجاشي. هيا..
(موسيقى صاخبة ثم سكون مطبق ثم صوت الحاجب يعلن).
الحاجب: عمرو بن العاص على رأي وفد من قريش يلتمسون الأذن بالدخول.
النجاشى: فليدخلوا.
(نسمع صوت دخولهم وصوت عمرو يقول):
عمرو: باركتك الآلهة أيها المليك العظيم وحفظتك راعيا لشعبك المخلص.
النجاشة: انهض لا تسجد فالسجود لغير الله حرام.
عمرو: لقد جئتك أيها المليك بهدايا متواضعة من بلادي إنها بعض الأدم الجيدة.
النجاشى: مرحباً بك يا صديقي وشكراًعلى هديتك اللطيفة.
عمرو: لقد رأيت عمرو بن أمية الضمري خارجاً من مجلسك أيها المليك.
النجاشى: نعم.. لقد جاء بشأن جعفر بن أبي طالب والمسلمين الذين هم معه.. وقد أمرت بتجهيز سفينتين لنقلهم إلى الحجاز.
عمرو: أيها المليك العظيم.. إن لي عندك رجاء وملتمساً.
النجاشي: قل ما هو؟
عمرو: إن عمرو بن أمية الضمري رسول عدونا محمد الذي أصاب من أشرافنا وخيارنا فهلا أعطيتنيه لأقتله بمن قتل محمد من قومي
(نسمع صوت حربة وصوت عمرو يقول):
أتضربني أيها المليك.. لقد كسرت أنفي.. والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألته.
النجاشي: تسألني يا عمرو أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي من سبقه من الأنبياء لتقتله؟؟
عمرو: كذاك هو أيها المليك.
النجاشي: ويحك يا عمرو أطعني وأتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه.
عمرو: أفتبايعني له يا ملك الحبشة على الإسلام.
النجاشي: نعم.. أبسط يدك.. وقل معي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
عمرو: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :832  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 68 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج