شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((فتاة آن أربر))
وَمَرَّتْ والحَيَا في الخَطْوِ يَسْري
وعِطْرٌ سَابِحٌ في الجَوّ يُنْشَرْ
ولِلْعِطْفَيْنِ إِمَّا إنْ تَثَنَّتْ
كَأَنْ ((مَارْلينَ مُوْنرو)) فيهِ تَخْطُرْ
وَفِي العَيْنَيْنِ حِينَ رَنَتْ نِداءٌ
تَحَدَّى كُلَّ جَبَّارٍ تَكَبَّرْ
وَدُنيَا مِنْ جَمالٍ عَبْقَريٍ
أَرَى فيهِ لَعَمرِي ((لاَنَ تِيرْنَرْ))
وأَجْراسُ الصِّبَا في القَدّ دَقَّتُ
وَصُبْحُ الحُبِّ بالإشُراقِ أَسْفَرْ
* * *
وسَارَتْ والقُلوبُ لَها بِسَاطٌ
يَمُدُّ رِوَاقَهُ أَيَّانَ تَظْهَرْ
تَسَمَّرَتِ العُيونُ عَلى خُطَاهَا
وَوَدَّ فَمُ الثَّرى تَقْبِيلَ بِنْصَرْ
مُنَسَّقَةٌ مُنَظَّمَةٌ تَرَاهَا
فَتَحُسِبُهَا بِحَقٌ ((كُومُبيُوتَرْ))
وَحِينَ خَطَتْ وُرُودَ الرَّوضِ نَدَّتْ
وَوَجْهُ اليَوْمِ بالبَسَماتِ نَضَّرْ
وَسْيمُفُونِيَّةٌ عَزفتْ بِلَحْنٍ
كَأَنْ ((شُوبَرتْ)) يَعْزِفُهْ ((بِأَربْرْ))
تَرانِيمٌ وأَنْغامٌ تَعَالَتْ
وَتَرْدِيدٌ بِلاَ دُفٍ ومَزْهَرْ
وَشَاركتِ السَّماءُ الأَرضَ بِشْراً
بِرِيحٍ كُلُّهُ مِسْكٌ وَعَنْبَرْ
وَدَاعٍ للْهَوَى لمَّا دَعَانِي
هَتَفْتُ منَ الجَوَى الله أَكْبَرْ
أَمِنْ أَيَ الجِنَانِ هَبَطَّتِ قالتْ
أَنَا يا سائِلي مِنْ ((آن أَرْبَرْ))
وَأَنْتَ؟؟
أَنَا فَدَيْتُكِ منْ بِلادٍ
بِهَا التَّأريخُ لِلْعُشَّاقِ سَطَّرْ
رَوَائِعِ مِثْل ((جُولِيتَ وَرْمْيُو))
((وليلَى قَيس)) أَوْ ((عَبْلاَ وَعنْتَرْ))
أَرَى مَوْسُوعَةً أَدَباً وفَنَّا
وَبَحْراً في العُلُومِ بهِ سَأَفْخَرْ
فَأَيْنَ دَرسْتِ؟؟
قالتْ كُلُّ هَذا..
((بِأَربَرْ
كُلُّ هَذَا
بَلْ وَأَكْثَرْ
ذُهِلْتُ!! تَبَسَّمَتْ ثُمَّ اسْتَدَارَتْ
وَقَالتْ: قي أَمَانِ اللَّه ((يَسْمَرْ))
* * *
وسَارَتْ والطَّريقَ لَهَا رَفِيقٌ
وأَرْتَالٌ مِنَ العَشَّاقِ ((سُمَّرْ))
وآهَاتُ القُلوبِ لَها عَزيفٌ
عَزيفُ النَّايِ في أَطْلالِ ((تَدْمُرْ))
وَمَوْجاتُ الشَّبابِ مَشَتْ تِبَاعاً
تَزُفُّ فتاةَ ((كِسْرى)) لابْنِ ((قَيصَرْ))
وبَاقَاتُ الوُرودِ بِهَا أَحَاطَتْ
وَفَوْقَ العَرشِ كانَتْ بِنْتُ ((أَرْبَرْ))
أَفَاتِكَةَ العُيُونِ فَدَتْكِ نَفْسِي
فِدَاؤُكِ مَا ((بِدَرْبَورْن)) وَ ((أَرْبَرْ))
أَرَى في نَاظِريْكِ اليَومَ نُوراً
أَنُورُ البَدْرِ أَمْ بَصَرِي تَحَيَّرْ
أَحَقاً مَا تَقُولُ؟
!بَلَى وَرَبّي
أَنَا؟ لاَ.. لاَ.. لَعَمْرِي أَنْتَ تَسْخَرْ
أَنَا!! كَلاَّ.. وَفِيكِ أَرَى مَصِيري
فَهَذَا مَا قَضَاهْ لِيَ المُقَدَّرْ
لَقَدْ أَوْقَعَتَ نَفْسَكَ في غَرَامٍ
مَستَلْقَي الوَيْلَ مِنْهُ بَلْ سَتَخْسَرْ
سَأَصْبِرُ..
لاَ أَرَاكَ بِمُسْتَطِيعٍ
سَأَصُبِرُ..
أَنْتَ تَهْذِي أَنْتَ تَفْشُرْ
* * *
وَسَارتْ والقُلُوبُ لَهَا بِساطٌ
يَمُدُّ رِوَاقَهُ أَيَّانَ تَظْهَرْ
وَسِرْتُ وَقَدْ تَغَشَّانِي بُكَاءٌ
عَلَى حُبِّ وَأَدَّتْ ((بِأنَ أَرْبَرْ))
وأَشْلاءُ الفُؤَادِ مَشَتْ وَرَائِي
تُلَمْلِمُ بَعْضَ مَا مِنْها تَبَعْثَرْ
وَكُنْتُ أُصَارِعُ الآلامَ عَلِّي
أُهَدْهِدُ مَا جَرَى مِمَّنْ تَجَبَّرْ
فَهَلْ أَسْتطِيعُ؟ لَيْتَ.. عَسَى وَأَنّى
أُطِيقُ الصَّبْرِ مِنْ صِبْرِ التَّصَبُّرْ
* * *
وَمَرَتْ بِي لَيَالِ حَالِكَاتٌ
وَإنّي سَاهِرٌ والنَّجْمُ أَخْبَرْ
أَبِيت أَسَائِلُ الأَيَّامَ عَنْها
فَلاَ خَيَرٌ عَنِ المَحْبُوبِ يُؤُثَرْ
فَلَمْ أَتْرُكْ مَنَاهِلَ لَمْ أَرِدْهَا
وَلاَ سُوقاً تَرَكْتُ ولاَ مُعَسْكَرْ
ولِلنَّدَوَاتِ سِرْتُ وَدُورَ عِلْمٍ
بَحَثْتُ فَلاَ دَلِيلَ يُرَى وَمَصُدَرْ
فَقُلْتُ اليَأْس أَرْجُوهُ مُعِيناً
لَعَلِّي أَسْتَرِيحُ مِنَ التَّذَكُّرْ
* * *
وَدَارَتْ دَوْرَةَ الأَيَّامِ حَوْلِي
وَمَنْ أَهْوَى نَأَى والرَّبْعُ أَقْفَرُ
تَعَاقَبَتِ السّنِينُ وَنَارُ حُبّي
يَزِيدُ أُوُارُهَا وَأَنَا مُحَيَّرْ
يُنِيخُ شِتَاؤُهَا وَأَنَا وَحِيدٌ
وَبَرحُ الهَمّ يَصْحَبُني وَيَسْهَرْ
* * *
وَجُنَّ الأصْدِقَاءُ وقَدْ رَأَوْنِي
أَهِيمُ بِدَونِ أَنْ أَخْشَى وَأَحْذَرْ
فَقَالُوا أَيُّهَا المَجْنُونُ رِفْقاً
مَصِيرُكَ مُظْلَمٌ وَهَوَاكَ أَخْطَرْ
غَرامُكَ أَيْنَ مِنْهُ غَرامُ ((قَيْسٍ))
لَقْدْ أَعْمَى فُؤَادَكَ وَالتَّبَصُّرْ
تَرَحَّلْ رُبَّمَا تَسْلُو وتَنْسَى
فَحَظُّكَ غَالِبٌ ولَسَوفْ تَظْفَرْ
أَجْبْتُ وَمَا الحَياةُ وَقَدْ تَنَاءَتْ
لَعَمْرِي المَوْتُ لِي وَاللَّه أَسْتَرْ
* * *
مَشَيْتُ أَجُوبُ أُورُوبَّا بِشَوْقٍ
وَطَيْفُ حَبِيبَتِي يَخْفَي وَيَظْهَرْ
وَلَمْ أَتْرُكْ مَتَاحِفُ لَمْ أَزُرَهَا
ولاَ سِينَمَا ولا صَالاتِ مَيْسرْ
وعَيْنِي أَيْنَمَا شَامَتْ جَمَالاً
رَأَتْهُ مُزَيَّفاً زِيَّا وَمَخْبَرْ
فَلَمْ أرَ فِي بَنَاتِ ((السّينِ)) شَمْساً
وَلاَ قَمَراً كَمِثْلِ فَتَاةِ ((أرْبِرْ))
وَكَادَ اليَأْسْ يَعْصِفُ بِي وإذْ بِي
أَرَى شَبَهاً لَهَا شَكْلاً وَمَظهَرْ
فَكِدْتُ أَطِيرُ مِنْ فَرَحِي.. أَحَقاً
تُرَى هِيَ أَمْ تُرَى هَذَا تَصَوُّرْ
دَنَوْتُ تَبَسَّمَتْ لَمَّا رَأَتْنِي
وَقَالَتْ: جِئْتَ تَطْلٌبٌنِي ((يَأَسْمِرْ))
بَلَى.. أَأَعُودُ
كَلاَّ.. بَلْ سَتَبْقَى
فِصدْقُ الحُبّ فِي عَيْنَيكَ أَسْفَرْ
وَضَمَّ الشَّوْقُ قَلْبَيْنَا وَرُوحْنَا
نَبُلُّ غَلِيلَهُ فِي ((أن أَرْبَرْ))
 
طباعة

تعليق

 القراءات :476  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج