من الصادح الغريد في فحمة الدجى |
يسائل عن ((ليلى)) وما عنه من روى |
أغيري شدا واستعذب السقم في الهوى |
وأخضل ردنيه البكاء وما ارتوى |
أحبك حباً صادقاً لا تشوبه |
مكائد شبان يعيشون باللوى |
واعلم مهما يحو قلبي من الهوى |
فليس بكافٍ أن يلينك ما حوى |
وكلت إليه البث في الأمر فاحكمي |
كما شئت إني طائع مسلم القوى |
* * * |
أجابت وقد لاح العبوس بوجهها |
جلياً وبوق الشر بالبين قد دوى |
أمثلك يا هذا جدير بحبنا |
أمثلك غر يبتغي عندنا الدوا |
أتشكو إليّ البرح من أنت يا ترى |
وهل لو ضيع بالأكارم مستوى |
وهب كنت من بيت رفيع عماده |
أيصدق شاب العصر في الحب إن هوى |
كثير من الشبان يغرون فتية |
بحب وتحت الحب خبث قد انضوى |
يكيلون ألفاظ الغرام تزلفا |
لهن إلى أن يوقعوهن في الهوى |
بهذا الهوى انقضوا ذئابا كواسرا |
تمزق ثوب العفة الخافق اللوا |
وظلوا بهذا الروض يجنون زهره |
وكل جمال سوف يدركه الدّوى |
ومذ أذبل الروض النضير تنكروا |
لهن وصرح الطهر قد مال وانهوى |
فكانت مواخير الدعارة ملجأ |
إليها ضحاياكم تساق إلى الثوا |
أجل هذه يا شاب نبل فعالكم |
فهل بعد هذا نفتح القلب للهوى؟ |
لئن عدت تشكو الحب أخبرت والدي |
لعلّك تلقى عنده الداء والدوا |
* * * |
قسوتِ لعمري ربَّة الطهر فارفقي |
ولا تزني كل الشباب على السوا |
فما كل من سحَّ الدموع بعاشق |
ولا كل سهران يؤرقه الطوى |
سقيت غرامي من دموعي فما ارتوى |
وعنفت قلبي عن هواك فما ارعوى |
وما أنا ممن يدمل الهجر جرحه |
ويطفىء نور الحب في نفسه النوى |
أقضي الليالي ساهراً دامي الحشا |
أقاسي صنوف البؤس والسقم والجوى |
وحيداً طريداً لا سمير سوى الأسى |
وقفر من الآلام أطويه ما انطوى |
هو الحب ما استولى على قلب عاشق |
ندي الهوى إلا به أوهن القوى |