شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 54 ـ
الراوي: وطدت غزوة الأحزاب والقضاء على بني قريظة إقدام المسلمين في المدينة فلم يبق للمنافقين صوت يذكر واستشعر العرب في الجزيرة بقوة الإسلام وسلطانه وبمقام محمد صلى الله عليه وسلم ومنعة جانبه.
(أصوات مبهمة تعلو وتهبط وأصداء تتجاوب تدل على اجتماع قبلي وصوت الحارث بن عوف الغطفاني يقول):
الحارث: لقد قضى محمد على بني قريظة وأباد مقاتلتهم عن بكرة أبيهم.
طليحة: إنهم يستأهلون هذا المصير..لو أطاعونا وهاجموا محمدا يوم الخندق لاستأصلنا شأفة المسلمين ولكنهم جبنوا وضعفوا وترددوا فلاقوا مصيرهم المحتوم.
الحارث: وماذا ترون فعله بعد أن استعلى أمر محمد واستأسد أصحابه.
طليحة: أرى أن نصانعهم ونهادنهم يا بن عوف.
عيينة: أما أنا فلا أقر طليحة على رأيه.. كيف نعيش إذا لم نغز.. لا… لا.. لست من رأيكم يا قوم.
الحارث: عجيب أمرك يا عيينة بن حصن الفزاري.. محمد وادعك ومنحك حق المرعى في بعض أراضي المسلمين ثم نكثت العهد وكنت معنا يوم الخندق واليوم تشذ عنا وتريد أن تتعرض لقتال محمد..
عيينة: أتلومني يا بن عوف على مساندتي وقومي بني فزاره لكم يوم الخندق من هو عجيب أمره منا لن أصانع ولن أهادن.. سأظل أغزو.. وانهب.. وأسلب وليفعل محمد ما يشاء..
الحارث: إلى أين يا عيينة.
عيينة: إلى غزوة أزهو بها وغارة أغنم فيها.. هذه حياتي.. وهذه سبيلي.
الحارث: أخشى عليك يا عيينة.
الحارث: لا عليك مني يا بن عوف.
(أصوات خروجه … ورغاء إبله.. وصهيل خيله وصليل سيوف أصحابه.. ووقع حوافر خيلهم وهم يسيرون.. ثم صوت يقول):
الصوت: هدئوا السير يا قوم.. صباحنا حافل بالخيرات.
عيينة: ماذا تقول يا عروة؟
عروه: أنظر.. ألا ترى إبلا للمسلمين ترعى بظاهره المدينة.
عيينة: أصدق حراسها كبير؟ اذهب وارقب.. وعد إلينا سريعاً.
عروة: إن لي باصرة زرقاء اليمامة يا عيينة… أن الابل يحرسها رجل وامرأة.
عيينة: اغيروا عليهم إذن يا قوم.. فقد صبحكم الرزق من حيث لا تشعرون..
(تسمع أصوات حوافر الخيل وهي تركض.. وصوت الحارث وهو يجود بأنفاسه الأخيرة بعد أن قتل.. وصوت المرأة وهي تصرخ):
صوت المرأة: واسلاماه.. وارجلاه.،. قتلتموه.. ويل لكم أيها القادرون.. سينتقم لي منكم الرسول.
عيينة: اسكتي يا أمة الله… اجمعوا الإبل ولتعد إلى منازلنا قبل أن يشعر بنا المسلمون
صوت: واصباحاه أيها المسلمون.. واصباحاه أيها المسلمون.. أخذت أبلكم وقتل حارسها. وسيبت امرأته.. واصباحاه.. واصباحاه.
(أصوات تتنادى)
صوت: القوم صبحوا إبلنا.. اسمعوا إنه صوت سلمة بن عمرو يستصرخنا..
صوت: إنه يستصرخنا من ناحية جبل (سلع).. إليه أيضاً المسلمون.. إليه أيها المسلمون..
صوت: (يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. الفزع الفزع.. رسول الله يدعوكم للخروج في أثر القوم.. الفزع الفزع)
(وقع حوافر خيل.. وقعقمة سلاح.. وصهيل خيل.. وأصوات تهليل وتكبير.. الله أكبر.. الله أكبر)..
أحد المسلمين: إنهم قوم عيينة بن حصن الفزاري.
آخر: إنهم يغذون في السير.. إنهم يجتازون الجبل من ذي قرد.. ادركوهم.. خلصوا المرأة المسلمة من هؤلاء المشركين.
(صوت نزال ومقارعة أبطال وصليل سيوف)..
صوت: الله أكبر.. الله أكبر.. أنقذت المرأة واسترجعنا بعض الإبل..
صوت: لقد هرب عيينة الفزاري لا يلوي على شيء..
المرأة: الحمد لله الذي خلصني منهم.. الحمد لله.. لقد نذرت يا قوم إن أنجتنى هذه الناقة التي أركبها لأنحرنها قربانا لله..
أحدهم: لا تفعلي يا أختاه حتى نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
المرأة: اذهب هداك الله يا أخي..
صوت: رسول الله يأمركم بالعودة إلى المدينة.. بعد أن فر العدو وخلصتم أختكم المسلمة من أيديهم.
(نسمع أصوات العودة.. مصحوبة بموسيقى.. ثم سكون مطبق.. وصوت المرأة يقول):
المرأة: ها يا أخي ماذا قال صلى الله عليه وسلم؟
الرجل: قال بشرها جزيتها أن حملك الله عليه ونجاك بها ثم تنحريها..
إنه لا نذر في معصية الله ولا فيما لا تملكين.
(موسيقى العوده.. وصوت عيينة يلهث من شدة الإعياء والتعب وهو يقول):
عيينة: كاد محمد يدركنا.. وكدنا نقع في قبضة أصحابه.
أحد رجاله: لو لم نغذ في السير ونترك الإبل والمرأة للحقوا بنا..
عيينة: يا للعار.. يا للشنار.. كيف أواري وجهي عن الحارث بن عوف وطليحة بن خويلد.. لقد نصحاني فعصيت فكان جزائي ما لقيت.
(نسمع أصوات عودة جيش المسلمين إلى المدينة.. وأصوات تقول):
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر ثم سكون مطبق.. وصوت يقول:
صوت: عاد المسلمون منتصرين.. لقد استرجعوا الأسيره وأكثر الإبل.
صوت: أخزاك الله يا عيينة بن حصن الفزاري.. يا عدو الله ورسوله.
صوت: لقد علمت أنه فر هاربا إلى قريش.
صوت: ليس ذلك ببعيد عن عدو الله.
(نسمع مسير عيينة على فرسه وبعض أصحابه وهم في طريقهم إلى مكة ونسمع صوت رجل يقول حين وصول عيينة).
الصوت: هذا عيينة بن حصن سيد بني فزارة
أبو سفيان: يا مرحبا.. أهلا ومرحبا بك يا عيينة نزلت أهلا ووطئت سهلا.
عيينة: حييت يا بن حرب. وبوركتم يا وجوه قريش.
أبو سفيان: ما وراءك يا عيينة؟
عيينة: ورائي ما لا يسركم يا بن حرب.
صفوان: أتعني محمداً؟
عيينة: نعم يا صفوان.
أبو سفيان: وهل من جديد عنه؟
عيينة: لقد استأسد وانتصر أصحابه ووادعت ودانت لهم جميع القبائل حول المدينة.
صفوان: لقد نصره ربه في غزوة الخندق نصرا مؤزرا وخذلتنا آلهتنا أي خذلان.
أبو سفيان: أراك صبأت يا صفوان.
صفوان: كلا يا بن حرب.. وإنما هو مما أكابد بن محمد ودين محمد.
(يسمعون ضجيجاً وأصواتاً مبهمة وأناساً تتراكض نحوهم فيقول أبو سفيان لعكرمة بن أبي جهل):
أبو سفيان: انظر يا عكرمة ما هذه الجلبة وهذا الضجيج..
(تعلو الأصوات وتتكاثر وتبدو وكأنها تزحف إليه ثم لا يلبث لأن يظهر عكرمة وهو يقول):
عكرمة: لقد جاء من المدينة من يقول أن محمداً قد أذن في أصحابه بالحج والعمرة وإنه أوفد رسله إلى القبائل المجاورة يدعوهم للاشتراك معه.
أبو سفيان: إلي بمن جاء من المدينة.
عكرمة: أمرك يا عماه
أبو سفيان: عجيب أمر محمد هذا.. إنه يريد أن يغزونا في عقر دارنا متخذا من العمرة والحج ذريعة لذلك.. لا.. لا.. لن يكون ذلك وفينا عرق ينبض.
عكرمة: حضر الرجل يا عماه.. ها هو..
أبو سفيان: من أنت يا رجل.
الرجل: من بني بكر واسمي مسعود.
أبو سفيان: هل ما بلغني عن لسانك صحيح يا مسعود؟
مسعود: نعم يا أبا سفيان.
أبو سفيان: قل ووضح.
مسعود: بينما كنت في المدينة سمعت المسلمين يتحدثون أن محمداً رأى في منامه إن المسلمين سيدخلون المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين لا يخافون. وقد انتشر حديث هذه الرؤيا وألهب صدور المهاجرين والأنصار تحمسا على أداه الحج والعمرة.. ولقد سمعت مؤذن محمد يدعو الناس إلى الحج والعمرة.
أبو سفيان: وماذا أيضا.
مسعود: كما إنه استنفر القبائل المجاورة من غير المسلمين ودعاهم للعمرة والحج معه وقد بدأت أرتني لهم تستعد بأعداد هائلة.
أبو سفيان: سنحول بين محمد وأصحابه ودخول مكة بالغا ما بلغ الثمن وعزت التضحية يا عكرمة
عكرمة: لبيك يا عماه
أبو سفيان: وأنت يا خالد..
خالد: لبيك يا عماه.
أبو سفيان: أعلنوا التعبئة العامة وابعثوا بالرسل إلى الأحابيش وقبائل كنانة وهوازن، واعدوا الموالى للقتال.. وتقدم أنت يا عكرمه وخالد مع الفرسان حالا إلى طوى لتحولوا بين دخول محمد إلى مكة.
(نسمع أبواق النفير وأصوات تردد):
إلى القتال.. إلى القتال.. إلى القتال..
الراوي: إلى الغد إن شاء الله تعالى..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :841  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج