شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 28 ـ
مزنة: وماذا صنعت قريش بعد اجتماعها الأخير؟..
سلمى: أعلنت مكافأة قدرها مائة ناقة لمن يأتي بالنبي صلَّى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً وأرسلت الرسل والقصاصين في أثره.. ووصل بعض قصاصيهم قريباً من المغارة التي كان بها الرسول الأعظم فوجدوا العنكبوت معششاً على بابها وحمامتين ترقدان على بيض لهما فانقلبوا مرتدين على أعقابهم وأحسن سيدنا أبو بكر باقترابهم فكان شديد الخوف منهم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وليس على نفسه وكان الرسول يطمئنه ويقول: ((الله معنا)) فنزلت الآية الكريمة:
(نقلة صوتية بدون موسيقى)..
صوت هادر يردد الآية: ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا (التوبة: 40)..
مزنة: صدق الله العظيم.. أماه.. كيف كان الرسول صلَّى الله عليه وسلم وصاحبه يتدبران أمر أكلهما وشربهما وهما في الغار..
سلمى: كان عبد الله بن أبي بكر عينا لهما على المشركين يندس بينهم ليأتيهما بأخبار ما يبيته المشركون لهما.. وكان عامر بن فهير، مولى أبي يأتيهما مساء باللبن وأسماء بنت أبي بكر بالطعام..
مزنة: وكم من يوم ظلوا على هذا الحال؟..
سلمى: ثلاثة أيام.. حين جاءهما عبد الله بن أبي بكر وأخبرهما أن اللحاق بهما قد خف، وإن قريشاً قد يئست من العثور عليهما..
مزنة: وكيف أمنا واسطة النقل يا أماه..
سلمى: كان أبو بكر رضي الله عنه قد أعد الرحالتين والدليل قبل لجوئهما إلى الغار كما تعرفين فلما سكن اقتفاء قريش لهما أتاهما الدليل واسمه عبد الله بن أريقط الليثي بالراحلتين فامتطياها وسارا تكلؤهما العناية الإلهية..
(موسيقى القافلة)..
وكان خروج النبي صلَّى الله عليه وسلم وصاحبه من الغار في الخامس من شهر ربيع الأول وكان صلَّى الله عليه وسلم في الثالثة والخمسين من عمره..
مزنة: وهل مرت الرحلة النبوية إلى المدينة بسلام؟..
سلمى: حدث عارض بسيط كان آية ساطعة على صدق نبوة محمد صلَّى الله عليه وسلم..
مزنة: ما هو يا أماه؟..
سلمى: لحق بهما في الطريق سراقه بن مالك المدلجي على فرسه ليردهما إلى قريش ويظفر بالجائزة التي خصصتها لهذه الغاية.. وقبل أن يقترب منهما تعثرت فرسه وكبت به فنهض وركبها ولما اقترب من رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وسمعه يتلو القرآن ساخت يدا فرسه في الأرض حتى بلغت الركبتين فارتعدت فرائصه وسقط عنها، ثم انتزعت الفرس يديها من الأرض فتبعها دخان كالإعصار فعرف سراقه أنه هالك إن تمادى في محاولته بعد هذه البينات..
سراقة: يا قوم أنا سراقه بن مالك.. انظروني أكلمكم فوالله لا أريبكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه..
سلمى: فأوعز صلَّى الله عليه وسلم إلى من معه بأن يرد عليه فقال له أحدهم:
أحدهم: وما تبتغي منا؟
سراقة: تكتبون لي كتاباً يكون آية بيني وبينكم..
سلمى: فأمر رسول الله أبا بكر أن يكتب له ذلك ورجع سراقة من حيث أتى بعد أن وعدهم بأن يرد عنهما من يريد اللحاق بهما..
مزنة: تابعي يا أماه حديثك..
سلمى: ولحقهما في مكان على طريق المدينة يسمى بالغميم رجل يدعى بريدة بن الحصيب السهمي في سبعين راكباً من أهل بيته يريد أخذه صلَّى الله عليه وسلم ليرده على قريش ليأخذ المائة ناقة فلم يعرفه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فسأله: من أنت؟ قال أنا بريدة.. فالتفت الرسول إلى أبي بكر وقال: برد أمرنا وصلح.. ثم قال له: ممن أنت قال من أسلم فقال الرسول لأبي بكر: سلمنا: ثم قال له ممن؟ فأجاب من بني سهم: قال: خرج سهمك..
مزنة: ما أجمل هذه المحاورة.. تابعي يا أماه..
سلمى: ثم سأل بريدة النبي صلَّى الله عليه وسلم: من أنت؟ قال أنا محمد بن عبد الله رسول الله: فقال بريدة..
(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)..
فلما سلم أسلم من كان معه من قومه جميعهم وعددهم سبعون..
(نسمع أصواتهم وهي تردد: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)..
مزنة: ثم قال بريدة للنبي صلَّى الله عليه وسلم: لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء.. فحل عمامته ثم شدها في رمحه وجعلها لواء فحمله ومشى بين يدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..
(نقلة موسيقية)..
(أصوات.. ضجيج.. وهرج ومرج.. وأناس يتحدثون)..
أحدهم: لقد تأخر قدوم النبي صلَّى الله عليه وسلم إلينا..
الثاني: لا بد أنه سلك طريقاً أطول ليتجنب مقتفى أثره من القرشيين..
الثالث: إن الناس يخرجون يومياً من الصباح ينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة..
الرابع: إن اليهود يروجون إشاعات لا ندري مبلغها من الصحة مرة يقولون: إن قريشاً أمسكت بمحمد.. ومرة يقولون إنه مريض.. إلى غير ذلك مما جعل نفوس أهل يثرب قلقة على مصيره صلًّى الله عليه وسلم..
(أصوات.. ضجيج.. وهرج ومرج.. وأصوات مختلطة)..
أحد اليهود: راشيل! راشيل!..
راشيل: وماذا تريد يا عزرا..
عزرا: محمد الذي بشرت به التوراة ووصفته الأناجيل سيكون نبينا عما قريب فاستعدى للرحيل من هنا يا راشيل..
راشيل: إلى أين.. إلى أين يا عزرا؟..
عزرا: لقد كتب على بني إسرائيل التطواف في بلاد الله..
راشيل: لا أظن أن محمداً يطردنا من هنا إذا أحسنا سلوكنا والتزمنا الهدوء والسكينة..
عزرا: وهل تعتقدين أن كبارنا وأحبارنا سيتركون محمداً يسرح ويمرح في بلادهم.. إنهم سيقضون عليه قبل أن يقضي عليهم..
راشيل: إذا كان هذا رأي كبارنا فالويل لنا من كبارنا..
عزرا: سأصعد على ظهر هذا الحصن فربما رأيت محمداً فقد هلك قومه من حر الهجير وهم ينتظرونه..
راشيل: ما أشد اعتقادهم وإيمانهم بنبيهم.. إنهم أخلص له منا إلى موسى..
سلمى: ويصعد عزرا على ظهر الأطم وهو الحصن.
فيبصر برسول الله صلَّى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين أي لا بسين الثياب البيض يزول بهم السراب فتظهر حركتهم للعين فلم يملك عزرا إلا أن ينادي بأعلى صوته:
عزرا: يا بني قَيَلهْ.. هذا جدكم قد جاء..
سلمى: ويردد نداءه فيتسامع به الناس فيهرعون للقائه صلَّى الله عليه وسلم وتصدح أناشيد الفرحة من كل مكان.. مرددة:
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا للَّه داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
(خبطة موسيقية قوية)..
مزنة: لا يمكنك أن تتصوري مبلغ خوفي قبل أن يصل صلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يتبدد هذا الخوف إلا عندما سمعت النشيد: طلع البدر علينا..
سلمى: إلى الغد إن شاء الله تصبحين على خير..
مزنة: إلى الغد إن شاء الله..
سلمى: تصبحين على خير يا بنيتي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :789  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.