الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة الدكتور عبد الله المعطاني ))

ثم تحدث الدكتور عبد الله المعطاني فقال:

- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد: وعلى آله وصحبه أجمعين.. في بداية حديثي أود أن أقف وقفة شكر وعرفان أمام الأستاذ عبد المقصود خوجه، وأود أن أقول لكم بأنني لا تربطني بالأستاذ عبد المقصود أي صداقة اللهم إلا صداقة العلم. فالرجل يفرش دائماً مائدته لكل طلاب العلم، وأذكر أول ليلة أتيت فيها واستقبلني هذا الرجل استقبالاً حافلاً كأنه يعرفني من سنين، فتذكرت قول حسان بن ثابت:

يغشون حتى ما تهر كلابهـم

لا يسألون عن السواد المقبل

- أما بالنسبة لسؤالي للدكتور عبد الله الغذامي أو مداخلاتي.. أود أن أسأل ثلاثة أسئلة، ولكن قبل أن أسأل الأسئلة أود أن أعلق على مقدمة الدكتور الغذامي، وقد نختلف في أشياء كثيرة لاسيما حينما استشهد بقصيدة امرئ القيس: (قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل)، وأن البيت الأول لا بد أن يكون مرتبطاً بالبيت الأخير من القصيدة أو بالبيت الخمسين. كذلك حين قال: إن الجزئيات تدل على الكليات، أو أنها لا يتوفر أو يتجسد الجمال إلا إذا كانت الجزئية ظهرت بصورة كاملة، وهذه القضية أعتقد أنه قال بها عبد القادر الجرجاني حينما تحدث عن فصاحة الكلمة. لن أقف هنا ولا أيضاً أنتظر من الدكتور عبد الله الغذامي أي إجابة، وقد يكون لديه الجواب الشافي أو المقنع، ولكن سوف أنتقل إلى الكتاب قلت في كتابك بأن حمزة شحاته اقتفى المعري في عزلته، ألا تعتقد بأن هناك اختلافاً بين عزلة حمزة شحاته وبين عزلة المعري، لاسيما وأن عزلة المعري كان فيها شيء من العقائد أو الاعتراض على الأقدار. وما إلى ذلك، لاسيما أن حمزة شحاته كان له بيت في القصيدة الدالية، يذكرني ببيت علي بن عبد العزيز الجرجاني حينما قال:

يقولون لي فيـك انقباض وإنمـا

رأوا رجـلاً عـن موقـف الـذل أحجما

أريد من الدكتور عبد الله أن يوضح أو يضيء شيئاً من هذا، قد أكون لم أفهمه من الكتاب؟

أما السؤال الثاني فهو أنه على منهج البنيويين الذي اتخذته في كتابك "موت المؤلف" أو على الأقل التعامل مع النص.

- لوحظ أنك في بعض الأحيان، بل في صفحات كثيرة من الكتاب تحاول أن تهتم بحمزة شحاته وبحياة حمزة شحاته، وتتعامل مع هذا الشاعر معاملة فيها شيء من العاطفة، خاصةً في هجرته من مكة إلى القاهرة. فما هو تعليلك لهذا المنهج الذي اتخذته في كتابك؟.

- والسؤال الأخير، وأرجو أن لا أكون قد أثقلت.. لقد استشهدت بنثر حمزة شحاته وبشعر حمزة شحاته، وفي نظري الشخصي المحدود أن ما ورد من شعر حمزة شحاته في كتاب الخطيئة والتكفير - أنا لم أقرأ كل ما كتب حمزة شحاته من الشعر، لأنك أشرت إلى أن المصادر كانت شفهية وكذلك الصحف، ومن الصعب جداً على باحث في عجالة من أمره أن يحيط بكل شيء - الشعر الذي وجد في كتاب الخطيئة والتكفير، لا أعتقد أنه أجود الشعر الموجود لدينا في المملكة العربية السعودية، لاسيما إذا قارناه بالأستاذ حسين سرحان والأستاذ حسين عرب، وأرجو من الدكتور عبد الله الغذامي أن يوضح هذا؛ وشكراً.