الحلقة ـ 35 ـ |
مزنة: الحمد لله الذي باءت المؤامرة على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بالفشل وكانت برهاناً ساطعاً على صدق الرسالة. |
سلمى: نعم يا بنيتي ولكن كفار قريش لم يرتضوا هزيمة أحد وكان المنافقون الموجودون في المدينة يزودونهم بالأخبار واليهود وفي مقدمتهم كعب بن الأشرف يحرضونهم على قتال الرسول لأنهم يريدون القضاء على المسلمين والكافرين.. |
مزنة: ومن هو كعب بن الأشرف يا أماه؟ |
سلمى: هو كعب بن الأشرف الطائي يهودياً أمه يهودية أيضاً من بنى النضير كان يقيم في حصن له قريب من المدينة ما تزال آثاره باقية حتى اليوم عندما سمع بانتصار بدر قال: |
(نقلة صوتية بدون موسيقى).. |
كعب بن الأشرف: والله لأن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها.. يا أم آزر. |
أم منبه: أنظر من أعلى شرفات حصنك ألا ترى الجموع ألا تسمع الدفوف... ألا تفرق بين التهليل والتكبير والبكاء والعويل. |
(أصوات طبول ودفوف.. وأفراح وقعقعة سلاح تردد): |
الأصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. سأذهب إلى مكة أعزي قريشاً في صناديدها وأحرضهم على قتال محمد... والله لئن استمر محمد في انتصاره فلن يكون لنا مكان في هذه المنطقة. |
أم آزر: ولكن محمداً أطلق لنا حريتنا في ديننا وأموالنا لقد عامل المسلمون أحسن مما كان يعامل المسيحيون آباءنا... |
كعب: ولكني أكره هذا الرجل.. أكرهه.. لا أطيق سماع اسمه.. لا أطيق.. لا أطيق. |
أم آزر: رافقتك السلامة.. السلامة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى).. |
سلمى: وذهب كعب بن الأشرف إلى مكة، ومعه بعض وجوه قومه واتباعه وأخذ يحرض كفار قريش على المسلمين ويدلهم على عوراتهم ناكثاً بذلك كل العهود والمواثيق التي أعطاها هو وقومه للنبي على أنفسهم. |
مزنة: لقد أفقد النصر ببدر اليهود صوابهم فاشتد حقدهم على الإسلام وتضاعف نشاطهم ضده وضد حاملي دعوته... |
سلمى: نعم يا بنيتي لقد اكتشف المسلمون عدة مؤامرات دبرها اليهود بغية القضاء على المسلمين ولكن المسلمين ظلوا ضابطين لأعصابهم... |
مزنة: وماذا كانت نهاية كعب بن الأشرف اليهودي اللعين. |
سلمى: عاد إلى حصنه بالمدينة بعد أن ألهب صدور قريش حمية وحماساً وحقداً وانتقاماً بأشعاره وخطبه فقد كان لعنة الله عليه شاعراً وخطيباً مفوهاً... |
مزنة: وهل تركه المسلمون يسرح ويمرح ويدس ويكيد؟ |
سلمى: لا يا بنيتي… فعند ما اشتد ايذاء كعب بن الأشرف للمسلمين واندفع في تشبيبه بنسائهم وبناتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟ فقام محمد بن مسلمه وهو من الأنصار وقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال نعم.. قال: فأذن لي أن أقول شيئاً. قال: قل… |
مزنة: أماه ما معنى فأذن لي أن أقول شيئاً. |
سلمى: يعني ألفق كلاماً.. وافتعل أسباباً لكي أصل إلى مرامي... |
مزنة: (ضاحكة) يعني يقوم بكل الحيل والوسائل في سبيل الوصول إلى قتل كعب. |
سلمى: نعم هو ذلك. |
مزنة: وماذا جرى بعد ذلك يا أماه. |
محمد بن مسلمه: يا أبا نائلة وأنت يا حارث هل توافقنا على القصة التي اخترعتها من أجل الوصول إلى كعب بن الأشرف. |
الحارث: نعم موافق يا بن مسلمة ولكن كيف الوصول إلى رأس كعب؟ |
أبو نائله: عندي أنا؟. |
محمد بن مسلمه: كيف يا أبا نائلة. |
أبو نائلة: أنك كما تعرف يابن مسلمة أني أخو كعب بن الأشرف من الرضاعة ولا شك أنه يأتمنني ولكن في هذه المرة تمشي أنت ومعك اثنان وتعقد الصفقة مع كعب وعندما تتواعدان لتنفيذها سآتي أنا والحارث ولتكن المواعدة ليلاً... |
محمد بن مسلمه: قل خطتك حتى تناقشها فأما أن نقرها أو نعدلها. |
أبو نائله: إن كعب بن الأشرف يحب الطيب وهو يتعطر كالنساء. |
الحارث: (ضاحكاً) لأنه زير نساء.... |
أبو نائله: فإذا نزل إلينا وجلس معنا سأمتدح عطره وريح طيبة ثم اطلب منه أن أشم رأسه وعند ذلك أتمكن من عنقه والباقي عليكم.. |
محمد بن مسلمه: يا لها من خطة رائعة.. |
الحارث: هيا بن مسلمه.. اذهب والله معك. |
محمد بن مسلمه: يا كعب! يا كعب! |
كعب: من الداعي. |
محمد بن مسلمه: محمد بن مسلمة |
كعب: أهلاً... ادخل... وسهلاً بك ومن معك... |
محمد بن مسلمه: عم صباحاً يا أبا آزر. |
كعب: عم صباحاً يا بن مسلمه.. ماذا تبغي؟ |
محمد بن مسلمه: إن الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنانا |
كعب: (بابتسامة ساخرة) وأيضاً والله لتملنه. |
محمد بن مسلمه: أنا قد تبعناه فلا نحب أن ندعه حتى تنظر إلى أي شيء يصيب شأنه وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين. |
كعب: نعم... أرهنوني. |
أحدهم: أي شيء تريد. |
كعب: أرهنوني نسائكم. |
الثاني: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب. |
كعب: فارهنوني ابناءكم. |
أحدهم: كيف نرهنك ابناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو بوسقين. |
محمد بن مسلمه: هذا عار وكلنا نرهنك اللأمة. |
مزنة: وما هي اللأمة يا أماه. |
سلمى: هي السلاح. |
مزنة: وهل وافق كعب؟ |
سلمى: نعم وتواعدوا ليلاً فجاء محمد بن مسلمه ومعه أبو نائله والحارث فدعاهم إلى الحصن ونزل إليهم فقالت له امرأته. |
زوج كعب: أين تخرج هذه الساعة. |
كعب: إنما هو محمد بن مسلمة وأخي ورضيعي أبو نائله. إن الكريم لو دعى إلى طعنة أجاب. |
محمد بن مسلمه: عم مساء يا أبا آزر. |
أبو نائله: عم مساءً يا أخي. |
كعب: أهلاً بكم.. أهلاً.. |
محمد بن مسلمه: جئناك بالرهن. |
كعب: والوسقان جاهزان. |
أبو نائله: (متضاحكاً) أراك في أحسن زينة وأبهى حلة فما شممت ريحا أطيب من عبيره.. فهل أنت على موعد. |
كعب: صه يا أخي.. أتريد أن تسمعك أم آزر.. |
أبو نائله: أتخشاها... وهل مثلك يخشاها... |
كعب: (ضاحكاً) ولكنها بعيدة عنا.. |
أبو نائله: إن ريح الطيب الذي تضمخ بها شعرك له نفحة غريبة لم أشم مثلها على أحد.. |
كعب: عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب. |
أبو نائله: أتأذن لي أن أشم رأسك.. |
كعب: ولم لا يا أخي.. |
سلمى: وبدا أبو نائله يشم شعر رأسه ثم أشم أصحابه.. وفي أثناء قبض على يدي كعب بقوة وصرخ.. |
(نقلة صوتية) |
أبو نائله: دونكم عدو الله.. |
كعب: حتى أنت يا أخي تبيعني في سبيل محمد.. |
أبو نائله: أبيع نفسي ووالدي وأخي في سبيل الإسلام ورسول الإسلام.. |
مزنة: حقيقة يا أماه أن رابطة العقيدة أقوى من رابطة الدم.. |
سلمى: صدقت يا بنيتي.. صدقت.. إلى الغد إن شاء الله.. |
مزنة: تصبحين على خير أماه.. |
سلمى: تصبحين على خير.. |
|