شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 24 ـ
سلمى: وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عندما اشتد إيذاء كفار قريش لأصحابه وقبل إسلام عمر رضي الله عنه قد أذن لمن يريد من أصحابه بالهجرة إلى الحبشة فهاجر حوالي خمسة عشر شخصاً بين رجل وأنثى..
مزنة: وماذا وقع لهم في أرض الحبشة؟..
سلمى: أكرمهم نجاشي الحبشة وأحسن وفادتهم وبقوا لديه ثلاثة شهور ثم عادوا إلى مكة عندما سمعوا بتحسن أحوال المسلمين فيها..
مزنة: ولا بد أنهم استقبلوا استقبالاً حافلاً من قبل إخوانهم المسلمين في مكة..
سلمى: أي استقبال يا بنيتي.. لقد عادوا في أحرج وقت كانت تمر به الدعوة الإسلامية..
مزنة: كيف يا أماه؟ كيف؟..
سلمى: لما رأت قريش من عزة النبي صلَّى الله عليه وسلم بمن معه وإسلام عمر بن الخطاب.. وفشوا الإسلام بين القبائل اجتمعت قريش على قتل النبي صلَّى الله عليه وسلم فبلغ ذلك أبا طالب فجمع بني هاشم وبني عبد المطلب وأدخلوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم شعبهم ومنعوه ممن أرادوا قتله..
مزنة: وماذا فعلت قريش كرد فعل على هذا الإجراء؟..
سلمى: اجتمع كفار قريش وقرروا أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على مقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب في كل شيء وعدم مصالحتهم حتى يسلموا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم لهم ليقتلوه وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في جوف الكعبة.. وقد تضرر المسلمون كثيراً بهذه المقاطعة واشتد البلاء على من آمن من المستضعفين ومن رجال القبائل الأخرى فأذن النبي صلَّى الله عليه وسلم بالهجرة ثانية إلى الحبشة فهاجروا وكان عددهم كبيراً في هذه المرة وقد قوبلوا بكل حفاوة وإكرام من نجاشي الحبشة..
مزنة: هل كان نجاشي الحبشة مسلماً؟..
سلمى: يقال يا بنيتي إنه أسلم وإن النبي صلَّى الله عليه وسلم عندما بلغه فيما بعد وفاة النجاشي خرج إلى المصلى فكبر أربع تكبيرات وقال استغفروا لأخيكم..
مزنة: تابعي يا أماه حديثك..
سلمى: فلما رأى كفار قريش المسلمون قد آمنوا واطمأنوا على دينهم وأنفسهم في الحبشة أرسلوا إلى النجاشي رسلاً يطلبون تسليم المسلمين إليهم وإعادتهم إلى بلادهم..
(موسيقى انتقالية)..
(في الحبشة النجاشي وحوله البطارقة)..
الحاجب: لقد جاء من مكة رسولان،،
النجاشي: أدخلهما..
(يدخل عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص)..
عبد الله: جئناك بهدية قريش أيها الملك..
النجاشي: ما اسمك يا فتى؟..
عبد الله: عبد الله ابن أبي ربيعة وهذا رفيقي عمرو بن العاص..
النجاشي: بماذا أرسلتكم قريش؟؟
عبد الله: لقد آوى إلى بلدك سفهاء من قومنا فارقوا دين آبائهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه وقد بعثنا إليك أشراف مكة لتردهم عليهم..
أحد البطارقة: حقاً أيها الملك قومهم أعلم بما عابوا عابهم فأسلمهم ينظروا في أمرهم..
النجاشي لن أسلمهم حتى أدعوهم فأسمع منهم ثم أنظر في أمرهم.. علي بهم..
(يخرج قائد الحرس ويعود ومعه المهاجرون وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب)..
النجاشي: تقدموا يا أصحاب محمد.. ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من أصحاب الملل..
جعفر: أنا ابن عم النبي صاحب الدعوة واسمي جعفر بن أبي طالب فهل تأذن لي بأن أتكلم..
النجاشي: قل فأنت آمن يا جعفر..
جعفر: أيها الملك كنا أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته فدعانا إلى الله نوحده ونخلع ما كنا نعبده من دونه الحجارة والأوثان..
النجاشي: ليس في هذا ما يعيبكم ما دمتم لم تمسوا غيركم بضر..
جعفر: ولكن قومنا عدوا علينا ليردونا عما آمنا به فلما ضيقوا علينا أمرنا الرسول بالهجرة إلى بلادك وقال إن فيها ملكاً يعدل في قومه وقد جئناك نرجو أن لا نكلم عندك ايها الملك..
النجاشي: ليس في موقف هؤلاء المهاجرين ما يدعوا إلى تسليمهم فعد يا عبد الله مع رفيقك فلا والله لا أسلمتهم أبداً..
عمرو: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً..
النجاشي: وماذا يقولون يا ابن العاص؟..
عمرو: سلهم أيها الملك فهم بذلك أعظم؟..
النجاشي: ماذا تقولون في عيسى يا أصحاب محمد؟..
جعفر: نقول الذي جاءنا به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم..
النجاشي: إنه والله لقول حق.. أنتم آمنون عندي..
سلمى: وعاد رسولا قريش مدحورين مذمومين بعد أن رد النجاشي عليهما هداياهما وأقام الصحابة عنده بخير دار وعلى أحسن جوار..
مزنة: أماه.. هل توقفت الدعوة لدين الله أثناء هذه المقاطعة..
سلمى: على الرغم مما كان يقوم به صناديد قريش من معاكسة ومقاومة وتحدٍ للنبي ولدعوته. فقد كانت الوفود ترد إلى مكة وتبحث عن النبي صلَّى الله عليه وسلم. فمثلاً وفد نصارى نجران اجتمعوا به أثناء هذه المقاطعة وكلموه وكلمهم فاستجابوا له وآمنوا به. وعندما قاموا من عنده صلَّى الله عليه وسلم اعترضهم أبو جهل وقال لهم:
أبو جهل: خيبكم الله من ركب بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون الأخبار لهم لتأتوهم بخبر الرجل فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم فصدقتموه بما قال، لا نعلم ركباً أحمق منكم..
مزنة: وهل سكت وفد نجران على هذه الإساءة يا أماه؟..
سلمى: لا.. بل رد عليه واحد منهم قائلاً..
أحد وفد نجران: سلام عليكم لا نجاهلكم، لنا ما نحن عليه ولكم ما أنتم عليه..
سلمى: وهنا نزل صلَّى الله عليه وسلم قوله تعالى الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ . وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ . أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (القصص: 52 - 55) .. صدق الله العظيم
مزنة: كم استدامت مقاطعة قريش لبني هاشم وبني عبد المطلب؟..
سلمى: استمرت المقاطعة ثلاثة سنين حتى قيض الله تعالى من يسعى لهم في نقض صحيفة المقاطعة من أعدائهم مدفوعين بنوازع القربى والوشائج التي كانت تربطهم ببني هاشم وبني عبد المطلب وهكذا قام أحد هؤلاء واسمه المطعم بن عدي ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا كلمة باسم اللَّهم وما كان فيها من اسم الله فإنها لم تأكله.
مزنة: وماذا تم بعد نقض الصحيفة؟..
سلمى: عاد بنو هاشم وبنو عبد المطلب إلى منازلهم وصاروا في تجارتهم ومعاييشهم كما كانوا قبل كتابة الصحيفة وكان الله قد هيأ نقض الصحيفة ليعطي نبيه القوة والجد على تحمل مصابين كانا من أعظم ما واجه في رسالته صلَّى الله عليه وسلم..
مزنة: وما هما يا أماه؟..
(خبطة موسيقية قوية)..
سلمى: ستعرفين ذلك في الغد إن شاء الله..
مزنة: إلى الغد إن شاء الله.. تصبحين على خير يا أماه..
سلمى: تصبحين على خير يا بنيتي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :873  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج