الحلقة ـ 67 ـ |
أمين السر: شيء عجيب أيها الأمير أن الليلة والتاريخ يوافقان ما ذكرت |
بازان: أشهد أن لا إله إلا الله وأَنَّ محمداً رسول الله. |
رئيس الوفد: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. |
بازان: أأسلمت حتى أنت يا رئيس وفدي إلى محمد!! |
رئيس الوفد: نعم أيها الأمير لقد تأثرت أنت بمحمد عن بعد فأسلمت فكيف بي وقد شاهدته عن قرب ورأيت من آثار نبوته ما لا تستطيع عين أن تنكره ولا قلب أن يجحده.. كما أن من معي قد أسلموا أيضا.. |
أصوات: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. |
بازان: الحمد لله… الحمد لله.. |
أصوات: الحمد لله. الحمد لله.. |
بازان: يا أزدشير!! |
بازان: أكتب: من بازان عامل كسرى على اليمن إلى محمد رسول الله.. أما بعد.. فقد هداني الله بك إلى الإسلام.. أشهد أن لا إله إلا الله وإنك عبده ورسوله.. وقد خلعت طاعة كسرى وولاءه وليست طاعتك وولاءك.. فإن قبلت ولايتي عنك على اليمن فثبتني على ما أنا فيه وإن رأيت غيري أهلاً لها فابعث إليّ حتى أسعد بأن أكون في رحابك وبين أصحابك المؤمنين المخلصين. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى).. |
المؤذن: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. رسول الله يأمركم بأن تتجهزوا للخروج إلى عمرة القضاء وألا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية عن الخروج. |
زيد: هيا يا سعد نتجهز للخروج. |
سعد: هيا يا علقمة… تجهز للخروج.. |
علقمة: إنني تجهزت أما تروني على قدم الاستعداد دائماً وأبداً. |
زيد: ألا يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتاط من غدر قريش به إذا دخلنا مكه ونحن عزل من السلاح إلا من سيوفنا المغمدة. |
علقمة: لقد علمت أن الرسول صلى الله عليه وسلم جهز مئة فارس بقيادة محمد بن سلمة وأرسلهم طليعة له على ألا يتخطوا حرم مكة وأن ينحدروا إذا هم بلغوا مر الظهران إلى وادي قريب منها سعد: ما أعظمك يا رسول الله.. لقد حسبت لكل شيء حسابه. |
تسمع أصوات الزحف.. وقعقعة السيوف.. ووقع حوافر الخيل ورغاء الابل وثغاء الهدي ثم نسمع صوتاً يصرخ بلهفة وفزع. |
الصوت: يا معشر قريش.. يا معشر قريش.. يا معشر قريش.. محمد ساق عليكم الفرسان المدججين بالسلاح لقد رأيت مئة فارس منهم في مر الظهران.. |
(هرج ومرج وأناس يركضون وصليل سوف وأسلحة وخيل ثم صوت صفوان يقول): |
صفوان: يا قوم.. لقد سمعتم المنادي.. وها هو محمد قد أجلب عليكم بخيله ورجله فماذا أنتم فاعلون: |
عكرمة: أرى يا عم أن ننهد لقتالهم.. وأن نقضي على طليعة مفرزة الخيل الموجودة في مر الظهران قبل أن يستكمل تلاحق جيش المسلمين واجتماعهم. |
صفوان: رأي سديد يا عكرمة.. ما تقولون فيه يا وجوه قريش.؟ |
سهيل: نحن على أهبة الاستعداد يا صفوان للقتال في أي وقت تدعو إليه الحاجة وأرى قبل أن نبدأ مهاجمة طليعة محمد من الفرسان أن نرسل وفداً إليه نذكره بشروط صلح الحديبية.. فإن لمسنا منه نية الغدر قاومناه وكنا معذورين أمام العرب إن نحن صديناه عن زيارة مكة. |
صفوان: ولكني أخشى ألا نستطيع مقاومته إذا استكمل تجمع قواته |
سهيل: كن مطمئنا يا صفوان.. ففي قريش وفتيانها وأحابيشها وموإليها وحلفائها القوة الكافية لرد عدوان محمد.. إنما المهم الساعه أن ندفعه بالغدر والعدوان وأن تكون الحجة لنا عليه لا العكس. |
صفوان: ماذا تقولون؟ |
حويطب: ما يقوله سهيل بن عمرو هو الصواب.. وإني وجماعتي نوافق عليه.. |
أصوات: نوافق على ما ارتآه سهيل. |
صفوان: حسناً.. حسناً.. انتخبوا من بينكم وفداً لمقابلة محمد. |
عباس بن مروان: أرى أن نبعث مكرز بن حفص على رأس وفد من قريش لهذه المهمة. |
(تسمع أصوات تلبية المسلمين: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).. |
زيد: أنظرها هو علقمة يسرع إلينا وهو يلهث.. |
سعد: لعل جعبته حافلة بالأخبار.. |
علقمة: السلام عليكما.. |
الإثنان: وعليكم السلام.. |
سعد: ما لك تلهث؟ |
(الجميع يتضاحكون).. |
علقمة: نعم. لقد أرسلت قريش وفدا على رأسه مكرز بن حفص لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم. |
زيد: أعوذ بالله، ولماذا جاؤوا؟ |
سعد: هل يفكرون في صدنا هذه المرة أيضاً عن زيارة البيت؟ |
علقمة: لا… لا… عندما رأيت قريش المائة فارس في مر الظهران ظنوا إننا سنغدر بهم فارسلوا وفدهم يتساءلون.. فطمأنهم النبي صلى الله عليه وسلم.. فعادوا من حيث أتوا.. |
سعد: إذن سندخل المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين ومقصرين. |
علقمة: نعم… نعم.. إن شاء الله.. |
(تسمع أصوات التلبية.. ثم صوت المؤذن يقول): |
المؤذن: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. رسول الله يأمركم بالمسير إلى مكة… لأداء العمرة.. هلموا يرحمكم الله.. هلموا أثابكم الله. |
(تسمع أصوات التلبية: لبيك اللهم لبيك.. ومسيرة الزحف ثم صوت زيد يقول): |
زيد: انظر يا سعد وأنت علقمة إلى المشركين يطلون علينا من سفوح جبل أبي قبيس والخندمة وأعالي مكة غيظاً وحنقاً.. |
(أصوات التلبية تشق عنان السماء مصحوبة بوقع أقدامهم وأصوات الهدى وتحركاتهم). |
(نقلة صوتية).. |
أحد المشركين: انظر إلى المسلمين.. لقد وهننتهم حمى يثرب.. |
الثاني: وهنتهم من أين يا خنفس.. تطلع إنهم يضطبعون بثيابهم.. ها هم يرملون.. وهم يطوفون.. انظر محمداً كالأسد يهرول منتصب القامة لم تحنه السنون ولا وكدته الأيام. |
الثالث: ولا تستحي يا خنفس بعد هذا أن تقول إن حمى يثرب قد وهنتهم، لقد وهنتنا نحن سمائم مكة.. ولوافح قيظها ونيران حرها.. |
(نقلة صوتية).. |
(أصوات المسلمين وهم يطوفون ومن ثم يسعون وصوت زيد يقول): |
زيد: اضطبع بردائك وأخرج عضدك الأيمن يا سعد وأنت يا علقمة.. أما تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول): اللهم ارحم أمرا أراهم اليوم من نفسه قوة. |
سعد: حسنا يا زيد.. |
علقمة: سنفعل كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.. |
(نقلة صوتية).. |
عمير: (بسخرية وهزء) كان أبو سفيان وصفوان بن أميه ومن لف لفهما يحدثوننا أن المسلمين في عسر وشدة وجهد.. فبالله عليك من هم في عسر وشدة وجهد.. ألسنا نحن المعسرين.. ألسنا نحن المنكوبين.. تطلع إلى منظر المسلمين الباهر في كل مكان وقل معي ألسنا نحن المنكوبين بزعامة أبي سفيان وصفوان.. |
مسافع: بلى يا عمير: إنّ الأيام تمشي في ركاب محمد وأصحاب محمد وإن قلبي ليحدثني إنهم سيفتحون مكة عاجلاً أو آجلاً يا عمير. |
حفص: صدقت يا مسافع… إن ذلك ليس ببعيد. |
المؤذن: (يؤذن لصلاة الظهر) |
مسافع: اسمع مؤذنهم.. انظر إنهم يقفون في صفوف متراصة، كالبنيان المرصوص.. ها هو محمد يؤمهم.. هل هنالك منظر أروع وأشد أثراً في النفس من هذا المنظر؟ |
حفص: إنهم يعبدون إلهاً واحداً.. ونحن نعبد آلهة ليس لها حصر ولم تغن عنا شيئاً |
مسافع: ما رأيك.. أيسمعنا أحد..؟ |
حفص: لا … قل… |
مسافع: ما رأيك أن ندخل في دين محمد.. ونخلص مما نحن فيه من كبرياء وعنجهية أبي سفيان وصفوان.. إن التواضع والسواسية شعار المسلمين.. انظر… ها هم يجلسون مع محمد في صحن المسجد وهو كأحدهم لا فرق بينهم وبينه.. قل لي.. أتستطيع أن تجلس إلى أبي سفيان أو صفوان وتحدثه حديث الند للند..؟ |
حفص: لا والله.. لو فعلت لألهب ظهري بسياطه.. |
(نقلة موسيقية).. |
أحد المهاجرين: انظر يا بن أسيد هنا كنت أسكن قبل أن أهاجر إلى يثرب.. وهناك كان والدي الذي استشهد في أحد يسكن.. وها هم كفار قريش يحتلون دورنا.. |
ابن أسيد: ابشر يا سالم فإن يوم فتح مكة آت لا محالة بإذن الله.. ألم يبشرنا الله سبحانه وتعالى بذلك حين أنزل على نبيه قوله بعد بيعة الحديبية، لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً.. إن هذا الفتح القريب هو كما أرى بشرى من الله لنا بقرب فتح مكة.. |
سالم: إن شاء الله.. إن شاء الله.. لقد أثار دخولنا مكة في نفسي ذكريات وذكريات.. وهذا هو اليوم الثالث يكاد أن ينصرم وعلينا أن نغادر مكة عملاً بشروط صلح الحديبية.. |
المؤذن: (يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. رسول الله يأمر بالتجهز لمغادرة مكة.. هلموا يرحمكم الله هلموا.. أثابكم الله..) |
(تسمع أصوات تحركات جيش المسلمين وهمهمات وهمسات وأصوات تعلو وتهبط ثم صوت صفوان بني أمية يقول): |
صفوان: ما حمدت شيئا مثلما حمدت موت أبي وأخي قبل أن يريا هذا اليوم الذي يدخل فيه محمد مكة دخول الفاتحين. |
عكرمة: لقد كرمت الالهة يا عماه والدي أبا الحكم قبل أن يسمع صوت العبد بلال يؤذن من فوق ظهر الكعبة |
خالد ابن أسيد: نعم يا عكرمة وإنه لمن سعد والدي أن يموت قبل أن يشهد هذه الأيام الثلاثة يا عكرمه. |
صفوان: لقد رأيت سهيل بن عمرو يغطي وجهه خجلاً طوال الثلاثة الأيام التي بقي فيها محمد بمكة. |
عكرمه: كان أبو سفيان أكثرنا حظاً فغيابه في الشام كفاه عار الخزى الذي لحقنا في هذه الايام الثلاثة. |
صفوان: أين خالد بن الوليد يا قوم.. |
عكرمة: لم يشأ أن يشهد دخول محمد وأصحابه مكه.. فغادرها إلى جهة بعيدة عنها.. |
صفوان: ربما لم يشأ أن يشاهد أخاه الوليد بين جموع المسلمين التي دخلت مكة. |
عكرمة: إني أرى حنظلة حليف بني مخزوم يعدو إلينا مسرعاً يواكبه اثنان من الموالي. |
يدخل حنظلة وهو يلهث فيقول له صفوان بن أمية |
صفوان: ما وراءك يا حنظلة.. أراك تلهث وكأنك آت من مكان بعيد وأنت تركض |
حنظلة: نعم يا قوم.. نعم.. لقد رأيت خالد بن الوليد يتجهز للخروج إلى المدينة. |
عكرمه: إنك تكذب يا هذا.. لا.. أن هذا مستحيل.. |
حنظلة: أقسم باللات والعزى |
((مع ابن الأعلام ينادي من أعلى جبل أبي قبيس قائلاً)): |
ابن الأعلام: يا معشر قريش.. يا معشر قريش.. يا معشر قريش.. |
صفوان: من هذا الذي ينادي من جبل أبي قبيس.. |
سهيل: إنه ابن الأعلام يا صفوان |
ابن الأعلام: وصلت قافلة الشام وعلى رأسها أبو سفيان |
صفوان: هيا يا قوم للقاء أبي سفيان والقافلة… |
|