شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 56 ـ
الراوي: ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبيه.. ولكن قريشا كانت لهم بالمرصاد.. ووقف المعسكران يفكر كل في الخطة التي يتبعها.. فأما الرسول فظل على خطته التي رسمها منذ أعد للعمرة عدتها.. (خطة السلم وعدم القتال إلا أن تهاجمه قريش أن تغدر به وهنالك لا يبقى من إنتضاء السيف مفر.. وأما قريش فترددت في إيفاد من يتعرف على قوة المسلمين من ناحية ومن يصدهم عن دخول مكة من ناحية أخرى).
أبو سفيان: وسيوف المسلمين أنسيتها.. وطاعتهم العمياء لمحمد أتجاهلتها يا صفوان.. ما رأيت قوماً يحبون أحداً حب أصحاب محمد لمحمد.
صفوان: إذن ما الرأي يا أبا سفيان؟
أبو سفيان: أرى أن نبعث من يستطلع قوة المسلمين ويستكنه دخيلتهم وهل جاؤوا حقاً للحج أو أن وراء الأكمة ما وراءها؟
صفوان: رأي سديد يا أبا سفيان.
أبو سفيان: هل عندك رجل ثقة يطمئن محمد وأصحابه إليه؟
صفوان: نعم.
أبو سفيان: من هو؟
صفوان: بديل بن ورقاء الخزاعي
أبو سفيان: ما أشد ما أشرت.. إنه لها.. نرسله إلى محمد على رأس وفد من خزاعة إذهب وادعه إلي..
صفوان: حسناً.. سأفعل.
أصوات: (المسلمون يرددون التلبية.. لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك..)..
أحد المسلمين: أسمعت بمعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم يا علقمة
علقمة: لا يا أبا ضرار.. ما هي.. قل.. لقد تخلفت في ساقه الجيش أسعف من عجزوا عن المشي وأكلت الطريق الوعرة نعالهم وأرجلهم.. قل.. بالله عليك قل ما هي؟
أبو ضرار: حينما نزلنا بهذا الوادي ضج أصحاب الرسول وجأروا بالشكوى إليه من قلة الماء فاخرج صلى الله عليه وسلم سهما من كنانته فأعطاه رجلا من الحاضرين نزل به إلى بئر من الآبار المنثورة في هذا الوادي فغرزه في قاع البئر فجاش الماء واستقى الناس واطمأنوا.
علقمة: ما أعظمك يا رسول الله.. فداك أبي وأمي لقد أرسلك الله رحمة للعالمين.
(نسمع ضجيجاً وهرجاً ولغطاً في صفوف المسلمين وأصواتا مبهمة تعلو وتهبط ثم نسمع أبا ضرار يقول):
أبو ضرار: أتسمع يا علقمة.. ما هذه الجلبه.. انظر.. ما الخبر؟
(أصوات مبهمة يتضح بعضها فنميزه يقول):
صوت: وفد من خزاعه.
صوت: أنظر بديل بن ورقاء على رأسهم.
صوت: إن خزاعة في جانب المسلمين.
صوت: ولكن هذا الوفد مرسل من قريش.
صوت: أؤكد لك أن خزاعة دائما معنا.
صوت: تعالوا ننظر ماذا يفعلون..
(نسمع أصواتاً في معسكر قريش بعضها يقول):
صوت: لم كل هذا الانتظار يا أبا سفيان؟
صوت: نريد الحرب والطعن.
صوت: لقد جاءنا المسلمون عزلا فلماذا لا نبيدهم عن بكرة أبيهم
صوت: أنتركهم يفلتون من قبضتنا بعد أن وقعوا في الفخ.
(أصوات تنادي: إلى القتال.. إلى القتال.. إلى القتال..)
أبو سفيان: يا معشر قريش.. يا معشر قريش.. يا معشر قريش.. أصيخوا إلى أصوات عقولكم وازجروا فوران عواطفكم وانصتوا إلي:
أصوات: قل.. كلنا آذان صافية.
أبو سفيان: إنني أتحرق شوقاً لقتال محمد أكثر منكم ولكن محمداً لم يجيء لقتالنا وإنما جاء للحج فكيف نصد من جاء معظما هذا البيت الذي نحن سدنته وحماته.
صوت:إن محمداً يخادعكم.. إنه يرقب غرة منكم ليدخل مكة عنوة.
أبو سفيان: لقد أرسلنا من يستطلع جلية الأمر وهم أن صدق ظني في طريق عودتهم إلينا.
صوت: يا قوم.. يا قوم.. عاد وفد بني خزاعه.
أبو سفيان: إليّ بهم في الحال.
بديل بن ورقاه: عم صباحا يا أبا سفيان.. عموا صباحا يا وجوه قريش وأحابيشها.
أبو سفيان: عم صباحا يا بديل.. ما وراءك.. قل.. فإن هذه الجموع تتلهف لسماع ما جئت به..
بديل: لقد سألنا محمداً عما جاء به إلينا فأجاب:
إنه لم يأت يريد حربا وإنما جاء زائرا للبيت معظما لحرماته.. ولقد ثبت لنا صدقه حين طفنا بمنازل فرأيناهم محرمين وشاهدنا بدن هديهم تسرح في عرض الوادي.
صوت: كذب يا بديل..
صوت: لقد سحركم محمد
صوت: إن جاء محمد يريد قتالاً فوالله لا يدخل علينا عنوة أبدا ولا تتحدث بذلك عنا العرب.
الحليس: لا يقول ما تقولون أيها المتنادون إلا السفهاء وإني لأربأ بكم أن تكونوا منهم فحكموا عقولكم وانبذوا مجونكم.
صفوان: يا معشر قريش.. يا معشر قريش..
أصوات: قل يا صفوان.. قل..
صفوان: أرى أن يذهب الحليس سيد الأحابيش بنفسه إلى محمد فهو خير من يصدقنا بنصحه ويرشدنا برأيه فماذا تقولون؟
أصوات: الرأي عند أبي سفيان.
أبو سفيان: نعم ما رآه صفوان فالحليس سيد الأحابيش حليفنا يناله ما ينالنا ويصيبه ما يصيبنا وسيأتينا بالخبر اليقين.
أصوات: موافقون.. موافقون..
(المسلمون يرددون التلبية.. لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
عامر: ما بك يا سفيان.. أراك تعصب جيشك.
سنان: بينما كنا نقوم بالحراسة البارحة فوجئنا بوابل من الحجارة تتساقط علينا.. وكنت من أصيب بهذه الحجارة فأسرعنا إلى مصدرها فوجدنا عددا من فتيان قريش وسفهائها فحاصرناهم وأسرناهم وجئنا بهم إلى رسول الله. أفتدري ماذا صنع بهم؟
عامر: لا يا سنان..
سنان: عفا عنهم وخلّى سبيلهم ورجع بعضهم وهم يبكون خجلاً وندماً..
عامر: أجل عفا عنهم احتراما للشهر الحرام أن يسفك فيه دم وليبهت قريشا حتى يعرفوا إنه إنما جاء زائرا هذا البيت ومعظما حرماته..
صوت: سلام عليكما.
عامر: من.. حذيفة يا مرحبا.. هل من جديد
حذيفة: نعم.. لقد أوفدت قريش الحليس سيد الأحابيش فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلاً أمر بالهدي أن تطلق أمامه ليرى أننا إنما جئنا حاجين معظمين البيت.
عامر: ها وماذا بعد ذلك؟
حذيفة: فلما رأى الحليس الهدي سبعين بدنة تميل عليه من عرش الوادي انقلب راجعا إلى قريش دون أن يلقى النبي صلى الله عليه وسلم.
(موسيقى انتقالية)
أبو سفيان: أهلاً بك يا سيد الأحابيش.. هلت ماذا رأيت؟
صوت: قل واصدقنا يا حليس.
الحليس: يا معشر قريش.. أعيروني أسماعكم وافتحوا لي عيونكم وصدوركم وقلوبكم لقد رأيت هدي محمد سبعين بدنة تسيل علي من عرض الوادي قد تآكلت أوبارها.. يا قوم.. إن محمداً لا يريد حرباً ولا عدواناً.. لقد جاء معظماً لهذا البيت وحرماته.
صوت: أجلس.. اسكت لا أبا لك..
صوت: أجلس فإنما أنت أعرابي لاعلم لك ولا رأى لك..
الحليس: أتهينوني يا سفهاء قريش ويا بظرانها.. أتتركني يا أبا سفيان وأنتم يا وجوه قريش إلى غلمائكم وأوغادكم يسفهون رأيي ويجبهون مقالي.. إنني لم أحالفكم لأصد عن البيت من جاء معظما إياه.. والله إن لم تخلوا بين محمد وما جاء به نفدت بالأحابيش عن مكة.
أبو سفيان: سنردع هؤلاء السفهاء.. ونعطيك الحق منا حتى ترضى ومن سفهك حتى تعفو أجلس رحمك الله.. وانظرنا حتى نفكر ملياً في أمر محمد ونختار السبيل التي تحفظ علينا عزتنا وكرامتنا.
صفوان: إنه لا يرضيك يا سيد الأحابيش وأنت منا أن يتحدث العرب أن محمداً دخل مكة رغم أنوفنا.
الحليس: بلى أنا لا أرضى بذلك.. ولكن ادرؤوا سفهاءكم عن حشر أنوفهم في أمور هي فوق مستوى مداركهم وعقولهم.
أبو سفيان: سنفعل حتى ترضى.
(أصوات التلبية من معسكر المسلمين: لبيك اللهم لبيك … لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك.. والملك.. لا شريك لك)..
صفوان: لقد كان صبيان قريش وسفهاؤها يقضون على حلفنا مع الأحابيش.. لقد أثاروا سيد الأحابيش ومن حقه أن يثور ومن حقه أن يغضب.
أبو سفيان: إنها غلطتنا يا صفوان حين سمعنا للغلمان والمراهقين أن يتدخلوا في شئوننا المصيرية.. والآن ما رأيك في الموقف.. أن كفة محمد بدأت ترجح.. فكل من أوفدناه سحره فجاءنا وهو متفق معه.
صفوان: الرأي أن نرسل حكيما نطمئن إلى حكمته.. وفي رأيي عروة بن مسعود الثقفي أهل لهذه السفارة.
أبو سفيان: أدعه إلينا.. لقد رأيته قبل مجيئك يجلس إلى ندوة بني مخزوم.
صفوان: حسناً.. ها أنذا سائر إليه.
أبو سفيان: أنظر يا صفوان.. لقد أغناك عروة مؤونة البحث عنه.. إنه قادم إلينا..
عروة: عموا صباحاً.
أبو سفيان: عم صباحا يا بن مسعود.. لقد جئت في أسعد الأوقات..
عروة: لعل وجوهكم هي البركة
أبو سفيان: يا عروة.. أنت تعرف ما نحن فيه من بلاء بسبب محمد.. ولسنا آمنين شره إنه يقول إنه إنما جاء للحج ونحن نتوجس عن أنه يخادعنا.. فهلا كفيتنا هذا القلق وهذه الحيره التي نعيشها وذهبت إلى محمد فأنا نطمئن إلى حكمتك وصائب رأيك.
عروة: بودي أن أفعل لولا خوفي من سفهائكم وغلمائكم الذين لا يوقرون كبيراً ولا يحترمون أحداً...
أبو سفيان: سأدرؤهم عنك وسأعطيهم درسا لن ينسوه.. فسر على بركة الله.
(أصوات التلبية… لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
زيد: أرى مقامنا سيطول في الحديبيه يا سعد.. فكل يوم تبعث قريش برسول.
سعد: ومن هو رسولهم اليوم.
زيد: كان عروة بن مسعود الثقفي وقد أجابه النبي صلى الله عليه وسلم كما أجاب منذ بقية وقد عاد من حيث أتى.
(موسيقى انتقالية وجلية وصوت يقول):
الصوت: لقد عاد عروة بن مسعود الثقفي.
أبو سفيان: ادخلوه..
(نسمع وقع أقدامه وهو يقول):
عروة: عم صباحا يا أبا سفيان.. وأنتم يا وجوه قريش وأحابيشها..
أبو سفيان: عم صباحا يا بن مسعود.. ما وراءك.
عروة: لقد رأيت من محمد ما لا يدع للريبة من إنه إنما جاء معظما للبيت مؤديا فرض ربه لا يريد حربا ولا يتقصد عدوانا..
أبو سفيان: ولكن..
عروة: ولكن ماذا.. يا معشر قريش.. إني جئت كسرى في ملكه.. وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه.. وإني والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه لا يتوضأ الا ابتدروا وضوءه ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه وإنهم لن يسلموه لشيء أبدا… فروا رأيكم.
الراوي: إلى الغد إن شاء الله تعالى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :869  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج