| وَمَرَّتْ والحَيَا في الخَطْوِ يَسْري |
| وعِطْرٌ سَابِحٌ في الجَوّ يُنْشَرْ |
| ولِلْعِطْفَيْنِ إِمَّا إنْ تَثَنَّتْ |
| كَأَنْ ((مَارْلينَ مُوْنرو)) فيهِ تَخْطُرْ |
| وَفِي العَيْنَيْنِ حِينَ رَنَتْ نِداءٌ |
| تَحَدَّى كُلَّ جَبَّارٍ تَكَبَّرْ |
| وَدُنيَا مِنْ جَمالٍ عَبْقَريٍ |
| أَرَى فيهِ لَعَمرِي ((لاَنَ تِيرْنَرْ))
|
| وأَجْراسُ الصِّبَا في القَدّ دَقَّتُ |
| وَصُبْحُ الحُبِّ بالإشُراقِ أَسْفَرْ |
| * * * |
| وسَارَتْ والقُلوبُ لَها بِسَاطٌ |
| يَمُدُّ رِوَاقَهُ أَيَّانَ تَظْهَرْ |
| تَسَمَّرَتِ العُيونُ عَلى خُطَاهَا |
| وَوَدَّ فَمُ الثَّرى تَقْبِيلَ بِنْصَرْ |
| مُنَسَّقَةٌ مُنَظَّمَةٌ تَرَاهَا |
| فَتَحُسِبُهَا بِحَقٌ ((كُومُبيُوتَرْ))
|
| وَحِينَ خَطَتْ وُرُودَ الرَّوضِ نَدَّتْ |
| وَوَجْهُ اليَوْمِ بالبَسَماتِ نَضَّرْ |
| وَسْيمُفُونِيَّةٌ عَزفتْ بِلَحْنٍ |
| كَأَنْ ((شُوبَرتْ)) يَعْزِفُهْ ((بِأَربْرْ))
|
| تَرانِيمٌ وأَنْغامٌ تَعَالَتْ |
| وَتَرْدِيدٌ بِلاَ دُفٍ ومَزْهَرْ |
| وَشَاركتِ السَّماءُ الأَرضَ بِشْراً |
| بِرِيحٍ كُلُّهُ مِسْكٌ وَعَنْبَرْ |
| وَدَاعٍ للْهَوَى لمَّا دَعَانِي |
| هَتَفْتُ منَ الجَوَى الله أَكْبَرْ |
| أَمِنْ أَيَ الجِنَانِ هَبَطَّتِ قالتْ |
| أَنَا يا سائِلي مِنْ ((آن أَرْبَرْ))
|
| وَأَنْتَ؟؟ |
| أَنَا فَدَيْتُكِ منْ بِلادٍ |
| بِهَا التَّأريخُ لِلْعُشَّاقِ سَطَّرْ |
| رَوَائِعِ مِثْل ((جُولِيتَ وَرْمْيُو))
|
|
((وليلَى قَيس)) أَوْ ((عَبْلاَ وَعنْتَرْ))
|
| أَرَى مَوْسُوعَةً أَدَباً وفَنَّا |
| وَبَحْراً في العُلُومِ بهِ سَأَفْخَرْ |
| فَأَيْنَ دَرسْتِ؟؟ |
| قالتْ كُلُّ هَذا.. |
|
((بِأَربَرْ |
| كُلُّ هَذَا |
| بَلْ وَأَكْثَرْ |
| ذُهِلْتُ!! تَبَسَّمَتْ ثُمَّ اسْتَدَارَتْ |
| وَقَالتْ: قي أَمَانِ اللَّه ((يَسْمَرْ))
|
| * * * |
| وسَارَتْ والطَّريقَ لَهَا رَفِيقٌ |
| وأَرْتَالٌ مِنَ العَشَّاقِ ((سُمَّرْ))
|
| وآهَاتُ القُلوبِ لَها عَزيفٌ |
| عَزيفُ النَّايِ في أَطْلالِ ((تَدْمُرْ))
|
| وَمَوْجاتُ الشَّبابِ مَشَتْ تِبَاعاً |
| تَزُفُّ فتاةَ ((كِسْرى)) لابْنِ ((قَيصَرْ))
|
| وبَاقَاتُ الوُرودِ بِهَا أَحَاطَتْ |
| وَفَوْقَ العَرشِ كانَتْ بِنْتُ ((أَرْبَرْ))
|
| أَفَاتِكَةَ العُيُونِ فَدَتْكِ نَفْسِي |
| فِدَاؤُكِ مَا ((بِدَرْبَورْن)) وَ ((أَرْبَرْ))
|
| أَرَى في نَاظِريْكِ اليَومَ نُوراً |
| أَنُورُ البَدْرِ أَمْ بَصَرِي تَحَيَّرْ |
| أَحَقاً مَا تَقُولُ؟ |
| !بَلَى وَرَبّي |
| أَنَا؟ لاَ.. لاَ.. لَعَمْرِي أَنْتَ تَسْخَرْ |
| أَنَا!! كَلاَّ.. وَفِيكِ أَرَى مَصِيري |
| فَهَذَا مَا قَضَاهْ لِيَ المُقَدَّرْ |
| لَقَدْ أَوْقَعَتَ نَفْسَكَ في غَرَامٍ |
| مَستَلْقَي الوَيْلَ مِنْهُ بَلْ سَتَخْسَرْ |
| سَأَصْبِرُ.. |
| لاَ أَرَاكَ بِمُسْتَطِيعٍ |
| سَأَصُبِرُ.. |
| أَنْتَ تَهْذِي أَنْتَ تَفْشُرْ |
| * * * |
| وَسَارتْ والقُلُوبُ لَهَا بِساطٌ |
| يَمُدُّ رِوَاقَهُ أَيَّانَ تَظْهَرْ |
| وَسِرْتُ وَقَدْ تَغَشَّانِي بُكَاءٌ |
| عَلَى حُبِّ وَأَدَّتْ ((بِأنَ أَرْبَرْ))
|
| وأَشْلاءُ الفُؤَادِ مَشَتْ وَرَائِي |
| تُلَمْلِمُ بَعْضَ مَا مِنْها تَبَعْثَرْ |
| وَكُنْتُ أُصَارِعُ الآلامَ عَلِّي |
| أُهَدْهِدُ مَا جَرَى مِمَّنْ تَجَبَّرْ |
| فَهَلْ أَسْتطِيعُ؟ لَيْتَ.. عَسَى وَأَنّى |
| أُطِيقُ الصَّبْرِ مِنْ صِبْرِ التَّصَبُّرْ |
| * * * |
| وَمَرَتْ بِي لَيَالِ حَالِكَاتٌ |
| وَإنّي سَاهِرٌ والنَّجْمُ أَخْبَرْ |
| أَبِيت أَسَائِلُ الأَيَّامَ عَنْها |
| فَلاَ خَيَرٌ عَنِ المَحْبُوبِ يُؤُثَرْ |
| فَلَمْ أَتْرُكْ مَنَاهِلَ لَمْ أَرِدْهَا |
| وَلاَ سُوقاً تَرَكْتُ ولاَ مُعَسْكَرْ |
| ولِلنَّدَوَاتِ سِرْتُ وَدُورَ عِلْمٍ |
| بَحَثْتُ فَلاَ دَلِيلَ يُرَى وَمَصُدَرْ |
| فَقُلْتُ اليَأْس أَرْجُوهُ مُعِيناً |
| لَعَلِّي أَسْتَرِيحُ مِنَ التَّذَكُّرْ |
| * * * |
| وَدَارَتْ دَوْرَةَ الأَيَّامِ حَوْلِي |
| وَمَنْ أَهْوَى نَأَى والرَّبْعُ أَقْفَرُ |
| تَعَاقَبَتِ السّنِينُ وَنَارُ حُبّي |
| يَزِيدُ أُوُارُهَا وَأَنَا مُحَيَّرْ |
| يُنِيخُ شِتَاؤُهَا وَأَنَا وَحِيدٌ |
| وَبَرحُ الهَمّ يَصْحَبُني وَيَسْهَرْ |
| * * * |
| وَجُنَّ الأصْدِقَاءُ وقَدْ رَأَوْنِي |
| أَهِيمُ بِدَونِ أَنْ أَخْشَى وَأَحْذَرْ |
| فَقَالُوا أَيُّهَا المَجْنُونُ رِفْقاً |
| مَصِيرُكَ مُظْلَمٌ وَهَوَاكَ أَخْطَرْ |
| غَرامُكَ أَيْنَ مِنْهُ غَرامُ ((قَيْسٍ))
|
| لَقْدْ أَعْمَى فُؤَادَكَ وَالتَّبَصُّرْ |
| تَرَحَّلْ رُبَّمَا تَسْلُو وتَنْسَى |
| فَحَظُّكَ غَالِبٌ ولَسَوفْ تَظْفَرْ |
| أَجْبْتُ وَمَا الحَياةُ وَقَدْ تَنَاءَتْ |
| لَعَمْرِي المَوْتُ لِي وَاللَّه أَسْتَرْ |
| * * * |
| مَشَيْتُ أَجُوبُ أُورُوبَّا بِشَوْقٍ |
| وَطَيْفُ حَبِيبَتِي يَخْفَي وَيَظْهَرْ |
| وَلَمْ أَتْرُكْ مَتَاحِفُ لَمْ أَزُرَهَا |
| ولاَ سِينَمَا ولا صَالاتِ مَيْسرْ |
| وعَيْنِي أَيْنَمَا شَامَتْ جَمَالاً |
| رَأَتْهُ مُزَيَّفاً زِيَّا وَمَخْبَرْ |
| فَلَمْ أرَ فِي بَنَاتِ ((السّينِ)) شَمْساً |
| وَلاَ قَمَراً كَمِثْلِ فَتَاةِ ((أرْبِرْ))
|
| وَكَادَ اليَأْسْ يَعْصِفُ بِي وإذْ بِي |
| أَرَى شَبَهاً لَهَا شَكْلاً وَمَظهَرْ |
| فَكِدْتُ أَطِيرُ مِنْ فَرَحِي.. أَحَقاً |
| تُرَى هِيَ أَمْ تُرَى هَذَا تَصَوُّرْ |
| دَنَوْتُ تَبَسَّمَتْ لَمَّا رَأَتْنِي |
| وَقَالَتْ: جِئْتَ تَطْلٌبٌنِي ((يَأَسْمِرْ))
|
| بَلَى.. أَأَعُودُ |
| كَلاَّ.. بَلْ سَتَبْقَى |
| فِصدْقُ الحُبّ فِي عَيْنَيكَ أَسْفَرْ |
| وَضَمَّ الشَّوْقُ قَلْبَيْنَا وَرُوحْنَا |
| نَبُلُّ غَلِيلَهُ فِي ((أن أَرْبَرْ))
|